علجية عيش - مذبحة زنجبار قتل فيها 23 ألف مسلم ( تحية لمن أحرقت الشمس جلدهم)

في يوم أفريقيا المصادف لـ: 24 ماي و ظروف نشأة منظمة الوحدة الإفريقية
( الزعيم أحمدو بللو ودفاعه عن الإسلام و المسلمين في أفريقيا)


ما أن استيقظت أفريقيا و بدأت تفك عن معصمها القيود التي كبلتها زمنا طويلا حتى حاصرها الاستعمار الجديد، و كان أقسى من سابقه و أخطر و أشد تحطيما لأمال القارة، و قد جند الاستعمار الجديد في افريقيا لهذا الغرض عددا كبيرا من الثورات التحررية المزيفة و من القادة و الزعماء المستعدين دوما التنازل عن مطامح شعوبهم و آمالها لقاء التربع على عرش السلطة و الرئاسة، في حين تسعى المؤسسات التبشيرية و الصهيونية نشر ثقافة التعايش السلمي من أجل أن توسع مواقع نفوذها في افريقيا و في عقول ساستها و قلوب شعوبها
( تحية لمن أحرقت الشمس جلدهم )

africa-map-with-ethnic-motifs-pattern.jpg

و يأتي الإستعمار الجديد في إفريقيا تكملة لما خلفه الإستعمار القديم من ردة فعل في وعي الإنسان ألإفريقي و شعوره ضد العرقية و التعصب اللوني، لكن هذه المرة جاء بمخطط جديد، أعماق أفريقيا يبني من خلاله سدا بين الإسلام و القارة السوداء و ليقطع الطريق على المسلمين من أن ينتشروا في افريقيا، هذا ما جاء في كتاب الدكتور عماد الدين خليل بعنوان: " مأساتنا في أفريقيا" الحصار القاسي، حيث تحدث عن الوحدة الإفريقية و ما رافقها من تأكيد على مفاهيم الحياد الإيجابي و عدم الانحياز، و قال أنها سوى امتداد للتآمر الإمبريالي على الوجود الإسلامي في افريقيا، مضيفا أن الوحدة الإفريقية أريد لها أن تكون طاقية لإخفاء اشد عملاء أمريكا صداقة و إخلاصا ، ثم يضيف أن الحكام في شمال افريقيا لا يعدو أحدهم أن يكون عضوا ضالعا في فلك السياسة التي أنشأت منظمة الوحدة الإفريقية وراحت تجني ثمارها، لأن معظمهم يجهلون ابسط المفاهيم و الأعراف الدبلوماسية و السياسية التي تقضي بضرورة مصلحة الدولة و الحفاظ على أمنها.

استغل الإستعمار الأنظمة لينفذ إلى قلب إفريقيا عن طريق زعماء الدول الإفريقية و كذلك كبار المثقفين و نشأت علاقات متينة مع أولئك الحكام دون أن يكون لشعوب تلك الدول رأي حول الموضوع، كان بن غريون قد خاطب الشعوب الإفريقية بأن الطريق الأكثر ضمانة للوصول إلى السلام و التعاون، يكون عن طريق الحصول على اكبر عدد ممكن من الأصدقاء في آسيا و أفريقيا ، فقامت بإنشاء شركات ـ على غرار شركة النجمة السوداء للنقل البحري في غانا برأسمال 150 ألف جنيه إسرائيلي، 60 بالمائة لغانا و الباقي لها، و نفس الشيئ في السنغال و في ساحل العاج، بالإضافة إلى عمليات تدريب الشباب الإفريقي ( تانزانيا، كينيا و يوغندا) ليتخرجوا كطيارين حربيين و تدريبهم كذلك على السلاح الجوي، و حتى في السودان، و كانت هناك مراكز عديدة للذرة تحت إدارة المنظومة الإستعمارية ، الهدف هو أن ينفصل الجزء الجنوبي من السودان في دولة مستقلة و يكون اسمها " دولة أواسط أفريقيا"، من خلال فرض الرقابة على المدارس التعليمية الإسلامية في الوقت الذي انصب التعليم و التثقيف على المسيحيين، تدل التقارير الواردة عن النشاط التبشيري أن برنامج الكنيسة يرتكز أساسا على إنتاج أكبر عدد من القساوسة و المبشرين السود و دعمهم بالوسائل المادية و الإعلامية من أجل إعاقة سير الإسلام، و قد وصلت البعثات التبشيرية إلى 15 ألف بعثة، و قد تمكنت هذه البعثات التبشيرية من تنصير 05 مليون شخص في الكونغو، و ساهم هذا النشاط غياب جمعية واحدة للدعوة إلى الإسلام، رغم أن عدد المسلمين في الكونغو كان يصل في تلك الفترة إلى 850 ألف مسلم، فلا توجد تبرعات من المسلمين من اجل نشر الدعوة الإسلامية، و هكذا حاولت الكنيسة أن تقلب قارة إفريقية إلى قارة نصرانية.
images

كان الرق قد وجد تشجيعا و انتشارا على أيدي المستعمرين القادمين من الدول الأوروبية، حيث قاموا بتسيير و قيادة تجارة الأرقاء في أفريقيا على نطاق واسع، لأنها كانت تشكل مصدرا واسعا للربح و الدخل الحكومي، و أمام الخطر التنصيري سارع سكان نيجيريا إلى تأسيس المدارس الإسلامية لمواجهة الإرساليات التبشيرية الإستعمارية، التي تملك محطة إذاعة تذيع باللغة العربية و تخاطب فيها المسلمين في نيجيريا تدعوهم إلى ترك الإسلام، مع عرض بعض نقاط التاريخ الإسلامي بشكل مغاير للحقيقة، و فرض عليه الكتابة بلغة الأجداد ( الهوسا) لإبعادهم عن العرب و العربية، تساعدها في ذلك الحكومة الإنجليزية، إلا أن الزعيم أحمدو بللو وقف مدافعا عن الإسلام و المسلمين يدعو و ينافح لنشر الثقافة الإسلامية، و توثيق اتصالاته بالعالم العربي، فكان موضع مطاردات من قبل المبشرين الذين خططوا لقتله، و في سنة 1966 بعد عودته من أداء مناسك العمرة هاجمه في بيته نفر من الضباط من تلاميذ المبشرين ابناء الإقليم الشرقي، و قتلوه هو و زوجته و أولاده و أحرقوا منزله بكادونا عاصمة الإقليم الشمالي المسلم.

تذكر التقارير أن "مذبحة زنجبار" التي قتل فيها 23 ألف مسلم، و ما حدث في تشاد بمساعدة القوات الفرنسية، مما دفع بجبهة التحرير الوطني التشادي ( فلورينا) إلى توجيه نداء إلى مسلمي العالم، قالت فيه: إن الجبهة قد أخذت على عاتقها أن تقود النضال المسلح في البلاد، جعلة شعارها ( النصر أو الموت)، و كان من أهداف الجبهة الإستقلال الحقيقي التام، طرد القوات الفرنسية و إجلاء كل القواعد العسكرية الأجنبية، القضاء على التسلل الصهيوني في التشاد خاصة و في افريقيا عامة، التفرغ لدعم قضية فلسطين و قضايا الوطن العربي، و الرد على الأعمال الصليبية التي كان من نتائجها إبادة 400 من العلماء المسلمين، في ظل هذه الظروف تأسست منظمة الوحدة الأفريقية، بعدما وقّع زعماء 30 من الدول الأفريقية المستقلة 32 من المؤسسين في أديس أبابا ، إثيوبيا، ثم الاتحاد الأفريقي، ومع ذلك، فقد تم الإبقاء على اسم وتاريخ أفريقيا يوم احتفال بالوحدة الافريقية، و هي تهدف إلى تحرير القارة نهائيا من الإستعمار، القضاء على التخلف الإقتصادي، و توطيد دعائم التضامن الإفريقي، ثم الارتقاء بالقارة إلى المكانة التي تليق بها على ساحة صنع القرارات الدولية، للإشارة أن أفريقيا تعتبر ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان، تأتي في المرتبة الثانية بعد آسيا، تبلغ مساحتها 30,2 مليون كيلومتر مربع 11,7 مليون ميل مربع، وتتضمن هذه المساحة الجزر المجاورة، وهي تغطي 06 بالمائة من إجمالي مساحة سطح الأرض، وتشغل 20,4 من إجمالي مساحة اليابسة.

و يفوق عدد سكان أفريقيا اليوم مليار نسمة ، حيث يعيشون في 61 إقليم، وتبلغ نسبتهم حوالي 14,8بالمائة من سكان العالم، وتحد القارة قناة السويس والبحر الأحمر من جهة الشمال الشرقي، بينما يحدها المحيط الهندي من الجنوب الشرقي والشرق، والمحيط الأطلنطي من الغرب، بخلاف المنطقة المتنازع عليها من الصحراء الغربية، تضم القارة 53 دولة، بما في ذلك جزيرة مدغشقر وعدة مجموعات من الجزر، والتي تعتبر ملحقة بالقارة ، تقول تقارير الأمم المتحدة أن 41 بالمائة من الأفارقة ما زالوا يعيشون في فقر مدقع، و أن نسبة البطالة وصلت إلى 20 بالمائة لدى الشباب، حيث يشكل المناخ تهديدا كبيرا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في أفريقيا، فضلا عن انتشار الأمراض و منها مرض فيروس الإيبولا في غينيا و في غرب افريقيا.
ورقة علجية عيش للمقال مراجع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى