المحامي علي ابوحبله - ترامب أم هاريس خيار "غير مسبوق" في تاريخ الانتخابات الأمريكية

لم يحظى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على اهتمام الناخب الأمريكي لفترة طويلة وكان اهتمام ثانوي ؟؟؟. لكن اليوم اختلف الوضع ؟؟ بعد حرب الاباده على غزه والاحتجاجات التي عمت الجامعات الامريكيه واستحوذت على اهتمام الشارع الأمريكي وباتت القضية الفلسطينية تستحوذ اهتمام الناخب الأمريكي وتتم مناقشتها على نطاق واسع في الحملة الانتخابية ، حسبما قالت سارة يائيل هيرشهورن، مؤرخة أمريكية وأستاذة بجامعة حيفا: "هذا أمر غير مسبوق على الإطلاق في تاريخ بلدنا".

تقول هيرشهورن أيضا: "لم يكن الدعم في السابق موضع شك، لكن الدعم (الأمريكي) لإسرائيل بات اليوم موضع تساؤل متزايد، سواء بين جمهور الناخبين الديمقراطيين، أو حتى داخل صفوف الحزب".

وعلى بعد حوالي عشرة آلاف كيلومتر من المعارك، تبقى الولايات المتحدة لاعبا أساسيا بالحرب التي اندلعت في قطاع غزة بعد معركة طوفان الأقصى التي حدثت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حيث شنت حماس هجوم غير مسبوق على إسرائيل . فيما تواصل واشنطن جهودها على الصعيد الدبلوماسي للتوصل لصفقة تفضي لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى ، تستمر واشنطن في تسليم الإسرائيليين مزيدا من الأسلحة والذخائر، ويرجح خبراء ومتابعين للحرب على غزه ، بأنه لولا شحنات الأسلحة الأمريكية تلك، لكانت الدولة العبرية ستضطر على الأرجح إلى وقف حربها -التي أدت إلى مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني وتسعين ألف جريح وعشرة آلاف مفقود في غزة حسب وزارة الصحة بالقطاع-

وعلى الرغم من السخط الذي ينتاب جزءا من الشباب اليهودي، فإن المجتمع، الذي ساند الديمقراطيين لفترة طويلة، سيصوت لصالح كامالا هاريس بنسبة 75 بالمئة، وفق توقعات سارة يائيل هيرشهورن، التي تنحدر بدورها من عائلة يهودية أمريكية. وهناك خشيه حقيقية من تراجع دعم العرب والمسلمين لكاملا هاريس بسبب الحرب في غزة

وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز منتصف شهر مايو/أيار أوضح ، بأن أكثر من 70 بالمائة من هؤلاء الناخبين يرون بأن الوضع في غزة يمثل أولويتهم الانتخابية الرئيسية.، وتشرح المؤرخة سارة يائيل هيرشهورن: "من الواضح أن كامالا هاريس تغازل الناخبين المسلمين، وتحاول الوصول إلى هذا المجتمع وفهم مطالبه".

وكانت هاريس قد تعهدت في 26 يوليو/تموز خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الكونغرس الأمريكي، بعدم التزام "الصمت" أمام معاناة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزه. كما أصرّت نائبة الرئيس الأمريكي أيضا على ضرورة إبرام اتفاق سلام بدون تأخير.

والسؤال بوجهة الناخب الأمريكي ؟؟؟ ، إلى أي مدى يمكن أن تذهب المرشحة الديمقراطية في الإيفاء بوعودها الانتخابية؟؟؟؟ فقد تطرّقت كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، في خطاب اعتماد الحزب ترشيحها رسميا، إلى قضية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فأعادت تكرار سياسات الرئيس جو بايدن حيث حماية إسرائيل هي الأولوية حيث تعني الدعوة لـ" إنهاء الحرب" هو أن " تكون إسرائيل آمنة ويتم إطلاق سراح الرهائن" كما قالت هاريس بوضوح.

وإعلان الولاء لإسرائيل هو سمه ملازمه للسياسة الامريكيه لدى أي مرشّح أمريكي للرئاسة، سواء كان ديمقراطيا أم جمهوريا، ويعود للنفوذ الذي تمارسه منظمات الضغط الداعم لإسرائيل " آيباك" (ومنظمات أخرى) كما بنفوذ حاضنتين اجتماعيتين: اليهود الأمريكيون (مع ميل ملحوظ فيهم للحزب الديمقراطي) وجمهور المسيحية الصهيونية (مع ميل الغالبية فيهم للحزب الجمهوري) وهما عاملان بيّنان في الإعلان عن نفسيهما، كما في إظهار تأثيرهما في المؤسسات السياسية الأمريكية.

ويظهر هذا النفوذ على المستوى الخارجي، بالدور الذي تضطلع به إسرائيل في قلب الإمبراطورية الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم، وهو دور يتكامل مع أهداف المركب العسكري ـ الصناعي الأمريكي إلى حدّ تبدو فيه إسرائيل أحيانا كما لو أنها بوصلة المصالح والقرارات الأمريكية في العالم، حتى لو بدا أن هذه البوصلة تتجه بعكس تلك المصالح، وأنها تحاول توريطها بحروب لا تسعى إليها (كما يتبدى ذلك حاليا في ضغط رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لدخول واشنطن في حرب مع إيران).

من جهة أخرى لا يتطرّق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة، لموضوع فلسطين إلا بطرق تدلّ على الركاكة البالغة التي تميّز راعي " صفقة القرن" البائسة خلال ولايته الرئاسية السابقة، وناقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والموافق على ضم الجولان، والداعي مؤخرا لـ" توسيع إسرائيل" وكان آخرها مزاوداته مع جوش شابيرو، حاكم ولاية بنسلفانيا، على من هو الأكثر ولاء للدولة اليهودية (باعتبار شابيرو نفسه يهوديا) واصفا نفسه بأنه " أفضل صديق لإسرائيل والشعب اليهودي على الإطلاق" .

في المحصلة فان أنصار فلسطين في الانتخابات الرئاسية المقبلة مضطرون، لأسباب سياسية عديدة، للمراهنة على هاريس، حتى لو كانت احتمالات قطعها مع إرث بايدن ضعيفة، وذلك لأسباب أخرى تتعلّق بأمريكا ويراهن عليه نتنياهو لمتابعة تنفيذه للإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى