استهلال: لقد أرسل الي الصديق د. جاسم محمد صالح بقصة تحت عنوان" التاج الذي يبحث عن ملك" قصد القراءة،، وفي هذه القراءة المختصرة أحاول أن أدخل نص القصة من عدّة أبواب،أولا:
- باب العنوان: التاج الذي يبحث عن ملك. هذا العنوان الذي يشكّل جملة اسمية مركبة من مبتدإ وخبر جملة فعلية ،فالعنوان طويل يربك القارئ الصغير بحيث يوحي بذلك المعنى المجازي الذي يصعب على الطفل الوصول الى المعنى المراد
ثانيا: من باب الرّمزية التي تعيدنا إلى قصص ابن المقفع في كتابه كليلة ودمنة،هذه الرمزية التي يكون فيها الحديث على ألسنـــــة الحيــــوانات،وذلك هروبا و تجنّبا للإفصاح عن المقصود فـي النـص القصصـي الذي يحــاول فـيه الكاتب طرح قضـية سياسيــــة في ذلك العصـــــر،أما في عصرنا هذا فقد تجاوز مثل هذه المتاهات السياسية والخوف من السياسي مهما كان موقعه ومنصبه ، فالكاتب يكتب من موقع حسّ حضاري ليقدم للقارئ صورة ذلك العالم الذي يحياه الناس بأسلوب فنيّ يكشف تلك الحقائق المجهولة عند الكثير من الناس.
- ثالثا نصّ القصة يصعب تناوله مع فئة عمريّة من الأطفال ،وقد يكون موجها لفئة اليافعين والكبار معا وذلك رغم محاولة تبسيط المعنى للقارئ،فالقصة تشتمل على العديد من المفردات الصعبة التي يستعصي فهمها لذي القارئ الصغير "الطفل" -- يحاول الكاتب د.جاسم محمد صالح دخول قصته من باب تلك الشخصيات المتمثلة في أصناف الحيوانات التي تقابل شخصيات مستترة في واقع الناس ،فتغدوالقصة عبارة عن خرافة يرويها الكاتب لتصبح لسان حال كائنات الغابة ، ويسرّ الكاتب على ذلك الأسلوب النمطي الذي سار عليه العديد من الكتّاب قبله بحيث يمثل كل صنف معين من الحيوانات صورة أو صفة نمطية معينة غير قابلة للتغير،ويظل الأسد دائما هو القويّ وهو الشجاع الذي تهابه جميع الحيوانات،وهو من يصلح أنس يكون السيّد والملك في ذلك المكان الفسيح الغامض الجهات وهو الغابة،وفي قصة"التاج الذي يبحث عن ملك" نجد المحرّك الأساسي لعملية اختيار الملك هي "السلحفاة " التي تحرّض الحيوانات من أجل وجود ملك يحكم الغابة،وهي في الواقع أبطأ حيوان في الغابة لقد قامت بأوّل خطوة نحو الخنزيز الذي يشتغل حدّادا لتطلب منه صناعة تاج الملك ،تاج مرصّع باللآلئ،ويعد هذه الخطوة قامت بالإجتماع بسكان الغابة وهي تبحث من بينهم عمن تتوفر فيه صفات الملك الذي سيضع التاج على رأسه ليحكم الغابة، ويتقدم القرد في البداية ليقابل بالسخريةمن السلحفاة لأنه مسكون بتلك الحركات البهلوانية التي لا تمنكنه من صفة الملك،ويتقدم الدبّ فتفضحه السلحفاة لأنّه سارق العسل،ولا يصلح أن يكون ملكا على الجميع ،ويتقدّم الأرنب فترفضه السلحفاة ملكا لأنّه لا يحسن أكل غذائه الجزر،ويتقدّم الفيل نفتسخر منه السلحفاة لأنّه لا يستطيع أن يخلص نفسه إذا سقط في حفرة معينة فكيف به يخلص سكان الغابة إذا داهمهم خطر