التشكيلية هدى لطفي: علاقة روحانية تربطني بالفن المصري القديم .. حوار - جعفر الديري

التشكيلية هدى لطفي: علاقة روحانية تربطني بالفن المصري القديم

حوار – جعفر الديري:

تحتضن صالة الرواق للفنون التشكيلية، بالعاصمة المنامة، معرضاً يضمُّ مجموعة متنوعة من أعمال الفنانة والمؤرخة المصرية د. هدى لطفي.. حول هذا المعرض وعلاقتها بالفن المصري القديم، كان هذا الحوار مع الفنانة لطفي..

خمس مراحل فنية

* ما خصوصية معرضك الجديد هذا في صالة الرواق؟

- يمثل هذا المعرض خمس مراحل بالنسبة لي وهو حصيلة خمسة معارض، فنجد فيه مجموعة الحروف المستوحاة من الفن التشكيلي في الخط العربي الذي أميل الى استعماله كثيرا فهو فني قديم انساني، وهناك مجموعة كنت جمعتها من محلات القاهرة التي كانت تبيع الأشياء القديمة وجدت فيها وسيلة أعبر بها عن أشياء مصرية جميلة، أما المجموعة الثالثة فهو معرض كولاج ومزجت في أعماله أساليب مختلفة لكنها ظلت توحي بطابع مصري أصيل، وهناك لوحة مثلا كانت في الأصل صورة فوتوغرافية فقمت بتكرارها وقصها وعملت منها شيئا جديدا وخلقت فيها جوا مصريا، ومع أن الشكل يبدو حديثا الا أن الروح مصرية أصيلة، والمجموعة الرابعة كانت معرضا للكتاب حين اشتركت في معرض في مكتبة الاسكندرية وقدمت أعمالا لها أيضا ما للمجموعة السابقة من المزج بين المصري العربي والتجريد والخط العربي والأشياء المصرية القديمة وهو كتاب يحوي أكثر من صفحة وتبدو على صفحاته المرأة المصرية وبالقرب منها رمز "الكا" وهو الرمز المعبر عن الروح، أما المجموعة الخامسة وهي الأخيرة فهي الوجوه البورترية التي تشبه المومياء.

علاقة وثيقة بالفن المصري القديم

* يبدو البعد التاريخي شديد الوضوح في أعمالك الفنية، فإلى أيّ درجة أنت على علاقة بالفن المصري القديم؟

- إن أكثر ما درسته يتعلق بالتاريخ والحضارات وتاريخ الفنون فيها، وأتصور أن هذا البعد التاريخي قادر على أن يمنحني الفرصة للتواصل بشكل أفضل مع الفنون القديمة وعلاقتها بالتجربة الفنية، فالفن ليس مجرد شكل جميل وانما هو علاقة ترتبط بالتجربة الداخلية للفنان، وباحساسه بشيء غير ملموس، اذا يمكن أن نعبر عن العلاقة التي تربط الفن بالانسان القديم على أنها علاقة روحانية، وآية ذلك ما حدث في الهند وإفريقيا ومصر القديمة.

رؤية مختلفة لفنان العصر الحديث

* وهل تجدين فرقا في الرؤية لدى فنان العصر الحديث؟

- لقد برزت في العصر الحديث رؤية أخرى للفن، اذ أصبح مرتبطا بالمجتمع المعاصر الذي يعيش فيه الفنان، كما أصبح الفن يمسك بالمجتمع الذي يعيش فيه الفنان في علاقة تجريبية يومية، فكان لزاما على الفنان أن يتفاعل مع كل ذلك، وبالنسبة لي شخصيا كنت ولا أزال في تفاعل مع القديم والمعاصر وهو تفاعل ينبع من تجربتي الشخصية كمؤرخة وفنانة وانسانة تعيش في مجتمع مصري اسلامي عربي فرعوني، إذ أن المجتمع المصري مجتمع ذو حضارة لها امتداد طويل، وكوني مصرية وأعيش وسط مجتمع وثقافة لها امتداد طويل لا شك سيترك في نفسي وفني أثرا كبيرا.

المصدر: جعفر الديري: صحيفة الوسط البحرينية: العدد 879 - الإثنين 31 يناير 2005م الموافق 20 ذي الحجة 1425ه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى