د. أيمن دراوشة - تأملات في الوحدة والمصير في قصيدة "رحلة في عربة واحدة" للشاعر الكبير محمد علي الرباوي

القصيدة التي تم إنشادها في مهرجان تطوان الفاتنة في ٨ مايو ٢٠٠١ للشاعر الكبير محمد علي الرباوي هو نص يحمل في طياته مشاعر عميقة وتأملات عن الحياة والوحدة. يوصف الشاعر رحلته مع رفيقه في عربة واحدة، معبرًا عن لحظات التأمل والشعور بالوحدة والمصير الغامض. يتمثل النص في تصوير العلاقة بين الشاعر ورفيقه، حيث يطلب منه الشاعر تحمل تقلباته ودعمه في طريقهما الطويل. تتداخل مشاعر الشك واليقين، الحياة والموت، والوحدة الثنائية، في جو من الحيرة والتساؤل حول المصير.

النص يعكس تأملات الشاعر العميقة وشعوره بالوحدة والاضطراب في الحياة، مسلطًا الضوء على حاجته للدعم والمساندة من رفيقه في رحلته. هو دعوة للتفكر في الصداقة والمشاركة والتحديات التي تواجه الأفراد في مسيرتهم الحياتية.

جماليات النص الفنية

التكرار والتوازي: استخدام عبارات مثل "عَرَبَةٌ وَاحِدَةٌ" و"بَعِيدَةٌ هِيَ الْمَحَطَّةُ" يضفي على النص إيقاعًا موسيقيًا ويساهم في تعزيز الرسالة والمشاعر.

الصورة الشعرية: الصور الفنية مثل "الْمَحَطَّةُ الَّتِي أَمَامَنَا" و"جَمَعْتُ فِي صَدْرِيَ زَادًا" تخلق صورًا حسية تُمكّن القارئ من تصور المشاهد والتجربة.

الازدواجية: النص يدمج بين مشاعر الأمل واليأس، الحياة والموت، الوضوح والحيرة، مما يعكس تعقيد الحالة الإنسانية ويزيد من عمق النص.

الحوار الداخلي: المونولوج الداخلي يعكس حالة الشاعر النفسية ويضيف بُعدًا فلسفيًا للنص، حيث يتساءل عن وجوده ومعناه.

البساطة والعمق: بالرغم من بساطة اللغة، إلا أن المعاني تحمل عمقًا فلسفيًا وتأمليًا كبيرًا، مما يجعل النص سهل الفهم وعميق التأثير في آنٍ واحد.

العلاقة بين الذات والآخر: النص يعكس العلاقة بين الشاعر ورفيقه، مما يضفي بُعدًا إنسانيًا ويبرز أهمية التضامن والدعم المتبادل في الحياة.

هذه الجماليات تجعل النص مؤثرًا وعميقًا، مما يترك أثرًا كبيرًا على القارئ.

النص:

عَرَبَةٌ وَاحِدَةٌ تُقِلُّنَا.. أَنا وَأَنْتَ..

فَاحْتَمِلْنِي يَا رَفِيقِي لَحْظَةً أَوْ لَحْظَتَيْنْ.

بَعِيدَةٌ هِيَ الْمَحَطَّةُ الَّتِي أَمَامَنَا

تَفْصِلُنَا عَنْهَا مَسَافَةٌ بِقَدْرِ آهَتَيْنْ.

بَعِيدَةٌ هِيَ الْمَحَطَّةُ احْتَمِلْ كَوْنِي

وَكُنْ عَوْنِي إِذَا هَبِلْتُ فِي هَذَا الطَّرِيقِ مَرَّتَيْنْ

جَمَعْتُ فِي صَدْرِيَ زَاداً إِنْ أخَذْتَ لُقْمَةً مِنْهُ

فَخَلِّ لِلطَّرِيقِ يَا رَفِيقِي لُقْمَتَيْنْ

آهِ احْتَمِلْنِي فِي الْحَياةِ إِنَّنِي بِهَذِهِ الفَلَاةِ

لَا أَدْرِي: أَحَيٌّ ؟ مَيِّتٌ؟ أَمْ بَيْنَ بَيْنْ ؟

..................................

عَرَبَةٌ واحِدَةٌ (...........) فَتَحْتُ عَيْنِيْ..

لَمْ أَجِدْ سِوَايَ: هَلْ جُنِنْتُ؟ كُنْتُ وَاحِداً؟

أَوْ وَاحِدَيْنْ ؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى