في ذكرى مجازر 08 ماي 1945
و قال تليلاني أن هذه المجازر لم تحظ بالكتابة عنها بالتحليل و النقاش أو من خلال إنجاز أفلام وثائقية و حفظها حتى تكون مرجعا للأجيال القادمة و هو تقاعس كبير من قبل الكتاب و المخرجين على حد قوله، و تطرق المحاضر إلى الرسالة التي كتبها كاتب ياسين وهو يكشف عن الظروف التي عاشتها أسرته و بالأخص والدته التي أصابها الجنون لما وصلها خبر مقتله ، كما ذكّر المحاضر بموقف البشير الإبراهيمي و كيف كسّر جدار الصمت عن مجازر 08 ماي في مقال له ، ليضيف بأن المعركة مع الإستعمار لا تزال مستمرة لأن الإستعمار الفرنسي لا يزال يتربض بالجزائر و مسؤولية التاريخ ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل مسؤولية الشعب كذلك، من خلال استرجاع الأحداث و مناقشتها، منتقدا الأكاديميين و الباحثين في التاريخ بأنهم مقصرون في الكتابة عن أحداث الثورة و وقائعها.
و قال أن هناك من تجاهل هذه الوقائع من النخبة المثقفة حين أغفلت الحديث عن الذاكرة الجماعية ، فلولا الحراك الشعبي الذي - كما أضاف- أيقظ الذاكرة الوطنية و حرك مشاعر الجماهير، كانت رسالة منه بأنه لا خوف على الذاكرة ، فكتابة التاريخ تبنى على مقاربات هي الكلمة التي قالها الأديب محمد زتيلي في تدخله بأنه لا ينبغي أن ننظر الى التاريخ و كأننا ننظر إلى حملة حصاد و درس أو حملة تطوعية، منوها بأن الحديث عن تاريخ الجزائر لا يتوقف عند الخطابات و الشعارات و أن المثقف الذي لا يهتم بالتاريخ ليس مثقفا ، يجدر التذكير أن تاريخ الثورة الجزائرية أسال الكثير من الحبر من قبل الباحثين لاسيما مجازر 08 ماي على غرار ما جاء في مذكرات مجاهدين و ضباط في جيش التحرير الوطني الذين أسهبوا في الكتابة عمّا وقع في الجزائر من جرائم التعذيب داخل السجون و التقتيل الجماعي للجزائريين و بطريقة وحشية ، بغية منهم الحفاظ على الذاكرة و إيصالها للأجيال القادمة ، حتى يدرك الشباب حقيقة فرنسا التي يتغنى بها البعض اليوم لاسيما حاملي الجنسية الفرنسية و الداعون إلى ثقافة التغريب، ما تم ملاحظته هو أن قاعة المحاضرات بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة كانت فارغة لغياب الجمهور و الباحثين و الطلبة ، حيث كان الحضور لا يتعدى أصابع اليد.
علجية عيش