بعد السقوط كنت افكر في ضميري كيف سيكتب التاريخ للمناهج الدراسية , فمن تراه خليفة يراه اخر مغتصبا لها ومن تراها اميرا يعده البعض يستحق اللعنة , والضجة التي اثيرت مؤخرا في العراق والجدل المتواصل اعلاميا حول ازالة تمثال ابي جعفر المنصور مثال على ذلك.(ففيما دعا احد المحللين السياسيين إلى إزالة التمثال المذكور، معتبراً أنه صنم جدلي ويستفز بعض العراقيين ، وصف آخرون الخليفة العباسي بـ باني بغداد وأعظم رجال بني العباس)... هذا يحدث بعد وفاة المنصور ب 1246 سنة .ان اعظم واضع منهج كان بن خلدون ففي القراءة الخلدونية التي وضعها تم تجنب اية اثارة للتعصب .ولنفرض ان راي فلان على حق والاخر باطل جدلا فهل العراقيون بحاجة بمثل هذه الظروف لاثارة مثل هذا الجدل ونحن نتطلع لبناء وطن مزدهر تخلف بسبب الحروب والاحتلال وغيرها .الان وجد واضعو المنهج التاريخي حلولا ممكنة لكنها تاجيل للقضية .فقد دمجت مادة التاريخ مع الجغرافية بكتاب واحد وسواء بتوجيه او غيره يتم التركيز على الجغرافيا واهمال التاريخ .النظام السابق نادى ووجه باعادة كتابة التاريخ .. فكانت كتابات ممنتجة .اليس من الافضل ان تنصب الجهود على توجيه الجيل الى العلم والابتكار و تسليط الاضاءة على ما يجري في العالم من تقدم ثقافي وتقني .اشعر بالحزن حين اسال طلاب الثانوية عن اهم احداث التاريخ فلا يعلمون شيئا حتى من تاريخهم المعاصر الاحدث .ان التجهيل نصل فعال مؤقتا للعراقيين لانهم عبر التاريخ عرف عنهم الذكاء وصنع الحضارات .