قصة "شظايا" لأمل زيادة
النص:
قبل أن تشرق ألف شمس ساطعة على ملايين البحار حول العالم، نظرت إلى نفسي في إحدى شظايا الزجاج المتناثر وسط خرائب حياتنا داخل غزة المحطمة التي تعاني من الخذلان والحيرة.
لاكتشف أن ملامحي التي عكستها قطع الزجاج تغيرت أصابها الوهن، لم يعد وجهي مشرقًا تزينه الابتسامة، أسفل عيني سواد بلون الحداد.
برزت تجاعيد حول فمي، امتدت في خطوط متشعبة، وصولًا لجبهتي تشبه طرقات حياتي المهدمة لحد كبير.!
مسحت قطعت الزجاج المدببة بطرف عباءتي المتهرئة، أقربها من وجهي وأبعدها عنه، وسط ضوضاء حياتي التي أجاهد في تجاهلها، صراخ هنا ونحيب هناك، وأزيز طائرات الاستطلاع الذي يفسد سكينتنا جميعا.
بمجرد سماعه ندرك أن أحدنا سيصبح هدفًا بعد قليل، كل ما في الأمر أن هناك من أسعدهم الحظ وهاجروا للسماء جماعات، ونحن هنا على قائمة الانتظار والانتظار مميت.!
من منا سيدفن الأخر أنا أم أبنائي.؟!
من منا سيصبح طعاما للكلاب الضالة والقطط بالشوارع.!
هل سنرزق بميتة هادئة لا تؤلم أحدًا ممن نحب.
أم ترانا سنفارق بطريقة غير معتادة لنسبب ألمًا أبديًا لمن نحب.
تجاهلت أزيز الطائرة الذي يقترب، اكتشفت أني ما زلت ارتدي حول عنقي سلسلتي الفضية التي أحب.
لم تكن مجرد سلسلة، أنها لوحة فنية، قصة بحد ذاتها، القلادة التي تتوسطها عبارة عن قفص لعصفور.
والعصفور ذاته في منتصف السلسلة على يمين القفص أحرك القفص بعيدا عن العصفور، لأمنحه المزيد من الحرية بعيدًا عن جدران القفص.
أجده يقترب من القفص وكأنه يهاب الحرية، هل خلق مثلي محاصرًا داخل غزة الحزينة، أهي لعنة ألقيت علينا نحن سكان غزة، أن نحاصر كالعصفور، تبدو الحرية على بعد خطوة منا، لكن بقدر قربها يكون المستحيل.
أفتش داخل دفاتري وكتب التاريخ عن الذنب الذي اقترفناه لنلقى ما نلاقيه، يخذلني الحبر، الذي محته الأيام، كما تخذلني الذكرى.
احضن كتابي بيميني، عسى أن يدخلني الجنة بهمومه الثقال، افتحه أجده محترقًا، ولا يبقى منه سوى بضع كلمات مبعثرة الحروف بطول الكتاب،
اجمع الحروف، "إن مع العسر يسرا"، أجيد لعبة الكلمات المتقاطعة، لكنها ليست لعبة، وما أحاول تجميعه ليست كلمات مقتطعة، إنما هي حروف متناثرة، كأشلاء حياتنا داخل جدران أنفسنا المكلومة وأرواحنا الحزينة المعذبة، التي أصابها الوهن والجمود.
أعيد تجميع الحروف مرة أخرى، أراها تشع بنور أبيض يتراقص بفرح "وما النصر إلا من عند الله".
الله.!!
ألم تكتفِ يا الله...!!
بقي أن تملأ دماءنا البحار، حتى يشفع فينا الأنبياء، هل عصيناك بهذا القدر، هل نستحق كل هذا الخذلان والحزن والانكسار يا الله؟!
"إن الله مع الصابرين"
أرددها بغير اقتناع رغما عني.
أتأمل السلسة مرة أخرى، ابتسم عندما أبعد العصفور عنوة عن القفص آمره بالهروب، بالتحليق في السماء.
يعاود الاقتراب من القفص يبدو أنه يبحث عن منزل مثلي
كن بالقرب إذن أيها الصديق.
يقترب صوت الأزيز أكثر.
يهتف الأطفال وهم يبحثون عن مكان للاختباء على شاطئ بحر مدينة رفح، "عادت الزنانة مرة أخرى، اختبئوا".
انظر حولي أرى نصف عين داخل قطعة الزجاج المضبب،
أرى العصفور يحلق في السماء على عجل، لقد تحرر أخيرًا، من سجن القيد حول رقبتي أتلفت حولي، أرى تصاعد أعمدة النيران، وريشاته تحترق، لتبتلع الدوامة جسده الهزيل، حاول الهروب لم يفلح، كلما حاول كلما تكسرت عظامه مرة أخرى، ظل يحاول حتى خارت قواه، فترك نفسه يهوى داخل دائرة النيران التي تتسع وتتسع وتتسع.
المقدمة:
تميزت القصة بعمق عاطفي وجمالي، حيث استطاعت الكاتبة أن تنقل لنا معاناة إنسان يعيش تحت وطأة الاحتلال والحرب في غزة.
"مسحت قطعت الزجاج المدببة بطرف عباءتي المتهرئة، أقربها من وجهي وأبعدها عنه، وسط ضوضاء حياتي التي أجاهد في تجاهلها، صراخ هنا ونحيب هناك، وأزيز طائرات الاستطلاع الذي يفسد سكينتنا جميعًا".
اللغة والأسلوب:
الشخصية المتشظية: تعكس صورة المرأة في المرآة المشوهة حالة نفسية متشظية، حيث تشعر بالانفصال عن ذاتها بسبب المعاناة المستمرة.
الخوف والقلق: يظهر الخوف من الموت بشكل واضح في تساؤلاتها المتكررة عن كيفية موتها وموت أحبائها.
"بمجرد سماعه ندرك أن أحدنا سيصبح هدفًا بعد قليل، كل ما في الأمر أن هناك من أسعدهم الحظ وهاجروا للسماء جماعات، ونحن هنا على قائمة الانتظار والانتظار مميت.!
من منا سيدفن الأخر أنا أم أبنائي.؟!"
الشعور بالظلم والإحباط: تتعالى صرخة الظلم في القصة، حيث تتساءل عن سبب المعاناة التي يتعرض لها شعبها.
الأمل المتجدد: رغم كل الظروف القاسية، يبقى هناك شرارة أمل تتجسد في محاولتها تجميع الحروف المحترقة من كتابها وفي حلمها بتحرر الطائر السجين.
البعد الأدبي
اللغة الشعرية: استخدمت الكاتبة لغة شاعرية عميقة، حيث استعانت بالصور البيانية والكلمات ذات الدلالة العميقة.
"لكنها ليست لعبة، وما أحاول تجميعه ليست كلمات مقتطعة، إنما هي حروف متناثرة، كأشلاء حياتنا داخل جدران أنفسنا المكلومة وأرواحنا الحزينة المعذبة، التي أصابها الوهن والجمود"
الرمزية:
تحمل العديد من العناصر في النص دلالات رمزية، مثل:
القفص والطائر: يرمزان إلى الحصار والحرية.
الكتاب المحترق: يرمز إلى تدمير المعرفة والحضارة.
الزجاج المتشظي: يرمز إلى حالة النفس المكسورة والواقع المتصدع.
البناء الفني: يتميز النص ببناء فني متماسك، حيث تتداخل الأحداث والمشاعر بشكل متناغم.
التشويق:
تُعد قصة "شظايا" من القصص التي تتميز ببناء درامي مشوق يجذب القارئ منذ البداية، حتى النهاية ،ويمكن تعداد عناصر التشويق فيها على النحو الآتي:
1- الإثارة
2- الصراع الداخلي والخارجي
3- الصور الفنية المبتكرة
4- التوقعات المغايرة
5- الذروة والنهاية
أبعاد أخرى يمكن استكشافها
البعد الاجتماعي: يعكس النص واقعًا اجتماعيًا قاسيًا، حيث يعيش الناس في حالة من الخوف وعدم الاستقرار بشكل دائم خاصة مع انعدام ضروريات الحياة من ماء وكهرباء وطعام.
البعد السياسي: يمكن قراءة النص كشهادة على مأساة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
البعد الفلسفي: يطرح النص أسئلة وجودية عميقة حول معنى الحياة والمعاناة في ظل الحروب الهمجية.
الأثر العاطفي: هذا النص بشكل خاص، يهدف إلى التأثير على عواطف القارئ وإثارته.
النص:
قبل أن تشرق ألف شمس ساطعة على ملايين البحار حول العالم، نظرت إلى نفسي في إحدى شظايا الزجاج المتناثر وسط خرائب حياتنا داخل غزة المحطمة التي تعاني من الخذلان والحيرة.
لاكتشف أن ملامحي التي عكستها قطع الزجاج تغيرت أصابها الوهن، لم يعد وجهي مشرقًا تزينه الابتسامة، أسفل عيني سواد بلون الحداد.
برزت تجاعيد حول فمي، امتدت في خطوط متشعبة، وصولًا لجبهتي تشبه طرقات حياتي المهدمة لحد كبير.!
مسحت قطعت الزجاج المدببة بطرف عباءتي المتهرئة، أقربها من وجهي وأبعدها عنه، وسط ضوضاء حياتي التي أجاهد في تجاهلها، صراخ هنا ونحيب هناك، وأزيز طائرات الاستطلاع الذي يفسد سكينتنا جميعا.
بمجرد سماعه ندرك أن أحدنا سيصبح هدفًا بعد قليل، كل ما في الأمر أن هناك من أسعدهم الحظ وهاجروا للسماء جماعات، ونحن هنا على قائمة الانتظار والانتظار مميت.!
من منا سيدفن الأخر أنا أم أبنائي.؟!
من منا سيصبح طعاما للكلاب الضالة والقطط بالشوارع.!
هل سنرزق بميتة هادئة لا تؤلم أحدًا ممن نحب.
أم ترانا سنفارق بطريقة غير معتادة لنسبب ألمًا أبديًا لمن نحب.
تجاهلت أزيز الطائرة الذي يقترب، اكتشفت أني ما زلت ارتدي حول عنقي سلسلتي الفضية التي أحب.
لم تكن مجرد سلسلة، أنها لوحة فنية، قصة بحد ذاتها، القلادة التي تتوسطها عبارة عن قفص لعصفور.
والعصفور ذاته في منتصف السلسلة على يمين القفص أحرك القفص بعيدا عن العصفور، لأمنحه المزيد من الحرية بعيدًا عن جدران القفص.
أجده يقترب من القفص وكأنه يهاب الحرية، هل خلق مثلي محاصرًا داخل غزة الحزينة، أهي لعنة ألقيت علينا نحن سكان غزة، أن نحاصر كالعصفور، تبدو الحرية على بعد خطوة منا، لكن بقدر قربها يكون المستحيل.
أفتش داخل دفاتري وكتب التاريخ عن الذنب الذي اقترفناه لنلقى ما نلاقيه، يخذلني الحبر، الذي محته الأيام، كما تخذلني الذكرى.
احضن كتابي بيميني، عسى أن يدخلني الجنة بهمومه الثقال، افتحه أجده محترقًا، ولا يبقى منه سوى بضع كلمات مبعثرة الحروف بطول الكتاب،
اجمع الحروف، "إن مع العسر يسرا"، أجيد لعبة الكلمات المتقاطعة، لكنها ليست لعبة، وما أحاول تجميعه ليست كلمات مقتطعة، إنما هي حروف متناثرة، كأشلاء حياتنا داخل جدران أنفسنا المكلومة وأرواحنا الحزينة المعذبة، التي أصابها الوهن والجمود.
أعيد تجميع الحروف مرة أخرى، أراها تشع بنور أبيض يتراقص بفرح "وما النصر إلا من عند الله".
الله.!!
ألم تكتفِ يا الله...!!
بقي أن تملأ دماءنا البحار، حتى يشفع فينا الأنبياء، هل عصيناك بهذا القدر، هل نستحق كل هذا الخذلان والحزن والانكسار يا الله؟!
"إن الله مع الصابرين"
أرددها بغير اقتناع رغما عني.
أتأمل السلسة مرة أخرى، ابتسم عندما أبعد العصفور عنوة عن القفص آمره بالهروب، بالتحليق في السماء.
يعاود الاقتراب من القفص يبدو أنه يبحث عن منزل مثلي
كن بالقرب إذن أيها الصديق.
يقترب صوت الأزيز أكثر.
يهتف الأطفال وهم يبحثون عن مكان للاختباء على شاطئ بحر مدينة رفح، "عادت الزنانة مرة أخرى، اختبئوا".
انظر حولي أرى نصف عين داخل قطعة الزجاج المضبب،
أرى العصفور يحلق في السماء على عجل، لقد تحرر أخيرًا، من سجن القيد حول رقبتي أتلفت حولي، أرى تصاعد أعمدة النيران، وريشاته تحترق، لتبتلع الدوامة جسده الهزيل، حاول الهروب لم يفلح، كلما حاول كلما تكسرت عظامه مرة أخرى، ظل يحاول حتى خارت قواه، فترك نفسه يهوى داخل دائرة النيران التي تتسع وتتسع وتتسع.
المقدمة:
تميزت القصة بعمق عاطفي وجمالي، حيث استطاعت الكاتبة أن تنقل لنا معاناة إنسان يعيش تحت وطأة الاحتلال والحرب في غزة.
"مسحت قطعت الزجاج المدببة بطرف عباءتي المتهرئة، أقربها من وجهي وأبعدها عنه، وسط ضوضاء حياتي التي أجاهد في تجاهلها، صراخ هنا ونحيب هناك، وأزيز طائرات الاستطلاع الذي يفسد سكينتنا جميعًا".
اللغة والأسلوب:
- الدقة اللغوية: تعتمد قوة اللغة في القصة على الدقة في اختيار الكلمات والعبارات الدقيقة التي تخلق صورًا ذهنية واضحة للقارئ وتساعده على فهم المعاني بعمق.
- الرموز والاستعارات: استخدمت الكاتبة في قصة "شظايا" الرموز والاستعارات للتعبير عن الأفكار والمعاني بشكل مجازي، هذه الرموز تعطي للقصة عمقًا إضافيًا وتشجع القارئ على التفكير والتأمل.
- السرد: السرد في قصة "شظايا" يجري بلسان ضمير المتكلم "أنا" فهو شخصي بالدرجة الأولى، السرد الشخصي يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش الأحداث مع الشخصية الرئيسية.
- الوتيرة: تتغير وتيرة السرد في القصة حسب الأحداث، قد تكون الوتيرة سريعة في الأحداث المثيرة، وبطيئة في الأحداث التي تتطلب وصفًا تفصيليًا.
- البناء الدرامي: بناء القصة الدرامي يؤثر بشكل كبير على الأسلوب، القصة خطية، حيث تسير الأحداث بشكل متسلسل.
- الوصف الحسي: استخدمت القصة وصفًا حسيًا لخلق أجواء معينة، مثل وصف مشاهد الخوف والاضطراب ، وأصوات الطائرات.
الشخصية المتشظية: تعكس صورة المرأة في المرآة المشوهة حالة نفسية متشظية، حيث تشعر بالانفصال عن ذاتها بسبب المعاناة المستمرة.
الخوف والقلق: يظهر الخوف من الموت بشكل واضح في تساؤلاتها المتكررة عن كيفية موتها وموت أحبائها.
"بمجرد سماعه ندرك أن أحدنا سيصبح هدفًا بعد قليل، كل ما في الأمر أن هناك من أسعدهم الحظ وهاجروا للسماء جماعات، ونحن هنا على قائمة الانتظار والانتظار مميت.!
من منا سيدفن الأخر أنا أم أبنائي.؟!"
الشعور بالظلم والإحباط: تتعالى صرخة الظلم في القصة، حيث تتساءل عن سبب المعاناة التي يتعرض لها شعبها.
الأمل المتجدد: رغم كل الظروف القاسية، يبقى هناك شرارة أمل تتجسد في محاولتها تجميع الحروف المحترقة من كتابها وفي حلمها بتحرر الطائر السجين.
البعد الأدبي
اللغة الشعرية: استخدمت الكاتبة لغة شاعرية عميقة، حيث استعانت بالصور البيانية والكلمات ذات الدلالة العميقة.
"لكنها ليست لعبة، وما أحاول تجميعه ليست كلمات مقتطعة، إنما هي حروف متناثرة، كأشلاء حياتنا داخل جدران أنفسنا المكلومة وأرواحنا الحزينة المعذبة، التي أصابها الوهن والجمود"
الرمزية:
تحمل العديد من العناصر في النص دلالات رمزية، مثل:
القفص والطائر: يرمزان إلى الحصار والحرية.
الكتاب المحترق: يرمز إلى تدمير المعرفة والحضارة.
الزجاج المتشظي: يرمز إلى حالة النفس المكسورة والواقع المتصدع.
البناء الفني: يتميز النص ببناء فني متماسك، حيث تتداخل الأحداث والمشاعر بشكل متناغم.
التشويق:
تُعد قصة "شظايا" من القصص التي تتميز ببناء درامي مشوق يجذب القارئ منذ البداية، حتى النهاية ،ويمكن تعداد عناصر التشويق فيها على النحو الآتي:
1- الإثارة
2- الصراع الداخلي والخارجي
3- الصور الفنية المبتكرة
4- التوقعات المغايرة
5- الذروة والنهاية
أبعاد أخرى يمكن استكشافها
البعد الاجتماعي: يعكس النص واقعًا اجتماعيًا قاسيًا، حيث يعيش الناس في حالة من الخوف وعدم الاستقرار بشكل دائم خاصة مع انعدام ضروريات الحياة من ماء وكهرباء وطعام.
البعد السياسي: يمكن قراءة النص كشهادة على مأساة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
البعد الفلسفي: يطرح النص أسئلة وجودية عميقة حول معنى الحياة والمعاناة في ظل الحروب الهمجية.
الأثر العاطفي: هذا النص بشكل خاص، يهدف إلى التأثير على عواطف القارئ وإثارته.