للكاتب الكبير توفيق الحكيم عددٌ من الكتُب يشغلُ فيها الحِمارُ حيِّزاً واسعاً يتيح له الحوارَ وإبداءَ الرأي بمطلق الحريّة، وعلى قدَمِ المساواة مع المؤلِّف، حول أهم القضايا الوجودية والفكرية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية التي ما فتِئتْ تشغل بال الإنسان إلى يومنا هذا. أقدمُ هذه الكتب روايةٌ تحمل عنوان"حِمارُ الحكيم"(١) وقد صدرت للمرّة الأولى عام (١٩٤٠م) وهي أقرب إلى أن تكون سيرة ذاتية لحياة المؤلِّف، بدأها بتصدير جاء فيه:
" قال حمار الحكيم" توما": متى يُنصِف الزمان فأركَبُ؟ فأنا جاهل بسيط، أمّا صاحبي فجاهل مركَّب!
فقيلَ لهُ: وما الفرق بين الجاهل البسيط والجاهل المركَّب؟
فقال: الجاهل البسيط هو مَن يعلم أنَّه جاهل، أمّا الجاهل المركَّب فهو مَنْ يجهل أنَّه جاهل."
وأحدثُ هذه الكتب كتاب" الحمير"(٢) الصادر عام (١٩٧٥م) وقد تضمّن أربعة نصوص مسرحيّة، هي:
١- الحمار يفكِّر ٢- الحمار يؤلِّف
٣- سوق الحمير ٤- حصحص الحبّوب.
وقد بيّن الكاتب الهدف من وضع هذا الكتاب في مقدّمة له سمّاها "كلمة" جاء فيها:
" فما الذي يريده مثلي الآن مِن نشر هذا الكتاب؟ كلُّ ما أريده هو أنْ يظلّ نبضُ الحياة في أمّتنا قائماً بوظيفته الحيويّة، ولا قيمة للحياة بغير وعي"
ثمّ يُعرِّف بالكتاب، فيبيِّن أنّه:
" تناولٌ كاريكاتوريٌّ لانحراف ثورة يوليو الإشتراكيّة إلى اللصوصيّة البيروقراطيّة".
وبين هذين الكتابين كتاب ثالث صدر عام (١٩٤٥م) ، وقد حمل عنوان" حماري قال لي" (٣)، وهو مجال بحثي في هذا المقال.
يشتمل الكتاب على ثماني عشرةَ مقالةً حواريّةً تناول فيها الكاتب قضايا إنسانية مختلفة، كالصراعات والحروب في حواريّتَي ( حماري وهتلر) و( حماري وموسوليني)، وقضايا المرأة في ( حماري والقاضية) و( حماري وحزب النساء) والعدالة والقضاء، في( حماري والمحكمة) و( حماري والجريمة)
والعيوب الأخلاقية، في( حماري والنفاق) وغير ذلك من القضايا التي تهمّ الناس والمجتمع.
هذا..وقد وقع اختياري على حواريّة
" حماري والطوفان" لما تحمله مِن دلالات عميقة تمسُّ جوهر الإنسان ومغزى وجوده وإشكالية سلوكه في الحياة.
يستهلّ المؤلّف كتابه" حماري قال لي" بتمهيد يحمل عنوان: مَن هو" حماري" يعرّف فيه بحماره فيقول:
"الحمار له شأن في حياتي... إنّه عندي كائن مقدّس، كما كان الجِعران عند المصريين القدماء...لقد عرفته منذ صغري في صورة جحشٍ جميل اشتراه لي أهلي بثلاثين قرشاً، وجعلوه لنزهتي في الريف..."(ص.١١)
الحمار إذاً يرتبط بطفولة الكاتب، وله في نفسه منزلة سامية تشابه تلك التي للخنفساء عند قدماء المصريين؛ إذ كانوا يقدّسونها ويتّخذون من تمثالها تميمة وحلية.
ثُمّ يعرض الكاتب لثلاثة حمير عرضتْ له في مراحل حياته المختلفة، فينتهي من ذلك إلى القول:
"مِن بين هذه الحمير الأربعة: أين حماري الذي يحادثني وأحادثه؟!..
إنّه ليس واحداً بالذات من بينها... إنّه جميعها. إنّه هو كلّها مجتمعة في واحد، هو روح هذه الأربعة التي عرفتُ، إنّه النوع بفصائله، والفصيلة بصفاتها...إنّه أيّ حمار، رأيته أو لم أره... أي حمار من تلك الحمير التي أعرف أو لا أعرف هو لي صديق... أحبّه وأحدب عليه، وأفهم ما يجول في خاطره...
وأنظر إلى عينيه وأصغي إليه، فيخيّل إليّ أنّ صمته الطويل قد انفرج عن حديث مؤنسٍ يُدلي به إليّ، وأسئلة طريفة يلقيها عليّ..."(١٥).
بعيداً عمّا ذهب إليه الكاتب في حديثه الحافل بالعطف والمودّة تجاه الحمار، فإنّ هذا الحيوان الصبور يمثّل عنصراً أساسيّاً لميل الحكيم إلى الفكر الحواريّ في عرض أفكاره، إنّه شخصيّة مسرحيّة طيِّعة تعبِّر عن الرأي الآخر للمؤلّف، إنّه باختصار خدعة فنّيّة تتيح للكاتب أن يطرح كلّ الأفكار التي قد يجد حرجاً في طرحها المباشر.
في حواريّة "حماري والطوفان" يبحث الكاتب في المغزى والعبرة والدروس المستقاة من هذا الحدَث الكوني العظيم..جاء فيها:
" جلس حماري إلى جواري كما اعتاد، وقال:
-أخشى أنْ تثور كبرياؤك ذات يوم فتترفَّع عن مجالسة مثلي!...
قالها بنبرة أعرفها في صوته... إنّه مخلوق يجيد نوعاً من السخرية ليس من الهيِّن أنْ يُلمحَ في كلّ الأحيان...لأنّه مغلّف في طيّات التواضع والتسليم والإذعان... فأجبتُهُ:
وأنا أخشى أنْ يركبكَ الوهم؛ فتحسبَ أنْ لا فرق بيني وبينك!...
.....................................
- ما أردتُ أنْ أمسَّ كرامتكَ...إنّ بيننا وبينكم صلات ودٍّ من قديم...لقد زاملناكم، وركبنا معكم سفينة نوح في عهد الطوفان...
فأدركتُ غرضه الخفيَّ من الإشارة إلى هذا المستند التاريخيّ، وبادرتُ
أقول:
- ليس هذا بدليل على الزمالة... لقد ركبتْ معنا كلّ الحيوانات...
......... ................
- لا تتكلّم عن فصيلتي.. لقد كان لنا رأي في السفينة والطوفان...
-وما هو، من فضلك، رأيكم في السفينة والطوفان؟...
- لا تسألني رأيي؛ بل أجبني أنت بفكركَ الناضج: لماذا كان الطوفان وكانت السفينة!؟..
- لماذا؟... للظلم والفساد اللذين كانا قد عمّا الأرض... وللضلالة والطغيان، وعبادة الأوثان...
ويتساءل حمار الحكيم بنبرة متشكّكة عن النتائج التي ترتّبت على هذا الطوفان، فيقول:
"- وهل ساد بعد ذلك الخير، وانتصر الحقُّ؟!..
- ماذا تعني؟...
- لم يقلْ لك مؤرّخوك: إنّ قوم عاد كانوا أوّل مَن عبد الأوثان بعد الطوفان؟..
- نعم... نبتَ الشرّ من جديد.....
- الواقع أنّ الطوفان لم يحدث غير مرة، بعد أن ثبت قلّة جدواه في المرّة الأولى!...
- أنت تقصد ولا شكّ طوفان الماء...هذا حقيقة...وقد وعد الله بأن لا يعيده... ولكنّه استعاض عنه بطوفان من نوع آخر يحدث في كلّ جيل مرّة أو أكثر...ذلك طوفان الدماء!...
- حتى طوفان الدماء ماذا صنع؟... ألم تكن الحرب الكبرى الماضية طوفان دماء!....
