المحامي علي ابوحبله - عملية النصيرات لم تنقذ نتنياهو

بعد اتضاح حقيقة ما جرى في مخيم النصيرات وسقوط المئات من الجرحى والشهداء الفلسطينيين حيث ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني مجزره مروعه بحق المدنيين الفلسطينيين مقابل تحرير أربعه من الرهائن الإسرائيليين حيث تعالت ضجيج أصوات الفرح على ما اعتبر انجاز بعد ثمانية أشهر من الحرب ذهب ضحيتها ما يقارب 191الف بين شهيد وجريح فلسطيني ، ولم تمضي سوى ساعات على مجزرة النصيرات ، لتختفي معها نشوة النصر بتحرير 4 أسرى، حيث بدأ الخبراء العسكريون بتقييم ما جرى مرة أخرى، في أجواء أكثر هدوءا، فإذا بنتائج هذا التقييم، جاءت على عكس ما كان يتوقعه الثنائي نتنياهو وبايدن، فلا سبيل أمام أمريكا والكيان الإسرائيلي، لتحرير أسراهم، إلا عبر صفقة، وإلا فالفشل الفاضح سيكون عنوان كل محاولة لتحرير الأسرى ، وخير دليل على ذلك، عملية النصيرات وتداعياتها

وعلى الرغم من حفلة " العلاقات العامة" التي وظفها رئيس حكومة الحرب ، بنيامين نتنياهو، عقب العملية، والتي أكّد خلالها على صوابية خيار حكومته بالمضي في الحرب و " الضغط العسكري" لاستعادة الأسرى وتحقيق أهداف الحرب، إلا أن ذلك لم يمنع من وقوع التحوّل السياسي الذي كان منتظَراً داخل إسرائيل على إثر العملية وما سجلته من إخفاق عسكري وتداعيات ما تكشف من حقائق بعد انجلاء غبار المعركة ، التي لم يمضي عليها سوى ساعات قليلة على نشوة نتني اهو إعلانه استعادة 4 من أسراها في قطاع غزة، حتى عادت الأمور إلى مسارها من الخلافات والصراعات داخل الائتلاف الحاكم في تل أبيب.

فزهوة حكومة نتنياهو بما اعتبرته إنجازًا كبيرًا، أفسدتها الخلافات والصراعات و نيران الاستقطاب والخلافات متعددة الأوجه داخل الحكومة ومجلس الحرب، وسط تشكيك سياسيين إسرائيليين بوجود أي قيمة إستراتيجية لعملية استعادة الأسرى الأربعة

يأتي ذلك بعدما أسفرت عن مقتل 3 محتجزين آخرين بينهم أميركي، وفق إعلان كتائب "القسام"، فضلًا عن مصرع القائد في وحدة "اليمام" أثناء تنفيذ العملية التي أسفرت عن ارتكاب مجزرة مروعة في مخيم النصيرات.

وفي ذروة الخلافات والصراعات داخل ائتلاف نتنياهو، تمثلت بإعلان عضو مجلس الحرب بيني غانتس استقالته من منصبه بعد تأجيل هذه الخطوة ليوم واحد، عقب عملية النصيرات. تبعه عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت.

وجاءت استقالة غانتس المقرب جدًا من الإدارة الأميركية، بعد أن انتهت أمس المهلة التي منحها لحكومة الحرب للموافقة على خطة اقترحها من 6 نقاط بشأن الحرب على غزة.

بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقاده الاستقالة، حيث وصفها بالممارسات السياسية التافهة.

أما استقالة غانتس فلن تؤدي إلى انهيار الائتلاف الحكومي، لكن ما يخشاه نتنياهو أن تكون هذه الخطوة هي البداية لانفراط العقد، مع وجود خلافات أخرى داخل الطاقم الوزاري ومجلس الحرب الذي يتجه نتنياهو لحله وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

الخلافات في واقع الأمر لا تتعلق فقط بالحرب على غزة، بل ثمة قضايا وبؤر توتر مختلفة منها على سبيل المثال لا الحصر قضية تجنيد "الحريديم".

ووفق المتابعين والمحللين لن تسقط حكومة نتني اهو بالتبعية ،ولا يعني انسحاب حزب "الوحدة الوطنية" (21 نائباً) من الحكومة سقوطها، فحين انضم إليها كان نتنياهو مدعوماً بالفعل من 64 نائباً من أصل 120 في الكنيست.

ويضم ائتلاف نتنياهو الحاكم الذي تشكل قبل الحرب وهو يتألف من حزب الليكود اليميني، وقائمة الصهيونية الدينية اليمينية المتطرفة (التي تتشكل من حزبين هما حزب الصهيونية الدينية" بقيادة سموتريش و"حزب "القوة اليهودية" بقيادة بن غفير)، وحزبين متشددين دينيين (شاس ويهدوت هتوراة)، وما زال هؤلاء يدعمون حكومته.

ولكي تسقط حكومة نتنياهو يجب أن يتخلى عن تأييدها أربعة نواب، ومن الصعب أن يأتوا من حزب بن غفير وسموتريش المتطرفين واللذين يعدان أكبر المستفيدين من هذه الحكومة، كما أنه رغم انتقادات يوآف غالانت عضو
الليكود لنتنياهو ومراراً، ولكن ما زال من الصعب معرفة قدرته على قيادة انشقاق داخل الحزب الذي يسيطر عليه نتنياهو بقوة والاستقالة قد تكون فرصة للأحزاب الصهيونية ممثلة في "القوة اليهودية" برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحزب "الصهيونية الدينية" برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ، ولم يكن الحزبان، وهما من اليمين المتطرف، راضيين عن كون قرارات الحرب بيد مجلس الحرب الذي لا يضم ممثلين عنهما.

وفي أكثر من مناسبة، دعا بن غفير وسموتريتش، وهما أشد الداعمين لاستمرار الحرب على غزة، إلى الانضمام لمجلس الحرب أو على أقل تقدير حله، ويتبنبى الحزبان بشكل سافر دعوات متطرفة لاستيطان غزة أو طرد سكانها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى