لا شك أن قضية إعجاز القرآن التي تناولها السابقون لن تتوقف عند ما قدموه من جهد بارز علي المستوى اللغوي والبلاغي، بل سيظل القرآن متجدد الإعجاز إلى بوم القيامة؛ لأنه حجة الله علي خلقه بكل مستوياتهم العلمية و الفكرية. وإذا كان الإعجاز اللغوي للقرآن هو الملمح الأكثر وضوحا للسابقين، وهو الملمح الذي يدرك بمجرد تلاوته دون تجارب علمية ، فإن ذلك لا يتاح إلا لمن كانت له علاقة وثيقة باللغة و أسرارها،لذلك آمن به السابقون دون عناء. لكن في عصرنا هذا، حدثت فجوة كبيرة بين اللغة و أغلب الناس، فغابت عنهم ملامح هذا الإعجاز وأسراره. ومع ذلك فقد برزت ملامح إعجازية أخرى طببة وفلكية وجيولوجية وهيروغليفية، وغير ذلك من الملامح الإعجازية التي يقر بها المنصفون.
وإذا عدنا إلى الآية التي نحن بصددها وهي قوله تعالى عن سفينة نوح في سورة القمر :وحملناه على ذات ألواح ودسر،فإن كلمة دسر جمع دسار وهي المسامير التي تشد بها ألواح السفينة، وهذه المسامير تصنع من سبيكة من معدنين أو أكثر حتى تكون اكثر متانة، وحتى لا تتعرض للصدأ الناتج عن تفاعل الماء والأكسجين مع مادة المسامير، لذلك تصنع هذه المسامير من مادة البرونز أو من سبائك أخرى.
فالآية إذن تشير إلي وجود البرونز منذ قدم التاريخ، وتشير إلى أن قوم نوح (السومريين) كانوا يعرفونه في ذلك الوقت، وهو ما يتفق مع احدث النظربات العلمية التي تؤكد أن السومريين هم أول من اكتشف البرونز حوالي ٣٥٠٠قبل الميلاد، فالقرآن إذن يشير إلى تلك القضية التاربخية بالغة الخطورة بثقة مذهلة، ويقتحم تلك المناطق العلمية الملغومة بيقين منقطع النظير. وإذا قارنا بين طريقة القرآن والتوراة في عرض قصة نوح عليه السلام، فإننا نجد أن التوراة قد نأت بنفسها عن الدخول في تلك المغامرة العلمية، فذكرت فقط الخشب لصناعة السفينة، والقار لطلائها من الداخل والخارج،لكنها لم تتعرض لفكرة الدسر أو المسامير. وفي النهاية فإن إعجاز القرآن في علم الأنثروبولوجي ينبغي أن ينال مساحة أكبر مما هو عليه الآن، كما أننا يمكن نعلن باطمئنان أن مهمة الأنبياء لم تكن قاصرة على الجانب العقدي و التشريعي فقط، بل كانت مهمة علمية وحضارية أيضا ، و ان النبي نوحا عليه السلام هو من علم البشرية طريقة الحصول علي البرونز بخلط النحاس والقصدير، وإلا فلماذا لم تعرف الشعوب القديمة البرونز إلا من خلال السومريين؟
وإذا عدنا إلى الآية التي نحن بصددها وهي قوله تعالى عن سفينة نوح في سورة القمر :وحملناه على ذات ألواح ودسر،فإن كلمة دسر جمع دسار وهي المسامير التي تشد بها ألواح السفينة، وهذه المسامير تصنع من سبيكة من معدنين أو أكثر حتى تكون اكثر متانة، وحتى لا تتعرض للصدأ الناتج عن تفاعل الماء والأكسجين مع مادة المسامير، لذلك تصنع هذه المسامير من مادة البرونز أو من سبائك أخرى.
فالآية إذن تشير إلي وجود البرونز منذ قدم التاريخ، وتشير إلى أن قوم نوح (السومريين) كانوا يعرفونه في ذلك الوقت، وهو ما يتفق مع احدث النظربات العلمية التي تؤكد أن السومريين هم أول من اكتشف البرونز حوالي ٣٥٠٠قبل الميلاد، فالقرآن إذن يشير إلى تلك القضية التاربخية بالغة الخطورة بثقة مذهلة، ويقتحم تلك المناطق العلمية الملغومة بيقين منقطع النظير. وإذا قارنا بين طريقة القرآن والتوراة في عرض قصة نوح عليه السلام، فإننا نجد أن التوراة قد نأت بنفسها عن الدخول في تلك المغامرة العلمية، فذكرت فقط الخشب لصناعة السفينة، والقار لطلائها من الداخل والخارج،لكنها لم تتعرض لفكرة الدسر أو المسامير. وفي النهاية فإن إعجاز القرآن في علم الأنثروبولوجي ينبغي أن ينال مساحة أكبر مما هو عليه الآن، كما أننا يمكن نعلن باطمئنان أن مهمة الأنبياء لم تكن قاصرة على الجانب العقدي و التشريعي فقط، بل كانت مهمة علمية وحضارية أيضا ، و ان النبي نوحا عليه السلام هو من علم البشرية طريقة الحصول علي البرونز بخلط النحاس والقصدير، وإلا فلماذا لم تعرف الشعوب القديمة البرونز إلا من خلال السومريين؟