كاظم حسن سعيد - تسجيل لحكايا برقيةكاظم حسن سعيد - تسجيل لحكايا برقية -ج2- الخباز والمراة البدينة

ج2

الخباز والمراة البدينة


المراة الحنطية البدينة قالت في التحقيق (لست وحدي , فتاتاي معي ايضا ).
قالت ذلك وهي ترتعد , متلفعة بعباءة سوداء تستر شعرها بحجاب اسود يغطي اعلى جبهتها وصورته وهو ينزف بغزارة واخرى وهو يلفظ اخر انفاسه ماثلة امامها .
كان اخر فراش بينهما قبل عشرين عاما انها الان في الخامسة والخمسين , لم تنس تلك الليلة فقد استبسلت وهي تئن تحت قبضة يديه القاسيتين .
لم تنل منها فجاة صفعات الشيخوخة ولم تصرعها في غفلة منها , فمنذ اول خصلة بيضاء قلعتها من حرير شعرها الكثيف احست بغرابية اللحظة .
طلب منها جارهم الخباز الشاب الحيوي الفي دولار للتنفيذ ومن كل واحدة من بنتيها الف دولار على ان تكون له وحده بعد الحادثة .
المراة البدينة افقدتها السنون جمال رشاقتها وشيئا فشيئا بدات اكف الشيخوخة تغزل لها صور مشوهة مستنسخة منها .
وقفت معه في الازمات وهي يكبرها بعشر سنوات , آزرته ايام خسائره الفادحة ( لكل ازمة زوال .. سيعوضك الله ) , منعته من الانجراف لهاوية الياس فاستقام مرات بعد تعثر واهتزاز .
في العشرين سنة الاخيرة هي امراة للزاد والغسيل , سلعة كاسدة , خرقة مهملة , انهزام فاجع قاومت الاعتراف به طويلا .
وراته لسنوات شخير وجثة شبه هامدة , يدير تجارته حتى الظهر ويعاود عصرا حتى الغروب ... ركعات وبعض طعام فنوم عميق .
وحدها حين يتكثف الظلام وتختفي من تبث اليهن وحدها تعاني من جحيم روحها .
حين قصدت الخباز اول مرة لشراء الرغيف اهتزت في اعماقها سورات مشاعر غامضة وجارفة لم تكن بمزاج يسمح لها بالتبرير او التفسير , حيويته وعيناها الشهلاوان وابتسامته الثاقبة حركت حجرية روحها .
انهما الان في مطعم يحوك لها الحكايا التي تهز اعماقها التي قربت من التكلس , وشيئا فشيئا رات نفسها تعود لايام العشرين حين كانت تحفة لا تقاوم وجمالا يغري جيوشا بالهزيمة .
- ( الحاج دخل البيت فاسرع )
ـ هل المبلغ جاهز
- نعم
وتلفن لكبرى بناتها فطمأنته ( فور تنفيذك , الالف دولار بيدك ) , واتصل باختها الاصغر فتلقى نفس الجواب .
كاظم
.......
كاظم
.........
كاظم
كاظم حسن سعيد
.......
كاظم
كاظم حسن سعيد
وفاة عبوسي الذي خلده مسلسل تحت موسى الحلاق

الدكتور حمودي الحارثي ( عبوسي ) ( 1936 - 2024 ) ترك قسم النحت في معهد الفنون الجميلة وتفرغ للتمثيل بين 1958 حتى 1961 , بعدها درس الفن والاخراج السينمائي بين عامي 1974 – 1981.
سافر سنة 1995الى الاردن بسبب ضائقة اقتصادية لعشرة اشهر ثم سافر الى هولندا ليستقر فيها , فاقام 15معرضا للنحت هناك .
كلف بعد عودته من القاهرة من قبل وزير الاعلام عهد النظام السابق بان يشارك بالتمثيل في مسلسل تحت موسى الحلاق بعد اعادة كتابته , لكنه فضل ان يخرج الجزء الثاني وان لا يشارك فيه , فتم انجاز العمل لكنه لم ينجح جماهيريا لعدم مشاركة عبوسي في التمثيل .
عمل نجار بسن مبكرة فقد اتقن المهنة من ابيه الملقب بنجار الائمة .
درس الحارثي الفن والاخراج المسرحي لعامين في فرنسا بين ( 1964 – 1965 ).
اخرج مسلسل موسى الحلاق وهو مسلسل تلفزيوني كوميدي عرض في الستينيات من القرن الماضي اخرجه محمد كريم وكتبه سليم البصري ومثل فيه د. الحارثي دور عبوسي وبقي حيا في ذاكرة العراقيين .
لقد ظهر المسلسل في مرحلة العصر الذهبي للدراما العراقية .
وكان المسلسل يعالج مشكلة الامية بالدرجة الاولى فضلا عن تناوله قضايا اجتماعية ويعكس التركيبة النفسية للمجتمع العراقي .
فهذا الحلاق كان يقسو على عامله عبوسي ولكن العامل يتقبل ذلك بروح رضية .
وحين ياتي طلبة الاميّة ليدرسوا قرب محله يرضخ لهم بعد تردد , لكن عبوسي اراد ان يعلمهم بترديد اغنية شعبية فاشتغل المرح والترديد بصوت عال والتصفيق فما كان من سليم البصري الحلاق الا ان يغادر تحمله ويطردهم .
لكن المقطع الاكثر اثارة والذي بعد نصف قرن يتفرج عليه العراقيون بلا ملل ويغرقون بالضحك هو تلك الحادثة التي طلب من عبوسي استاذه الحلاق ان ياتي له بقنينة علاج فحدث الاشتباه واتاه بقنية عرق قوي المفعول فسكر استاذه ومضى فتنمر على جارته وصفع عامل الطبيب ونشط بسلوكيات تتنافى مع تربيته والعرف السائد .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى