متى يعود الربيع

عزيزي
اليوم .. عندما فتحت نافذتي، استقبلتني نسمة الصباح الباردة؛ فلثمت وجنتي لثما خفيفا؛ فتذكرت اليوم الذي التقيتك فيه في ذلك الطريق ذو الأشجار وارفة الظلال والمصطفة على جانبيه، عندما كانت في مدينتنا أشجار!
ثم انحنيت أنت على تلك الطفلة ذات الجديلة الواحدة والمدلاة خلف ظهرها؛ فلثمت وجنتها برفق ثم رفعت ناظريك إلي وأنا واقفة في الجهة الأخرى أنتظر.
رفعت إلي ناظريك وكان فيهما سؤال، هل أنت لي؟
ولقد أجبت على سؤالك ذاك لكن حال دون وصول الجواب إليك تلك الفتاة الرعناء التي أمسكت بيديك تجرك خلفها لتساعدها في جمع الزهور.
لقد اغاظتني جدا، حتى تمنيت أن أفتك بها وأجذبك نحوي فأحررك من بين يديها وأواريك خلف ضلوعي وأقول لها.. إنه لي!
كانت متباسطة معك إلى الحد الذي جعلني اتساءل: من تكون؟!
أنت ايضا.. تباسطت معها كثيرا، في السلام وفي الكلام وكذلك في الابتسام!
وأنا اتقد، وينهار الأمل في عيني، ويموت الحلم كما تموت الأسماك على الشواطئ حين ينحسر الماء عنها فيتلقفها الاطفال ويلعبون بها.
كان ذلك في عيد الربيع الذي لم يعد إلى مدينتنا ثانية منذ أن هجرتها انت قسرا، مع تلك الرعناء، جامعة الزهور، والبانية للحب قبور.
وعندما رحلت هجرت مدينتنا العصافير وكذلك الحمائم. ولم يبق في المدينة غير جرح لوثته الهزائم،
ونزفت الأشجار ما بقي فيها من جمال، وأقسمت الأزهار ألا تفتح عينيها إلا على محياك؛ فهلا أخبرتني بربك
متى يعود الربيع؟!
#أمل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى