أبووردة السعدني - قضية االخلافة الإسلامية

... لا أعلم مدى صحة الحديث - الذي ورد بروايات عدة -- أن الرسول -- صلى الله عليه وسلم -- قال: (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا ) ، إذ يرى كثير من العلماء أن الخلافة انتهت بتنازل الخليفة الخامس الإمام الحسن بن علي -- رضي الله عنهما -- عام 40 هجرية عن الخلافة جمعا لكلمة المسلمين، وعرف العام المذكور بعام الجماعة...
... أطلق حكام الدولة الأموية --ومن بعدهم حكام الدولة العباسية -- على أنفسهم لقب (خليفة)، ولم يستحسنوا لقب (حاكم أو سلطان)، وجاء -- على العالم الإسلامي -- حين من الدهر شهد فيه ثلاثة خلفاء في وقت واحد!!...
.... وحين حان حين الخلافة العباسية بعد نكبة بغداد 656 هجرية ، جاء المماليك بــ (عباسي!!) نصبوه خليفة في القاهرة ، ليكتسبوا شرعية حكم المسلمين ، وعاش خلفاء العباسيين في مصر ليس لهم أمر ولا نهي ، وحسبهم أن يقال للخليفة منهم ( أمير المؤمنين !! ) ، بل كانوا يتعرضون للعزل والسجن والنفي في أحيان كثيرة !! ...
.... أما العثمانيون فكانوا في بداية أمرهم يحرصون على الحصول على تقليد من الخليفة العباسي الموجود في القاهرة ، فلما اشتد عودهم ، وتوطد ملكهم ، أنفوا من ذلك ، بل إن السلطان سليم الأول لم نقرأ أنه لقب بلقب خليفة ، وإنما لقبوه بلقب : حامي حمى الحرمين الشريفين ، أو خادم الحرمين الشريفين...
.... والسلطان سليمان القانوني لم يحرص -- على حد علمي -- على لقب خليفة ، وإنما حرص على تلقيبه به مؤرخو عهده كمطراقي زاده -- على سبيل المثال -- ، وظهر حرص العثمانيين على لقب خليفة حين شاخت دولتهم ، ووهنت عزيمتهم ، وخارت قوتهم ، بل حرص عليه الخارجون على العثمانيين من الأتراك أثناء الحرب العالمية الاولى !!
... لا أدري، هل -حقا - انقضت الخلافة الإسلامية عام 40 من الهجرة، إن كان الحديث صحيحا ؟ ، وإذا كان الأمر كذلك فهل يجوز للأمويين وغيرهم الحرص على التلقب به؟!، وما الرأي في انحطاط قدر الخلافة إبان حكم دولة سلاطين المماليك؟!، ولم لم يحرص العثمانيون على التلقب بلقب الخلافة إبان قوة دولتهم وعلو هامتهم؟!!...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى