هناك في مخابىء الوجدان تطرق في لحظة صرخات المنسيين نوافذَ الذاكرة وتضج في العقل صيحاتهم علّ من يسمع، هم أسرى الحرية الفلسطينيون المنسيون في باستيلات الاحتلال والقابعون في صقيع السجن.
لقد أحكمت آلة الإعلام الصهيونية سطوتها على قضية العرب الأولى فجزأتها لتصبح قضية صراع فلسطيني إسرائيلي ثم جزأت المجزأ ليصبح استهداف آلة القتل الإسرائيلية مقاولة بالقطعة، حرب في جنين ومجزرة في طول كرم، مواجهات في نابلس واشتباك في الخليل واقتحامات في رام الله وقمع وتكميم أفواه تحت طائلة السجن لمن يعبر عن فلسطينيته أو إنسانيته في المحتل من فلسطيننا عام 1948، أما القدس فليس لأحد بها شأن سوى المقدسي الذي تفرمه آلة الاحتلال وتستهدف وجوده.
لقد سُدِّدت طعنةٌ نجلاء في قلب قضيتنا قضية العرب الأولى ـ كما كان يُدَّعى ـ في اختزال الصراع الوجودي مع كيان الاحتلال إلى تصويره بكونه حرباً بين فريقين متعادلين في القوة كمحاولة لكيِّ الوعي وصناعة الوهم وهو في حقيقته عدوان بين قوتين غير متكافئتين في قوة الحق وحق القوة وغير متعادلتين في الأدوات والعقيدة، فشتان بين عقيدة بنيت على باطل وعقيدة راسخ إيمانها بالحق مطلق.
وردت رسالة من أحد باستيلات الاحتلال الصهيوني ومن محامية تمكنت من زيارة ثلاثة من أسرى الحرية تشرح فيها الظروف القاسية التي يعيشها أحرارنا الأسرى تقول: يعاني الأسرى من هبوط حاد في الوزن نتيجة لسياسة التجويع التي تنتهجها إدارة السجون وبقرار سياسي، يتواجد في الغرفة الواحدة عدد من الأسرى يتراوح ما بين عشرة إلى اثني عشر، يعيشون في ظل انتهاك صارخ لإنسانيتهم تبعاً لمبادىء اتفاقية جنيف فهم ممنوعون من الــ"فوره" وتفتقر الغرف للأغطية والفرشات بل تكتفي إدارة السجن بتوفير غطاء صيفي! يعاني أحرارنا من البرد الشديد فتمنح الغرفة سترة واحدة لجميع الأسرى فيها، نعم سترة واحدة! أما عن الجوع فحدث ولا حرج، تقول المحامية أنه يتم إحضار اثني عشر صنفاً من الطعام ذي جودة سيئة وفي الغالب غير نظيف، وتخصص بيضة واحدة لكل أسير تتبعها ثلاث ملاعق طعام من الأرز فقط للبقاء على قيد الحياة ولا تقيم الإوَد، أما القهوة والسكر والملح والدخان فممنوعة، وبالنسبة للماء والكهرباء، والحديث كما ورد في رسالة المحامية، فشحيحة أو شبه مقطوعة إذ يتم تزويد الغرف بالمياه بعد إجراءات العد أي من الساعة السادسة وحتى العاشرة صباحاً وفي الغالب غير متوفرة، فيما تكون حصتهم من الكهرباء لمدة أربع ساعات في الليل يتم فصلها عند السادسة صباحاً.
تنهي المحامية رسالتها بالقول: "الشباب مناح متعايشين مع ظروف القهر والمهم أن تكون الصحة جيدة لأنه لا علاج لأحد، والعلاج الوحيد المتاح هو الاستفزاز!"
لقد أحكمت آلة الإعلام الصهيونية سطوتها على قضية العرب الأولى فجزأتها لتصبح قضية صراع فلسطيني إسرائيلي ثم جزأت المجزأ ليصبح استهداف آلة القتل الإسرائيلية مقاولة بالقطعة، حرب في جنين ومجزرة في طول كرم، مواجهات في نابلس واشتباك في الخليل واقتحامات في رام الله وقمع وتكميم أفواه تحت طائلة السجن لمن يعبر عن فلسطينيته أو إنسانيته في المحتل من فلسطيننا عام 1948، أما القدس فليس لأحد بها شأن سوى المقدسي الذي تفرمه آلة الاحتلال وتستهدف وجوده.
لقد سُدِّدت طعنةٌ نجلاء في قلب قضيتنا قضية العرب الأولى ـ كما كان يُدَّعى ـ في اختزال الصراع الوجودي مع كيان الاحتلال إلى تصويره بكونه حرباً بين فريقين متعادلين في القوة كمحاولة لكيِّ الوعي وصناعة الوهم وهو في حقيقته عدوان بين قوتين غير متكافئتين في قوة الحق وحق القوة وغير متعادلتين في الأدوات والعقيدة، فشتان بين عقيدة بنيت على باطل وعقيدة راسخ إيمانها بالحق مطلق.
وردت رسالة من أحد باستيلات الاحتلال الصهيوني ومن محامية تمكنت من زيارة ثلاثة من أسرى الحرية تشرح فيها الظروف القاسية التي يعيشها أحرارنا الأسرى تقول: يعاني الأسرى من هبوط حاد في الوزن نتيجة لسياسة التجويع التي تنتهجها إدارة السجون وبقرار سياسي، يتواجد في الغرفة الواحدة عدد من الأسرى يتراوح ما بين عشرة إلى اثني عشر، يعيشون في ظل انتهاك صارخ لإنسانيتهم تبعاً لمبادىء اتفاقية جنيف فهم ممنوعون من الــ"فوره" وتفتقر الغرف للأغطية والفرشات بل تكتفي إدارة السجن بتوفير غطاء صيفي! يعاني أحرارنا من البرد الشديد فتمنح الغرفة سترة واحدة لجميع الأسرى فيها، نعم سترة واحدة! أما عن الجوع فحدث ولا حرج، تقول المحامية أنه يتم إحضار اثني عشر صنفاً من الطعام ذي جودة سيئة وفي الغالب غير نظيف، وتخصص بيضة واحدة لكل أسير تتبعها ثلاث ملاعق طعام من الأرز فقط للبقاء على قيد الحياة ولا تقيم الإوَد، أما القهوة والسكر والملح والدخان فممنوعة، وبالنسبة للماء والكهرباء، والحديث كما ورد في رسالة المحامية، فشحيحة أو شبه مقطوعة إذ يتم تزويد الغرف بالمياه بعد إجراءات العد أي من الساعة السادسة وحتى العاشرة صباحاً وفي الغالب غير متوفرة، فيما تكون حصتهم من الكهرباء لمدة أربع ساعات في الليل يتم فصلها عند السادسة صباحاً.
تنهي المحامية رسالتها بالقول: "الشباب مناح متعايشين مع ظروف القهر والمهم أن تكون الصحة جيدة لأنه لا علاج لأحد، والعلاج الوحيد المتاح هو الاستفزاز!"