حسب القرآن الكريم، كان ولا يزال الإسلام دينا وسطاً، سمحا ومعتدلا. لماذا نقول إن الدينَ الإسلامي دينٌ وسطٌ؟ لأنه من مبادئه الوسطية le juste milieu. والوسطية هي اجتناب الإفراط excès والتَّفريط في كل شيءِ، علما أن التَّفريطَ هو إهمال أو غياب أو عدم كفاية insuffisance كل ما هو ضروري.
وإذا شبَّهنا الوسطية بعصا مستقيمة rectiligne ou droite، فإمساكُها من الوسط هو الذي يضمن توازنَها، أي أن تبقى موازِيةً لسطح الأرض. وهذه هي الوسطية التي يحثُّ عليها الإسلام، أي أن تُقاربَ الأمورُ بنظرة وسطية تضمن توازنَ المجتمع وتضامن فئاتِه.
والوسطية هي، كذلك، سمةٌ من سمات الحضارة والتَّّمدُّن والرُّقي والتَّحرُّر الفكري والاجتماعي، وفيها نفعٌ للناس. لماذا؟ لأنه إذا أمسكنا العصا من أطرافها، فسينتج عن هذا المسك إما إفراطٌ أو غُلًوٌّ في فهم الدين، وإما تقصير أو تفريطٌ في نفس الفهم. ولهذا، قال الحُكماءُ les sages ولا يزالوا يقولون : "خير الأمور أوسطها". وهذا يعني أن اختيارَ من بين الأمور أوسطَها فيه حِكمةٌ وبُعد نظرٍ وتبصُّر.
غير أن الوسطية، كنظرة متوازنة للدين، لا تستقيم إلا إذا كان هذا الدينُ سمحاً ومعتدلاً. فما معنى أن يكونَ الدين سمحا ومعتدلا؟
الدين السَّمحُ هو الدينُ الذي يتَّسم بالسماحة والتسامح والليونة والسهولة والتساهل واليسر والعطاء والكرم والنُّبل والسخاء والتوافق والتعاطف والتضامن… وكل الخِصال الحميدة التي تجعل من الإسلام دينا سمحاً. وعندما أتحدَّثُ عن الدين السَّمح، فالأمر لا يتعلَّق بالتنازل عن الحقوق المشروعة تحت أي ضغطٍ كان أو نتيجةً لخوف أو ضعفٍ… بل المقصود بالدين السَّمح، هو الدين النابع من إرادة وعزيمة قويتين.
أما الدِّين المعتدل، فهو الدِّين الذي يتَّسِم بالاعتدال. والاعتدال هو، لغويا، مصدر فعل "اعتدل". وفعل "اعتدل" يعني أخذَ الأمور من وسطها، أو بعبارة أخرى، الاعتدالُ هو مقاربة الأمر من وسطه وليس من طرفَيه المتناقضين. ولهذا، فالاعتدال، كالوسطية، هو أخذ الأمور من وسطها تفاديا للأفراط والتفريط. بل إن الاعتدالَ لا يكتمل إلا بالاستقامة والليونة والتَّوسُّط بين حالتين، إحداهما فيها إفراطٌ والأخرى فيها تفريط.
وفي نهاية المطاف، الإسلام الوسط، السَّمحُ والمعتدل هو الدين الذي يكون فيه المؤمنُ غير مُتجاوزٍ للحدود التي رسمها الله، وفي نفس الوقت، أن يكونَ هذا المؤمنُ غير مُهمِلٍ لنفس الحدود. وهذا يعني أنه لا إفراط excès ولا تفريطَ défaut في الدين. بل الغلوُّ exagération أو extrêmisme في فهم الدين يقود إلى التَّطرُّف الديني. والتَّطرُّف الديني يقود إلى الإرهاب terrorisme. والإرهاب هو قتل النفس البشرية بغير حق. وقتل النفس البشرية بغير حق ليس من الإسلام، مصداقا لقوله، سبحانه وتعالى : "...مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا… (المائدة، 32).
وأخيرا، الإسلام الوسط، السمح والمعتدل، هو الذي أشار إليه اللهُ، سبحانه وتعالى في الآية الآتية : "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (آل عمران، 104).
وإذا شبَّهنا الوسطية بعصا مستقيمة rectiligne ou droite، فإمساكُها من الوسط هو الذي يضمن توازنَها، أي أن تبقى موازِيةً لسطح الأرض. وهذه هي الوسطية التي يحثُّ عليها الإسلام، أي أن تُقاربَ الأمورُ بنظرة وسطية تضمن توازنَ المجتمع وتضامن فئاتِه.
والوسطية هي، كذلك، سمةٌ من سمات الحضارة والتَّّمدُّن والرُّقي والتَّحرُّر الفكري والاجتماعي، وفيها نفعٌ للناس. لماذا؟ لأنه إذا أمسكنا العصا من أطرافها، فسينتج عن هذا المسك إما إفراطٌ أو غُلًوٌّ في فهم الدين، وإما تقصير أو تفريطٌ في نفس الفهم. ولهذا، قال الحُكماءُ les sages ولا يزالوا يقولون : "خير الأمور أوسطها". وهذا يعني أن اختيارَ من بين الأمور أوسطَها فيه حِكمةٌ وبُعد نظرٍ وتبصُّر.
غير أن الوسطية، كنظرة متوازنة للدين، لا تستقيم إلا إذا كان هذا الدينُ سمحاً ومعتدلاً. فما معنى أن يكونَ الدين سمحا ومعتدلا؟
الدين السَّمحُ هو الدينُ الذي يتَّسم بالسماحة والتسامح والليونة والسهولة والتساهل واليسر والعطاء والكرم والنُّبل والسخاء والتوافق والتعاطف والتضامن… وكل الخِصال الحميدة التي تجعل من الإسلام دينا سمحاً. وعندما أتحدَّثُ عن الدين السَّمح، فالأمر لا يتعلَّق بالتنازل عن الحقوق المشروعة تحت أي ضغطٍ كان أو نتيجةً لخوف أو ضعفٍ… بل المقصود بالدين السَّمح، هو الدين النابع من إرادة وعزيمة قويتين.
أما الدِّين المعتدل، فهو الدِّين الذي يتَّسِم بالاعتدال. والاعتدال هو، لغويا، مصدر فعل "اعتدل". وفعل "اعتدل" يعني أخذَ الأمور من وسطها، أو بعبارة أخرى، الاعتدالُ هو مقاربة الأمر من وسطه وليس من طرفَيه المتناقضين. ولهذا، فالاعتدال، كالوسطية، هو أخذ الأمور من وسطها تفاديا للأفراط والتفريط. بل إن الاعتدالَ لا يكتمل إلا بالاستقامة والليونة والتَّوسُّط بين حالتين، إحداهما فيها إفراطٌ والأخرى فيها تفريط.
وفي نهاية المطاف، الإسلام الوسط، السَّمحُ والمعتدل هو الدين الذي يكون فيه المؤمنُ غير مُتجاوزٍ للحدود التي رسمها الله، وفي نفس الوقت، أن يكونَ هذا المؤمنُ غير مُهمِلٍ لنفس الحدود. وهذا يعني أنه لا إفراط excès ولا تفريطَ défaut في الدين. بل الغلوُّ exagération أو extrêmisme في فهم الدين يقود إلى التَّطرُّف الديني. والتَّطرُّف الديني يقود إلى الإرهاب terrorisme. والإرهاب هو قتل النفس البشرية بغير حق. وقتل النفس البشرية بغير حق ليس من الإسلام، مصداقا لقوله، سبحانه وتعالى : "...مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا… (المائدة، 32).
وأخيرا، الإسلام الوسط، السمح والمعتدل، هو الذي أشار إليه اللهُ، سبحانه وتعالى في الآية الآتية : "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (آل عمران، 104).