المحامي علي ابوحبله - طولكرم مستهدفة ويتهددها غول الاستيطان ضمن الاستراتيجية الاسرائيليه وذريعة الأمن

يجب قراءة ما يدور في العقلية الاسرائيلية وهذا الاستهداف الممنهج والمخطط له بعناية ويستهدف مدن في شمال الضفة الغربية تعتبرها إسرائيل حزامها الأمني وهي محاطة بالمستوطنات والمستوطنين.

طولكرم ضمن مخطط الاستهداف الممنهج وتسعى حكومة الاحتلال للتضييق على السكان فيها وخنقهم اقتصاديا وتدمير بنيتها التحتية ومصادرة ما تبقى من الأرض الزراعية تحت حج وذرائع تحقيق الأمن تدمر المخيمات وتحاصر المدينة وتدمر بنيتها التحتية عبر الاجتياحات اليوميه

تصريحات سومتيرش وتحريضه على طولكرم يصب في استراتيجية أن تصبح مدينة خراب ،وبعد نحو شهر على دعوة بتسلئيل سموتريتش لتدمير مدينة طولكرم، وتحويلها لتصبح مثل مدن قطاع غزة، عاد وزير المالية المتطرّف للقول إنه يجب أن تصبح طولكرم "مدينة خراب".ووفق مفهوم الأمن الإسرائيليّ يجب أن يخضع لتغيير جذري في كل ما يتعلق بالضفة وغزة والشمال

وضمن استراتيجية وسياسية القضم ووضع اليد على الأراضي ضمن سياسة التوسع العنصري الاستعماري تعود من جديد قضية جدار الفصل العنصري ومنع المزارعين من زراعة اراضيهم ما بعد الجدار وشرعت بتجريف المئات من الدونمات وتهدد أصحاب البيوت المجاوره للجدار تحت حجة وذريعة الأمن للمستوطنين وتهدد الإجراءات الجديدة لسلطات الاحتلال العديد من البلدات في محافظة طولكرم حيث شرعت قوات الاحتلال بوضع ألواحا إسمنتية على طول السياج وتحديدا خلفه في منطقة قفين والذي يفصل البلدة عن أراضيها الزراعية، ويمتد من بداية بوابة عكابا باتجاه الجنوب حيث أراضي قفين، ما يعادل مسافة كيلو ونصف.

وتشاهد الآليات الثقيلة مع الشاحنات الضخمة تنقل القطع الإسمنتية، فيما آليات أخرى تقوم بحفر القواعد وتثبيت الألواح بارتفاع 8 أمتار، ما تسبب في حجب الرؤيا بشكل كامل، وبالتالي حرمان المزارعين من مشاهدة أرضيهم، وعزلهم نهائيا عنها، وهو ما يثير مشاعر مأساوية تزيد في معاناة المزارعين

وتسعى سلطات الاحتلال لفرض واقع جديد على البلدات الفلسطينية، التي تعرضت لسلب آلاف الدونمات من أراضيها المشجرة بالزيتون منذ عام 1948 مرورا بعام 2002 لصالح الجدار،

ويذكر أن طولكرم المحافظة الواقعة شمال غرب الضفة الغربية المحتلة، تواجه مخططات إسرائيلية جمّة، وباتت مؤخرًا في بؤرة استهداف الاحتلال، ضمن محاولات فرض الأمر الواقع.

وفي أرجاء المحافظة تنغرس 4 مستوطنات، و5 بؤر استيطانية، ومعسكران لجيش الاحتلال، و6 حواجز عسكرية ثابتة، و5 مكبّات للنفايات الصلبة والسائلة، وعديد من المصانع الاستيطانية، بالإضافة لجدار الفصل، ما أوجد بيئة جغرافية معقدة، مزقت الأحياء الفلسطينية، وحوّلتها إلى جزر معزولة.

وفضلاً عن تداعيات التقسيم الذي فرضته “أوسلو” على الضفة، وتوزيعها بين مناطق “أ” و”ب” و “ج” دون أي ترابط ومرجعيات إدارية مختلفة، استغل الاحتلال الاتفاقية، ووضع أغلب الأراضي التابعة لطولكرم تحت سيطرته الأمنية من خلال تصنيفها مناطق (ج).

وتبلغ مساحة محافظة طولكرم 246 كم أي حوالي 4.4% من إجمالي مساحة الضفة الغربية، وتضم 35 تجمعًا سكنيًّا.

أهمية منطقة طولكرم في المشروع الاستيطاني الصهيوني

ما يميز طولكرم، هو ملاصقتها لقلب الكيان ومراكزه الأساسية؛ فهي لا تبعد عن مراكز مدن الساحل الفلسطيني كالخضيرة وأم خالد “نتانيا” سوى 14 كم، وبسبب قربها من مدن الاحتلال على الساحل، تعدّ مناطق مفضلة للمستوطنين.

وخلال السنوات الماضية كان هناك توسيع استيطاني مستمرًّ في المنطقة عبر توسيع المستوطنات القائمة؛ لكونها تمثل في الإستراتيجية الصهيونية منطقة ذات أبعاد أمنية وسياسية بعيدة المدى، وحسب قادة الاحتلال فإن غياب العمق الإستراتيجي لكيانهم، وبالذات في منطقة القلب الحيوي في الشريط الساحلي، الممتد من حيفا شمالًا حتى عسقلان جنوبًا، والذي يقطنه غالبية المحتلين، ويحوي معظم النشاط الاقتصادي، يدفع إلى تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، لا سيما في منطقة “الخاصرة الضيقة لإسرائيل”، والتي لا يزيد عرضها على 14 كم بين الضفة والساحل.

فمثلا يرى يغئال ألون، وهو أبرز مهندسي المشروع الاستيطاني في الضفة، “أن حدود الدولة التي لم يستوطن اليهود على امتدادها، ليست حدودًا آمنة”، ويعدّ الجنرال في جيش الاحتلال عوزي ديان أن “السيطرة الإسرائيلية” على مناطق الضفة الغربية القريبة من القلب الحيوي لكيان الاحتلال و هي من مقتضيات تحقيق الأمن القومي الصهيوني.

وتبعًا لذلك، فإن الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية في طولكرم، تهدف إلى إِحداث تغيير جغرافي وديمغرافي، يحقق لمركز الكيان الصهيوني عمقًا سكانيًّا يوفر له الحماية على أطرافه، ويحصر المواطنين العرب في المنطقة على مساحات محاصرة ومعزولة ومسيطر عليها، وبما يضمن عدم تمددهم.و يمتد جدار الفصل العنصري على طول الجهة الغربية من طولكرم بمحاذاة “الخط الأخضر”، بطول 32 كم، مخترقًا حدود المحافظة بأعماق متفاوتة، أقصاها 6 كم عند قريتي الرأس وخربة جبارة، ويقطع الجدار بمساره حدود 17 قرية من المحافظة، إضافة إلى المدينة، مدمرًا 6043 دونم ولم تعد سلطات الاحتلال لتكتفي في ذلك بل في جديد مخططاتها وتحت حجة وذريعة الأمن تتوسع إلى ما بعد الجدار وتضع ايديها على آلاف الدونمات وتقيم الحواجز والبوابات وتجتاح المدن والمخيمات والبلدات لتدمير البنى التحتية وتحويل المناطق لخراب لاستكمال المخطط الصهيوني بالتوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي تحت حجة وذريعة تحقيق الأمن وهو مبرر تستغله حكومات الاحتلال لتمرير مخططات التهجير القسري والطوعي والتهويد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى