المستشار دكتور محمد عبدالفتاح عمار - من حكايات الفلاح الفصيح... الكورونا والوطن

ان القيمة الحقيققة للانسان تكمن فى ان يضيق الفارق بين ما هو كائن وبين ما ينبغى ان يكون وبعيدا عن الرطانة والفلسفة وبعبارة بسيطة قيمة الانسان فى ان يتقدم بنفسه الى الامام اى الى الافضل من كل الجوانب المادية والاخلاقية يوما بعد يوم صحيج انه لن يصل الى الكمال لكن عليه السعى وتلك من سنن الله فى خلقه قال تعالى إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11 ولا حظ ان الخطاب عام يشمل خلق الله جميعا
كما احب ان انوه ان ما قاله الصالحين من ان فى المنع عطاء والبلاء دواء هو قول صحيح فقد تمنع الولد لترزق التقوى وقد تمنع المال فتنال الهدى من هذا المنطلق حين اخبرنى الطبيب انه لا علاج لحالتى الصحية ولا امل فى اختفاء الالام المبرحة التى لا تفارقنى الا بالمسكنات التى ادت الى اثار سلبيه بالغه على المعدة والكلى خرجت من عنده كتبت اكثر من خمسين صفحة فى كتابى لطائف الفضائل وهو كتاب صوفى تعبدى الى الله تعالى (تحت الطبع ) المهم جال فى خاطرى لماذا لا نتخذ من جائحة الكورونا بعد ان نجتازها بخير باذن الله سببا فى تغير سلوكنا وعادتنا لنصبح مجتمعا افضل وعلى سبيل المثال لا الحصر
1ـ النوم الساعة الحادية عشر وغلق جميع المقاهى والمحالات العامة ومنع الشباب من الصرمحة والعبث حتى مطلع الفجر
2ـ عدم المغالاة فى الافراح والسهرات والاحتفالات وتوجيه تلك المبالغ لبداية حياة سعيدة للزوج والزوجة
3ـ الاكتفاء فى حالة الوفاة بالعزاء على المقابر ولو لزم الامر يكون العزاء بسيط وغير مكلف وعدم انفاق عشرات الالوف على بعض القراء الذين يغنون ويتمايعون فى تلاوة القران
4ـ غلق مراكز الدروس الخصوصية نهائيا واعادة الهيبة للمدرسة مع اعادة المجموعات الدراسية بمبالغ معقولة وحسب الحالة الاجتماعية حتى نستطيع رفع مرتبات ومكافأت السادة المعلمين الى القدر المعقول الذى يستحقونه
5ـ استمرار التكافل الذى بدأت ملامحه بين فئات المجتمع القادرة والاقل احتياجا
6ـ التركيز الشعبى على دعم المستشفيات الحكومية والمراكز الطبية بما يكفل لها القدرة على مواجهة الازمات
7ـ غلق القنوات التلفزيونية فى مواعيد مبكرة وتحويلها الى قنوات متخصصة وباشتراكات معقولة عدا قنوات الدولة فى محاولة لاعادة القراءة والثقافة الى مكانتها الطبيعية
8، ان نكون اقرب الى الله فى كل تصرفتنا الحياتية ونفهم ان الدين المعاملة وليس عبادة فقط
9ـ ان تتوقف ويتوقف بعض فئات الشعب فى النعرات انهم اكثر فائدة وانهم وانهم فخدمة الوطن ليست حكرا على طائفة دون الاخرى فالجميع يلبى نداء مصر حين تطلبه ولو دفع روحه ثمنا للوطن
هناك عشرات الافكار الطيبة التى ولدت فى خاطرى مع ازمة الكورونا ولكن السؤال هل يمكن ان نتغير بعد ان وجدت اتصال من احد اصدقائى الاطباء يبلغنى بشعورة بالاسى لرفض اهالى احد القرى ان تدفن ابنتهم الطبيبة التى ماتت وهى تقاوم الوباء حماية لهم هل جعلنا البلاء اقرب الى الله ام اقرب الى الدنيا هيهات هيهات وقد فزع الناس الى تخزين الاقوات وانتزاع الرغبات وتحصيل الشهوات يارب احفظنا جميعا واهدنا الى سواء السبيل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى