علجية عيش - مع احسن تليلاني: المعركة مع الإستعمار مستمرة


في ذكرى مجازر 08 ماي 1945
لا زال الحديث عن مجازر 08 ماي 1945 مستمرا ، و الحديث عنها ذو شجون نظرا لهول ما وقع من جرائم ارتكبتها فرنسا في حق الجزائريين وصفت بالإبادة الجماعية، و هو ما تطرق إليه الدكتور أحسن تليلاني في محاضرة له ألقاها مساء الاثنين نظمتها مديرية الثقافة بولاية قسنطينة بالتنسيق مع دار الألمعية للنشر و التوزيع و بحضور مثقفين و أدباء على غرار الأديب و الناقد محمد زتيلي و هو من الوجوه الأدبية التي تعود إلى جيل السبعينيات ، تحدث الدكتور احسن تليلاني عن المسيرة التي قادها جزائريون في الثامن ماي 1945، و قع فيها تقتيل و اعتقالات مست الآلاف الذين راحوا ضحية الجرائم التي ارتكبتها فرنسا منهم البشير الإبراهيمي و الكاتب المفرنس كاتب ياسين مسهبا في الحديث عن أعماله الأدبية لاسيما مسرحية "الجثة المطوقة" و رواية "نجمة".
441445989_458132470208175_6076953535898440835_n.jpg

و قال تليلاني أن هذه المجازر لم تحظ بالكتابة عنها بالتحليل و النقاش أو من خلال إنجاز أفلام وثائقية و حفظها حتى تكون مرجعا للأجيال القادمة و هو تقاعس كبير من قبل الكتاب و المخرجين على حد قوله، و تطرق المحاضر إلى الرسالة التي كتبها كاتب ياسين وهو يكشف عن الظروف التي عاشتها أسرته و بالأخص والدته التي أصابها الجنون لما وصلها خبر مقتله ، كما ذكّر المحاضر بموقف البشير الإبراهيمي و كيف كسّر جدار الصمت عن مجازر 08 ماي في مقال له ، ليضيف بأن المعركة مع الإستعمار لا تزال مستمرة لأن الإستعمار الفرنسي لا يزال يتربض بالجزائر و مسؤولية التاريخ ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل مسؤولية الشعب كذلك، من خلال استرجاع الأحداث و مناقشتها، منتقدا الأكاديميين و الباحثين في التاريخ بأنهم مقصرون في الكتابة عن أحداث الثورة و وقائعها.
و قال أن هناك من تجاهل هذه الوقائع من النخبة المثقفة حين أغفلت الحديث عن الذاكرة الجماعية ، فلولا الحراك الشعبي الذي - كما أضاف- أيقظ الذاكرة الوطنية و حرك مشاعر الجماهير، كانت رسالة منه بأنه لا خوف على الذاكرة ، فكتابة التاريخ تبنى على مقاربات هي الكلمة التي قالها الأديب محمد زتيلي في تدخله بأنه لا ينبغي أن ننظر الى التاريخ و كأننا ننظر إلى حملة حصاد و درس أو حملة تطوعية، منوها بأن الحديث عن تاريخ الجزائر لا يتوقف عند الخطابات و الشعارات و أن المثقف الذي لا يهتم بالتاريخ ليس مثقفا ، يجدر التذكير أن تاريخ الثورة الجزائرية أسال الكثير من الحبر من قبل الباحثين لاسيما مجازر 08 ماي على غرار ما جاء في مذكرات مجاهدين و ضباط في جيش التحرير الوطني الذين أسهبوا في الكتابة عمّا وقع في الجزائر من جرائم التعذيب داخل السجون و التقتيل الجماعي للجزائريين و بطريقة وحشية ، بغية منهم الحفاظ على الذاكرة و إيصالها للأجيال القادمة ، حتى يدرك الشباب حقيقة فرنسا التي يتغنى بها البعض اليوم لاسيما حاملي الجنسية الفرنسية و الداعون إلى ثقافة التغريب، ما تم ملاحظته هو أن قاعة المحاضرات بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة كانت فارغة لغياب الجمهور و الباحثين و الطلبة ، حيث كان الحضور لا يتعدى أصابع اليد.
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى