المحامي علي ابوحبله - تحالف “إسرائيل” مع الفاشيين في أوروبا أكبر تهديد لليهود

هناك ظاهره تستحق الاهتمام من قبل المحللين والسياسيين أن جنوح اليمين في أوروبا يقابله تزاوج وتحالف من قبل اليمين الفاشي في إسرائيل وهو خطر لا يقل خطورة عن الحركات المتطرفة التي ظهرت في القرون الوسطى وأوائل العقد الماضي وباتت تشكل خطر على اليهودية

إن مفهوم الحرب على غزه وفق تأطير نتني اهو لهجومه على غزة بمصطلحات اقتبسها من الصليبيين وتتبناها قطاعات واسعة من الطيف السياسي الفرنسي والغربي ، وتستهدف المسلمين في أوروبا قبل الفلسطينيين وحرب نتني اهو على غزه والفلسطينيين تستأثر بدعم من الانجليكيين المتصهينيين المتطرفين الداعمين لإسرائيل

إن انهيار مفهوم الليبرالية في فرنسا وبروز اليمين المتطرف والذي يستثمره جوردان بارديلا، الشاب البارز في اليمين المتطرف، والرجل الذي يُتوقع يومًا ما أن يصبح رئيسًا للوزراء في فرنسا . لقد قال في سنة 2021 متحدثًا عن “تغيير ديموغرافي بحري” يمكن أن “يغير وجه فرنسا في غضون سنوات قليلة”: “اذهب في نزهة في جميع الأحياء التي عشت فيها في سين سان دوني”.

من الخطأ الجسيم أن نعتبر احتضان إسرائيل لبارديلا وخيرت فيلدرز من حزب الحرية الهولندي، وسانتياغو أباسكال زعيم حزب فوكس اليميني المتطرف في إسبانيا، وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف؛ مجرد انتهازية سياسية.

صحيح أنه كان هناك الكثير من الشماتة في إسرائيل بسبب نجاح اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة. فقد اعتبروه ردًا على اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية؛ فقد نشر وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس تغريدة ساخرة على تويتر – باللغتين الإنجليزية والإسبانية – لزعماء إسبانيا، مدعيًا أنهم “عوقبوا من قبل الناخبين” بسبب اعترافهم بالدولة الفلسطينية، وكتب قائلًا: “لقد عاقب الشعب الإسباني @سانشيز كاستيخون وائتلاف @يولاندا_دياز بهزيمة مدوية في الانتخابات. اتضح أن احتضان القتلة والمغتصبين من حماس لا يؤتي ثماره”.

أما عميحاي شيكلي، العضو السابق في تشكيلة “يمينا” اليمينية المتطرفة ووزير شؤون الشتات الإسرائيلي الحالي، فقد ابتهج لاستقالة رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو.

كان دي كرو قد ذهب إلى رفح في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قبل أول عملية إطلاق سراح الرهائن وكان صوتًا وحيدًا تقريبًا في أوروبا في التنديد بمذبحة المدنيين في غزة. وقال شيكلي: “دعم الإرهاب لا يتماشى مع الشعب البلجيكي”.

ومع ذلك؛ فإن الروابط التي تغذيها إسرائيل المعاصرة مع اليمين المتطرف في أوروبا أعمق من مجرد النفعية السياسية؛ إنها أكثر من مجرد “ابتهاج قصير النظر” على حد تعبير أحد كتاب الأعمدة في صحيفة هآرتس.

لقد أصبح التحالف مع الأحزاب السياسية الأوروبية التي تشوه صورة المسلمين بنفس الطريقة التي تغذي بها الجماعات اليمينية المتطرفة كراهية اليهود أكثر من مجرد مغازلة؛ لقد تم ترسيخه بسرعة ليصبح تحالفًا أكثر اتساعًا بكثير، بالفعل كما بالقول.

وقد حذّر الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إسرائيل من أن تصبح دولة فصل عنصري تتبنى الأيديولوجية الفاشية وتتقارب مع اليمين الفاشي الأوروبي من أجل إيجاد حل نهائي لصراعها مع الفلسطينيين ، وقال إن إسرائيل إذا فعلت ذلك ستواجه لحظة وجودية في وقت أقرب مما يعتقد كثيرون.

وفي مقال له بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تحدث هيرست عن ظاهرة تقارب إسرائيل واليمين الأوروبي المتطرف رغم العداء المفرط بين الطرفين خلال الحرب العالمية الثانية وحتى تاريخ قريب.

وسرد الكاتب تفاصيل عن التقارب المذكور، مثل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في باريس مؤخرا والتي وصف فيها الحرب بغزة مخاطبا الأوروبيين: "انتصارنا هو انتصاركم! إنه انتصار الحضارة اليهودية المسيحية على البربرية. إنه انتصار فرنسا! إذا انتصرنا نحن هنا، فأنتم تنتصرون هناك".

ولفت الكاتب إلى أن أدولف هتلر أصبح قدوة لإسرائيل هذه الأيام؛ فقد استشهد به موشيه فيغلين، عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود، عندما قال الأسبوع الماضي على شاشة تلفزيونية "كما قال هتلر، لا يمكنني العيش إذا بقي يهودي واحد حيا؛ فلا يمكننا العيش هنا إذا بقي إسلامي نازي واحد في غزة"، على حد وصفه.

هناك مخاطر واضحة لإسرائيل في إتباع هذا المسار، لأنهم ليسوا في أرض يمثلون فيها الاكثريه علاوة على ذلك؛ فإن “الدولة اليهودية” ليست على هامش العالم الإسلامي، بل إنها تقع مباشرة في مركزه.

لن يتكرر ما حدث عام النكبة 48 ولن يرحل الفلسطينيين عن أرضهم وإذا حاولت إسرائيل القيام بعملية تطهير عرقي كبرى في الضفة الغربية، فان الأردن لن يقف مكتوفي الأيدي وكذلك الحال مع الموقف المصري وعندها لن تنعم إسرائيل بحدود هادئة مرة أخرى.

وإذا تبنت إسرائيل أن تكون دولة يهودية عنصرية وفصل عنصري الفاشية كأيديولوجية لها في محاولة لإيجاد الحل النهائي لصراعها مع الفلسطينيين؛ فإنها ستواجه لحظة وجودية في وقت أقرب مما تعتقد.

لا يوجد تهديد أعظم لوجود دولة يهودية في الشرق الأوسط من أقوال وأفعال قادة إسرائيل اليوم، ولا يوجد الآن تهديد أكبر لليهود في جميع أنحاء العالم – كما كان عليه الحال في الثلاثينات – من الفاشيين الذين يجدون قضية مشتركة مع إسرائيل، ويعودون إلى السلطة في أوروبا مرة أخرى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى