شهادات خاصة عبدالحق بن رحمون - بورتريـــــــه: (لوعة مدائن الحلم)

- الوجه شبه مستدير، يميل في لون بشرته إلى جذوره الأندلسية.
- لون الشعر : ابيض
- الابتسامة : دائمة
- السن : على مشارف عقده الخامس
- مكان الازدياد : شفشاون
- أب لبنت وابن : غادة ورائد
- صندوق بريده " 13050، البريد الرئيس، الدار البيضاء
خفيف الظل والروح، له نكتة مرحة تجعله يعيش شباباً باستمرار وصراحته أحياناً لاذعة، لكنها تكون هي الصواب
وأقول قد تزوج مدينة الدار البيضاء لما ينيف عن عقدين، وكان من حين لآخر ينجب قصائد من إبداعه وأخرى يترجمها إلى العربية من أصلها الإسبانية...نشر إبداعاته في العديد من المجلات العربية والجرائد الوطنية..يعيش بجسمه فقط بالدار البيضاء، أما قلبه وروحه فهما مع حبيبته الأولى، مسقط قلبه، لم تؤثر فيه لهجة الدار البيضاء - المتنوعة - حافظ على لهجته الشمالية. من يلتقي به لأول مرة يظنه شمالي في فسحة بالدار البيضاء، علاقته بالدار البيضاء هو صندوق بريده رقم 13050، لا غير ذلك. منزله يوجد قرب سينما السعادة، وبالضبط أمام ملعب الطاس سابقاً، منذ سنتين اقتنى دراجة نارية من نوع بيجو -103- وبالمناسبة فهو يقود دراجته بسرعة مفرطة، أركب أحيانا خلفه أُصاب بالفزع لما يضغط على "لكسيراتور". نسيتُ أن أقول عنوان بيته أين يوجد، لإنه بالحي الصناعي - الحي المحمدي – وكل من يعرف الدار البيضاء – سيقول بأنها المدينة التي لا تنام – أو يسميها مدينة الأسمنت – في الكافيت – والحديد من عيار 20/20.
مرتين في الأسبوع يذهب الشاعر عبد السلام مصباح إلى مركز المدينة، بعد أن يحرك "البيدار" ويضغط على "لكسيراتور"، فهو لا ينسى استعمال الخوذة، أضحكُ أحياناً هل استعمال الخوذة يفرضها شرطة مراقبة السير حتى على الشعراء!!! بالرغم من تمرداته الشاسعة، كان يعيش الحياة على مزاجه...وبالمناسبة فهةو لا يدخن السجائر، وكذا لا يعاقر ماء الحياة. كما أنه صديق الجميع، ويكره النميمة التي صارت شائعة بين أوساط المثقفين..
الشاعر عبد السلام مصباح يعيش حياة مرتبة ومنظمة، يحافظ على مواعيده بدقة، ويقضي ساعات طويلة يخط قصائده بخطه الجميل، وبترتيب أوراق مخطوطاته..
وهو متأثر شيئا ما بشعراء الغزل، وشغوف جداً بالنساء في احترام شديد، لم أراه يوماً أساء إلى واحدة...كما لم أراه يوماً يلبس ربطة عنق...ولا يزاول أية رياضة..
في أوقات فراغه تراه يتجول بمركز المدينة – وأمام كُشك بيع الجرائد بشارع الجيش الملكي – قرب مؤسسة بيجي –يركن دراجته النارية عند حارس الدراجات، وبعدها يبدأ البحث عن الجديد في عالم الإصدارات من المجلات والدوريات، وتعتبر نقطة هذا الكُشك مركز تلاقي العديد من المثقفين والمبدعين سواء منهم المقيمين بالدار البيضاء أو خارجها..
وأحياناً أخرى يعرج الشاعر عبد السلام مصباح نحو بعض الفيترينات بالحبوس، لا لشراء الملابس، ولكن للتفسح وسط الكتب فقط، وغالبا ما تجده تورط بعشقه للكتب، ليناول صاحب المكتبة أوراقاً نقدية، قيمة الكتب التي اشتراها..
هذا إذن، بورتريه مختصر عن بعض حياة شاعرنا عبد السلام مصباح، المفتون بالغوايات الشاسعة الأوراق، وقد أقول أن مصباح من الشعراء القلائل المجيدين، وبإخلاص، للشعر الإسباني بترجمته، لكن النقد المغربي مجحف في حقه وفي حق جيله، جيل الشهادة والاستشهاد..
كلمة أخيرة في هذا البورتريه، مصباح كل عام وأنت على قيد الشعر والترجمة..
وبكل اختصار، إن الشاعر "عبد السلام مصباح" يشيد في تجربته الشعرية مسقط رأسه في نوستاليجيا لوعة مدائن الحلم

شفشــــاون
الجمعـــة 31/12/1999

* قُدِّمتْ هذه الشهادة في حفل توقيع ديوان "حاءات متمردة" للشاعر عبد السلام مصباح، يوم السبت 01/01/2000 في إطار الموسم الثقافي لاتحاد كتاب المغرب، فرع شفشاون

تعليقات

شهادة حق صادقة في حق أحد رواد القصيدة المغربية وأحد المترجمين الامناء على النص الشعري وصوره الأنيقة
السي عبدالسلام مصباح يبهرك بتواضعه الجم حد الخجل، ومنتهى الطبية، وأقصى تخوم الوقار والجدية
 
أعلى