قتل عن سبق الإصرار والترصد وفق العقيدة الصهيونية

قتل عن سبق الإصرار والترصد وفق العقيدة الصهيونية

المحامي علي ابوحبله


لمن لا يقرأ التاريخ عليه أن يعيد قراءة التاريخ ليكتشف حقيقة الفكر والنهج التي عليها العقيدة الصهيونية " كتب جاب وتنسكي مقاله الأول "الجدار الحديدي – نحن والعرب" في 4/11/1923م ليعلن أنه لا يمكن اقناع العرب بوجود الدولة اليهودية في فلسطين إلا باستخدام القوة والبقاء على استعداد لاستخدام القوة وهو ما أسماه الجدار الحديدي.

في مقاله التالي الذي نشره في 11/11/1923م ناقش الأسس الأخلاقية للمشروع الصهيوني وللجدار الحديدي ومن مقتطفات ما جاء فيه " يجب أن نستوعب، بما أننا لا نملك الوعي الكافي في هذا المجال، أنه لا يوجد الكثير الذي يمكن أن نتنازل عنه للقومية العربية (حركة التحرر العربية)، بدون تدمير الصهيونية. لا يمكننا التخلي عن جهودنا لإنجاز أغلبية يهودية في فلسطين، ولا يمكننا أن نسمح لأي تحكم عربي في هجرتنا أو الانضمام لفدرالية عربية. حتى أننا لا نستطيع دعم الحركة العربية (للتحرر من الاستعمار)، حيث أنها معادية لنا حاليًا وبالتالي فإننا جميعًا (اليهود)، بما فيهم أصحاب الخطابات المتعاطفة مع العرب، سنكون مسرورين بكل هزيمة تتكبدها حركة (التحرر العربية) ليس فقط في المناطق المجاورة بشرق الأردن وسوريا بل أيضًا في المغرب. وهكذا سيبقى الحال مستقبلًا، لأنه لن يكون ممكنًا غير ذلك، إلى أن يأتي اليوم الذي يجبر "الجدار الحديدي" العرب ليأتوا إلى تسوية مع الصهيونية مرة واحدة وللأبد. "

ومن فتاوى الحاخامات المتطرفين : "اقتلو كل شيء الشجر والحجر الحيوان والبشر وكل شيء يتحرك وبلا رحمة وبدون أي وازع ديني أو أخلاقي أو حتى قانوني، العربي الجيد هو العربي الميت" تلك الفتاوي من بين العديد من الفتاوى الإرهابية التي يبثها حاخامات متطرفون ومتعصبون والتي تحض قوات الاحتلال على ارتكاب المجازر ضد الشعب الأعزل حتى أصبحت هذه الفتاوى من ضمن العقيدة الصهيونية للمتطرفين أمثال سومتي رش وابن غفير و وزير التراث بالحكومة الإسرائيلية عميحاي إلياهو الذي قال إن إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن، مضيفا أن قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض،

ووفق هذا المفهوم لا تحتاج إسرائيل لذرائع لارتكاب الجرائم وهي من تخلق الذرائع لتبرير ارتكاب الجرائم وحرب الاباده بدليل ما جرى لمدرسة بحر البقر وقد قصفت بالطائرات ومجزرة قانا والعديد العديد من المجازر التي لا يوجد أي مبرر لارتكابها سوى ادعاءات واهية ومخادعه

مجزرة المواصي تندرج ضمن تلك الجرائم وسياسية التوحش وتحت ادعاءات استهداف لقيادات حماس دون دليل أو إثبات يبرر تلك المجزرة وهي منطقة مصنفة أمنه من قبل قوات الاحتلال

كل من تساوق مع رواية الاحتلال مبرر جريمة المواصي والعديد من المجازر هو بحق أعمى البصيرة ويجهل شهية الاحتلال على القتل وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل

المفهوم الإسرائيلي للقوه وفق نظرية جابتونسكي ترتكز على جانبين الديني والفكري بحيث تقوم الهيئات المتخصصة بالجانب الديني ببث ثقافة الكراهية والتحريض على القتل بالاستعانة بنصوص من التوراة والتلمود (المحرفة بالطبع) والتي تبعد كل البعد عن مفاهيم الديانات السماوية وتركز فقط على الحروب والقتل

تلك العقلية البربرية التي دفعت بقوات الاحتلال باستهداف منطقة كان يعتبرها قاطنيها بأنها آمنة في منطقة المواصي في خان يونس وقصف المنطقة بقنابل تزن ألف كيلوغرام متفجرات بحد ذاته جريمة حرب وتشكل خرق فاضح لكافة القوانين والمواثيق الدولية

إن هذا التوجه الإسرائيلي وهذه المجزرة تحت وهم وذريعة استهداف قيادات في حماس تعتبر جريمة عن سبق إصرار وترصد تحريضاً واضحاً من أجل إبادة كل شيء في غزة والقضاء على الحياة البشرية فيها وعليه يجب التوجه إلى مجلس الأمن (الذي لا يحرك ساكناً تجاه المجازر اليومية ضد شعبنا) ليأخذ قرارا ملزماً لكيان الاحتلال بوقف الحرب على عموم غزة والتي ترزح تحت جرائم الاحتلال اليومية.

أن مجزرة المواصي وبالتوازي معها، نفذت إسرائيل مجزرة في مخيم الشاطئ طالت مصلى أُقيم على أنقاض المسجد الأبيض الذي دمرته إسرائيل غرب المخيم، ما أسفر عن 20 شهيدًا هم مصلون كانوا يؤدون صلاة الظهر.

وأخيراً لقد تحولت المحرقة اليهودية إلى محرقة فلسطينية وأبطالها قادة الاحتلال وقواته وبات التعهد الذي تعهدت به الدول الغربية بأعقاب الحرب العالمية الثانية بأن الهولوكوست لن تتكرر أبداً في مهب الريح فبتنا نرى محارق وهولوكوست في فلسطين كل يوم ، وهذا يتطلب موقف دولي رادع وطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لإدانة جريمة المواصي والشاطئ وكل الجرائم التي ترتكب يوميا ، مما يتطلب إلزام إسرائيل لاحترام قرارات الشرعية الدولية ووقف إطلاق النار ووقف تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر وتحت بند الفصل السابع لوقف ألمذبحه بحق الفلسطينيين العزل ، وعلى المجتمع الدولي التحرك الفوري لتأمين الحماية للشعب الفلسطيني ووضع حد لسياسة التوحش والتوغل في استباحة الدم الفلسطيني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى