إعداد /محمد عباس محمد عرابي
صدر مؤخرًا (1445هـ0 2023م) عن النادي الأدبي الثقافي بالطائف بالتعاون مع دار يسطرون بجدة ديوان رشق للشاعرة منى محمد السعيدي( )وفيما يلي مقال بعنوان ألفاظ الزمن في قصائد ديوان رشق للشاعرة منى السعيدي
:( الليل والليالي أنموذجا )
بداية كما هو معهود عن الليل أنه يذكر بالأشجان والمآسي والآهات فها هي الليالي بلظاها تصارع في صورة فنية كلية رائعة وخيال بلاغي معبرة تخلل جميع أبيات القصيدة قصيدة "لهيب "التي تستهلها الشاعرة بقولها:
تجابني الليالي في لظاها ** وجمر الهم يشغله سناها
رعود صافحت صوت المآسي **وبرق سالب عيني مناها
ولطم غيم زفراتي دخانٌ**ويسرق غيث أفراحي دجاها
وتواصل الشاعر إبداعها الفني القائم على الصور الفنية البلاغية المعبرة في بيان مواجهة الهموم والأحزان بالتضرع إلى الله والتقرب إليه بالصلوات مرحبة بالليل داعية إياه بالتمهل فالأحزان والشدائد إلى زوال مهما اشتدت حيث تقول:
سراب يرسم البسمات وهمًا **وإن رسمت مباسمنا محاها
وحرفي صار مسجونا يغني **دوي الآه تستجلي لظاها
سأغتال الدقائق والثواني **بركعات يطمئنني رجاها
ألا أيها الليل أهلا ثم مهلا ** فما غيم ليلي إلا تماهى
لتنبلج الغياهب ممطرات ٌ**وتروي ما تعطش من ثراها
وها هي الشاعر في ظل الأحزان تبين تساوي الليل والنهار عندها وتبدد الأحوال وتغيرها حيث تستهل قصيدة سر الغوايات بقولها:
ارحل فما عادت الأيام تسعفني **لا القلب قلبي ولا النبضات نبضاتي
ما عاد للفجر إشراق يمجدنا **فظلمة الليل أختها صباحاتي
حتى الرسوم التي أبدت ملامحنا **سحائب هطلت من فيض غفلاتي.
وتبين في قصيدة عيون حائرة ومن خلال إبداعها الفني البياني أن الليالي تعتق العشق الذي احتواه اليأس، كما تبين أيضا أن الليل قد طال على عيون الحيارى حيث تقول:
رب عشق تلبسته الخطايا **صار وهما بقلب صب تمنى.
حل يأسا فعتقته الليالي كان ظلما من الظلام أجنا.
إلى أن تقول:
لا تلمني قد مللت اغترابًا **في دروب تصد بالغم عنا
ذنب قلبي تعلق لم تصنه **واحتراقًا للدفء زورا تبنى
طال ليل ٌ على عيون الحيارى**فغدت تستحث لحنا مُغنى
وتؤكد في قصيدة "حجازي الهوى "أن الليالي تعد دموعها التي من كثرتها نُقشت في الخدود حيث تقول:
سلوا عني الليالي في دجاها **تفجر أدمعًا نقشت بخدي
أمني النفس بعضًا من وصال **يريح الروح من هجرٍ وصد
خذوا كل الأجور وصافحوني **ففي الأصوات زفرات لفقد
أغيثوا كل عرق في فؤادي **وزيدوا الكيل ودا بعد ودٍ.
وها هي الشاعرة القديرة في قصيدة "قيثارة " تنادي ليلة بدرت عمرها وهي تروي الحنين حيث تقول:
يا ليلة بادرت عمري وما برحت ** تروي الحنين بما ذاقته من أثرٍ
نادى الحبيب فلبى النبض وا أملي **المسك ليس كمثل الطين والحجر
فلتسأل القلب عن موال نبضته **يسمعك آها لخفق غير مختصر.
وفي قصيدة "عتاب وبين تتحدث الشاعرة بإبداع فني بياني بلاغي فريد من نوعه حيث الصورة البلاغية البيانية حيث التمني طوال الليل ومخاطبته ببهائه وإرسال آهات الشوق إليه تقول الشاعرة:
يعاتبني وما يدري بأني **أبيت الليل في حضن التمني
أخاطبه، كما بدرٍ تجلى **وأرسل آهة الأشواق عني
أسافر في متاهات الأماني **وبالأحلام كم يممت ظعني
وفي وصف رائع لليل وصفت الشاعرة المبدعة أن الليل مأوى العاشقين وجزيرة الحب الدفين حيث تقول فياستهلالها قصيدة:
الليل مأوى العاشقين **وجزيرة الحب الدفين
كم طارق ضل الهوى **باكٍ على درب الحنين.
وتوسد الحلم الذي **أمضى يزينه سنين .
وفي نفس القصيدة تصف الليل وتبين أنه كالشوق المعتق واليقين تقول :
ما الليل إلا أنت **والشوق المعتق واليقين
ورذاذ عطرك نفحة ُ** نفسٌ يواتي كل حين
معزوفة ضربت على أوتار قلب مستكين .
وهكا ببلاغة فنية إبداعية وخيال معبر تمكت الشاعرة من وصف الليل وما يتميز به فهو كالشوق المعتق واليقين ،ومأوى العاشقين وجزيرة الحب الدفين،وأنالليالي تعتق العشق الذي احتواه اليأس،وأن الليل قد طال على عيون الحيارى،وقد رحبت الشاعرة بالليل داعية إياه بالتمهل فالأحزان والشدائد إلى زوال مهما اشتدت.
صدر مؤخرًا (1445هـ0 2023م) عن النادي الأدبي الثقافي بالطائف بالتعاون مع دار يسطرون بجدة ديوان رشق للشاعرة منى محمد السعيدي( )وفيما يلي مقال بعنوان ألفاظ الزمن في قصائد ديوان رشق للشاعرة منى السعيدي
:( الليل والليالي أنموذجا )
بداية كما هو معهود عن الليل أنه يذكر بالأشجان والمآسي والآهات فها هي الليالي بلظاها تصارع في صورة فنية كلية رائعة وخيال بلاغي معبرة تخلل جميع أبيات القصيدة قصيدة "لهيب "التي تستهلها الشاعرة بقولها:
تجابني الليالي في لظاها ** وجمر الهم يشغله سناها
رعود صافحت صوت المآسي **وبرق سالب عيني مناها
ولطم غيم زفراتي دخانٌ**ويسرق غيث أفراحي دجاها
وتواصل الشاعر إبداعها الفني القائم على الصور الفنية البلاغية المعبرة في بيان مواجهة الهموم والأحزان بالتضرع إلى الله والتقرب إليه بالصلوات مرحبة بالليل داعية إياه بالتمهل فالأحزان والشدائد إلى زوال مهما اشتدت حيث تقول:
سراب يرسم البسمات وهمًا **وإن رسمت مباسمنا محاها
وحرفي صار مسجونا يغني **دوي الآه تستجلي لظاها
سأغتال الدقائق والثواني **بركعات يطمئنني رجاها
ألا أيها الليل أهلا ثم مهلا ** فما غيم ليلي إلا تماهى
لتنبلج الغياهب ممطرات ٌ**وتروي ما تعطش من ثراها
وها هي الشاعر في ظل الأحزان تبين تساوي الليل والنهار عندها وتبدد الأحوال وتغيرها حيث تستهل قصيدة سر الغوايات بقولها:
ارحل فما عادت الأيام تسعفني **لا القلب قلبي ولا النبضات نبضاتي
ما عاد للفجر إشراق يمجدنا **فظلمة الليل أختها صباحاتي
حتى الرسوم التي أبدت ملامحنا **سحائب هطلت من فيض غفلاتي.
وتبين في قصيدة عيون حائرة ومن خلال إبداعها الفني البياني أن الليالي تعتق العشق الذي احتواه اليأس، كما تبين أيضا أن الليل قد طال على عيون الحيارى حيث تقول:
رب عشق تلبسته الخطايا **صار وهما بقلب صب تمنى.
حل يأسا فعتقته الليالي كان ظلما من الظلام أجنا.
إلى أن تقول:
لا تلمني قد مللت اغترابًا **في دروب تصد بالغم عنا
ذنب قلبي تعلق لم تصنه **واحتراقًا للدفء زورا تبنى
طال ليل ٌ على عيون الحيارى**فغدت تستحث لحنا مُغنى
وتؤكد في قصيدة "حجازي الهوى "أن الليالي تعد دموعها التي من كثرتها نُقشت في الخدود حيث تقول:
سلوا عني الليالي في دجاها **تفجر أدمعًا نقشت بخدي
أمني النفس بعضًا من وصال **يريح الروح من هجرٍ وصد
خذوا كل الأجور وصافحوني **ففي الأصوات زفرات لفقد
أغيثوا كل عرق في فؤادي **وزيدوا الكيل ودا بعد ودٍ.
وها هي الشاعرة القديرة في قصيدة "قيثارة " تنادي ليلة بدرت عمرها وهي تروي الحنين حيث تقول:
يا ليلة بادرت عمري وما برحت ** تروي الحنين بما ذاقته من أثرٍ
نادى الحبيب فلبى النبض وا أملي **المسك ليس كمثل الطين والحجر
فلتسأل القلب عن موال نبضته **يسمعك آها لخفق غير مختصر.
وفي قصيدة "عتاب وبين تتحدث الشاعرة بإبداع فني بياني بلاغي فريد من نوعه حيث الصورة البلاغية البيانية حيث التمني طوال الليل ومخاطبته ببهائه وإرسال آهات الشوق إليه تقول الشاعرة:
يعاتبني وما يدري بأني **أبيت الليل في حضن التمني
أخاطبه، كما بدرٍ تجلى **وأرسل آهة الأشواق عني
أسافر في متاهات الأماني **وبالأحلام كم يممت ظعني
وفي وصف رائع لليل وصفت الشاعرة المبدعة أن الليل مأوى العاشقين وجزيرة الحب الدفين حيث تقول فياستهلالها قصيدة:
الليل مأوى العاشقين **وجزيرة الحب الدفين
كم طارق ضل الهوى **باكٍ على درب الحنين.
وتوسد الحلم الذي **أمضى يزينه سنين .
وفي نفس القصيدة تصف الليل وتبين أنه كالشوق المعتق واليقين تقول :
ما الليل إلا أنت **والشوق المعتق واليقين
ورذاذ عطرك نفحة ُ** نفسٌ يواتي كل حين
معزوفة ضربت على أوتار قلب مستكين .
وهكا ببلاغة فنية إبداعية وخيال معبر تمكت الشاعرة من وصف الليل وما يتميز به فهو كالشوق المعتق واليقين ،ومأوى العاشقين وجزيرة الحب الدفين،وأنالليالي تعتق العشق الذي احتواه اليأس،وأن الليل قد طال على عيون الحيارى،وقد رحبت الشاعرة بالليل داعية إياه بالتمهل فالأحزان والشدائد إلى زوال مهما اشتدت.