أنطولوجيا السرد العربي تدخل عامها العاشر




تنهي أنطولوجيا السرد العربي عامها التاسع، وتدخل عامها العاشر بثبات، ومزيد من الاصرار، عاقدين العزم على مواصلة العطاء، مجددين الأمل بالمساهمة في نشر المعرفة، ومواكبة تحولات المرحلة...
تسعة أعوام من الود والتقدير، والمحبة والشغف بالمعرفة، والاحترام المتبادل، والإعتزاز الصادق بكل الأعضاء وتشريفهم بما يليق من الحفاوة والعناية، منذ بدء رحلتنا بتاريخ 25 / 6 / 2015، إلى حدود هذه اللحظات المفعمة بالألفة والأحاسيس الجياشة، حللنا خلالها ضيوفا على اللغة، وتعرفنا من خلالها على العديد من القامات الفكرية البارزة، وعدة أقلام نيرة، وأسماء أدبية من مختلف الأقطار العربية لم يبخلوا علينا بعطائهم الثري والمفيد، قدموا خلال هذه المدة مواد متنوعة في القصة القصيرة والرواية والنقد الأدبي والمقالة الفكرية والفلسفة والشعر، ومضامين غنية في الأدب والفكر والعلوم، عبر دراسات عميقة ورفيعة المستوى. كما قمنا من جانبنا بتحرير وتحيين عدة أركان تضمنت العديد من الملفات تنيف على 120 ملف حصري في مختلف المعارف والفنون والتخصصات.
وبِما يفوق الشعر حسنا وجمالا وألقا ننثر المزيد من الورود والرياحين تعبيرا عن مشاعر الحبور والبهجة، وعربونا على وهج الأمنيات والثقة التي تبرعم في الصميم لاتزال. غنمنا خلالها ما يسر وما يغني من الصداقات الثمينة، ومنتهى دعوانا أن ننجح في إحراز المزيد من الرضا والنجاح، وحيازة ثقة الإخوة المبدعين والقراء، وأحدى رهاناتنا الدعوة للمحبة والوداد، وبت روح التسامح ونشر القيم الإنسانية السامية، والأدب الرصين، وتجاوز الهفوات، وتلافي التأخر في الوفاء ببعض الالتزامات لجسامتها، والعجز عن تلبية اقتراحات بعض الأصدقاء لصعوبتها، والاعتذار لكل من نضطر لرفض نصوصهم بحجج تتعلق باللغة والإملاء والنحو واستسهال عملية الكتابة أحيانا، والمواد التي تحرض على العنف والتطرف، وتدعو لازدراء الاديان والمعتقدات أحيانا أخرى، راجين أن نكون في مستوى تطلعات وآمال كل الأدباء والكتاب والشعراء والقراء والزوار وعشاق الحرف، مفسحين المجالس لبعضنا كي نستدفئ بحرارة الرجاء والوداد، مخفورين بأسراب أحلامنا المجنحة، مسلحين بطموحاتنا العريضة التي لا تنتهي، والتحفيزات الأخوية التي لا تني عن دفعنا لبذل المزيد من الجهد، وآمالنا التي لا تنقص في الميزان، معافرين لتحويل الانطولوجيا إلى دوحة وارفة الظلال تتسع لكل المتأدبين، ومنارة للمعارف والفكر التنويري، وأن تتحول إلى ينبوع فكري يرتوي من معينه طلاب العلم والمعرفة، متميزة بمصداقية كتابها، وبغنى مضامينها، وثراء مواضيعها، وتباين حقول اهتماماتها، وتعدد مصادرها، وبحرية خطها التحريري المتفتح والمنفتح على كافة الحساسيات الأدبية والتيارات الفكرية، وان يجد فيها الزائر والباحث ما يصبو إليه...
ندخل العام العاشر والعالم برمته يعيش أياما متشابهات في الدم والعنف والقهر، والفقر، والفوضى، ولا نعرف كيف ستؤول الأمور بعد كل هذا، تتالت الكوارث، وتنوعت المآسي، وتعددت الأوبئة، واشتدت الحروب، وتكالبت علينا الأزمات من كل صوب ونوع، وأصبح التطبيع والاستقواء بالامبريالية الامريكية وربيبتها الصهيونية مجدا غير مُجد التفاخر به.
وعرفنا انتكاسة كبرى على مستوى السلوكات والقيم والاخلاق والمثل، انعكست نتائجها الخطيرة سلبا على السياسة والاقتصاد والمجتمع، واصبح قتل الإنسان لأخيه الانسان والتفنن في ابتزازه وامتهانه أهون من دعص حشرة، وعم الغلاء الفاحش، وانهار الأمن الغذائي، وتدهورت المنظومة التعليمية والصحية للشعوب، واتسعت هوة التفاوت الطبقي بين حديثي النعم والفقراء، واستشرى الفساد السياسي في الانظمة العربية، التي خرجت اكثر حصانة وقوة من الربيع العربي، وتفننت في قهر وتفقير وإذلال شعوبها، وتقوية ترسانتها العسكرية لمجابهة مواطنيها في الداخل بدل مقاومة العدو.. وافتعال أزمات إقليمية ضيقة لنشر الفتن بين شعوب المنطقة، وأضحى الرهان على الرقص وإهدار المال العام على كرة القدم أهم من تشجيع ودعم البحث العلمي، وتسرب إلى أوصالها الشلل والجبن والوهن والعجز المخزي، والصمت المخجل إزاء ما يقوم به الكيان الفاشي المتغطرس من تقتيل وقصف، ونسف، وتعذيب، وتجويع، وإبادة جماعية لأهلنا وإخوتنا في فلسطين في نزيفهم الثالث والستين بعد الماءتين، وحكوماتنا بشيوجها وثرواتها تتفرج مكتوفة الأيدي، ملجومة الألسنة لا حول لها ولا قلوة، خوفا من الامبريالية الامريكية التي فصلت هذه الأنظمة وِفق مقاسات مصلحية، تتحكم في رقاب رؤسائها، وتملي عليهم قرارتها في ضرورة التبعية والخنوع والعبودية.
كل هذا وفي السودان الذقيق لا تزال النيران الصديقة تحصد الأخضر واليابس. وتنتهك الاعراف الدولية. وتهجر المواطنين من ديارهم التي تستبيحها عصابات الجنجويد الاجرامية. وتودي بالبلد إلى الخراب وتعصف به لجحيم المجهول والتقسيم.. كما تعرف دول عربية اخرى نوعا من عدم الاستقرار يغرقها في طوفان الفوضى والضياع.
فيما تدق طبول الحرب على جبهات تخوم عربية مختلفة إيمانا بحروب اخوية وشيكة..
شكرا لكل رفاق الكلمة كتابا ومبدعين وشعراء على كل هذا الجهد الذي تبذلونه لاجل رفعة الابداع والفكر والمعرفة..

وكل عام وانتم بألف خير

25/06/2024

أسرة انطولوجيا السرد العربي

تعليقات

شكرا جزيلا أسرة انطولوجيا السرد العربي، شكرا جزيلا لفرصة النشر، وشكرا ثانية لفرصة اللقاء بهذه الكوكبة من الكتاب والمبدعين، أصبحت الأنطلوجيا زادا يوميا لا أرتاح حتى أقلب ناظري بين صفحاتها، مستأنسا بكلمة هنا وفكرة هناك، حقا هي بمثابة جامعة للكتاب العرب.
 
شكرا جزيلا أسرة انطولوجيا السرد العربي، شكرا جزيلا لفرصة النشر، وشكرا ثانية لفرصة اللقاء بهذه الكوكبة من الكتاب والمبدعين، أصبحت الأنطلوجيا زادا يوميا لا أرتاح حتى أقلب ناظري بين صفحاتها، مستأنسا بكلمة هنا وفكرة هناك، حقا هي بمثابة جامعة للكتاب العرب.
تحية وتقدير أستاذ جعفر
ونحن بدورنا نشكرك على كل ما جاء في كلمتك الطيبة، ونرحب بك أخا وصديقا وأديبا متميزا ، نحن نفتخر بكم ونتمنى لكم كل السعادة واطراد اسباب الابداع والعطاء
 
لكم كل المحبة و التقدير على هذا المنبر الحر النزيه الذي لا يدخر جهداً في سبيل نشر الثقافة و المعرفة الحرة البعيدة عن قيود البيروقراطية و المنفعة و المحسوبية. الود لكم و المجد للكلمة
 
لكم كل المحبة و التقدير على هذا المنبر الحر النزيه الذي لا يدخر جهداً في سبيل نشر الثقافة و المعرفة الحرة البعيدة عن قيود البيروقراطية و المنفعة و المحسوبية. الود لكم و المجد للكلمة
ألف شكر وتحية أخانا العزيز الأستاذ صلاح عيد السارد والاديب الاريب على ارتساماتك.. ونخن بدورنا في اسرة الأنطولوجيا نحييم من قلوبنا، ونرحب بكم على الدوام
 
شكرا جزيلا الأنطولوجيا على كل ماقدمتموه لنا شكرا على كل هذا الجمال ونتمنى أن تصل إلى عامها المائة فهي منار فكرية وثقافية في عالم مليء بالظلم والظلام
 
شكرا جزيلا الأنطولوجيا على كل ماقدمتموه لنا شكرا على كل هذا الجمال ونتمنى أن تصل إلى عامها المائة فهي منار فكرية وثقافية في عالم مليء بالظلم والظلام
ألف شكر وتحية نجزيها لك أستاذ محمد علاء الدين راجين لك اطيب الاوقات .. ربنا يكرمك
 
أعلى