تواتيت نصرالدين - هل يعوض أطفال غزة ما فقدوه؟؟؟

الحرب على غزة جعلت الأطفال يفقدون الكثير في هذه الحرب الملعونة التي حولت الحياة الإنسانية إلى جحيم ومعاناة لا تطاق ، إنها الحرب الأطول في تاريخ الحروب الفلسطينية مع الصهاينة منذ النكبة إلى يومنا هذا .

لقد أنهكت هذه الحرب كل سكان القطاع حيث أصبحت عقابا جماعيا ينتهجه الصهاينة من قتل وإبادة وتدمير للمساكن على رؤوس ساكنيها بالقنابل والراجمات والصواريخ ، وتحطيم البنى التحتية مما جعل هذه المنهجية السلوكية تنعكس سلبا على جميع السكان خاصة الأطفال .

الأطفال في غزة يفتقدون لأدنى مقومات الحياة ، والعيش الكريم في هذه الحرب التي تقودها حكومة اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو ووزير دفاعه ، فالآلاف من أطفال غزة فقدوا ذويهم وأن ما يقارب مليون طفل بحاجة ماسة إلى دعم نفسي واجتماعي يضمن توازن طفولتهم واستقامتها .

إن المتتبع لأحوال الأطفال بغزة يدرك جيدا أنهم فقدوا أغلى شيء لديهم ، وهو الدراسة ، حيث تعطلت مسيرة الدراسة والتعليم مع بداية الحرب ليدخل الحرمان الدراسي عامه الثاني نتيجة فقدان المعلمين الذين قتل عدد كبير منهم وتدمير عدد معتبر من المدارس التي كانت تأوي آلاف المتمدرسين ، والتي أصبح بعضها مراكزا للئيواء .

الأطفال في غزة يحرمون من كل شيء ويدفعون فاتورة المعاناة ولا يزالون يدفعون الثمن الأكبر من مخلفات الحرب القذرة التي تجردت من إنسانيتها مما جعلهم عرضة للأمراض الوبائية المعدية نتيجة تعفن المحيط وغياب الماء والدواء والغذاء الذي أصبح يشكل هاجسا حقيقيا يهدد حياة الكثير من الأطفال بانتشار المجاعة .

لقد فقد أطفال غزة كل شيء ، فقدوا الأباء والأمهات ، والمساكن والمدارس ورياض الأطفال وأماكن اللعب ، والغذاء والدواء ، وكل ما يمت بصلة للحياة مع استمرار الحرب والأعمال العدائية والعنف ، وكلما طال العنف والقصف سيفقد أطفال غزة الكثير ، فهل يعوض أطفال غزة ما فقدوه في هذه الحرب وهل هناك من ينظر إليهم بعين الرحمة قبل توقيف اطلاق النار أو بعدها .؟
----

بقلم / تواتيت نصرالدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى