د. أيمن دراوشة - قراءة دلالية في قصة الكاتب السوري مصطفى الشحود " عزيف" - قراءة

مصطفى الشحود
النص: "عَزِيف"

"خيَّمَ الَّليلُ على جسده المتهالك، مدَّ رأسهُ من شرخِ صاروخٍ لم ينفجرْ، تلبَّسَته الوحشة.
عقدَ مع الرّيحِ صفقةً، لتحملُهُ إلى مرفأِ أحلامِهِ. هوتْ على رمالٍ ابتلعتْ وجهَ الموت، لتلفظ قرنين من لهب."

التحليل الفني:

السمات الجمالية:

1- العنوان:

كلمة "عزيف" كلمةٌ غامضةٌ ومُثيرةٌ للاهتمام، وتُثيرُ في الذهنِ العديدَ من التساؤلاتِ والتفسيراتِ.

تعريف ومعنى عزيف في معجم المعاني:

العَزِيفُ: صوتُ الرِّمال إِذا هبَّت بها الرِّياحُ

العَزِيفُ: صوتٌ في الرمل لا يُدرى مأَتاه

صوت وقع الرمل بعضه على بعض

صوت الجن؛ صوت الريح عامة؛ صوت الغناء بالعود؛ صوت القوس

وبشكلٍ عامٍ، تُشيرُ كلمة "عزيف" إلى الأصواتِ الغريبةِ والمُخيفةِ التي تُثيرُ الشعورَ بالقلقِ والرعبِ.

في سياقِ القصةِ القصيرةِ جدا "عزيف"، يُمكنُ تفسيرِ العنوانِ بعدةِ طرقٍ، منها:

صوتُ الرياحِ: قد تُشيرُ كلمة "عزيف" إلى صوتِ الرياحِ العاتيةِ التي تُحيطُ بالراوي وتُمثلُ الخطرَ والمجهولَ.

صوتُ الروحِ: قد تُشيرُ كلمة "عزيف" إلى صوتِ الروحِ المُتعبةِ والمُعذبةِ التي تُعاني من الألمِ والحزنِ

وحسب سياقِ القصةِ فرؤيتنا أنَّ "عزيف " هي صوت الروح المتعبة والمعذبة والتي تعاني ويلات الحروب.

بشكلٍ عامٍ، يُضفي عنوانُ "عزيف" على القصةِ جوًا من الغموضِ والإثارةِ، ويُثيرُ تساؤلاتِ القارئِ حولَ معانيهِ وتفسيراتِهِ المختلفةِ.

يُساعدُ العنوانُ على جذبِ انتباهِ القارئِ ودفعهِ إلى قراءةِ القصةِ لمعرفةِ المزيدِ حولَ معانيهِ.

يُمكنُ أن يُصبحَ عنوانُ "عزيف" رمزًا لبعضِ الأفكارِ أو الموضوعاتِ في القصةِ.

2- لغة قوية وصورية: تتميز القصة بلغة عربية قوية وصورية غنية، مما يخلق أجواءً مُثيرة للاهتمام ومُشوّقة.

3- رمزية غنية: تحتوي القصة على العديد من الرموز الغنية والدالة، مثل "الليل" و "الصاروخ" و "الوحشة" و "الريح" و "المرفأ" و "الأحلام" و "الرمال" و "لهب".

4- بداية غامضة ومُثيرة: تُثير بداية القصة تساؤلات القارئ وتجعله يرغب في معرفة المزيد عن الراوي والأحداث التي ستتبع.

5- نهاية مفتوحة: تترك نهاية القصة مفتوحة ومُثيرة للتأمل، مما يدفع القارئ إلى التفكير في معانيها وتفسيراتها المختلفة.

6- القفلة في قصة "عزيف":

تُعدّ القفلة عنصرًا مهمًّا في أي قصة قصيرة، فهي تُلخّصُ الأحداثَ وتُتركُ انطباعًا نهائيًا لدى القارئ.

في قصة "عزيف"، تأتي القفلة قوية ومُثيرة للتأمل، حيثُ تهبطُ الرياحُ على رمالٍ ابتلعتْ وجهَ الموتِ، لتلفظ قرنين من لهبٍ.

هذه القفلة غامضةٌ ومُفتوحةٌ للتأويلاتِ، ممّا يُثيرُ تساؤلاتِ القارئِ حولَ معانيها ومدلولاتها.

يمكن تفسير هذه القفلة بعدة طرق:


  • انتصارُ الخيرِ على الشرِّ: قد تُشيرُ القفلة إلى انتصارِ الخيرِ على الشرِّ، حيثُ تُمثلُ الرياحُ قوى الخيرِ، بينما يُمثلُ الموتُ قوى الشرِّ.
  • بدايةٌ جديدةٌ: قد تُشيرُ القفلة إلى بدايةٍ جديدةٍ، حيثُ تُمثلُ الرياحُ التغييرَ والأملَ، بينما يُمثلُ الموتُ نهايةَ مرحلةٍ قديمةٍ.
  • رمزٌ للحياةِ والموتِ: قد تُشيرُ القفلة إلى رمزٍ للحياةِ والموتِ، حيثُ تُمثلُ الرياحُ دورةَ الحياةِ، بينما يُمثلُ الموتُ حتميةَ النهايةِ.
ونحن حسب رؤيتنا نرجِّح الطريقة الأولى.

7- ملاحظاتٌ إضافيةٌ:


  • تُعدُّ القفلة قوية ومُثيرة للتأمل، ممّا يُدلّ على قدرةِ الكاتبِ على خلقِ نهايةٍ مُشوّقةٍ تُثيرُ اهتمامَ القارئِ.
  • تُساعدُ القفلةُ على ربطِ العناصرِ المختلفةِ في القصةِ مع بعضها البعضِ.
  • تَتركُ القفلةُ انطباعًا نهائيًا لدى القارئِ، ممّا يُساعدُ على بقاءِ القصةِ في ذاكرةِ القارئِ بعدَ قراءتها.
8- التقييم العام:

بشكل عام، تُعدّ قصة "عزيف" قصة قصيرة قوية ومُثيرة للاهتمام، تُظهر قدرة الكاتب على استخدام اللغة العربية بكفاءة عالية وخلق أجواء مُشوّقة ورمزية غنية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى