د. أيمن دراوشة - قراءة في قصيدة الشاعرة عبير الشخشير "هناك في وطني"

في ليل الوطن المظلم: " نغمةٌ حزينةٌ تُبكي القمر"

"هناك في وطني"
صاحبة النص / عبير الشخشير


هناك

في وطني

البوابات مؤصدة

والسياج محكم

أمَّا الأسوار

فالارتفاع شاهق

لا تتصل ارتفاعه الأحداق

ولا العيون

ينكسر الصوت في مداه

لم يعد صداه يتسلق تلك الأسوار

الشاهقة الارتفاع

تصمت الأقدار

لا توحي بشيء بعد

إلا لمزيد من الموت

والقهر

والانكسار

الحواجز باتت كثيرة

وما عاد هناك

سوى بعض شهداء

وأشلاء

وأصوات

فقدت حتى هويتها

في زحمة الموت والميلاد

وآدميون فقدوا ظلهم

قد ابتلعهم الصمت

في عتمة ليل طال

لا ماء يطفئ ظمأ العطاشى

ولا ريح تخمد نيران الحنين

والجرح في القلب غائر

لا يندمل

لم يعد شيئا مباحا

ولا حتى متاح

نئن

نصرخ

نصمت

نمضي

نروح

نجيء

نهرول

نركض

كل لشأنه يمضي

لا حب

لا أمل

ولا حتى

وطن

ما زال حنظلة في الجوار

يرقب أمسه

والغد الغافي

بين سطور درويش

يناجي طفلة

اتكأت على ذياك الجدار

بلا مأوى

لا شيء

إلا بعض أمل

وإيمان بأقدار


بعد

لم ينجل عنها الفجر

تنشد أبًا

وأخًا وأختًا

وَأُمًّا في الأسر هناك

خلف ذاك الجدار العنيد

تقبع..

---------------------------------


  • مقدمة:
تتناول القصيدة واقعًا مأساويًا لوطن غارق في الموت والقهر والانكسار. تصف القصيدة الحواجز المادية والنفسية التي تحيط بالسكان، وتُظهر مشاعر اليأس والإحباط وفقدان الأمل.

البوابات مؤصدة

والسياج محكم

أمَّا الأسوار

فالارتفاع شاهق

لا تتصل ارتفاعه الأحداق

ولا العيون


  • مواطن القوة وجماليات النص:
  • اللغة:
تستخدم الشاعرة لغة قوية ومعبرة، مليئة بالصور والكلمات التي تُجسّد مشاعر الألم والمعاناة.

ينكسر الصوت في مداه

لم يعد صداه يتسلق تلك الأسوار

الشاهقة الارتفاع

3- الصور الشعرية:

تتميز القصيدة بكثرة الصور الشعرية المُكثفة، مثل:

"البوابات مؤصدة والسياج محكم والأسوار شاهقة الارتفاع" - تُجسّد هذه الصور الشعور بالحصار والقمع.

"ينكسر الصوت في مداه" - تُعبّر هذه الصورة عن قمع حرية التعبير.

"تصمت الأقدار" - تُشير هذه الصورة إلى فقدان الأمل في المستقبل.

"الحواجز باتت كثيرة" - تُؤكد هذه الصورة على شعور العزلة والوحدة.

"شهداء وأشلاء وأصوات فقدت هويتها" - تُجسّد هذه الصور حجم الدمار والخراب.

"آدميون فقدوا ظلهم" - تُشير هذه الصورة إلى فقدان الهوية.

"الجرح في القلب غائر لا يندمل" - تُعبّر هذه الصورة عن عمق المعاناة.

"ما زال حنظلة في الجوار" - تُشير هذه الصورة إلى استمرار المأساة.

"طفلة اتكأت على ذياك الجدار بلا مأوى" - تُجسّد هذه الصورة البراءة الضائعة.

4- الإيقاع والقافية:

تتميز القصيدة بإيقاع منتظم وقافية موحدة، مما يُضفي عليها الموسيقى والجمال وتنوع النغمات الموسيقية من خلال التفاعيل.

هناك فعول

في وطني مستعلن

البوابات مؤصدة فعلن- فعلن- فاعلن

والسياج محكم فاعلن - متفعلن

5- التأثير:

تُؤثّر القصيدة على القارئ بشكل كبير، وتُثير فيه مشاعر التعاطف والحزن والألم.

تصمت الأقدار

لا توحي بشيء بعد

إلا لمزيد من الموت

والقهر

والانكسار

6- ملاحظات فنية:

- تتميز القصيدة باللغة القوية والمعبرة، والصور الشعرية المُكثفة، والإيقاع المنتظم والقافية الموحدة.

- تُعبّر القصيدة عن واقع مأساوي بشكل صادق ومؤثر.

- يمكن تحليل القصيدة من منظور سياسي أو اجتماعي أو نفسي.

- يمكن مقارنة القصيدة بأعمال شعرية أخرى تتناول مواضيع مشابهة.

- يمكن الاستفادة من القصيدة في إثارة نقاش حول قضايا الوطن والحرية.

7- بشكل عام:

القصيدة قوية ومؤثرة، تُعبّر عن واقع مأساوي بشكل صادق، وتُثير القصيدة مشاعر التعاطف والحزن والألم، وتُحفّز على التفكير في قضايا الوطن والحرية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى