صارت ذكرى عاشوراء بطقوس التطبير وتعذيب الجسد،وكأنها مناسبة لتقديس الألم.
العاشر من (محرم) في كل سنة هجرية، أو (يوم عاشورة)، كما يسمى في عدد من الدول، هو اجتماع ديني يحج الناس لحضوره من مختلف دول العالم، في تاريخ معلوم يوافق اليوم الذي نجى فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا (موسى) عليه السلام من (فرعون) وبطشه، والذي قتل فيه سيدنا(الحسين) بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما في معركة (كربلاء) بطريقة وحشية تدمي القلوب.
وقد أصبحت عودة الذكرى في كل سنة، مناسبة عظمى تتجدد فيها الاحزان في عدد من الدول التي يكثر فيها اتباع المذهب الشيعي مثل العراق وإيران ولبنان وغيرها.
يعتبر يوم عاشوراء إجازة رسمية في بعض الدول، كما يعد صيام نهاره من السنن التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في الحديث الشريف ان« ﺻِﻴَﺎﻡُ ﻳَﻮْﻡِ ﻋَﺮَﻓَﺔَ ﺃَﺣْﺘَﺴِﺐُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﻥْ ﻳُﻜَﻔِّﺮَ ﺍﻟﺴَّﻨَﺔَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻗَﺒْﻠَﻪُ ﻭَﺍﻟﺴَّﻨَﺔَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺑَﻌْﺪَﻩُ، ﻭَﺻِﻴَﺎﻡُ ﻳَﻮْﻡِ ﻋَﺎﺷُﻮﺭَﺍﺀَ ﺃَﺣْﺘَﺴِﺐُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﻥْ ﻳُﻜَﻔِّﺮَ ﺍﻟﺴَّﻨَﺔَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻗَﺒْﻠَﻪُ.»
الصيام وتناول(العاشورية) من العادات الاصيلة التي تصاحب ذلك اليوم في مطلع كل سنة هجرية.
يحتوي طبق (العاشورية) على مكونات بسيطة تناسب الامكانات المادية لأغلب الطبقات، وعلى الرغم من اختلاف طرق إعداده من منطقة لأخرى، إلا أنها تتفق جميعهاً على ربطه بإحياء الذكرى واستذكار العبرة وطلب البركة والأجر، وهو طبق شهي حلو المذاق، جميل الرائحة والمنظر.
يصنع من القمح (المقشور)، الذي ينقع اولاً ثم يطبخ جيداً حتى يذوب تماماً، وبعد إضافة السكر والحليب والسمن، يقسم على عدة أطباق ثم يوزع على الأقارب والجيران، من باب التوسعة وإدخال السرور على افراد الأسرة.
احتفال يتألف من صيام ورزق وفير ، وآخر يتسم بجراح ودماء تحرص عليها الجماعات التي اتخذت (التطبير) كطقس ديني مصاحب لذكرى عاشوراء، وزاد من التمسك بممارسته بعض الفتاوى لأصحاب العمامات السوداء والبيضاء ،تربط شدة الحزن وفرط التعذيب وتحمل الألم بالأجر والثواب.
والتطبير مصطلح محلي يرمز لعملية إيلام الجسد باستخدام السيوف والآلات الحادة، والسياط والسلاسل الغليظة وغيرها من الوسائل، رفضاً للظلم الذي وقع على سيدنا الإمام الحسين،وكأن ما يقوم به المحتفلون من ضرب وجرح هو بمثابة مشاركه لآلام تلك اللحظة وقد تخفف عنه قليلاً.
يقول أحد الباحثين ان التطبير عادة من أصل مسيحي، تجسد عذاب السيد المسيح عليه السلام فوق الصليب، وما تحمله من صنوف الأذى في سبيل الفداء، وقد تسللت للعرب من دول الهند وباكستان وإيران وتركيا.
بينما يقول الشيعة في مؤلفاتهم،ان مصدرها هو السيدة زينب بنت سيدنا علي رضي الله عنهما، التي ضربت راسها بمحمل الناقة التي كانت عليها حتى سال دمها، عند رؤيتها لراس شقيقها الحسين في ذلك اليوم العصيب.
والتطبير عند الشيعة هو ركن أساسي يحرصون عليه بشدة في مناسباتهم الدينية، وقد وصل فيه البعض لدرجات بعيدة في تعذيب الجسد، قد يخضع من يمارسها لعلاج طويل حتى يعود جسمه لطبيعته ، وتختفي آثار الجروح.
اصوات في اوساط الشيعة تنادي بالإبقاء على ممارسة التطبير بكل ما ما هو عليه من دموية ووحشية، وأخرى تحتال في ربطه بالحجامة وإخراج الدم الفاسد ليصح الجسد ويتعافى.
جهات أوفر عقلاً ، نادت باستبدال ممارسته بتنظيم حملات مكثفة للتبرع بالدم في ساحات الاحتفال لتاخذ الطقوس مظاهراً اكثر إنسانية.
للسودان نصيب من تلك الطقوس، التي ذاعت أخبارها قبل عدة سنوات، عندما داهمت قوات نظامية إحدى الحسينيات بضواحي الخرطوم، وقامت باعتقال عدد من الحاضرين، وقد عبروا عبر حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم من المسلك الحكومي-وقتها- تجاه معتقداتهم، والذي تحول لاستهداف وترصد بعد أن ساءت العلاقة بين السودان وإيران.
اما بعد قيام الثورة واتساع رقعة الحريات، فقد عادت كتابات بعض المنتمين للمذهب الشيعي معلنة ان احتفالات هذا العام ستكون في الهواء الطلق، دون خوف او استتار.
12.000 سودانية وسوداني تقريباٌ، تم ضمهم إبان نشاط المركز الثقافي الإيراني لأعداد المنتمين للمذهب الشيعي في اوساط الطلاب والمثقفين في السودان، وهي إحصائية قديمة غير دقيقة تقبل الزيادة أو النقصان، لتدخل مع بقية الطوائف الدينية لساحات الاقتتال والمحاربة والتكفير، وسماء الحريات التي تسع الجميع، تعود لتضيق بنجومها وتعيد الصراع لبدايات لا نهاية لها، فيلجأ الجميع لشعائر الإدماء التي لا تصيب جسد الوطن إلا بجراح غائرات ما لها عدد.
العاشر من (محرم) في كل سنة هجرية، أو (يوم عاشورة)، كما يسمى في عدد من الدول، هو اجتماع ديني يحج الناس لحضوره من مختلف دول العالم، في تاريخ معلوم يوافق اليوم الذي نجى فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا (موسى) عليه السلام من (فرعون) وبطشه، والذي قتل فيه سيدنا(الحسين) بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما في معركة (كربلاء) بطريقة وحشية تدمي القلوب.
وقد أصبحت عودة الذكرى في كل سنة، مناسبة عظمى تتجدد فيها الاحزان في عدد من الدول التي يكثر فيها اتباع المذهب الشيعي مثل العراق وإيران ولبنان وغيرها.
يعتبر يوم عاشوراء إجازة رسمية في بعض الدول، كما يعد صيام نهاره من السنن التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في الحديث الشريف ان« ﺻِﻴَﺎﻡُ ﻳَﻮْﻡِ ﻋَﺮَﻓَﺔَ ﺃَﺣْﺘَﺴِﺐُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﻥْ ﻳُﻜَﻔِّﺮَ ﺍﻟﺴَّﻨَﺔَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻗَﺒْﻠَﻪُ ﻭَﺍﻟﺴَّﻨَﺔَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺑَﻌْﺪَﻩُ، ﻭَﺻِﻴَﺎﻡُ ﻳَﻮْﻡِ ﻋَﺎﺷُﻮﺭَﺍﺀَ ﺃَﺣْﺘَﺴِﺐُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﻥْ ﻳُﻜَﻔِّﺮَ ﺍﻟﺴَّﻨَﺔَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻗَﺒْﻠَﻪُ.»
الصيام وتناول(العاشورية) من العادات الاصيلة التي تصاحب ذلك اليوم في مطلع كل سنة هجرية.