معين،وتتقدّم الزرافة فتقابل بالرفض لأنّها ترى في نفسها الإستعلاء بما تملكه من قامة طويلة،ويعد ذلك يتقدّم الثعلب العجوز محمولا على مجموعة أغصان من قبل أقرانه الثعالب،وهنا تثورثورة مجموعة من سكان الغابة البومة والغراب والحرباء وابن أوى والجرذ والكلب والأفعى والعقرب،ويضحك الجميع ،فينسحب الثعلب مهزوما،وفي الأخيريظهر الأسد وكلّه هيبة ووقار ، فيهرب الجميع فتسعد السلحفاة بالملك الذي يستحقّ التاج.فالقصة رغم رمزيتها السياسية فإنّها تفتقد الى ذلك التّماسك الفنّي والى عنصرالتّشويق الذي يشكّل التنامي الدرامي للأحداث في العمل القصصيالموجه للصغار،ولعلّ ذلك يعود الى موضوع القصة الذي اختاره الكاتب ،وهو صاحب تجربة في الكتابة للطفل نحسبه من الأسماء العربية التي تهتم بأدب الطفل دراسة وكتابة لقصص الأطفال،والسؤال الذي يطرح في هذه القصة.لماذ السلحفاة هي من تتولى عملية اليحث عن اختيار الملك..؟ لعلّ الكاتب يقصد بها "الشعب" أو من يمثل الشعب من جهاز "البرلمان" أو "مجلس الشيوخ" ففي القصة يختفي الوجه الحقيقي للوضع السياسي في أي بلد عربي،وكأنّ الكاتب لا يحب المواجهة مع الواقع السياسي العربي،ويرمز إليه بالحيوانات والحديث على ألسنتها وكأنّ الزمن يعود بنا الى الوراء في عهد ابن المقفع،وهنا يمكننا طرح سؤال آخرهل يا ترى الطفل عندنا في العراق أو في الوطن العربي يستطيع فكّ تلك الرموز السياسية ويستفيد منها بعيدا عن تصوّر أشكال الحيوانات،وبعيدا عن تلك الغابة التي تعجّ بالخيرات وبالمتناقضات،وذلك ما نراه يصعب على الطفل فهمه وتحيده في واقعنا العربي باختيار الملوك والرّؤساء والجكّام في زمن التواصل الإجتماعي الرهيب،وهل ياترى يضلّ واقع الكتابة للطفل في وطننا العربي رهين تجربة الماضي بعيدا عن واقعه التكنولوجي المتعدد الأقطاب والأحداث؟ هوسؤال أطرحه لكل من يكتب للطفل العربي،ورغم ذلك أحي صديقنا الكاتب الكبير د. جاسم محمد صالح على تجربته ونتمنى له المزيد من العمل خدمة لثقافة الطفل العربي.
- باب العنوان: التاج الذي يبحث عن ملك. هذا العنوان الذي يشكّل جملة اسمية مركبة من مبتدإ وخبر جملة فعلية ،فالعنوان طويل يربك القارئ الصغير بحيث يوحي بذلك المعنى المجازي الذي يصعب على الطفل الوصول الى المعنى المراد
ثانيا: من باب الرّمزية التي تعيدنا إلى قصص ابن المقفع في كتابه كليلة ودمنة،هذه الرمزية التي يكون فيها الحديث على ألسنـــــة الحيــــوانات،وذلك هروبا و تجنّبا للإفصاح عن المقصود فـي النـص القصصـي الذي يحــاول فـيه الكاتب طرح قضـية سياسيــــة في ذلك العصـــــر،أما في عصرنا هذا فقد تجاوز مثل هذه المتاهات السياسية والخوف من السياسي مهما كان موقعه ومنصبه ، فالكاتب يكتب من موقع حسّ حضاري ليقدم للقارئ صورة ذلك العالم الذي يحياه الناس بأسلوب فنيّ يكشف تلك الحقائق المجهولة عند الكثير من الناس.
- ثالثا نصّ القصة يصعب تناوله مع فئة عمريّة من الأطفال ،وقد يكون موجها لفئة اليافعين والكبار معا وذلك رغم محاولة تبسيط المعنى للقارئ،فالقصة تشتمل على العديد من المفردات الصعبة التي يستعصي فهمها لذي القارئ الصغير "الطفل" -- يحاول الكاتب د.جاسم محمد صالح دخول قصته من باب تلك الشخصيات المتمثلة في أصناف الحيوانات التي تقابل شخصيات مستترة في واقع الناس ،فتغدوالقصة عبارة عن خرافة يرويها الكاتب لتصبح لسان حال كائنات الغابة ، ويسرّ الكاتب على ذلك الأسلوب النمطي الذي سار عليه العديد من الكتّاب قبله بحيث يمثل كل صنف معين من الحيوانات صورة أو صفة نمطية معينة غير قابلة للتغير،ويظل الأسد دائما هو القويّ وهو الشجاع الذي تهابه جميع الحيوانات،وهو من يصلح أنس يكون السيّد والملك في ذلك المكان الفسيح الغامض الجهات وهو الغابة،وفي قصة"التاج الذي يبحث عن ملك" نجد المحرّك الأساسي لعملية اختيار الملك هي "السلحفاة " التي تحرّض الحيوانات من أجل وجود ملك يحكم الغابة،وهي في الواقع أبطأ حيوان في الغابة لقد قامت بأوّل خطوة نحو الخنزيز الذي يشتغل حدّادا لتطلب منه صناعة تاج الملك ،تاج مرصّع باللآلئ،ويعد هذه الخطوة قامت بالإجتماع بسكان الغابة وهي تبحث من بينهم عمن تتوفر فيه صفات الملك الذي سيضع التاج على رأسه ليحكم الغابة، ويتقدم القرد في البداية ليقابل بالسخريةمن السلحفاة لأنه مسكون بتلك الحركات البهلوانية التي لا تمنكنه من صفة الملك،ويتقدم الدبّ فتفضحه السلحفاة لأنّه سارق العسل،ولا يصلح أن يكون ملكا على الجميع ،ويتقدّم الأرنب فترفضه السلحفاة ملكا لأنّه لا يحسن أكل غذائه الجزر،ويتقدّم الفيل نفتسخر منه السلحفاة لأنّه لا يستطيع أن يخلص نفسه إذا سقط في حفرة معينة فكيف به يخلص سكان الغابة إذا داهمهم خطر معين،وتتقدّم الزرافة فتقابل بالرفض لأنّها ترى في نفسها الإستعلاء بما تملكه من قامة طويلة،ويعد ذلك يتقدّم الثعلب العجوز محمولا على مجموعة أغصان من قبل أقرانه الثعالب،وهنا تثورثورة مجموعة من سكان الغابة البومة والغراب والحرباء وابن أوى والجرذ والكلب والأفعى والعقرب،ويضحك الجميع ،فينسحب الثعلب مهزوما،وفي الأخيريظهر الأسد وكلّه هيبة ووقار ، فيهرب الجميع فتسعد السلحفاة بالملك الذي يستحقّ التاج.فالقصة رغم رمزيتها السياسية فإنّها تفتقد الى ذلك التّماسك الفنّي والى عنصرالتّشويق الذي يشكّل التنامي الدرامي للأحداث في العمل القصصيالموجه للصغار،ولعلّ ذلك يعود الى موضوع القصة الذي اختاره الكاتب ،وهو صاحب تجربة في الكتابة للطفل نحسبه من الأسماء العربية التي تهتم بأدب الطفل دراسة وكتابة لقصص الأطفال،والسؤال الذي يطرح في هذه القصة.لماذ السلحفاة هي من تتولى عملية اليحث عن اختيار الملك..؟ لعلّ الكاتب يقصد بها "الشعب" أو من يمثل الشعب من جهاز "البرلمان" أو "مجلس الشيوخ" ففي القصة يختفي الوجه الحقيقي للوضع السياسي في أي بلد عربي،وكأنّ الكاتب لا يحب المواجهة مع الواقع السياسي العربي،ويرمز إليه بالحيوانات والحديث على ألسنتها وكأنّ الزمن يعود بنا الى الوراء في عهد ابن المقفع،وهنا يمكننا طرح سؤال آخرهل يا ترى الطفل عندنا في العراق أو في الوطن العربي يستطيع فكّ تلك الرموز السياسية ويستفيد منها بعيدا عن تصوّر أشكال الحيوانات،وبعيدا عن تلك الغابة التي تعجّ بالخيرات وبالمتناقضات،وذلك ما نراه يصعب على الطفل فهمه وتحيده في واقعنا العربي باختيار الملوك والرّؤساء والجكّام في زمن التواصل الإجتماعي الرهيب،وهل ياترى يضلّ واقع الكتابة للطفل في وطننا العربي رهين تجربة الماضي بعيدا عن واقعه التكنولوجي المتعدد الأقطاب والأحداث؟ هوسؤال أطرحه لكل من يكتب للطفل العربي،ورغم ذلك أحي صديقنا الكاتب الكبير د. جاسم محمد صالح على تجربته ونتمنى له المزيد من العمل خدمة لثقافة الطفل العربي.