﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾ 14 الحشر
المجاهدون الذين بلغوا الدرجة العليا من مستويات الإيمان وحدهم لا يقاتلون إلا من المسافة صفر، قديما وحديثا، كأنه إبداع يخصهم نابع من عقيدة راسخة وثقة في موعود الله لهم.
بينما أعداؤنا قال عنهم المولى عز وجل أنهم لا يقاتلوننا إلا من خلال جدر، مصدر قوتهم هو سلاحهم وحصونهم، فإن تضعضعت ثقتهم فيهما على أرض الواقع كان الرعب وحده كفيل بقتلهم دون قتال، وليتهم يفعلون غير مدلول هذه الآية فيكذبوا القرآن ولكنهم مساقون سوقا إلى تحقيقها ليكون سلوكهم دليل آخر دامغ على أن هذا القرآن من لدن حكيم خبير.
لذا حين استتب الأمن للصليبيين وملكوا زمام بقعة ما من العالم الإسلامي شرعوا في بناء الحصون والقلاع (كما قال ربنا عز وجل) وقاية لهم من العالم الإسلامي المعادي، وابتنوا الأسوار الضخمة لتحيط بقراهم المحصنة في مواجهة الكراهية ولم يحاولوا كسر حواجز الكراهية بينهم وبين العالم الإسلامي الذين زرعوا أنفسهم فيه عنوة وهذا لعمري لهو الغباء الذي هو جند من جنود الله، فلو أنهم حاولوا مد جسور الثقة بينهم وبين المسلمين لربما تغيرت البوصلة تجاههم عند البعض منهم، ولكن لأنهم جاءوا بعقيدة قتالية عدائية استعلائية فلا يمكنهم فعل غير ما فعلوا ولكي يحققوا بغبائهم الآية الكريمة آنفة الذكر كي يستفيق المغيبون، والذين أركسوا في الفتن، والذين ران على قلوبهم، ويروا ما لم يطمس في أي وقت قط، بل واضح وضوح الشمس، وأصبحت الممالك التي ابتنوها غريبة، كالنتوءات على جسد الأمة أو كالورم السرطاني الواجب اجتثاثه.
إمبراطورية عماد الدين زنكي:
توفى بلدوين الثاني وخلفته ابنته ميليسندي وكان لها ابن صعب المراس يدعى فولك في مواجهة رجل قوي منذ حلول الصليبيون إلى فلسطين وهو عماد الدين زنكي قائد الموصل وحلب التركي حيث بدأ المسلمون ينبذون الفرقة المدمرة ويتحدوا تحت قيادة واحدة وهو المعني بإخضاع المتمردين من أمراء البقاع الأخرى في العالم الإسلامي أكثر من عنايته بمحاربة الصليبيين (وهذا تكتيك وقاعدة لبناء النصر القادم الذي لم يكن في حياته ولكنه أحد واضعي لبناته) وبالفعل أخضعهم واحدا تلو الآخر وبذلك فقد كون الكتلة التي ستواجه كتلة مناقضة فيما بعد.
بالطبع الصليبيون مراقبون لكل المستجدات فقاموا بزيادة التحصينات والبحث عن منديل ورقي «عميل» فكان «معين الدين أونر» أمير دمشق الذي رفض الانصياع لزنكي صلفا وغرورا أجوفا (سيناريو واحد لا يتغير)
رؤية المسلمين لفرنجة فلسطين:
أرسل أونر سفيرا للصليبيين بفلسطين للتفاوض بشأن معاهدة الخيانة (التعاون معهم ضد زنكي) فوصف الصليبيين بـأنهم اجتاحوا الأراضي اجتياحا عنيفا وأبدى إعجابه بشجاعتهم الجسدية ولكن هاله طبعهم البدائي ومعاملتهم المهينة للنساء وتعصبهم الديني (وهذه الصفات يرموننا بها الآن)، وارتبك أسامة بشدة عندما عرض عليه أحد الحجاج الأوروبيين أن يرسل ابنه إلى أوروبا ليتلقى ابنه تعليما أوروبيا، وكما وصفت كارين التي قالت فقد أرتأى أسامة أنه من الأفضل أن يساق ابنه إلى السجن ولا يذهب إلى أرض الفرنجة الذي ارتأى أيضا أن الأوروبيين الذي ولدوا وتربوا في فلسطين أفضل من القادمين الجدد والمحملين بأحقاد أوروبا البدائية.
فتـــــــح مبين:
في أعقاب إخضاع الكتلة الإسلامية لقائد واحد، شرع زنكي في إخضاع دمشق بأميرها العميل المتمرد ففتح إمارة الرها الصليبية عام 1144م ليتضح لهم مدى ضعف قوتهم وهشاشتها وعم خبر النصر العظيم العالم الإسلامي الذي لم يرى نصرا منذ عقود، عماد الدين زنكي الذي كان سكيرا وجد فيما بعد مقتولا وتولى ابنه محمود مكانه (قد يقول أحدهم إنه كان سكيرا فأعيد وأكرر فلسطين هي ترمومتر لقياس المسلمين إيمانيا، فعظم البلاء من عظم التفريط، وطالما فرطنا في تعاليم الدين بدرجة ما داست أقدام الأعداء رقابنا، فالنصر على الكيان الغاصب لفلسطين والذي ننشده حتى وإن لم نشهده كجيل حالي يبدأ بالالتزام الحقيقي وليس الهدي الظاهر فقط ولا نحتقر فعل حسن من والغ في المعاصي لم تعدم نفسه أمارات الخير)
محمود الملقب بنور الدين (الابن) كان سنيا ورعا عاد إلى روح الإسلام، فكان من الزاهدين (وليس صوفيا مخرفا) وصمم أن يقود حربا شعواء على الفرنجة والشيعة ليكمل ما بدأه أبوه، فدعا إلى الجهاد واتباع تعاليم القرآن والسنة النبوية المطهرة (التي تؤلم وتؤرق تكوين وأسيادهم منذ الحملات الصليبية)، كأنه يدعوهم إلى الترياق الشافي الواقي العافي من كل داء عام أو خاص.
وعلى حد تعبير كارين فإن نور الدين قد أشعل جذوة الجهاد التي قد خبت في الشرق الأدنى وحاصرهم في دمشق وحلت الحملة الصليبية الثانية 1148م فانقلبوا على عميلهم الوحيد أونر والذي لاذ أخيرا بنور الدين وعجز الصليبيون على مواجهة نور الدين ولكنهم استمروا في غيهم مما جعل كارين تصفهم بأن عدائهم للعالم الإسلامي قد يقودهم إلى الانتحار لعدم وعيهم بسياسة الأمر الواقع حيث كان نور الدين يطوق الفرنجة بإمبراطورية إسلامية مكرسة للجهاد في الوقت الذي دبت فيه الخلافات بين الصليبيين وكاد الأمر أن يتطور إلى حرب أهلية.
صلاح الدين الأيوبي:
النجم الذي لا يخفت بريقه، لو كان بيننا ورأى بأم عينيه التكوينيين لجعلهم يحفرون قبورهم بأيديهم هم وأسيادهم الذين علموهم الكفر، صلاح الدين هو كنية بينما هو يدعى يوسف بن أيوب وسبق لي أن شرفت بالكتابة عنه، حاول الصليبيين إحباط مخطط نور الدين لفتح مصر الفاطمية، ولكنهم فشلوا حينما وقعت المملكة في يد الكردي أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين، وفي عام 1170 مات أسد الدين وخلفه ابن أخيه صلاح الدين وزيرا والذي قضى على الخلافة الفاطمية، صلاح الدين كان قوي الشخصية وداهية عسكرية ولا يرى نفسه إلا مجاهدا يكرس حياته للقضاء على مملكة الفرنجة ومن ثم تحرير القدس لذا دخل في صراع مع ابن نور الدين كي يتولى هو القيادة، كان تقيا ورعا أسس بنيانه على قواعد راسخة معلومة بالضرورة لكل مجاهد، وفي خلال عشر سنوات عرف كقائد معترف به لدى العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، ولم يكن للخليفة العباسي في ذلك الوقت شعبية توازي شعبية صلاح الدين واظهر غيرته منه ولأن صلاح الدين مقدرا لحجم الخطر المحدق بالأمة خفض له جناح الذل من الرحمة وأبدى زهده وترفعه عن أي امتيازات في الحكم ولكن هيهات فالقلب إما أن يكون سليما وإما ان يكون معتلا ولا يوجد منطقة وسطى بين الصفتين.
ومع صعود نجم صلاح الدين ومعرفة شمائله لدى عدوه، استمر انحدار الصليبيين حتى بلغوا مرقى محاولة استرضاء صلاح الدين وإرساء علاقة طيبة مع جيرانهم المسلمين في عهد ريمون كونت طرابلس وهو ما لم يحدث من قبل ولكنه علو الهمم الذي أظهر حجم صلاح الدين لدى الأعداء، ولكن القادمون الجدد من أوروبا بقيادة الفرنسي رينالد دي شاتيون يرون أن كراهية الإسلام واجبا مقدسا، فقام رينالد بخرق الهدنة مع صلاح الدين أكثر من مرة والهجوم مرتين على مكة والمدينة والذي مني بالفشل.
قامت معركة حطين بين المسلمين بقيادة صلاح الدين والصليبيين الذين كانوا في خلافات طاحنة، وباسهم بينهم شديد فكان الانتصار الساحق للمسلمين وضاعت مملكة الفرنجة في أورشاليم.
ولنا هنا وقفة:
قبل بلوغ مرحلة صلاح الدين كانت الأرض تتهيأ لقدوم قائدا عسكريا يصنع الأمجاد، سبقه الكثير من الإعداد من خلال بؤر الجهاد في دولة السلاجقة ثم عماد الدين زنكي ثم الأيوبيين كي يثخنوا في الأعداء دون أن يعرفوا بالقادم يوسف بن أيوب الذي أبهر الشرق والغرب.
وللحديث بقية إن شاء الله
المجاهدون الذين بلغوا الدرجة العليا من مستويات الإيمان وحدهم لا يقاتلون إلا من المسافة صفر، قديما وحديثا، كأنه إبداع يخصهم نابع من عقيدة راسخة وثقة في موعود الله لهم.
بينما أعداؤنا قال عنهم المولى عز وجل أنهم لا يقاتلوننا إلا من خلال جدر، مصدر قوتهم هو سلاحهم وحصونهم، فإن تضعضعت ثقتهم فيهما على أرض الواقع كان الرعب وحده كفيل بقتلهم دون قتال، وليتهم يفعلون غير مدلول هذه الآية فيكذبوا القرآن ولكنهم مساقون سوقا إلى تحقيقها ليكون سلوكهم دليل آخر دامغ على أن هذا القرآن من لدن حكيم خبير.
لذا حين استتب الأمن للصليبيين وملكوا زمام بقعة ما من العالم الإسلامي شرعوا في بناء الحصون والقلاع (كما قال ربنا عز وجل) وقاية لهم من العالم الإسلامي المعادي، وابتنوا الأسوار الضخمة لتحيط بقراهم المحصنة في مواجهة الكراهية ولم يحاولوا كسر حواجز الكراهية بينهم وبين العالم الإسلامي الذين زرعوا أنفسهم فيه عنوة وهذا لعمري لهو الغباء الذي هو جند من جنود الله، فلو أنهم حاولوا مد جسور الثقة بينهم وبين المسلمين لربما تغيرت البوصلة تجاههم عند البعض منهم، ولكن لأنهم جاءوا بعقيدة قتالية عدائية استعلائية فلا يمكنهم فعل غير ما فعلوا ولكي يحققوا بغبائهم الآية الكريمة آنفة الذكر كي يستفيق المغيبون، والذين أركسوا في الفتن، والذين ران على قلوبهم، ويروا ما لم يطمس في أي وقت قط، بل واضح وضوح الشمس، وأصبحت الممالك التي ابتنوها غريبة، كالنتوءات على جسد الأمة أو كالورم السرطاني الواجب اجتثاثه.
إمبراطورية عماد الدين زنكي:
توفى بلدوين الثاني وخلفته ابنته ميليسندي وكان لها ابن صعب المراس يدعى فولك في مواجهة رجل قوي منذ حلول الصليبيون إلى فلسطين وهو عماد الدين زنكي قائد الموصل وحلب التركي حيث بدأ المسلمون ينبذون الفرقة المدمرة ويتحدوا تحت قيادة واحدة وهو المعني بإخضاع المتمردين من أمراء البقاع الأخرى في العالم الإسلامي أكثر من عنايته بمحاربة الصليبيين (وهذا تكتيك وقاعدة لبناء النصر القادم الذي لم يكن في حياته ولكنه أحد واضعي لبناته) وبالفعل أخضعهم واحدا تلو الآخر وبذلك فقد كون الكتلة التي ستواجه كتلة مناقضة فيما بعد.
بالطبع الصليبيون مراقبون لكل المستجدات فقاموا بزيادة التحصينات والبحث عن منديل ورقي «عميل» فكان «معين الدين أونر» أمير دمشق الذي رفض الانصياع لزنكي صلفا وغرورا أجوفا (سيناريو واحد لا يتغير)
رؤية المسلمين لفرنجة فلسطين:
أرسل أونر سفيرا للصليبيين بفلسطين للتفاوض بشأن معاهدة الخيانة (التعاون معهم ضد زنكي) فوصف الصليبيين بـأنهم اجتاحوا الأراضي اجتياحا عنيفا وأبدى إعجابه بشجاعتهم الجسدية ولكن هاله طبعهم البدائي ومعاملتهم المهينة للنساء وتعصبهم الديني (وهذه الصفات يرموننا بها الآن)، وارتبك أسامة بشدة عندما عرض عليه أحد الحجاج الأوروبيين أن يرسل ابنه إلى أوروبا ليتلقى ابنه تعليما أوروبيا، وكما وصفت كارين التي قالت فقد أرتأى أسامة أنه من الأفضل أن يساق ابنه إلى السجن ولا يذهب إلى أرض الفرنجة الذي ارتأى أيضا أن الأوروبيين الذي ولدوا وتربوا في فلسطين أفضل من القادمين الجدد والمحملين بأحقاد أوروبا البدائية.
فتـــــــح مبين:
في أعقاب إخضاع الكتلة الإسلامية لقائد واحد، شرع زنكي في إخضاع دمشق بأميرها العميل المتمرد ففتح إمارة الرها الصليبية عام 1144م ليتضح لهم مدى ضعف قوتهم وهشاشتها وعم خبر النصر العظيم العالم الإسلامي الذي لم يرى نصرا منذ عقود، عماد الدين زنكي الذي كان سكيرا وجد فيما بعد مقتولا وتولى ابنه محمود مكانه (قد يقول أحدهم إنه كان سكيرا فأعيد وأكرر فلسطين هي ترمومتر لقياس المسلمين إيمانيا، فعظم البلاء من عظم التفريط، وطالما فرطنا في تعاليم الدين بدرجة ما داست أقدام الأعداء رقابنا، فالنصر على الكيان الغاصب لفلسطين والذي ننشده حتى وإن لم نشهده كجيل حالي يبدأ بالالتزام الحقيقي وليس الهدي الظاهر فقط ولا نحتقر فعل حسن من والغ في المعاصي لم تعدم نفسه أمارات الخير)
محمود الملقب بنور الدين (الابن) كان سنيا ورعا عاد إلى روح الإسلام، فكان من الزاهدين (وليس صوفيا مخرفا) وصمم أن يقود حربا شعواء على الفرنجة والشيعة ليكمل ما بدأه أبوه، فدعا إلى الجهاد واتباع تعاليم القرآن والسنة النبوية المطهرة (التي تؤلم وتؤرق تكوين وأسيادهم منذ الحملات الصليبية)، كأنه يدعوهم إلى الترياق الشافي الواقي العافي من كل داء عام أو خاص.
وعلى حد تعبير كارين فإن نور الدين قد أشعل جذوة الجهاد التي قد خبت في الشرق الأدنى وحاصرهم في دمشق وحلت الحملة الصليبية الثانية 1148م فانقلبوا على عميلهم الوحيد أونر والذي لاذ أخيرا بنور الدين وعجز الصليبيون على مواجهة نور الدين ولكنهم استمروا في غيهم مما جعل كارين تصفهم بأن عدائهم للعالم الإسلامي قد يقودهم إلى الانتحار لعدم وعيهم بسياسة الأمر الواقع حيث كان نور الدين يطوق الفرنجة بإمبراطورية إسلامية مكرسة للجهاد في الوقت الذي دبت فيه الخلافات بين الصليبيين وكاد الأمر أن يتطور إلى حرب أهلية.
صلاح الدين الأيوبي:
النجم الذي لا يخفت بريقه، لو كان بيننا ورأى بأم عينيه التكوينيين لجعلهم يحفرون قبورهم بأيديهم هم وأسيادهم الذين علموهم الكفر، صلاح الدين هو كنية بينما هو يدعى يوسف بن أيوب وسبق لي أن شرفت بالكتابة عنه، حاول الصليبيين إحباط مخطط نور الدين لفتح مصر الفاطمية، ولكنهم فشلوا حينما وقعت المملكة في يد الكردي أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين، وفي عام 1170 مات أسد الدين وخلفه ابن أخيه صلاح الدين وزيرا والذي قضى على الخلافة الفاطمية، صلاح الدين كان قوي الشخصية وداهية عسكرية ولا يرى نفسه إلا مجاهدا يكرس حياته للقضاء على مملكة الفرنجة ومن ثم تحرير القدس لذا دخل في صراع مع ابن نور الدين كي يتولى هو القيادة، كان تقيا ورعا أسس بنيانه على قواعد راسخة معلومة بالضرورة لكل مجاهد، وفي خلال عشر سنوات عرف كقائد معترف به لدى العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، ولم يكن للخليفة العباسي في ذلك الوقت شعبية توازي شعبية صلاح الدين واظهر غيرته منه ولأن صلاح الدين مقدرا لحجم الخطر المحدق بالأمة خفض له جناح الذل من الرحمة وأبدى زهده وترفعه عن أي امتيازات في الحكم ولكن هيهات فالقلب إما أن يكون سليما وإما ان يكون معتلا ولا يوجد منطقة وسطى بين الصفتين.
ومع صعود نجم صلاح الدين ومعرفة شمائله لدى عدوه، استمر انحدار الصليبيين حتى بلغوا مرقى محاولة استرضاء صلاح الدين وإرساء علاقة طيبة مع جيرانهم المسلمين في عهد ريمون كونت طرابلس وهو ما لم يحدث من قبل ولكنه علو الهمم الذي أظهر حجم صلاح الدين لدى الأعداء، ولكن القادمون الجدد من أوروبا بقيادة الفرنسي رينالد دي شاتيون يرون أن كراهية الإسلام واجبا مقدسا، فقام رينالد بخرق الهدنة مع صلاح الدين أكثر من مرة والهجوم مرتين على مكة والمدينة والذي مني بالفشل.
قامت معركة حطين بين المسلمين بقيادة صلاح الدين والصليبيين الذين كانوا في خلافات طاحنة، وباسهم بينهم شديد فكان الانتصار الساحق للمسلمين وضاعت مملكة الفرنجة في أورشاليم.
ولنا هنا وقفة:
قبل بلوغ مرحلة صلاح الدين كانت الأرض تتهيأ لقدوم قائدا عسكريا يصنع الأمجاد، سبقه الكثير من الإعداد من خلال بؤر الجهاد في دولة السلاجقة ثم عماد الدين زنكي ثم الأيوبيين كي يثخنوا في الأعداء دون أن يعرفوا بالقادم يوسف بن أيوب الذي أبهر الشرق والغرب.
وللحديث بقية إن شاء الله