ويمضي الحوار على هذا المنوال ليؤكّد استمرار أخطاء البشر واستحالة الإصلاح، إلى أن يقترح حمار الحكيم العلاج قائلاً:
- نعم ... عندي العلاج...وإذا قلت لك عندي، فإنّما أقصد عند فصيلتي...فنحن نفكّرجميعاً تفكيراً واحداً، فليس عندنا حمار مثاليّ، وآخر...ماديّ، وليس عندنا زعماء ولا قادة....بل يوجد حمير على أرض الله وكفى...شعورها واحد وقلوبها واحدة....
- هذا جميل....
- نعم... ولذلك أستطيع- إذا سمحتَ لي- أن أجد لكم العلاج معشر الإنسان!...
- حقّاً... هذا هو الذي ينقصنا! يا لمجد الإنسانية المنهار!...
- كبرياؤكم... كبرياؤكم.... كبرياؤكم الزائل...إنّه في دمكم!...دمكم الذي فسد...لا أمل فيكم ولا علاج لكم إلا بعملية نقل الدم...نقل دم جديد...
-أظنّك ستقترح علينا أنْ يُنقلَ إلينا دم حمير؟!...
-لا...إنّها لتضحية كبرى من فصيلة الحمير؛ لا أنصح أن نتحملها من أجلكم..." (ص.ص١٦-٢٣).
بهذه السخرية المريرة ينتهي هذا الحوار بين الحكيم وحماره؛ إنّه بمثابة مرثيّة حزينة للجنس البشري العصيّ على الإصلاح والتغيير.
رؤية سوداويّة، دون ريب، لكنّها لا تبتعد كثيراً عن واقع الحال.
*- الدكتور زياد العوف، أعلام الأدب العربيّ الحديث -قراءة جديدة- مؤسسة يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ٢٠٢٠م، ص.ص ١٧١-١٧٧ .
١- توفيق الحكيم، حمار الحكيم، مكتبة مصر، القاهرة، د.ت
٢-توفيق الحكيم، الحمير، مكتبة مصر، القاهرة، د.ت
٣-توفيق الحكيم، حماري قال لي، مكتبة مصر، القاهرة، د.ت
دكتور زياد العوف
- بمناسبة " يوم الحمار العالميّ" الذي يوافق اليوم الثامن من شهر مايو/آيار (8/5) من كلّ عام
" قال حمار الحكيم" توما": متى يُنصِف الزمان فأركَبُ؟ فأنا جاهل بسيط، أمّا صاحبي فجاهل مركَّب!
فقيلَ لهُ: وما الفرق بين الجاهل البسيط والجاهل المركَّب؟
فقال: الجاهل البسيط هو مَن يعلم أنَّه جاهل، أمّا الجاهل المركَّب فهو مَنْ يجهل أنَّه جاهل."
وأحدثُ هذه الكتب كتاب" الحمير"(٢) الصادر عام (١٩٧٥م) وقد تضمّن أربعة نصوص مسرحيّة، هي:
١- الحمار يفكِّر ٢- الحمار يؤلِّف
٣- سوق الحمير ٤- حصحص الحبّوب.
وقد بيّن الكاتب الهدف من وضع هذا الكتاب في مقدّمة له سمّاها "كلمة" جاء فيها:
" فما الذي يريده مثلي الآن مِن نشر هذا الكتاب؟ كلُّ ما أريده هو أنْ يظلّ نبضُ الحياة في أمّتنا قائماً بوظيفته الحيويّة، ولا قيمة للحياة بغير وعي"
ثمّ يُعرِّف بالكتاب، فيبيِّن أنّه:
" تناولٌ كاريكاتوريٌّ لانحراف ثورة يوليو الإشتراكيّة إلى اللصوصيّة البيروقراطيّة".
وبين هذين الكتابين كتاب ثالث صدر عام (١٩٤٥م) ، وقد حمل عنوان" حماري قال لي" (٣)، وهو مجال بحثي في هذا المقال.
يشتمل الكتاب على ثماني عشرةَ مقالةً حواريّةً تناول فيها الكاتب قضايا إنسانية مختلفة، كالصراعات والحروب في حواريّتَي ( حماري وهتلر) و( حماري وموسوليني)، وقضايا المرأة في ( حماري والقاضية) و( حماري وحزب النساء) والعدالة والقضاء، في( حماري والمحكمة) و( حماري والجريمة)
والعيوب الأخلاقية، في( حماري والنفاق) وغير ذلك من القضايا التي تهمّ الناس والمجتمع.
هذا..وقد وقع اختياري على حواريّة
" حماري والطوفان" لما تحمله مِن دلالات عميقة تمسُّ جوهر الإنسان ومغزى وجوده وإشكالية سلوكه في الحياة.
يستهلّ المؤلّف كتابه" حماري قال لي" بتمهيد يحمل عنوان: مَن هو" حماري" يعرّف فيه بحماره فيقول:
"الحمار له شأن في حياتي... إنّه عندي كائن مقدّس، كما كان الجِعران عند المصريين القدماء...لقد عرفته منذ صغري في صورة جحشٍ جميل اشتراه لي أهلي بثلاثين قرشاً، وجعلوه لنزهتي في الريف..."(ص.١١)
الحمار إذاً يرتبط بطفولة الكاتب، وله في نفسه منزلة سامية تشابه تلك التي للخنفساء عند قدماء المصريين؛ إذ كانوا يقدّسونها ويتّخذون من تمثالها تميمة وحلية.
ثُمّ يعرض الكاتب لثلاثة حمير عرضتْ له في مراحل حياته المختلفة، فينتهي من ذلك إلى القول:
"مِن بين هذه الحمير الأربعة: أين حماري الذي يحادثني وأحادثه؟!..
إنّه ليس واحداً بالذات من بينها... إنّه جميعها. إنّه هو كلّها مجتمعة في واحد، هو روح هذه الأربعة التي عرفتُ، إنّه النوع بفصائله، والفصيلة بصفاتها...إنّه أيّ حمار، رأيته أو لم أره... أي حمار من تلك الحمير التي أعرف أو لا أعرف هو لي صديق... أحبّه وأحدب عليه، وأفهم ما يجول في خاطره...
وأنظر إلى عينيه وأصغي إليه، فيخيّل إليّ أنّ صمته الطويل قد انفرج عن حديث مؤنسٍ يُدلي به إليّ، وأسئلة طريفة يلقيها عليّ..."(١٥).
بعيداً عمّا ذهب إليه الكاتب في حديثه الحافل بالعطف والمودّة تجاه الحمار، فإنّ هذا الحيوان الصبور يمثّل عنصراً أساسيّاً لميل الحكيم إلى الفكر الحواريّ في عرض أفكاره، إنّه شخصيّة مسرحيّة طيِّعة تعبِّر عن الرأي الآخر للمؤلّف، إنّه باختصار خدعة فنّيّة تتيح للكاتب أن يطرح كلّ الأفكار التي قد يجد حرجاً في طرحها المباشر.
في حواريّة "حماري والطوفان" يبحث الكاتب في المغزى والعبرة والدروس المستقاة من هذا الحدَث الكوني العظيم..جاء فيها:
" جلس حماري إلى جواري كما اعتاد، وقال:
-أخشى أنْ تثور كبرياؤك ذات يوم فتترفَّع عن مجالسة مثلي!...
قالها بنبرة أعرفها في صوته... إنّه مخلوق يجيد نوعاً من السخرية ليس من الهيِّن أنْ يُلمحَ في كلّ الأحيان...لأنّه مغلّف في طيّات التواضع والتسليم والإذعان... فأجبتُهُ:
وأنا أخشى أنْ يركبكَ الوهم؛ فتحسبَ أنْ لا فرق بيني وبينك!...
.....................................
- ما أردتُ أنْ أمسَّ كرامتكَ...إنّ بيننا وبينكم صلات ودٍّ من قديم...لقد زاملناكم، وركبنا معكم سفينة نوح في عهد الطوفان...
فأدركتُ غرضه الخفيَّ من الإشارة إلى هذا المستند التاريخيّ، وبادرتُ
أقول:
- ليس هذا بدليل على الزمالة... لقد ركبتْ معنا كلّ الحيوانات...
......... ................
- لا تتكلّم عن فصيلتي.. لقد كان لنا رأي في السفينة والطوفان...
-وما هو، من فضلك، رأيكم في السفينة والطوفان؟...
- لا تسألني رأيي؛ بل أجبني أنت بفكركَ الناضج: لماذا كان الطوفان وكانت السفينة!؟..
- لماذا؟... للظلم والفساد اللذين كانا قد عمّا الأرض... وللضلالة والطغيان، وعبادة الأوثان...
ويتساءل حمار الحكيم بنبرة متشكّكة عن النتائج التي ترتّبت على هذا الطوفان، فيقول:
"- وهل ساد بعد ذلك الخير، وانتصر الحقُّ؟!..
- ماذا تعني؟...
- لم يقلْ لك مؤرّخوك: إنّ قوم عاد كانوا أوّل مَن عبد الأوثان بعد الطوفان؟..
- نعم... نبتَ الشرّ من جديد.....
- الواقع أنّ الطوفان لم يحدث غير مرة، بعد أن ثبت قلّة جدواه في المرّة الأولى!...
- أنت تقصد ولا شكّ طوفان الماء...هذا حقيقة...وقد وعد الله بأن لا يعيده... ولكنّه استعاض عنه بطوفان من نوع آخر يحدث في كلّ جيل مرّة أو أكثر...ذلك طوفان الدماء!...
- حتى طوفان الدماء ماذا صنع؟... ألم تكن الحرب الكبرى الماضية طوفان دماء!....
ويمضي الحوار على هذا المنوال ليؤكّد استمرار أخطاء البشر واستحالة الإصلاح، إلى أن يقترح حمار الحكيم العلاج قائلاً:
- نعم ... عندي العلاج...وإذا قلت لك عندي، فإنّما أقصد عند فصيلتي...فنحن نفكّرجميعاً تفكيراً واحداً، فليس عندنا حمار مثاليّ، وآخر...ماديّ، وليس عندنا زعماء ولا قادة....بل يوجد حمير على أرض الله وكفى...شعورها واحد وقلوبها واحدة....
- هذا جميل....
- نعم... ولذلك أستطيع- إذا سمحتَ لي- أن أجد لكم العلاج معشر الإنسان!...
- حقّاً... هذا هو الذي ينقصنا! يا لمجد الإنسانية المنهار!...
- كبرياؤكم... كبرياؤكم.... كبرياؤكم الزائل...إنّه في دمكم!...دمكم الذي فسد...لا أمل فيكم ولا علاج لكم إلا بعملية نقل الدم...نقل دم جديد...
-أظنّك ستقترح علينا أنْ يُنقلَ إلينا دم حمير؟!...
-لا...إنّها لتضحية كبرى من فصيلة الحمير؛ لا أنصح أن نتحملها من أجلكم..." (ص.ص١٦-٢٣).
بهذه السخرية المريرة ينتهي هذا الحوار بين الحكيم وحماره؛ إنّه بمثابة مرثيّة حزينة للجنس البشري العصيّ على الإصلاح والتغيير.
رؤية سوداويّة، دون ريب، لكنّها لا تبتعد كثيراً عن واقع الحال.
*- الدكتور زياد العوف، أعلام الأدب العربيّ الحديث -قراءة جديدة- مؤسسة يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ٢٠٢٠م، ص.ص ١٧١-١٧٧ .
١- توفيق الحكيم، حمار الحكيم، مكتبة مصر، القاهرة، د.ت
٢-توفيق الحكيم، الحمير، مكتبة مصر، القاهرة، د.ت
٣-توفيق الحكيم، حماري قال لي، مكتبة مصر، القاهرة، د.ت
دكتور زياد العوف
- بمناسبة " يوم الحمار العالميّ" الذي يوافق اليوم الثامن من شهر مايو/آيار (8/5) من كلّ عام