د. زهير الخويلدي - أسس النظام السياسي الديمقراطي

اخترنا أن نعالج موضوع الفلسفة السياسية: أسس الديمقراطية. نعلم جميعًا أن النظام السياسي الديمقراطي مرتبك إلى حد كبير مع إمكانية اختيار الأشخاص الذين يتم استدعاؤهم لحكمنا بحرية وبانتظام. كلما تم التشكيك في نظام دكتاتوري، وكانت الأخبار مهمة في هذا الصدد، فإن الشعب الذي يثور يطالب أولاً بهذا الحق في اختيار حكامه. ومع ذلك، حتى قبل تحليل الظروف لاحقًا حتى يمكن تحديد هذا الاختيار، يبدو أن الانتخابات الحرة لا تشكل سوى الجانب الأول من الديمقراطية وأن هذا الأخير يجب أن يكون مصحوبًا على الأقل بمبدأ آخر لا يقل أهمية. ما هو هذا المبدأ؟ ومهما كانت الأغلبية التي ستخرج من صناديق الاقتراع، فمن المناسب أن يتم ضمان الحقوق الأساسية لجميع المواطنين، أي أولئك الذين يختارون قادتهم وتوجهاتهم، ولكن أيضًا جميع أفراد المجتمع، على سبيل المثال الأجانب الذين يقيمون ويعملون هناك. سيتم ضمانها. والواقع أنه في البلدان التي توجد فيها أقليات قومية أو دينية، على سبيل المثال، من الضروري أن تعلم هذه الأقليات أن الأغلبيات السياسية المتعاقبة لن تكون قادرة على التعدي على الحقوق التي تمتلكها بشكل طبيعي كالبشر. وبخلاف ذلك، يمكن للديمقراطيات أن تنصب نفسها كديكتاتوريات مؤقتة ذات أغلبية على أقلية واحدة أو أكثر. ومن الواضح أن هذا المنطق ينطبق على لعبة التناوبات السياسية التي تميز الديمقراطيات المعاصرة الكبرى. لأنه ما الذي يمكن أن تتوقعه الأقليات من الاقتراع العام إذا خاطرت برؤية نفسها محرومة بحرية وقانونية من الحقوق الأساسية، باسم قانون الأغلبية؟ لذلك، سيتعين علينا في الأسبوع المقبل أن نتعمق أكثر في هذه الأسئلة من خلال التساؤل أولاً عن طبيعة هذه الحقوق الأساسية.

كيف تعمل الديمقراطية؟

الديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم يتمتع فيه المواطنون بفرصة المشاركة في القرارات السياسية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ويرتكز هذا الشكل من الحكم على مساواة المواطنين أمام القانون وعلى احترام حقوقهم الأساسية. ويمكن للمواطنين ممارسة حقهم في التصويت لانتخاب ممثليهم والمشاركة بنشاط في المناقشات العامة حول القضايا السياسية. علاوة على ذلك، تنطوي الديمقراطية على فصل واضح للسلطات بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وذلك لتجنب تركيز السلطة في يد شخص واحد أو مجموعة واحدة. ولذلك، فإن المشاركة النشطة للمواطنين ضرورية لضمان الحكم العادل والمنصف ولضمان أن تعكس القرارات المتخذة احتياجات وتطلعات السكان بشكل عام. الديمقراطية هي نظام سياسي يعتمد على المشاركة الفعالة للمواطنين في صنع القرار. وهو يقوم على المبادئ الأساسية التي تضمن المساواة والحرية والمشاركة لجميع أفراد المجتمع. في ظل نظام ديمقراطي، يحق لجميع المواطنين المشاركة بنشاط في الحياة العامة، والتحدث علنًا عن القضايا التي تهمهم، والمشاركة في القرارات السياسية التي تؤثر على حياتهم. المساواة هي أحد المبادئ الأساسية للديمقراطية. وهذا يعني أن جميع المواطنين يعاملون على قدم المساواة ويتمتعون بنفس الحقوق والفرص. ويشمل ذلك الحق في التصويت، والحق في التعبير عن نفسه بحرية، والحق في المشاركة في الحياة العامة. يتم التعبير عن الديمقراطية في أوروبا من خلال أنظمة سياسية متنوعة، تتراوح من الديمقراطية المباشرة في سويسرا إلى الديمقراطية البرلمانية في فرنسا أو ألمانيا. للمواطنين الأوروبيين الحق في المشاركة بنشاط في الحياة العامة، والتعبير عن أنفسهم بشأن القضايا التي تهمهم والمشاركة في القرارات السياسية التي تؤثر على حياتهم. ومع ذلك، فإن التنفيذ العملي للديمقراطية يمكن أن يكون معقدًا ويتطلب مشاركة جميع الجهات الفاعلة السياسية والمدنية ليكون فعالاً.

تاريخ الديمقراطية

الديمقراطية هي نظام سياسي ظهر في اليونان القديمة، ولا سيما في أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد، وكان المواطنون الأثينيون يجتمعون في اجتماعات لاتخاذ قرارات سياسية مهمة، ويتم انتخاب قادة المدينة من قبل الشعب. وكان هذا الشكل من الحكم مقتصراً على عدد صغير من المواطنين الذكور، ولكنه مع ذلك أرسى الأساس للديمقراطية كما نعرفها اليوم. إن تاريخ الديمقراطية معقد وقد تطور مع مرور الوقت. بعد اليونان القديمة، كانت الديمقراطية غائبة إلى حد كبير عن المشهد السياسي لعدة قرون. ومع ذلك، فقد شهد في القرون الأخيرة تجدد الاهتمام به وأصبح النظام السياسي الأكثر انتشارًا في العالم. لقد مرت الديمقراطية بالعديد من التطورات على مر القرون. اقتصرت في البداية على عدد صغير من المواطنين الذكور في اليونان القديمة، ثم شهدت لاحقًا أشكالًا أوسع من المشاركة السياسية، لا سيما مع انتخاب الممثلين لاتخاذ القرارات نيابة عنهم. وقد أصبح هذا الشكل من الديمقراطية التمثيلية هو النظام السياسي السائد في العديد من البلدان، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا. لقد ظهرت الديمقراطية في الولايات المتحدة في القرن الثامن عشر، في أعقاب إعلان الاستقلال عام 1776 ودستور عام 1787. وقد أرست هذه النصوص التأسيسية المبادئ الأساسية للديمقراطية الأمريكية، مثل الفصل بين السلطات، والحقوق الأساسية للمواطنين وحرية وشفافية. انتخابات. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الولايات المتحدة تعتبر نموذجًا للديمقراطية للعالم أجمع. في العقود الأخيرة، شهدت الديمقراطية تطورات جديدة، ولا سيما مع ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ويمكن للمواطنين الآن المشاركة بشكل أكثر نشاطًا في العملية السياسية من خلال تبادل المعلومات والتعبير عن آرائهم وتعبئة مجموعات الضغط عبر الإنترنت. هناك عدة أشكال من الديمقراطية، بما في ذلك الديمقراطية المباشرة، حيث يتخذ المواطنون القرارات السياسية مباشرة، والديمقراطية التمثيلية، حيث ينتخب المواطنون ممثلين لاتخاذ القرارات نيابة عنهم. كل شكل من أشكال الديمقراطية له مزايا وعيوب، واختيار النظام غالبا ما يعتمد على الظروف السياسية والاجتماعية لبلد معين. غالبًا ما تُعتبر الديمقراطية نظامًا سياسيًا متفوقًا على الأنظمة الأخرى لأنها تتيح للمواطنين أن يكون لهم صوت في العملية السياسية. ويُنظر إليها أيضًا على أنها وسيلة فعالة لحماية الحقوق والحريات الفردية، وضمان اتخاذ القرارات السياسية بشكل عادل وشفاف. ومع ذلك، فإن الديمقراطية لا تخلو من العيوب والقيود. ويمكن أن يكون عرضة للتلاعب والتأثير من قبل جماعات الضغط والمال، ويمكن أن يؤدي إلى قرارات سياسية غير حكيمة إذا لم يكن المواطنون على علم جيد. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الديمقراطية في العديد من البلدان تحديات مثل الفساد والتضليل واللامبالاة السياسية.

السيادة الشعبية

إن السيادة الشعبية هي المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه كل الديمقراطية الحديثة. ويعني هذا المبدأ أن السلطة تنبع من الشعب وأن جميع القرارات السياسية يجب أن تتخذ وفق الإرادة العامة. وبالتالي يحق للمواطنين المشاركة بفعالية في صنع القرار السياسي، سواء بشكل مباشر أو من خلال ممثلين منتخبين. كمبدأ أساسي للديمقراطية الحديثة، تتمتع السيادة الشعبية بأهمية كبيرة في الحياة السياسية للعديد من البلدان. فهو يضمن عدم قدرة الحكومات على التصرف ضد إرادة الشعب، وأن القرارات السياسية يتم اتخاذها بشفافية ونزاهة. ولذلك يتم تشجيع المواطنين على المشاركة بنشاط في الحياة السياسية لبلدهم، من خلال انتخابات حرة وشفافة، ومناقشات عامة، وغيرها من وسائل المشاركة المدنية. ومع ذلك، فإن التنفيذ العملي للسيادة الشعبية يمكن أن يكون معقدًا وصعبًا. يجب أن يكون المواطنون على علم وتثقيف حول القضايا السياسية في بلادهم، حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات مستنيرة. ويجب أن تتاح لهم أيضًا إمكانية الوصول إلى وسائل المشاركة العادلة والشفافة، حتى تُسمع أصواتهم. ويجب على الحكومات بدورها أن تكون مسؤولة وتستجيب لاحتياجات ومطالب المواطنين، لضمان احترام السيادة الشعبية وتنفيذها بفعالية. ولذلك يمكننا القول إن السيادة الشعبية هي مبدأ أساسي لضمان ديمقراطية عادلة وشفافة. ويضمن اتخاذ القرارات السياسية وفقا للإرادة العامة، ويشجع المواطنين على المشاركة بنشاط في الحياة السياسية لبلادهم. ومع ذلك، فإن تنفيذها العملي يمكن أن يكون معقدًا ويتطلب التزام جميع الجهات الفاعلة السياسية والمدنية ليكون فعالاً.

الشرعية L'égalité

المساواة هي مبدأ أساسي للديمقراطية. في المجتمع الديمقراطي، جميع المواطنين متساوون أمام القانون، بغض النظر عن أصلهم أو دينهم أو جنسهم أو مستواهم الاجتماعي. وتضمن المساواة أن يتمتع الجميع بنفس الحقوق ونفس الفرص للنجاح. ولذلك، من المهم أن تتخذ الدولة تدابير لتعزيز تكافؤ الفرص ومكافحة جميع أشكال التمييز، مثل المساواة في الأجر للمرأة، وحصول جميع الأطفال على التعليم، أيا كان أصلهم، ومنح الحماية المتساوية بموجب القانون. لجميع الناس، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي. ومن الضروري أيضًا أن يدرك المواطنون أهمية المساواة وأن يعملوا معًا لبناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا. وأخيرا، من المهم التأكيد على أن المساواة لا تعني التماثل، بل الاعتراف بالتنوع وتثمين الفروق الفردية التي تساهم في ثراء مجتمعنا.

الحرية

الحرية هي مبدأ أساسي للديمقراطية. فهو يسمح لكل فرد بالتمتع بحقوقه الأساسية دون قلق. وفي المجتمع الديمقراطي، لا تشمل هذه الحرية حق الفرد في التعبير عن نفسه وممارسة شعائر دينه بحرية فحسب، بل تشمل أيضاً الحق في المشاركة في العمليات السياسية والمساهمة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياة الفرد. الحرية هي مبدأ أساسي من مبادئ الديمقراطية التي تسمح لكل فرد بالتمتع بحقوقه الأساسية دون إزعاج. وفي المجتمع الديمقراطي، لا تشمل هذه الحرية حق الفرد في التعبير عن نفسه وممارسة شعائر دينه بحرية فحسب، بل تشمل أيضاً الحق في المشاركة في العمليات السياسية والمساهمة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياة الفرد. ومع ذلك، فإن التنفيذ العملي للحرية يمكن أن يكون معقدًا ويتطلب مشاركة جميع الجهات الفاعلة السياسية والمدنية ليكون فعالاً. إن الحق في المشاركة في العمليات السياسية هو عنصر أساسي من الحرية في الديمقراطية. يحق للمواطنين التصويت والترشح للمناصب، ولكن لديهم أيضًا الحق في إسماع أصواتهم خارج الانتخابات. إن المظاهرات والعرائض والرسائل الموجهة إلى المسؤولين المنتخبين والمسيرات كلها وسائل لمشاركة المواطنين تسمح للأفراد بإسماع أصواتهم والمساهمة في صنع القرار. وتسمح الحرية أيضًا للأفراد بالعيش وفقًا لمعتقداتهم واختياراتهم الشخصية، دون خوف من الاضطهاد أو التمييز. وهذا يعني أن الأفراد يمكنهم ممارسة شعائرهم الدينية واختيار نمط حياتهم وتوجهاتهم الجنسية دون أن يتعرضوا للوصم أو التمييز. ولذلك فإن الحرية عنصر أساسي في الحياة في ظل الديمقراطية، مما يضمن أن يتمكن الجميع من الازدهار والمساهمة في المجتمع بطريقة إيجابية.

الفصل بين السلطات

الفصل بين السلطات هو مفهوم أساسي للديمقراطية يهدف إلى منع فرد أو مجموعة من السلطة المفرطة. وهكذا، في النظام الديمقراطي، يتم توزيع السلطة بين عدة أجهزة مثل السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية. ولكل هيئة مهامها وصلاحياتها الخاصة، مما يضمن استقلالاً معينًا ويحد من مخاطر تركيز السلطات. على سبيل المثال، تتولى السلطة التنفيذية مسؤولية تنفيذ السياسات العامة وتوجيه الإدارة، والسلطة التشريعية مسؤولة عن صياغة القوانين واعتمادها، والسلطة القضائية مسؤولة عن ضمان تطبيق القانون وإقامة العدل. وبالتالي فإن لكل هيئة وظيفة محددة تسند إليها، مما يساعد على تجنب تضارب المصالح وإساءة استخدام السلطة. إضافة إلى ذلك، فإن هذا التوزيع للصلاحيات يتيح إمكانية وضع آليات رقابة وتوازن بين الأجهزة المختلفة، لتجنب أي انجراف سلطوي أو أي اعتداء على الحريات الفردية. على سبيل المثال، يمكن للسلطة القضائية أن تلغي القوانين التي لا تحترم الدستور، ويمكن للسلطة التشريعية أن تحد من الإنفاق التنفيذي من خلال رفض التصويت على ميزانيتها.

الشفافية

الشفافية هي مبدأ أساسي من مبادئ الديمقراطية. ويهدف إلى ضمان حصول المواطنين على المعلومات المتعلقة بالقرارات السياسية وإدارة الدولة. وتقع على عاتق الحكومات والمؤسسات العامة مسؤولية توفير هذه المعلومات للمواطنين، حيث يساعد ذلك في بناء الثقة والشرعية لأعمالهم. وتساعد الشفافية أيضًا على ضمان اتخاذ القرارات السياسية بشكل عادل ومنصف. وبالتالي يمكن للمواطنين أن يروا كيف تم اتخاذ القرارات وما هي المعايير التي تم أخذها في الاعتبار. ومن ثم يمكن مساءلة الحكومات والمؤسسات العامة عن أفعالها وقراراتها. علاوة على ذلك، تسمح الشفافية للمواطنين بالمشاركة الفعالة في صنع القرار من خلال التعبير عن آرائهم واهتماماتهم. وبالتالي يمكن للحكومات والمؤسسات العامة أن تأخذ في الاعتبار احتياجات واهتمامات المواطنين في عملية صنع القرار. إن مشاركة المواطنين هذه تعزز شرعية القرارات المتخذة وتزيد من ثقة المواطنين في المؤسسات العامة. ومن ثم، فإن الشفافية تشكل عنصراً أساسياً للحفاظ على الديمقراطية والثقة في المؤسسات العامة. ومن خلال ضمان الوصول إلى المعلومات، ومراعاة آراء المواطنين واهتماماتهم، وتمكين المساءلة، تستطيع الحكومات والمؤسسات العامة بناء الثقة والشرعية في أعمالها.

الجهات الفاعلة في الديمقراطية

الديمقراطية هي نظام سياسي يعتمد على المشاركة الفعالة للمواطنين في صنع القرار. لكي يعمل هذا النظام بشكل صحيح، من الضروري الاعتراف بمختلف الجهات الفاعلة في الديمقراطية ودورها في الحياة السياسية للبلد. في الأنظمة الديمقراطية، يتم انتخاب السياسيين من قبل المواطنين في انتخابات حرة وشفافة. للمواطنين الحق في التصويت للمرشحين الذين يختارونهم والترشح للانتخابات بأنفسهم. تلعب الأحزاب السياسية أيضًا دورًا مهمًا في العملية الانتخابية من خلال تقديم المرشحين وتنظيم الحملات الانتخابية لبرامجها السياسية. بمجرد انتخاب السياسيين، يصبحون مسؤولين أمام المواطنين ويجب أن يحاسبوا على أفعالهم كممثلين للسكان.

المواطنين

المواطنون هم أهم العناصر الفاعلة في الديمقراطية. ولهم الحق في المشاركة بنشاط في الحياة العامة، والتحدث علناً عن القضايا التي تهمهم، والمشاركة في القرارات السياسية التي تؤثر على حياتهم. يمكن للمواطنين التعبير عن آرائهم من خلال التصويت في الانتخابات، والمشاركة في الاحتجاجات، وكتابة الرسائل إلى المسؤولين المنتخبين، والتوقيع على العرائض، والضغط من أجل قضاياهم.

الأحزاب السياسية

الأحزاب السياسية هي منظمات تمثل مجموعات المصالح أو الأيديولوجيات السياسية. إنهم يلعبون دورًا مهمًا في الحياة السياسية للبلد، لأنهم يستطيعون التأثير على القرارات السياسية من خلال الضغط على المسؤولين المنتخبين أو من خلال اتخاذ القرارات بأنفسهم. كما يمكن للأحزاب السياسية أن تساهم في تشكيل الرأي العام من خلال اقتراح الأفكار والسياسات.

المسؤولين المنتخبين

المسؤولون المنتخبون هم ممثلو المواطنين. لقد تم انتخابهم لاتخاذ القرارات نيابة عنهم ويجب أن يعملوا من أجل الصالح العام. ويمكن للمسؤولين المنتخبين اتخاذ قرارات مهمة، مثل إصدار القوانين، وتعيين القضاة، والدخول في المعاهدات الدولية. ومن المهم أن يكون المسؤولون المنتخبون مسؤولين أمام المواطنين وأن يتحلوا بالشفافية في اتخاذ قراراتهم.

وسائل الإعلام

تلعب وسائل الإعلام دورًا مهمًا في الحياة السياسية لأي بلد. يمكنهم المساهمة في تشكيل الرأي العام من خلال نشر المعلومات حول الأحداث السياسية وتحليل سياسات وقرارات المسؤولين المنتخبين. ويمكن لوسائل الإعلام أيضًا ممارسة الضغط على المسؤولين المنتخبين من خلال الكشف عن فضائح أو ممارسات غير قانونية.

منظمات المجتمع المدني

منظمات المجتمع المدني هي مجموعات تمثل مصالح المجتمع المدني، مثل جماعات حقوق الإنسان، والنقابات العمالية، والمنظمات الدينية، والمنظمات غير الحكومية. يمكن لهذه المنظمات المساهمة في الحياة السياسية للبلد من خلال الضغط على المسؤولين المنتخبين لاتخاذ قرارات لصالح قضاياهم.

المواطن والجمهورية والديمقراطية

– تعريف المواطن

أ) ما هو المواطن؟

أن تكون مواطنًا يعني أن تعترف بنفسك في مجتمع (أمة)، ويعني أن تتمتع بصفات كونك مواطنًا قانونيًا في سن 18 عامًا، وأن تدرك أن المواطنة لها تاريخ، وأن تشارك إذا أراد المرء الحياة السياسية والحق في أن يكون جنسية مزدوجة.

ب) كيف تصبح مواطنا؟

بموجب القانون ، يمكنك أن تصبح مواطنًا بفضل حق الدم، وحق التربة.

يمكننا أيضًا أن نصبح واحدًا من خلال الزواج والعمر. يمكنك أن تكون مواطنًا ويمكنك التصويت في الانتخابات .

ج) ما هي حقوق وواجبات المواطنين؟

المواطن له حقوق ولكن له واجبات أيضا. وله الحق في الأمن والتعليم والتصويت والتقديم والتنقل وتقديم الالتماسات والعمل والمعتقد...ومن واجبه احترام المواطنين الآخرين، والسلع المادية، والحضور إلى محكمة الجنايات إذا تم اختياره، ودفع الضرائب.

ثانيا – قيم ومبادئ ورموز الجمهورية

أ) ما هي مبادئ ورموز الجمهورية؟

الجمهورية الفرنسية ممثلة بالمبادئ والرموز.

المبادئ غير قابلة للتجزئة وديمقراطية واجتماعية وعلمانية

تمثل الرموز تراثًا ثوريًا، وهي حلقة وصل بين السلطة والشعب وتضفي الجمهورية على الحياة اليومية.

تقوم الجمهورية على المبادئ المنصوص عليها في دستور .

ثالثا- الديمقراطية

أ) ما هي مبادئ الديمقراطية؟ هل هناك عدة أشكال من الديمقراطيات؟

ومبادئ الديمقراطية هي الفصل بين السلطات الثلاث، والسيادة الوطنية، والتعددية السياسية، والاحترام الأساسي للإنسانية. هناك العديد من الديمقراطيات ولكن جميعها تتمتع بحق الاقتراع العام.ولكي تحيا الديمقراطية، يجب ألا ندع الآخرين يقررون لنا.

حقوق وواجبات المواطن

ط – المواطن الفاعل في الحياة السياسية

* كيف يمكن للمواطنين أن يكونوا ناشطين سياسياً وما أهمية ذلك في الديمقراطيات؟

يمكن للمواطن أن يكون ناشطاً سياسياً، عن طريق التصويت، أو الانخراط في الحزب، أو أن يصبح عضواً أو ناشطاً أو زعيماً. وهذا مهم في الديمقراطية، وإلا فلن تكون هناك تعددية سياسية وأحزاب سياسية.

الثاني – المواطن في عالم العمل؟

* كيف يمكن للمواطنين التدخل في عالم العمل؟

يمكن للمواطن أن يتدخل في عالم العمل من خلال الانضمام إلى نقابة من خلال الدستور للدفاع عن حقوق العمال ومصالحهم المهنية. ويمكن أن يتم ذلك أيضًا من خلال دعوة النقابات التي لها دور تتابعي بين السلطة والموظفين. ويمكنه أيضًا تعليق الملصقات والمشاركة في مجلس العمال وتنظيم الإضرابات والمظاهرات

ثالثا – المواطن في الحياة الاجتماعية

* ما هي الإمكانيات المتاحة للمواطنين للعمل في المجتمع؟

الإمكانيات المتاحة للمواطن للعمل في المجتمع هي أن يكون متبرعاً أو متطوعاً أو أن يشكل جمعية خاصة به مثل "مطاعم القلب" و"لا عاهرات ولا خاضعات" يتم إنشاؤها لممارسة الضغط.

ملاحظات ختامية

الديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم يضمن المساواة والحرية للمواطنين. وما هي قيم هذا النظام السياسي الذي فرض نفسه تدريجياً؟ ما هي القضايا الراهنة في النقاش الديمقراطي؟ وماهي أصول الديمقراطية؟

تم اختراع الديمقراطية في اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد. بالنسبة للمؤرخ ثوسيديدس، الديمقراطية هي نظام سياسي حيث "لا تعتمد الأمور على القلة بل على الأغلبية". وهذا ما يسمى بحكومة الشعب (بأكبر عدد) من قبل الشعب (بالأغلبية). ولكن في الديمقراطية اليونانية، لم يكن للنساء ولا العبيد حقوق مدنية. كيف تطورت الديمقراطية؟

• شكل من أشكال الحكم خاص بالمدن اليونانية، عادت الديمقراطية إلى الظهور في روما القديمة ثم في البندقية في العصور الوسطى وفي إنجلترا وهولندا في العصر الحديث. وفي كل من هذه الحالات، فهي ديمقراطية القلة، أي نظام سياسي حيث يسيطر عدد صغير من المواطنين المتميزين على معظم السلطة والثروة.

