(١٦)
من الباب الخلفي:
الفرنسيسكان اللاتين الذين طلبوا من السلطان السماح لهم ببناء كنيسة على جبل صهيون، وكان لهم ما أرادوا، الأمر في ظاهره الرغبة في التعبد وفي باطنه السعي لإقامة حربا صليبية جديدة كما قالت كارين بالمدينة المقدسة التي يرونها مسيحية وواجب تخليصها من أيدي المسلمين حتى أن فيليكس أحد الحجاج الدومينكان الألمان أرتأى في طائفتهم وحدهم الميزة والخيرية لاعتناقهم الفكر الصليبي الغربي بكل روافده
لذا كانوا يطلقون على قبة الصخرة «معبد الرب»، وكانوا يطلقون على المسجد الأقصى «كنيسة سيدتنا».
(حسبما يعتقد المسيحيون على مختلف طوائفهم فإن العذراء مريم وهبت رضيعة للرب عند قبة الصخرة، وكانت تذهب للدراسة فيه ثم تزوجت القديس يوسف هناك لذا يقولون عنها معبد الرب) وبذلك هم ينفون أي حقوق للمسلمين بالمدينة وهذا هو أصل الداء، فهم يؤازرون اليهود بكل الممكنات عن عقيدة، وهو ما يعني أن الحرب الدائرة الآن في غزة ليست إلا حربا صليبية جديدة (التي كان يسعى إليها الفرنسيسكان قديما) بصورة أو بأخرى، مسيا اليهود (المسيح المنتظر عند اليهود) لن يظهر إلا وقد تخلصوا من الإرهابيين (المسلمون) وكذلك مسيح المسيحيين لن يهبط إلى الأرض ليقيم الألفية السعيدة إلا بالتخلص من الإرهابيين (المسلمون) وهذا يفسر ما يحدث الآن أحداث كالبركان الذي يتفجر بشكل متقطع في ثغور شتى، وبدعم من المؤازرين للكيان الغاصب لفلسطين.
وفي السياق نفسه أطلق علينا الكفار والمرتدين من كل صوب ونحب في مواقع التواصل الاجتماعي وإعلام الرايات الحمر ليسبوا الإسلام والمسلمين فقط، ونعتنا بالإرهابيين في تماهي غير مسبوق مع مشعلي «الحروب بكل أشكالها»، ولكي ننفي التهمة عن أنفسنا علينا اتباع دجل المتصوفة الذين زرعوهم بيننا منذ القدم كي ننسلخ من صحيح الدين ونرتدي العمائم الخضراء والسبح ونجوس في البدع والخرافات ونرقص الملوية…..إلخ من المساخر التي ما أنزل الله بها من سلطان ونؤمن بإسلامهم «البمبة» إسلام معهد راند الأمريكي، إنها النملة التي تتحدى الديناصور، ولكل المتآمرين على اختلاف مللهم، إن الله يمهل ولا يهمل وكل ما يدور من حولنا من فعل إلهي لاستخراج القاذورات تمهيدا لعزلها فيسهل القضاء عليها ويهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيا عن بينة، وسيهزم الجمع ويولون الدبر.
نعود إلى كارين التي اكتشفت أن الصليبيين يتمسحون في الدين بينما هم متعصبون والدين أصبح عندهم قومية وثنية فتقول:
«ولم تساعد أورشاليم المسيحيين في الماضي على أن يصبحوا أهل خير فيما بينهم، أو تجاه اتباع الديانات الأخرى، ويمكن النظر للحروب الصليبية على أنها محاكاة ساخرة للدين، أي نوع من الوثنية التي رأت مجرد تملك مكان مقدس هدفا نهائيا»
إجابة لأسئلة ساذجة:
في 2003م عندما هاجمت قوات المارينز العراق كان في جيشهم جنود يهود من الكيان الغاصب لفلسطين وكان الحاخامات يزورنهم لشحذ الهمم فكانوا يقولون لهم أن هذه هي “الحرب المقدسة” ومؤخرا أذاعت إحدى قنوات الكيان الغاصب لفلسطين قائمة بجنسيات جنود من مختلف بلدان أوروبا يحاربون معهم في غزة، فضلا عن أمريكا بثقلها فهل لنا أن نسأل لماذا؟
يجيب عن هذا السؤال الدومينكاني الألماني فيليكس فتقول عنه كارين:
«ولا يجد فيليكس ذو التوجه النقدي وهو على أبواب الحداثة كلمة طيبة يقولها بشأن أي من سكان القدس الآخرين، فالمسلمون أو الكفار كما يدعوهم ملوثون بحثالة جميع الهرطقات وهم أكثر سوء من الوثنين، تعافهم النفوس أكثر مما تعافهم اليهود، أما الكنيسة اليونانية والتي يقول إنها كانت متفقهة يوما ما، فقد عمها الظلام بأخطاء لا حصر لها، ويرى أيضا أن السوريين هم أبناء الشيطان، وأن الأرمن غارقون في هرطقات متباينة، وقد تبلد تفكيرهم نتيجة بؤسهم واحتقار الناس لهم، ولا يوجد من أهل المدينة من يعيش حياة فاضلة سوى الفرنسيسكان، ودليل ورعهم الأساسي هو لهفتهم القبلية لقيام حربا صليبية جديدة تغزو المدينة المقدسة»
وبذلك فنحن لسنا سيئين وإنما الأسوأ على الإطلاق، واليهود يؤازرون أمريكا في العراق عن عقيدة، وأمريكا وأوروبا المسيحية يؤازرون الصهاينة عن عقيدة أيضا، وأي حروب ضدنا هي حروب مقدسة.
إني امتلك حرم أولى القبلتين:
جملة قالها السلطان العثماني سليم الأول عندما قضت الدولة العثمانية على الدولة البيزنطية وفتحوا القسطنطينية وزحفوا على مصر والقدس فسارع سكان المدينة ليسلموا السلطان مفاتيح القدس وقبة الصخرة والمسجد الأقصى، فنزل من على حصانه وسجد لله شكرا ثم قال «إني امتلك حرم أولى القبلتين»
القدس.. مدينة عثمانية:
كانت المدينة قد تدهورت في أواخر حكم المماليك فتم العناية بها من كافة الأوجه، ولأول مرة منذ ما يربو على ثلاثمائة عام يقام للمدينة أسوار وتصبح محصنة في عهد السلطان سليمان القانوني والتي وصفته كارين بالعظيم لأنه اهتم بالبناء الداخلي وازدهار الدولة والعناية بها أكثر من ذي قبل، العثمانيون لم يسكنوها وإنما أرسلوا الباشوات ليحكموها وأنشأوا حامية عسكرية لحمايتها تمركزت في القلعة، وشهدت المدينة ازدهار اقتصادي وحضاري بعامة وأصبح هناك أربع صناعات رئيسية وهي الأغذية والصابون والجلود والمنسوجات وتضاعف عدد السكان من الديانات الثلاثة الذين وفدوا إليها، وتسببت حالة الاستقرار التي رسخها العثمانيون في الازدهار الاقتصادي لسكان المدينة بعامة ومن بينهم الذميين الذين لم تحدد أماكن خاصة بكل ملة بل السكان ينتشرون في مختلف الأماكن حسبما يقتضي الحال حتى قالت كارين:
“وكانت الحرية التي يتمتع بها اليهود في فلسطين موضع دهشة الأوروبيين، ففي عام 1535م لاحظ ديفيد داي روس وهو إيطالي يهودي، أنه بلغ الأمر باليهود في فلسطين أن يتقلدوا المناصب الحكومية وهو شيء لا يخطر ببال أحد في أوروبا ثم قال: لسنا هنا في شتات كما هو الحال في بلدنا..
فالقائمون هنا بأمر الجمارك والمكوس هم من اليهود، كما لا توجد ضريبة خاصة تفرض على اليهود «ولم يطبق العثمانيون الشريعة حرفيا فيما يخص الترتيبات المالية لليهود، فلم يكن عليهم جميعا دفع الجزية، أما الذين يدفعونها فكانوا يدفعون الحد الأدنى فقط، كما كانت المحاكم تحمي اليهود وتقبل شهادتهم، وكان استقلال مجتمع اليهود موضع تشجيع وحماية المسئولين العثمانيين!»
في السياق نفسه فإن شاب إيطالي يهودي يدعى داوود جاء إلى القدس وادعى أنه مسيا اليهود المنتظر فبدأ اليهود من مختلف البلدان ببيع ممتلكاتهم والتوافد على أورشاليم لأن مسيا سيأتي ويبنون المعبد على الجبل وسيعيدون هيكل سليمان، بل إن المسئولين العثمانيين رحبوا به ترحيبا شرفيا ورافقوه داخل الحرم!!
وهناك عاش في كهف أسفل الصخرة لمدة خمسة أسابيع قضاها في الصلاة والصيام وكما قالت كارين متعجبة «وهي واقعة ملفتة للنظر» ولما علا الهلال الصخرة اعتبر داود الذي يدعي أنه «مسيا» لن يظهر الآن فأصابتهم خيبة أمل تماثل فقدانهم عصرهم الذهبي الذي كان في ظل الإسلام بالأندلس التي طردوا منها مع المسلمين، وهذا يعد أعظم كارثة ألمت بهم بعد كارثة هدم معبد الرب على جبل صهيون.
ولنا هنا وقفة:
الكون كله ليس إلا معمل إلهي لا يتوقف فيه التجريب منذ بدء الخليقة، وبالطبع التجريب يمارس بيد الإنسان الذي هو خليفة الله لإعمار الأرض.
والورم السرطاني يبدأ بخلية واحدة إن لم يتم احتوائها فإنها تتكاثر وتتمدد دون توقف، والتجربة التي نستدعيها الآن لتتبع «أول خلية سرطانية» لتشير بإصبع الاتهام لمن يتصدر المشهد آنذاك، إما بتقصيره جهلا وإهمالا أو خيانة عامدا متعمدا لا تخطئها العين، فما من مسلم إلا ويعلم خطط اليهود ومشروعهم السرطاني الاستيطاني، المسئولون العثمانيون في القرن السادس عشر متورطون بشكل مباشر فيما نعانيه اليوم، وما بين التهاون مع اليهود واستقبال داوود المدعي بأنه مسيا وبين عمليات التهجير القسري والإبادة الممنهجة اليوم من أحفاد اليهود الذين لم ينعموا إلا في ظل الإسلام الكثير من الإفراط والتفريط.
وللحديث بقية إن شاء الله
من الباب الخلفي:
الفرنسيسكان اللاتين الذين طلبوا من السلطان السماح لهم ببناء كنيسة على جبل صهيون، وكان لهم ما أرادوا، الأمر في ظاهره الرغبة في التعبد وفي باطنه السعي لإقامة حربا صليبية جديدة كما قالت كارين بالمدينة المقدسة التي يرونها مسيحية وواجب تخليصها من أيدي المسلمين حتى أن فيليكس أحد الحجاج الدومينكان الألمان أرتأى في طائفتهم وحدهم الميزة والخيرية لاعتناقهم الفكر الصليبي الغربي بكل روافده
لذا كانوا يطلقون على قبة الصخرة «معبد الرب»، وكانوا يطلقون على المسجد الأقصى «كنيسة سيدتنا».
(حسبما يعتقد المسيحيون على مختلف طوائفهم فإن العذراء مريم وهبت رضيعة للرب عند قبة الصخرة، وكانت تذهب للدراسة فيه ثم تزوجت القديس يوسف هناك لذا يقولون عنها معبد الرب) وبذلك هم ينفون أي حقوق للمسلمين بالمدينة وهذا هو أصل الداء، فهم يؤازرون اليهود بكل الممكنات عن عقيدة، وهو ما يعني أن الحرب الدائرة الآن في غزة ليست إلا حربا صليبية جديدة (التي كان يسعى إليها الفرنسيسكان قديما) بصورة أو بأخرى، مسيا اليهود (المسيح المنتظر عند اليهود) لن يظهر إلا وقد تخلصوا من الإرهابيين (المسلمون) وكذلك مسيح المسيحيين لن يهبط إلى الأرض ليقيم الألفية السعيدة إلا بالتخلص من الإرهابيين (المسلمون) وهذا يفسر ما يحدث الآن أحداث كالبركان الذي يتفجر بشكل متقطع في ثغور شتى، وبدعم من المؤازرين للكيان الغاصب لفلسطين.
وفي السياق نفسه أطلق علينا الكفار والمرتدين من كل صوب ونحب في مواقع التواصل الاجتماعي وإعلام الرايات الحمر ليسبوا الإسلام والمسلمين فقط، ونعتنا بالإرهابيين في تماهي غير مسبوق مع مشعلي «الحروب بكل أشكالها»، ولكي ننفي التهمة عن أنفسنا علينا اتباع دجل المتصوفة الذين زرعوهم بيننا منذ القدم كي ننسلخ من صحيح الدين ونرتدي العمائم الخضراء والسبح ونجوس في البدع والخرافات ونرقص الملوية…..إلخ من المساخر التي ما أنزل الله بها من سلطان ونؤمن بإسلامهم «البمبة» إسلام معهد راند الأمريكي، إنها النملة التي تتحدى الديناصور، ولكل المتآمرين على اختلاف مللهم، إن الله يمهل ولا يهمل وكل ما يدور من حولنا من فعل إلهي لاستخراج القاذورات تمهيدا لعزلها فيسهل القضاء عليها ويهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيا عن بينة، وسيهزم الجمع ويولون الدبر.
نعود إلى كارين التي اكتشفت أن الصليبيين يتمسحون في الدين بينما هم متعصبون والدين أصبح عندهم قومية وثنية فتقول:
«ولم تساعد أورشاليم المسيحيين في الماضي على أن يصبحوا أهل خير فيما بينهم، أو تجاه اتباع الديانات الأخرى، ويمكن النظر للحروب الصليبية على أنها محاكاة ساخرة للدين، أي نوع من الوثنية التي رأت مجرد تملك مكان مقدس هدفا نهائيا»
إجابة لأسئلة ساذجة:
في 2003م عندما هاجمت قوات المارينز العراق كان في جيشهم جنود يهود من الكيان الغاصب لفلسطين وكان الحاخامات يزورنهم لشحذ الهمم فكانوا يقولون لهم أن هذه هي “الحرب المقدسة” ومؤخرا أذاعت إحدى قنوات الكيان الغاصب لفلسطين قائمة بجنسيات جنود من مختلف بلدان أوروبا يحاربون معهم في غزة، فضلا عن أمريكا بثقلها فهل لنا أن نسأل لماذا؟
يجيب عن هذا السؤال الدومينكاني الألماني فيليكس فتقول عنه كارين:
«ولا يجد فيليكس ذو التوجه النقدي وهو على أبواب الحداثة كلمة طيبة يقولها بشأن أي من سكان القدس الآخرين، فالمسلمون أو الكفار كما يدعوهم ملوثون بحثالة جميع الهرطقات وهم أكثر سوء من الوثنين، تعافهم النفوس أكثر مما تعافهم اليهود، أما الكنيسة اليونانية والتي يقول إنها كانت متفقهة يوما ما، فقد عمها الظلام بأخطاء لا حصر لها، ويرى أيضا أن السوريين هم أبناء الشيطان، وأن الأرمن غارقون في هرطقات متباينة، وقد تبلد تفكيرهم نتيجة بؤسهم واحتقار الناس لهم، ولا يوجد من أهل المدينة من يعيش حياة فاضلة سوى الفرنسيسكان، ودليل ورعهم الأساسي هو لهفتهم القبلية لقيام حربا صليبية جديدة تغزو المدينة المقدسة»
وبذلك فنحن لسنا سيئين وإنما الأسوأ على الإطلاق، واليهود يؤازرون أمريكا في العراق عن عقيدة، وأمريكا وأوروبا المسيحية يؤازرون الصهاينة عن عقيدة أيضا، وأي حروب ضدنا هي حروب مقدسة.
إني امتلك حرم أولى القبلتين:
جملة قالها السلطان العثماني سليم الأول عندما قضت الدولة العثمانية على الدولة البيزنطية وفتحوا القسطنطينية وزحفوا على مصر والقدس فسارع سكان المدينة ليسلموا السلطان مفاتيح القدس وقبة الصخرة والمسجد الأقصى، فنزل من على حصانه وسجد لله شكرا ثم قال «إني امتلك حرم أولى القبلتين»
القدس.. مدينة عثمانية:
كانت المدينة قد تدهورت في أواخر حكم المماليك فتم العناية بها من كافة الأوجه، ولأول مرة منذ ما يربو على ثلاثمائة عام يقام للمدينة أسوار وتصبح محصنة في عهد السلطان سليمان القانوني والتي وصفته كارين بالعظيم لأنه اهتم بالبناء الداخلي وازدهار الدولة والعناية بها أكثر من ذي قبل، العثمانيون لم يسكنوها وإنما أرسلوا الباشوات ليحكموها وأنشأوا حامية عسكرية لحمايتها تمركزت في القلعة، وشهدت المدينة ازدهار اقتصادي وحضاري بعامة وأصبح هناك أربع صناعات رئيسية وهي الأغذية والصابون والجلود والمنسوجات وتضاعف عدد السكان من الديانات الثلاثة الذين وفدوا إليها، وتسببت حالة الاستقرار التي رسخها العثمانيون في الازدهار الاقتصادي لسكان المدينة بعامة ومن بينهم الذميين الذين لم تحدد أماكن خاصة بكل ملة بل السكان ينتشرون في مختلف الأماكن حسبما يقتضي الحال حتى قالت كارين:
“وكانت الحرية التي يتمتع بها اليهود في فلسطين موضع دهشة الأوروبيين، ففي عام 1535م لاحظ ديفيد داي روس وهو إيطالي يهودي، أنه بلغ الأمر باليهود في فلسطين أن يتقلدوا المناصب الحكومية وهو شيء لا يخطر ببال أحد في أوروبا ثم قال: لسنا هنا في شتات كما هو الحال في بلدنا..
فالقائمون هنا بأمر الجمارك والمكوس هم من اليهود، كما لا توجد ضريبة خاصة تفرض على اليهود «ولم يطبق العثمانيون الشريعة حرفيا فيما يخص الترتيبات المالية لليهود، فلم يكن عليهم جميعا دفع الجزية، أما الذين يدفعونها فكانوا يدفعون الحد الأدنى فقط، كما كانت المحاكم تحمي اليهود وتقبل شهادتهم، وكان استقلال مجتمع اليهود موضع تشجيع وحماية المسئولين العثمانيين!»
في السياق نفسه فإن شاب إيطالي يهودي يدعى داوود جاء إلى القدس وادعى أنه مسيا اليهود المنتظر فبدأ اليهود من مختلف البلدان ببيع ممتلكاتهم والتوافد على أورشاليم لأن مسيا سيأتي ويبنون المعبد على الجبل وسيعيدون هيكل سليمان، بل إن المسئولين العثمانيين رحبوا به ترحيبا شرفيا ورافقوه داخل الحرم!!
وهناك عاش في كهف أسفل الصخرة لمدة خمسة أسابيع قضاها في الصلاة والصيام وكما قالت كارين متعجبة «وهي واقعة ملفتة للنظر» ولما علا الهلال الصخرة اعتبر داود الذي يدعي أنه «مسيا» لن يظهر الآن فأصابتهم خيبة أمل تماثل فقدانهم عصرهم الذهبي الذي كان في ظل الإسلام بالأندلس التي طردوا منها مع المسلمين، وهذا يعد أعظم كارثة ألمت بهم بعد كارثة هدم معبد الرب على جبل صهيون.
ولنا هنا وقفة:
الكون كله ليس إلا معمل إلهي لا يتوقف فيه التجريب منذ بدء الخليقة، وبالطبع التجريب يمارس بيد الإنسان الذي هو خليفة الله لإعمار الأرض.
والورم السرطاني يبدأ بخلية واحدة إن لم يتم احتوائها فإنها تتكاثر وتتمدد دون توقف، والتجربة التي نستدعيها الآن لتتبع «أول خلية سرطانية» لتشير بإصبع الاتهام لمن يتصدر المشهد آنذاك، إما بتقصيره جهلا وإهمالا أو خيانة عامدا متعمدا لا تخطئها العين، فما من مسلم إلا ويعلم خطط اليهود ومشروعهم السرطاني الاستيطاني، المسئولون العثمانيون في القرن السادس عشر متورطون بشكل مباشر فيما نعانيه اليوم، وما بين التهاون مع اليهود واستقبال داوود المدعي بأنه مسيا وبين عمليات التهجير القسري والإبادة الممنهجة اليوم من أحفاد اليهود الذين لم ينعموا إلا في ظل الإسلام الكثير من الإفراط والتفريط.
وللحديث بقية إن شاء الله