يحتوي طبق (العاشورية) على مكونات بسيطة تناسب الامكانات المادية لأغلب الطبقات، وعلى الرغم من اختلاف طرق إعداده من منطقة لأخرى، إلا أنها تتفق جميعهاً على ربطه بإحياء الذكرى واستذكار العبرة وطلب البركة والأجر، وهو طبق شهي حلو المذاق، جميل الرائحة والمنظر.
يصنع من القمح (المقشور)، الذي ينقع اولاً ثم يطبخ جيداً حتى يذوب تماماً، وبعد إضافة السكر والحليب والسمن، يقسم على عدة أطباق ثم يوزع على الأقارب والجيران، من باب التوسعة وإدخال السرور على افراد الأسرة.
احتفال يتألف من صيام ورزق وفير ، وآخر يتسم بجراح ودماء تحرص عليها الجماعات التي اتخذت (التطبير) كطقس ديني مصاحب لذكرى عاشوراء، وزاد من التمسك بممارسته بعض الفتاوى لأصحاب العمامات السوداء والبيضاء ،تربط شدة الحزن وفرط التعذيب وتحمل الألم بالأجر والثواب.
والتطبير مصطلح محلي يرمز لعملية إيلام الجسد باستخدام السيوف والآلات الحادة، والسياط والسلاسل الغليظة وغيرها من الوسائل، رفضاً للظلم الذي وقع على سيدنا الإمام الحسين،وكأن ما يقوم به المحتفلون من ضرب وجرح هو بمثابة مشاركه لآلام تلك اللحظة وقد تخفف عنه قليلاً.
يقول أحد الباحثين ان التطبير عادة من أصل مسيحي، تجسد عذاب السيد المسيح عليه السلام فوق الصليب، وما تحمله من صنوف الأذى في سبيل الفداء، وقد تسللت للعرب من دول الهند وباكستان وإيران وتركيا.
بينما يقول الشيعة في مؤلفاتهم،ان مصدرها هو السيدة زينب بنت سيدنا علي رضي الله عنهما، التي ضربت راسها بمحمل الناقة التي كانت عليها حتى سال دمها، عند رؤيتها لراس شقيقها الحسين في ذلك اليوم العصيب.
والتطبير عند الشيعة هو ركن أساسي يحرصون عليه بشدة في مناسباتهم الدينية، وقد وصل فيه البعض لدرجات بعيدة في تعذيب الجسد، قد يخضع من يمارسها لعلاج طويل حتى يعود جسمه لطبيعته ، وتختفي آثار الجروح.
اصوات في اوساط الشيعة تنادي بالإبقاء على ممارسة التطبير بكل ما ما هو عليه من دموية ووحشية، وأخرى تحتال في ربطه بالحجامة وإخراج الدم الفاسد ليصح الجسد ويتعافى.
جهات أوفر عقلاً ، نادت باستبدال ممارسته بتنظيم حملات مكثفة للتبرع بالدم في ساحات الاحتفال لتاخذ الطقوس مظاهراً اكثر إنسانية.
للسودان نصيب من تلك الطقوس، التي ذاعت أخبارها قبل عدة سنوات، عندما داهمت قوات نظامية إحدى الحسينيات بضواحي الخرطوم، وقامت باعتقال عدد من الحاضرين، وقد عبروا عبر حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم من المسلك الحكومي-وقتها- تجاه معتقداتهم، والذي تحول لاستهداف وترصد بعد أن ساءت العلاقة بين السودان وإيران.
اما بعد قيام الثورة واتساع رقعة الحريات، فقد عادت كتابات بعض المنتمين للمذهب الشيعي معلنة ان احتفالات هذا العام ستكون في الهواء الطلق، دون خوف او استتار.
12.000 سودانية وسوداني تقريباٌ، تم ضمهم إبان نشاط المركز الثقافي الإيراني لأعداد المنتمين للمذهب الشيعي في اوساط الطلاب والمثقفين في السودان، وهي إحصائية قديمة غير دقيقة تقبل الزيادة أو النقصان، لتدخل مع بقية الطوائف الدينية لساحات الاقتتال والمحاربة والتكفير، وسماء الحريات التي تسع الجميع، تعود لتضيق بنجومها وتعيد الصراع لبدايات لا نهاية لها، فيلجأ الجميع لشعائر الإدماء التي لا تصيب جسد الوطن إلا بجراح غائرات ما لها عدد.