• لم تتطور الديمقراطية الحقيقية إلا في نهاية القرن الثامن عشر، سواء في الولايات المتحدة أو في فرنسا الثورية. ومنذ ذلك الحين، واصلت الديمقراطية اكتساب المزيد من الأرض، إلى درجة أنها أصبحت الشكل السائد للحكم اليوم.

ماهي القيم الديمقراطية؟

1. المساواة المدنية

فالديمقراطية تعني في المقام الأول المساواة المدنية. في الأنظمة الديمقراطية، يخضع جميع المواطنين لنفس القوانين ولا يتميزون عن بعضهم البعض إلا من خلال مزاياهم. ولذلك لا ينبغي للفقر أن يمنع أي شخص من المشاركة في حياة المدينة. والهدف ليس ضمان نفس الموارد لجميع المواطنين، بل ضمان المساواة للجميع أمام القانون بفضل نزاهة العدالة. وهذا ما يسمى سيادة القانون.

2. الفصل بين السلطات

والديمقراطية تعني أيضا الحرية. إن الحرية المعترف بها والمضمونة لجميع المواطنين، حتى الأكثر تواضعا، هي التي تضمن وجود فضاء ديمقراطي في المدينة. ولذلك فإن ضمان الحريات الأساسية للفرد هو أحد شروط وجود الديمقراطية. وهذا هو الهدف من الفصل بين السلطات الثلاث: سلطة سن القوانين (التشريعية)، وسلطة تطبيقها (التنفيذية)، وسلطة تطبيقها (القضائية). وإذا اندمجت اثنتين من هذه السلطات، كما كان الحال في ظل النظام الملكي، فقد تتعرض حرية المواطنين والديمقراطية للتهديد. ولهذا السبب تتمتع الديمقراطية بهيئات رقابية مثل المجلس الدستوري في فرنسا.

3. التعددية السياسية

وأخيرا، تعني الديمقراطية أن الحياة السياسية منظمة بطريقة تسمح بالتعبير عن جميع الآراء: وهذه هي التعددية السياسية. ويتم التعبير عنه من خلال إجراء انتخابات حرة ينتخب خلالها الشعب ممثليه عن طريق التصويت أو الاقتراع العام والمتساوي والسري. هذا هو نظام الديمقراطية التمثيلية.

القضايا الراهنة في النقاش الديمقراطي

1. الدفاع عن الديمقراطية

فالديمقراطية هشة. ويجب الدفاع عنها وتعزيزها باستمرار، كما يتضح اليوم من موضوعات لا تقل أهمية عن تراكم الولايات الانتخابية أو الفساد في الأحزاب السياسية؛ لأن الديمقراطية لا يمكنها أن تستوعب تركز السلطات كلها في أيدي عدد قليل من "المتخصصين" السياسيين، ولا تحويل المال العام لأغراض خاصة أو سياسية. وهناك سؤال آخر، وربما أكثر خطورة، وهو ما يتعلق باستقلال القضاة فيما يتعلق بالسلطة: فالقضاة هم ضامنة الحريات والمساواة أمام القانون؛ إذا تمكنت الحكومة من إبطاء أو قمع المحاكمة، فإن الديمقراطية لم تكن تعمل بشكل مثالي بعد.

2. بسط الديمقراطية

كما يجب على الديمقراطية أن تتوسع باستمرار لأن مبدأها هو تحرير البشرية. بالأمس مُنحت المرأة حق التصويت (فرنسا 1944)؛ واليوم نريد أن نفرض عددا متساويا من النساء والرجال بين ممثلي الشعب. بالأمس خفضنا سن الرشد المدني إلى 18 سنة (فرنسا 1974)؛ نتحدث اليوم عن منح من يبلغ من العمر 16 عامًا حق التصويت في الانتخابات البلدية. بالأمس، كان من المقبول أن يصوت مواطنو دول الاتحاد الأوروبي الأخرى على الأراضي الفرنسية في الانتخابات الأوروبية أو البلدية، واليوم يطالب البعض بالسماح لجميع المواطنين الأجانب بالتصويت في الانتخابات البلدية.

إن النضال من أجل الديمقراطية سوف يستمر ما دامت حقوق الإنسان لا تُحترم في كل مكان ومن جانب الجميع.
كاتب فلسفي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى