دول أوروبيه تراقب عن كثب تطورات الانتخابات التشريعية الفرنسية ، وتنظر بتخوف للنتيجة التي حققها حزب " التجمع الوطني " (اليمين المتطرف) ويعد فوز تاريخي يتحقق من دورة الأحد ، وقد تحمل إليه جولة الإعادة، يوم الأحد المقبل، السلطة على طبق من فضة.
ويكمن التخوف الأوروبي والغربي بشكل خاص من التحولات التي قد تطرأ على سياسة فرنسا الخارجية إزاء الحرب في أوكرانيا، وإزاء دورها داخل الاتحاد الأوروبي، وعلاقاتها الدولية أكانت مع الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، أو في الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلا عن الدور الذي تلعبه تقليدياً في المنظمات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي.
ومقارنة بالانتخابات السابقة في عام 2022، " تضاعف" عدد الأصوات التي نالها حزب لوبان، فيما كان أداء المعسكر اليساري، الذي تكوّن " على عجل" ، بحسب صحيفة " لوموند" الفرنسية، أفضل من أداء تحالف " الاتحاد الشعبي الجديد" وقد تمكن اليمين من الاستحواذ على أصوات الناخبين بالرغم من التعبئة القوية ضد اليمين المتطرف في الشارع الفرنسي من جهة، " وانهيار" الائتلاف الرئاسي من جهة أخرى، طبقاً للصحيفة. ومقارنة بالانتخابات الماضية أيضاً، وفي خضمّ استحقاق وصفه مراقبون بأنّه " الأكثر استقطاباً" في تاريخ البلاد الحديث، شهدت نسبة المشاركة في الانتخابات قبولاً أوسع، إذ أدلى 65% من الناخبين بأصواتهم، مقارنة بـ47.5% في عام 2022.
وفور صدور النتائج الأولية، قال مرشح " حزب التجمع الوطني" لرئاسة الحكومة، غوردان بارديلا، إنّه يريد أن يكون " رئيس وزراء جميع الفرنسيين" ، معتبراً أن ( الشعب الفرنسي أصدر حكماً واضحاً)، وواصفاً الانتخابات الأخيرة بأنّها ( الأكثر أهمية منذ 60 عاماً ). كما اعتبر بارديلا أنّ المنافسة باتت حالياً محصورة بين طرفين، أي التحالف اليساري الذي يمثل، على حدّ تعبيره، " خطراً وجودياً" ، و" التجمع الوطني" والأحزاب الحليفة له. أمّا لوبان، فرأت أنه" تمّ، عملياً، محو معسكر ماكرون»، مشيرةً إلى أنّ «الفرنسيين عبروا عن رغبتهم في طي صفحة سبعة أعوام من الحكم الضعيف للرئيس ماكرون" . وفي المقابل، دعا ماكرون، الأحد، إلى تشكيل " تحالف ديموقراطي وجمهوري واسع" في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية، لمواجهة ( التجمع الوطني ) . ورغم أنّها لم تصب في مصلحته، فقد لفت ماكرون إلى أنّ " المشاركة الكبيرة في الدورة الأولى تظهر أهمية هذا التصويت بالنسبة إلى جميع مواطنينا، وإرادة تصحيح الوضع السياسي" . بدوره، حضّ رئيس الوزراء الفرنسي الحالي، غابرييل أتال، على عدم التصويت مطلقاً لليمين المتطرف في الجولة الثانية.
كما أثارت النتائج الأخيرة ردود فعل واسعة على الصعيد الشعبي، إذ أفادت وسائل إعلام فرنسية بخروج آلاف المواطنين إلى الشوارع للتظاهر ضد صعود اليمين المتطرف، واحتشادهم في باريس خصوصاً، حيث شهدت ساحة الجمهورية تجمعاً حاشداً، بدعوة من التحالف اليساري الجديد، شارك فيه سياسيون يساريون بارزون. وانسحب الأمر نفسه على عدد من المدن الفرنسية الأخرى، التي اشتبك المتظاهرون فيها، في بعض الأحيان، مع قوات الشرطة، ولا سيما في ليون، ثالثة أكبر مدن البلاد.
وعلى أي حال لا يمكن، بحسب عدد من المحللين، حسم شكل الحكومة القادمة قبل الجولة الثانية التي ستحصل في السابع من هذا الشهر، إذ يمكن للأحزاب المشاركة أن تسحب مرشحيها وتدعم المرشحين الذين يتمتعون بالحظوظ الأفضل للتغلب على اليمين المتطرف، بغض النظر عن انتمائهم. وهذه الإستراتيجية، التي تسمى بـ" الجبهة الجمهورية " ، كانت قد غابت عن الساحة الفرنسية في السنوات الأخيرة، إلا أنّها يمكن أن تعود إلى الواجهة في الجولة الثانية. وفي هذا الإطار، رفض " حزب الجمهوريين" أن يدعو ناخبيه إلى التصويت ضد " التجمع الوطني" في الدورة القادمة، وأكدت قيادته، في بيان، أنّه "وإذ لن نكون موجودين في الدورة الثانية، وبالنظر إلى أن الناخبين أحرار في خيارهم، لن نصدر أي تعليمات وطنية، وسنترك الفرنسيين يستندون إلى ضمائرهم" ، فيما اعتبر النائب الأوروبي عن " الجمهوريين "، فرنسوا كزافييه بيلامي، أن " الخطر الذي يهدد بلادنا اليوم هو اليسار المتطرف " وعلى الجهة المقابلة، أعلن المدافعون عن البيئة والاشتراكيون والشيوعيون أنهم سينسحبون إذا كان ثمة مرشح آخر في موقع أفضل للحؤول دون فوز حزب لوبان.
وفي موازاة القلق الداخلي الفرنسي هناك قلق أوروبي ، وبعد صدور نتائج الجولة الأولى، قرعت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك التي تنتمي إلى حزب «الخضر» ناقوس الخطر، إذ عدّت أن " الجميع سيتأثرون إذا حقق حزب ينظر إلى أوروبا بوصفها المشكلة وليس الحل تقدماً بفارق كبير" من الأصوات. وهذه حال نتائج الجولة الأولى، ويتوقع أن يستمر التجمع الوطني من الاستفادة من ديناميته الانتخابية في الجولة الثانية المقررة الأحد المقبل.
ومن ألمانيا إلى روسيا وبولندا وإيطاليا، تكاثرت ردود الفعل. فقد أفاد الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن بلاده " تتابع عن كثب مجريات الانتخابات الفرنسية حيث التوجهات (الجديدة) التي برزت سابقاً في عدد من البلدان الأوروبي بما فيها فرنسا أخذت تتأكد". وأضاف: "سوف ننتظر جولة الإعادة رغم أن خيارات الناخبين تبدو واضحة لنا بشكل أو بآخر" ويذكر أن لفوز ائتلاف لوبان أصداء إيجابية في أوساط الأحزاب اليمينية المتطرفة في مختلف أنحاء أوروبا
ويكمن التخوف الأوروبي والغربي بشكل خاص من التحولات التي قد تطرأ على سياسة فرنسا الخارجية إزاء الحرب في أوكرانيا، وإزاء دورها داخل الاتحاد الأوروبي، وعلاقاتها الدولية أكانت مع الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، أو في الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلا عن الدور الذي تلعبه تقليدياً في المنظمات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي.
ومقارنة بالانتخابات السابقة في عام 2022، " تضاعف" عدد الأصوات التي نالها حزب لوبان، فيما كان أداء المعسكر اليساري، الذي تكوّن " على عجل" ، بحسب صحيفة " لوموند" الفرنسية، أفضل من أداء تحالف " الاتحاد الشعبي الجديد" وقد تمكن اليمين من الاستحواذ على أصوات الناخبين بالرغم من التعبئة القوية ضد اليمين المتطرف في الشارع الفرنسي من جهة، " وانهيار" الائتلاف الرئاسي من جهة أخرى، طبقاً للصحيفة. ومقارنة بالانتخابات الماضية أيضاً، وفي خضمّ استحقاق وصفه مراقبون بأنّه " الأكثر استقطاباً" في تاريخ البلاد الحديث، شهدت نسبة المشاركة في الانتخابات قبولاً أوسع، إذ أدلى 65% من الناخبين بأصواتهم، مقارنة بـ47.5% في عام 2022.
وفور صدور النتائج الأولية، قال مرشح " حزب التجمع الوطني" لرئاسة الحكومة، غوردان بارديلا، إنّه يريد أن يكون " رئيس وزراء جميع الفرنسيين" ، معتبراً أن ( الشعب الفرنسي أصدر حكماً واضحاً)، وواصفاً الانتخابات الأخيرة بأنّها ( الأكثر أهمية منذ 60 عاماً ). كما اعتبر بارديلا أنّ المنافسة باتت حالياً محصورة بين طرفين، أي التحالف اليساري الذي يمثل، على حدّ تعبيره، " خطراً وجودياً" ، و" التجمع الوطني" والأحزاب الحليفة له. أمّا لوبان، فرأت أنه" تمّ، عملياً، محو معسكر ماكرون»، مشيرةً إلى أنّ «الفرنسيين عبروا عن رغبتهم في طي صفحة سبعة أعوام من الحكم الضعيف للرئيس ماكرون" . وفي المقابل، دعا ماكرون، الأحد، إلى تشكيل " تحالف ديموقراطي وجمهوري واسع" في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية، لمواجهة ( التجمع الوطني ) . ورغم أنّها لم تصب في مصلحته، فقد لفت ماكرون إلى أنّ " المشاركة الكبيرة في الدورة الأولى تظهر أهمية هذا التصويت بالنسبة إلى جميع مواطنينا، وإرادة تصحيح الوضع السياسي" . بدوره، حضّ رئيس الوزراء الفرنسي الحالي، غابرييل أتال، على عدم التصويت مطلقاً لليمين المتطرف في الجولة الثانية.
كما أثارت النتائج الأخيرة ردود فعل واسعة على الصعيد الشعبي، إذ أفادت وسائل إعلام فرنسية بخروج آلاف المواطنين إلى الشوارع للتظاهر ضد صعود اليمين المتطرف، واحتشادهم في باريس خصوصاً، حيث شهدت ساحة الجمهورية تجمعاً حاشداً، بدعوة من التحالف اليساري الجديد، شارك فيه سياسيون يساريون بارزون. وانسحب الأمر نفسه على عدد من المدن الفرنسية الأخرى، التي اشتبك المتظاهرون فيها، في بعض الأحيان، مع قوات الشرطة، ولا سيما في ليون، ثالثة أكبر مدن البلاد.
وعلى أي حال لا يمكن، بحسب عدد من المحللين، حسم شكل الحكومة القادمة قبل الجولة الثانية التي ستحصل في السابع من هذا الشهر، إذ يمكن للأحزاب المشاركة أن تسحب مرشحيها وتدعم المرشحين الذين يتمتعون بالحظوظ الأفضل للتغلب على اليمين المتطرف، بغض النظر عن انتمائهم. وهذه الإستراتيجية، التي تسمى بـ" الجبهة الجمهورية " ، كانت قد غابت عن الساحة الفرنسية في السنوات الأخيرة، إلا أنّها يمكن أن تعود إلى الواجهة في الجولة الثانية. وفي هذا الإطار، رفض " حزب الجمهوريين" أن يدعو ناخبيه إلى التصويت ضد " التجمع الوطني" في الدورة القادمة، وأكدت قيادته، في بيان، أنّه "وإذ لن نكون موجودين في الدورة الثانية، وبالنظر إلى أن الناخبين أحرار في خيارهم، لن نصدر أي تعليمات وطنية، وسنترك الفرنسيين يستندون إلى ضمائرهم" ، فيما اعتبر النائب الأوروبي عن " الجمهوريين "، فرنسوا كزافييه بيلامي، أن " الخطر الذي يهدد بلادنا اليوم هو اليسار المتطرف " وعلى الجهة المقابلة، أعلن المدافعون عن البيئة والاشتراكيون والشيوعيون أنهم سينسحبون إذا كان ثمة مرشح آخر في موقع أفضل للحؤول دون فوز حزب لوبان.
وفي موازاة القلق الداخلي الفرنسي هناك قلق أوروبي ، وبعد صدور نتائج الجولة الأولى، قرعت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك التي تنتمي إلى حزب «الخضر» ناقوس الخطر، إذ عدّت أن " الجميع سيتأثرون إذا حقق حزب ينظر إلى أوروبا بوصفها المشكلة وليس الحل تقدماً بفارق كبير" من الأصوات. وهذه حال نتائج الجولة الأولى، ويتوقع أن يستمر التجمع الوطني من الاستفادة من ديناميته الانتخابية في الجولة الثانية المقررة الأحد المقبل.
ومن ألمانيا إلى روسيا وبولندا وإيطاليا، تكاثرت ردود الفعل. فقد أفاد الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن بلاده " تتابع عن كثب مجريات الانتخابات الفرنسية حيث التوجهات (الجديدة) التي برزت سابقاً في عدد من البلدان الأوروبي بما فيها فرنسا أخذت تتأكد". وأضاف: "سوف ننتظر جولة الإعادة رغم أن خيارات الناخبين تبدو واضحة لنا بشكل أو بآخر" ويذكر أن لفوز ائتلاف لوبان أصداء إيجابية في أوساط الأحزاب اليمينية المتطرفة في مختلف أنحاء أوروبا