في عام 1291م قضى السلطان المملوكي خليل على مملكة الفرنجة بعكا وتم طردهم نهائيا ولأول مرة بعد مائتي عام تصبح فلسطين في أيدي المسلمين، ولم يبرح الحلم الصليبيين بإعادة السيطرة عليها مرة أخرى والذي ظل يراودهم على مدى قرون تالية.
بمجرد خروج الفرنجة من فلسطين استشعر المسلمون الأمان في القدس رغم أنها غير محصنة وبعد خروج الصليبيين من عكا بقليل طلب بابا الفاتيكان من السلطان الموافقة على أن يقيم بعض المسيحيين اللاتين في كنيسة القبر المقدس ووافق السلطان فأرسل البابا مجموعة من «الأخوة الأحرار» التابعين لتنظيم الفرنسيسكان التابع له البابا نفسه، وهؤلاء لم يكن لهم دير باسمهم ولا سكن خاص بهم ولما علم روبرت ملك سيسيليا بمعاناتهم طلب من السلطان أن يقيموا لهم كنيسة على جبل صهيون وأعطاه هدية مالية كبيرة ووافق السلطان على طلبهم.
وفي ذلك تقول كارين:
«وكانت تلك هي المرة الأولى التي تستخدم فيها قوى غربية نفوذها لتعزيز أهداف اللاتين في القدس، وأصبحت منذ ذلك الوقت كنيسة صهيون مقر الفرنسيسكان الجديد، وأصبح رئيس رهبانهم راعي الأوروبيين الذين يعيشون في الشرق، وكان الفرنسيسكان قد طوروا لهم مواقف نضالية ضد الإسلام في أجزاء أخرى من العالم، وكانت دعوتهم في أوروبا كثيرا ما تلهم مذابح ضد الساميين لذا فلم يكن أمرا محتملا أن يصبح لهم أثرا ملطف في القدس»
العمارة تأصيلا للوجود:
كأنها البصمة التي بها يعرف من مر هنا وما هي هويته الدينية والفكرية، فقد حرص المماليك على تشييد المباني من مدارس وخانقاوات الصوفية ودور العلم بأنواعها، وتوسيع الحرم والعناية بشكل المدينة الإسلامي تأكيدا على الهوية التي تتسع للآخرين، وأسواق للمنسوجات التي كانت تصنع بالمدينة من الكتان والقطن والصابون
ولنا هنا وقفة:
تنظيم الفرنسيسكان هم فرقة أو جماعة أيا كان مسماهم عمرهم أكثر من 800 عام ولا يخرج هذا التنظيم عن أهداف مجلس الكنائس العالمي من التنصير على العموم وللمسلمين على وجه الخصوص وكعادة أي نشاط كنسي فلهم مدارس ومستشفيات منتشرة في دول العالم الإسلامي وهم ملائكة الرحمة!! في الحروب والمجاعات والأزمات ينشرون دعواهم بين المسلمين ولا يلاموا في ذلك ولكن يلام من يبيع دينه بعرض من الحياة الدنيا، ومن عظيم البلوى أن تجد من هم مصابون برقة في الدين ممن يفتخر بالتخرج من هذه المدارس ولا حول ولا قوة إلا بالله، قديما كانت تسمى مدارس ومستشفيات الإرساليات التبشيرية، والفرنسيسكان هم صوت الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان الذين عقدوا مؤتمرا في منتصف القرن الماضي قدمت البحوث والإجراءات التي تفضي إلى تنصير العالم الإسلامي بالكامل بحلول عام 2000م ولما لم يتحقق مرادهم كانت الطامة الكبرى التي اقتضت البحث والتقصي لماذا فشلوا؟! ما يعني أنهم الوجه الآخر للحروب الصليبية العسكرية التي لم تتوقف إلا من جانبنا فقط، وما لم يتحقق بالحروب العسكرية فليحققوه بأساليب أخرى وهو ما قالته كارين آنفا عندما وصفت تنظيم الفرنسيسكان «بأنهم قد طوروا لهم مواقف نضالية ضد الإسلام في أجزاء أخرى من العالم«
بالطبع قد يقول مسحوق الذات والعقيدة ممن ارتكس في الفتن غير مأسوف عليه أن هذه المدارس هي الأفضل في كل شيء ولا يتعرضون لدين الأبناء، فإنني أقول له لابد أنهم يزينون لك ما تقع عليه عينك والنتائج العالية للطلاب المتخرجين منها وأزيدك من الشعر بيت أنهم في بعض الأحيان لا يعنيهم التنصير بذاته ولكن يكفيهم أن يصاب ابنك برقة الدين حتى ولو أدى الفروض في أوقاتها أو أن يخرج من هذا الدين بطريقة ما (كما قال القس زويمر قديما في مؤتمر للتنصير بالقدس) وإلا قل بالله كيف تنصرت «المومس الفاضلة» التي تفخر بالتخرج من مدارسهم وتخرج علينا من آن لآخر لتطعن في الإسلام فقط وتثني على المسيحية وممنوع علينا أن نرد على المومس وإلا ألقي علينا الاتهام المعلب «إرهابيون» فكيف تظن النملة أنها تستطيع النيل من ديناصور؟! ومثلها دعاة على أبواب جهنم والذين لم يرق مرقى المومس بعد أن نصب نفسه بالتصدي للدفاع عنها، إنه الصنم الذي هام في صنم آخر، وهذا النموذج كثير ومتكرر ومفتوح لها كل الأروقة الإعلامية وتحنى لها الهامات.
مفكر الأمة ومجددها:
الإمام تقي الدين أحمد بن تيمية، فارس من فرسان السنة رغم أنف المتميعين والمرتكسين ومحبي الظهور ومن لف لفهم، هاله ما انتشر من الصوفين الذين نشروا البدع والقبور والأضرحة والموالد بالقدس وتكريس «التوافق» بين اتباع مختلف الشرائع فالكل في واحد، وكلنا نعبد إله واحد! وهو ما أثنت عليه المستشرقة كارين أرمسترونج والذي ارتأت في التصوف رئة جديدة تتنفس بها المدينة التي عانت الحروب والمذابح على مدى مائتي سنة وأنا ألتمس لها العذر نظرا كونها راهبة مسيحية، فالتوافق والعيش بسلام لا يكون بتمييع الأمور على العوام، لأننا في الحقيقة لا نعبد إله واحد، ولكن إجلاء الحق والحقيقة وعدم إلحاق ما ليس من الدين في شيء هو في الصالح العام وهي نفسها من أثنت على القيادة الإسلامية التي تنضوي تحتها أتباع الشرائع الثلاث وأن القدس لم تنعم بالسلام الحفيفي إلا تحت قيادة إسلامية.
وعن ابن تيمية تقول كارين:
«أكد ابن تيمية على أهمية الفصل بين زيارة القدس وبين الحج إلى مكة، كما بين أنه من الخطأ الطواف حول الصخرة وتقبيلها كما لو كانت الكعبة واعتبر الأضرحة الأخرى مثل مهد عيسى بدعة يضفي عليها الحمقى شرعية غير أن ابن تيمية ظل يعتقد أن القدس هي ثالث أقدس الأماكن في العالم الإسلامي، وهي من الأماكن التي تزار وليست من فرائض الحج»
وفتوى ابن تيمية لم ترق للمتصوفة واستمروا في غيهم بل وزادت بدعهم وضلالهم فكانوا القشة التي قسمت ظهر البعير، فالمماليك الذين أفسحوا لهم الطريق بدأ ملكهم في التصدع، من هجوم البدو والمسيحيين والطاعون، فأذاقهم الله العذاب الأدنى لعلهم يرجعون، ولكنهم أزاحوا النخب الحقيقية التي تبغي الخير للأمة وتصدر الأدعياء والمزورون والمزيفون الذين يمتدحونهم دون كلل فتحول ملكهم إلى كلأ يقتات عليه آخرون، وغاب السلام الاجتماعي بين المسيحيين الغربيين (الذين رفضوا العودة بعد انتهاء الحروب الصليبية) والمسلمين نتيجة لتراكم المشاكل السياسية والاقتصادية في المدينة والحروب الصليبية الماثلة في الأذهان على العكس من اليهود الذين كانوا يتمتعون بعلاقات جيدة مع المسلمين وكان زوار المدينة في القرن الرابع عشر يصفون المجتمع اليهودي هناك بالازدهار والعيش بأمان، وكذا كانت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين المحليين والأرمن جيدة.
الوجه الحقيقي للفرنسيسكان:
في عام 1365م هاجم الاسبتاريون (فريق طبي عسكري تابع للكنيسة الكاثوليكية) الإسكندرية من قاعدة عسكرية بقبرص، وكذلك الفرنسيسكان بالقدس قاموا بهجمات انتحارية على مؤسسات إسلامية كتلك التي شنوها بمناطق أحرى بالعالم الإسلامي فقام المسلمون بالقدس بإلقاء القبض عليهم وأغلقوا كنيسة القبر المقدس، وفي عام 1391م قام الفرنسيسكان بمسيرة إلى المسجد الأقصى وصمموا على مقابلة القاضي فلما دخلوا عليه أعلنوا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم “كان منحلا وقاتلا وشرها ونهابا اعتقد أن هدف الحياة الإنسانية هو الأكل والفسق وارتداء الملابس غالية الثمن” فتجمع عوام المسلمين عند القاضي وخيرهم القاضي بين أن يعتنقوا الإسلام أو يعدمهم، وهذا ما كانوا يريدونه أن يجعل منهم شهداء، وفي عام 1393م طلب ثلاث رهبان فرنسيسكان عقد مناظرة عامة مع علماء مسلمين وأدانوا فيها سيدنا محمد بأشد الألفاظ فجاجة فشعر المسلمون أنهم استغلوا وأسيء استخدامهم فقاموا بطرد الفرنسيسكان وأحالوا كنيسة القبر المقدس إلى مسجد ومنع السلطان الذميين من ترميم أو إعادة بناء كنائسهم مرة أخرى، وصدر مرسوم خاص بالأرمن بعدم التعرض لهم بسوء رغم تورطهم مع الصليبيين ولكنهم فيما بعد التزموا الحياد.
ذكر هذه الأحداث الآن لأن مسلسل الإساءة للإسلام ورموزه ومقدساته مازال مستمرا ولكن دون قاضي يحكم بالإعدام أو إغلاق سفارة أو ما شابه، وهم الذين يدعمون الكيان الغاصب لفلسطين دون قيد أو شرط، وكأن الله يرد الأمر لكل فرد منا منفردا، ما هو رد فعلك على الإساءات المستمرة؟ هل ستقاطع منتجهم؟ هل ستذهب لتقيم في بلادهم وتضيع دين أبنائك أو أحفادك وهم يراهنون على ذوبانهم في مجتمعاتهم التي هي ضد الدين قلبا وقالب، وكم من المآسي رأيناها بأم أعيننا.
وللحديث بقية إن شاء الله
بمجرد خروج الفرنجة من فلسطين استشعر المسلمون الأمان في القدس رغم أنها غير محصنة وبعد خروج الصليبيين من عكا بقليل طلب بابا الفاتيكان من السلطان الموافقة على أن يقيم بعض المسيحيين اللاتين في كنيسة القبر المقدس ووافق السلطان فأرسل البابا مجموعة من «الأخوة الأحرار» التابعين لتنظيم الفرنسيسكان التابع له البابا نفسه، وهؤلاء لم يكن لهم دير باسمهم ولا سكن خاص بهم ولما علم روبرت ملك سيسيليا بمعاناتهم طلب من السلطان أن يقيموا لهم كنيسة على جبل صهيون وأعطاه هدية مالية كبيرة ووافق السلطان على طلبهم.
وفي ذلك تقول كارين:
«وكانت تلك هي المرة الأولى التي تستخدم فيها قوى غربية نفوذها لتعزيز أهداف اللاتين في القدس، وأصبحت منذ ذلك الوقت كنيسة صهيون مقر الفرنسيسكان الجديد، وأصبح رئيس رهبانهم راعي الأوروبيين الذين يعيشون في الشرق، وكان الفرنسيسكان قد طوروا لهم مواقف نضالية ضد الإسلام في أجزاء أخرى من العالم، وكانت دعوتهم في أوروبا كثيرا ما تلهم مذابح ضد الساميين لذا فلم يكن أمرا محتملا أن يصبح لهم أثرا ملطف في القدس»
العمارة تأصيلا للوجود:
كأنها البصمة التي بها يعرف من مر هنا وما هي هويته الدينية والفكرية، فقد حرص المماليك على تشييد المباني من مدارس وخانقاوات الصوفية ودور العلم بأنواعها، وتوسيع الحرم والعناية بشكل المدينة الإسلامي تأكيدا على الهوية التي تتسع للآخرين، وأسواق للمنسوجات التي كانت تصنع بالمدينة من الكتان والقطن والصابون
ولنا هنا وقفة:
تنظيم الفرنسيسكان هم فرقة أو جماعة أيا كان مسماهم عمرهم أكثر من 800 عام ولا يخرج هذا التنظيم عن أهداف مجلس الكنائس العالمي من التنصير على العموم وللمسلمين على وجه الخصوص وكعادة أي نشاط كنسي فلهم مدارس ومستشفيات منتشرة في دول العالم الإسلامي وهم ملائكة الرحمة!! في الحروب والمجاعات والأزمات ينشرون دعواهم بين المسلمين ولا يلاموا في ذلك ولكن يلام من يبيع دينه بعرض من الحياة الدنيا، ومن عظيم البلوى أن تجد من هم مصابون برقة في الدين ممن يفتخر بالتخرج من هذه المدارس ولا حول ولا قوة إلا بالله، قديما كانت تسمى مدارس ومستشفيات الإرساليات التبشيرية، والفرنسيسكان هم صوت الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان الذين عقدوا مؤتمرا في منتصف القرن الماضي قدمت البحوث والإجراءات التي تفضي إلى تنصير العالم الإسلامي بالكامل بحلول عام 2000م ولما لم يتحقق مرادهم كانت الطامة الكبرى التي اقتضت البحث والتقصي لماذا فشلوا؟! ما يعني أنهم الوجه الآخر للحروب الصليبية العسكرية التي لم تتوقف إلا من جانبنا فقط، وما لم يتحقق بالحروب العسكرية فليحققوه بأساليب أخرى وهو ما قالته كارين آنفا عندما وصفت تنظيم الفرنسيسكان «بأنهم قد طوروا لهم مواقف نضالية ضد الإسلام في أجزاء أخرى من العالم«
بالطبع قد يقول مسحوق الذات والعقيدة ممن ارتكس في الفتن غير مأسوف عليه أن هذه المدارس هي الأفضل في كل شيء ولا يتعرضون لدين الأبناء، فإنني أقول له لابد أنهم يزينون لك ما تقع عليه عينك والنتائج العالية للطلاب المتخرجين منها وأزيدك من الشعر بيت أنهم في بعض الأحيان لا يعنيهم التنصير بذاته ولكن يكفيهم أن يصاب ابنك برقة الدين حتى ولو أدى الفروض في أوقاتها أو أن يخرج من هذا الدين بطريقة ما (كما قال القس زويمر قديما في مؤتمر للتنصير بالقدس) وإلا قل بالله كيف تنصرت «المومس الفاضلة» التي تفخر بالتخرج من مدارسهم وتخرج علينا من آن لآخر لتطعن في الإسلام فقط وتثني على المسيحية وممنوع علينا أن نرد على المومس وإلا ألقي علينا الاتهام المعلب «إرهابيون» فكيف تظن النملة أنها تستطيع النيل من ديناصور؟! ومثلها دعاة على أبواب جهنم والذين لم يرق مرقى المومس بعد أن نصب نفسه بالتصدي للدفاع عنها، إنه الصنم الذي هام في صنم آخر، وهذا النموذج كثير ومتكرر ومفتوح لها كل الأروقة الإعلامية وتحنى لها الهامات.
مفكر الأمة ومجددها:
الإمام تقي الدين أحمد بن تيمية، فارس من فرسان السنة رغم أنف المتميعين والمرتكسين ومحبي الظهور ومن لف لفهم، هاله ما انتشر من الصوفين الذين نشروا البدع والقبور والأضرحة والموالد بالقدس وتكريس «التوافق» بين اتباع مختلف الشرائع فالكل في واحد، وكلنا نعبد إله واحد! وهو ما أثنت عليه المستشرقة كارين أرمسترونج والذي ارتأت في التصوف رئة جديدة تتنفس بها المدينة التي عانت الحروب والمذابح على مدى مائتي سنة وأنا ألتمس لها العذر نظرا كونها راهبة مسيحية، فالتوافق والعيش بسلام لا يكون بتمييع الأمور على العوام، لأننا في الحقيقة لا نعبد إله واحد، ولكن إجلاء الحق والحقيقة وعدم إلحاق ما ليس من الدين في شيء هو في الصالح العام وهي نفسها من أثنت على القيادة الإسلامية التي تنضوي تحتها أتباع الشرائع الثلاث وأن القدس لم تنعم بالسلام الحفيفي إلا تحت قيادة إسلامية.
وعن ابن تيمية تقول كارين:
«أكد ابن تيمية على أهمية الفصل بين زيارة القدس وبين الحج إلى مكة، كما بين أنه من الخطأ الطواف حول الصخرة وتقبيلها كما لو كانت الكعبة واعتبر الأضرحة الأخرى مثل مهد عيسى بدعة يضفي عليها الحمقى شرعية غير أن ابن تيمية ظل يعتقد أن القدس هي ثالث أقدس الأماكن في العالم الإسلامي، وهي من الأماكن التي تزار وليست من فرائض الحج»
وفتوى ابن تيمية لم ترق للمتصوفة واستمروا في غيهم بل وزادت بدعهم وضلالهم فكانوا القشة التي قسمت ظهر البعير، فالمماليك الذين أفسحوا لهم الطريق بدأ ملكهم في التصدع، من هجوم البدو والمسيحيين والطاعون، فأذاقهم الله العذاب الأدنى لعلهم يرجعون، ولكنهم أزاحوا النخب الحقيقية التي تبغي الخير للأمة وتصدر الأدعياء والمزورون والمزيفون الذين يمتدحونهم دون كلل فتحول ملكهم إلى كلأ يقتات عليه آخرون، وغاب السلام الاجتماعي بين المسيحيين الغربيين (الذين رفضوا العودة بعد انتهاء الحروب الصليبية) والمسلمين نتيجة لتراكم المشاكل السياسية والاقتصادية في المدينة والحروب الصليبية الماثلة في الأذهان على العكس من اليهود الذين كانوا يتمتعون بعلاقات جيدة مع المسلمين وكان زوار المدينة في القرن الرابع عشر يصفون المجتمع اليهودي هناك بالازدهار والعيش بأمان، وكذا كانت العلاقات بين المسلمين والمسيحيين المحليين والأرمن جيدة.
الوجه الحقيقي للفرنسيسكان:
في عام 1365م هاجم الاسبتاريون (فريق طبي عسكري تابع للكنيسة الكاثوليكية) الإسكندرية من قاعدة عسكرية بقبرص، وكذلك الفرنسيسكان بالقدس قاموا بهجمات انتحارية على مؤسسات إسلامية كتلك التي شنوها بمناطق أحرى بالعالم الإسلامي فقام المسلمون بالقدس بإلقاء القبض عليهم وأغلقوا كنيسة القبر المقدس، وفي عام 1391م قام الفرنسيسكان بمسيرة إلى المسجد الأقصى وصمموا على مقابلة القاضي فلما دخلوا عليه أعلنوا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم “كان منحلا وقاتلا وشرها ونهابا اعتقد أن هدف الحياة الإنسانية هو الأكل والفسق وارتداء الملابس غالية الثمن” فتجمع عوام المسلمين عند القاضي وخيرهم القاضي بين أن يعتنقوا الإسلام أو يعدمهم، وهذا ما كانوا يريدونه أن يجعل منهم شهداء، وفي عام 1393م طلب ثلاث رهبان فرنسيسكان عقد مناظرة عامة مع علماء مسلمين وأدانوا فيها سيدنا محمد بأشد الألفاظ فجاجة فشعر المسلمون أنهم استغلوا وأسيء استخدامهم فقاموا بطرد الفرنسيسكان وأحالوا كنيسة القبر المقدس إلى مسجد ومنع السلطان الذميين من ترميم أو إعادة بناء كنائسهم مرة أخرى، وصدر مرسوم خاص بالأرمن بعدم التعرض لهم بسوء رغم تورطهم مع الصليبيين ولكنهم فيما بعد التزموا الحياد.
ذكر هذه الأحداث الآن لأن مسلسل الإساءة للإسلام ورموزه ومقدساته مازال مستمرا ولكن دون قاضي يحكم بالإعدام أو إغلاق سفارة أو ما شابه، وهم الذين يدعمون الكيان الغاصب لفلسطين دون قيد أو شرط، وكأن الله يرد الأمر لكل فرد منا منفردا، ما هو رد فعلك على الإساءات المستمرة؟ هل ستقاطع منتجهم؟ هل ستذهب لتقيم في بلادهم وتضيع دين أبنائك أو أحفادك وهم يراهنون على ذوبانهم في مجتمعاتهم التي هي ضد الدين قلبا وقالب، وكم من المآسي رأيناها بأم أعيننا.
وللحديث بقية إن شاء الله