جمالية الصور الشعرية وتأثيرها في قصيدة يا ربَّة العطر للشاعرة العراقية مارينا أراكيليان أرابيان
قراءة وتحليل / أيمن دراوشة
النص:
يا ربَّـة العطر
أهديتُ وردا جميلا ناضرا عَبَقا ..
فمالَ طَل الندى بالغُصنِ مُلتَصِقَا
تجلى غروبُ على خَدَيّه في خفرٍ
والخمر ينزفُ كأسا يَحرِقُ الشَفقَا
يُنازعُ الشَفَتين الموت يجلده
أدماهُ من قُبلةٍ وفَرَّ وانطلقَا
وحارَ بالصَدْعُ وهو صُنْعُ بارئهِ
قَدْ كانا رتقَا جليَا ثم انفَتقَا
ما الحب ما يملأ العينين في سهري
كالنجم يهوي رضيَا الحال مُحْتَرِقَا
تاهت ببحرِ عميق الحُبِّ أشرعتي
واجتاح مِلحُ النجيع دون أن يَغرَقَا
ما ضَرَّ بالقلبِ عِشْقٌ مُنْهِكٌ أن غوى
لكن بدرَ الدُجى أنشق َوانفَلقَا
بقلمي
مارينا أراكيليان أرابيان
---------------------
التحليل الفني:
أولًا: الأصالة والموضوع:
الأصالة: القصيدة تعبر عن موضوعات شعرية تقليدية تتمحور حول الحب، الألم، والجمال. هذه الموضوعات ليست فقط تقليدية، بل معاصرة ومحدَّثة إضافة لكونها عميقة ومعبرة، مما يجعل القصيدة تتماشى مع الأساليب الشعرية الكلاسيكية لكن بروح الحداثة والصور المبتكرة.
الموضوع العاطفي: تتناول القصيدة موضوعات الحب واللوعة والتجربة العاطفية بعمق، وتستخدم الرموز الأدبية مثل الورد والكأس لتمثيل المشاعر والأحداث.
ثانيًا: الأسلوب والتقنيات الأدبية:
- التشبيهات والصور الشعرية: تستخدم القصيدة تشبيهات قوية وصورًا شعرية غنية مثل "الخمر ينزفُ كأسًا يَحرِقُ الشَفقَا" و"النجم يهوي رَضيَا الحال مُحْتَرِقَا"، مما يضيف جمالية وحركة بارزة إلى النص.
الإيقاع والوزن: القصيدة تحافظ على إيقاع موسيقي يتماشى مع التقاليد الشعرية العربية، مما يضفي على النص تناغمًا وجاذبية، وقد استخدمت الشاعرة المتألقة مارينا بحر البسيط مستفعلن- فاعلن- مستفعلن فعلن؛ لإضفاء تناغم موسيقي على النص، مما يعزز من تأثير الصور الشعرية والتعبير عن المشاعر.
الإيقاع المميز لبحر البسيط يتناغم مع المشاعر التي تعبر عنها القصيدة.
التوازن: يساهم استخدام بحر البسيط في تحقيق توازن بين العناصر الشعرية، حيث تتناغم التفاعيل بشكل سلس وتنسجم مع تدفق الأفكار والمشاعر في القصيدة.
ثالثًا: اللغة والمفردات:
اللغة الراقية: استخدمت القصيدة لغة راقية ومفردات شعرية تعكس مستوى عالٍ من الثقافة والأدب. الكلمات مثل "جَليَّا" و"يَحرِقُ" تعزز من قوة النص وتعبيره.
التنوع اللغوي: يظهر استخدام كلمات ذات طابع قديم وجميل مثل "شَفَتين" و"عِشْقٌ مُنْهِكٌ" قدرة على مزج التراث الشعري مع الأسلوب الحديث.
رابعًا: التركيب والبنية:
التنظيم: القصيدة منظمة بشكل جيد، مع وجود فقرات تعبر عن مختلف جوانب المشاعر والأحداث. التسلسل في الأفكار والمشاعر يساعد في بناء نغمة متماسكة.
الانتقالات: الانتقالات بين الأفكار والمشاعر تتم بسلاسة، مما يسهم في تعزيز تدفق النص ويعزز من تجانس القصيدة.
خامسً: التأثير العاطفي:
تأثير الصور: الصور الشعرية المستخدمة في القصيدة تنقل مشاعر الألم والحب بوضوح وتساعد القارئ في استشعار التجربة العاطفية للشاعرة.
العمق العاطفي: تعكس القصيدة عمق التجربة العاطفية والتفكير العميق في موضوعات الحب والفقد، مما يعزز من تأثيرها على القارئ.
سادسًا: الابتكار والإبداع:
الإبداع الشعري: القصيدة تبرز إبداعًا في استخدام الصور الشعرية والتشبيهات، مما يظهر مهارة في تجسيد المشاعر والأحداث بأسلوب فني.
التجديد: على الرغم من اعتمادها على موضوعات تقليدية، إلا أنَّ القصيدة تقدمها بطريقة جديدة تعكس تفرد الشاعر في تقديم الأفكار والمشاعر.
ختامًا:
القصيدة "يا ربَّة العطر" تتميز بجمال الأسلوب وغنى الصور الشعرية وعمق المشاعر، واللغة الراقية، والتشبيهات المبتكرة تسهم في خلق نص شعري مؤثر وجذاب.
قراءة وتحليل / أيمن دراوشة
النص:
يا ربَّـة العطر
أهديتُ وردا جميلا ناضرا عَبَقا ..
فمالَ طَل الندى بالغُصنِ مُلتَصِقَا
تجلى غروبُ على خَدَيّه في خفرٍ
والخمر ينزفُ كأسا يَحرِقُ الشَفقَا
يُنازعُ الشَفَتين الموت يجلده
أدماهُ من قُبلةٍ وفَرَّ وانطلقَا
وحارَ بالصَدْعُ وهو صُنْعُ بارئهِ
قَدْ كانا رتقَا جليَا ثم انفَتقَا
ما الحب ما يملأ العينين في سهري
كالنجم يهوي رضيَا الحال مُحْتَرِقَا
تاهت ببحرِ عميق الحُبِّ أشرعتي
واجتاح مِلحُ النجيع دون أن يَغرَقَا
ما ضَرَّ بالقلبِ عِشْقٌ مُنْهِكٌ أن غوى
لكن بدرَ الدُجى أنشق َوانفَلقَا
بقلمي
مارينا أراكيليان أرابيان
---------------------
التحليل الفني:
أولًا: الأصالة والموضوع:
الأصالة: القصيدة تعبر عن موضوعات شعرية تقليدية تتمحور حول الحب، الألم، والجمال. هذه الموضوعات ليست فقط تقليدية، بل معاصرة ومحدَّثة إضافة لكونها عميقة ومعبرة، مما يجعل القصيدة تتماشى مع الأساليب الشعرية الكلاسيكية لكن بروح الحداثة والصور المبتكرة.
الموضوع العاطفي: تتناول القصيدة موضوعات الحب واللوعة والتجربة العاطفية بعمق، وتستخدم الرموز الأدبية مثل الورد والكأس لتمثيل المشاعر والأحداث.
ثانيًا: الأسلوب والتقنيات الأدبية:
- التشبيهات والصور الشعرية: تستخدم القصيدة تشبيهات قوية وصورًا شعرية غنية مثل "الخمر ينزفُ كأسًا يَحرِقُ الشَفقَا" و"النجم يهوي رَضيَا الحال مُحْتَرِقَا"، مما يضيف جمالية وحركة بارزة إلى النص.
الإيقاع والوزن: القصيدة تحافظ على إيقاع موسيقي يتماشى مع التقاليد الشعرية العربية، مما يضفي على النص تناغمًا وجاذبية، وقد استخدمت الشاعرة المتألقة مارينا بحر البسيط مستفعلن- فاعلن- مستفعلن فعلن؛ لإضفاء تناغم موسيقي على النص، مما يعزز من تأثير الصور الشعرية والتعبير عن المشاعر.
الإيقاع المميز لبحر البسيط يتناغم مع المشاعر التي تعبر عنها القصيدة.
التوازن: يساهم استخدام بحر البسيط في تحقيق توازن بين العناصر الشعرية، حيث تتناغم التفاعيل بشكل سلس وتنسجم مع تدفق الأفكار والمشاعر في القصيدة.
ثالثًا: اللغة والمفردات:
اللغة الراقية: استخدمت القصيدة لغة راقية ومفردات شعرية تعكس مستوى عالٍ من الثقافة والأدب. الكلمات مثل "جَليَّا" و"يَحرِقُ" تعزز من قوة النص وتعبيره.
التنوع اللغوي: يظهر استخدام كلمات ذات طابع قديم وجميل مثل "شَفَتين" و"عِشْقٌ مُنْهِكٌ" قدرة على مزج التراث الشعري مع الأسلوب الحديث.
رابعًا: التركيب والبنية:
التنظيم: القصيدة منظمة بشكل جيد، مع وجود فقرات تعبر عن مختلف جوانب المشاعر والأحداث. التسلسل في الأفكار والمشاعر يساعد في بناء نغمة متماسكة.
الانتقالات: الانتقالات بين الأفكار والمشاعر تتم بسلاسة، مما يسهم في تعزيز تدفق النص ويعزز من تجانس القصيدة.
خامسً: التأثير العاطفي:
تأثير الصور: الصور الشعرية المستخدمة في القصيدة تنقل مشاعر الألم والحب بوضوح وتساعد القارئ في استشعار التجربة العاطفية للشاعرة.
العمق العاطفي: تعكس القصيدة عمق التجربة العاطفية والتفكير العميق في موضوعات الحب والفقد، مما يعزز من تأثيرها على القارئ.
سادسًا: الابتكار والإبداع:
الإبداع الشعري: القصيدة تبرز إبداعًا في استخدام الصور الشعرية والتشبيهات، مما يظهر مهارة في تجسيد المشاعر والأحداث بأسلوب فني.
التجديد: على الرغم من اعتمادها على موضوعات تقليدية، إلا أنَّ القصيدة تقدمها بطريقة جديدة تعكس تفرد الشاعر في تقديم الأفكار والمشاعر.
ختامًا:
القصيدة "يا ربَّة العطر" تتميز بجمال الأسلوب وغنى الصور الشعرية وعمق المشاعر، واللغة الراقية، والتشبيهات المبتكرة تسهم في خلق نص شعري مؤثر وجذاب.