حين تدق ساعة الصفر

يابن أدم أحبب من شئت فإنك مفارقه
---------------------------------
أكره الصيف.. ليست بيني و بينه خصومة أو عداوة قديمة لكنني لا أطيقه ، أشبهه بالنار الملتهبة ،تحرق كل شيئ ، تحوله إلي رماد، الحرارة المرتفعة ليست عادية، هل هي عقاب من الله للبشر علي سلوكاتهم العدوانية؟ ها هو العالم يحترق، يحتضر ، الحرب قائمة ، لا شيئ غير الدمار و الخراب، الموت هنا و هناك، إنه قادم إلينا وأين المفرُّ؟

الموت درجات ، يتسلل إلي جسدنا خفية و بطرق مختلفة ، قد يأتي فجأة و دون إشعار، حتي تجد نفسك سقطت و توقف نبضك، جمد دمك، لن يمنحك الموت الوقت للشهادة أو لتوديع من تحب، و قد يكون بِعِلَّةٍ، مرض ٌ، قنبلة تنفجرُ، حادث مرور مميت، أو غرق في البحر أو أحد يطعنك بخنجر فتلقي حتفك و تصبح جثة هامدة، لا أحد يمكنه إنقاذك.
أنت الان ميت و هاهي جنازتك تُشَيَّعُ إلي المكان الأخير، و ربما هي جنازتي أنا، من يدري؟ كلنا سنموت ، يوم ما سنرحلُ عن الحياة و سننترك كل شيئ خلفنا ، ستموت و ترحل عن الدنيا و تترك كل شيئ وراءكَ... المال و القصور و الشركات و السيارات و ستترك خلفك الأحباب و الأصحاب و الزوجة و الأولاد و الخليلة

عن نفسي أتساءل لو مُتُّ وحدي من سيغسلني و يكفنني، و يقبلني و يحملني علي النعش، أتساءل لمن أترك بيتي و مكتبتي، سأرحل و أترك كل شيئ ، ذكرياتي و أحلامي التي لم تتحقق، ساترك من أحبهم قلبي، حين تدق ساعة الصفر، أتساءل كيف هي الحياة داخل القبر و هل سنلتقي بمن أحببناهم و سبقونا ؟ أسئلة لا جواب لها، هكذا هي الحياة (ولادة تساوي حب و موت يساوي فراق ) هكذا هو الإنسان يتخبط ، كما تتخبط الشاة المذبوحة، يتخبط و هو في رحم أمه، يتخبط مع قساوة الحياة و يتخبط وهو أمام مصيره.........، يابن أدم أحبب من شئت فإنك مفارقه
هي النهاية الحتمية و لا مفر منها، سنموت و سنعود من حيث جئنا و يعمّ الفناء و يعمّ السكون الأبديّ و ما هذه الحروب سوي علاماته، و سنحيا حياة أخر قد تكون جنّة أو نار، هذا متوقف عل عمل الإنسان و ما قدمه في حياته، الموتُ قادمٌ ، إنها نهاية الكون؟
هل وصلت الرسالة؟
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى