قراءة نقدية
هذا النص يخاطب الإنسان فى وطنه أو خارجه ؛ فهو يخاطب الإنسان كفكرة بآماله و آلامه و واقعه الناتج عن كلِّ المواجهات و المصادفات في حياته، وهنا نجد الكاتب قد غزل هذه لفكرة بواقع بطل الرواية باحترافية شديدة فقد قدَّم فكرة شاردةً هائمة على وجهها بلا زمان و لا مكان في إطار زمان محدد و مكان محدد ، بل و نفس بشرية محددة الملامح ،
كما أنَّه تناول الصراع بطريقة رشيقة جدًا صراع بين ماخلفه اليتم عنده وحاجته إلى أم و هى إلين السيدة المرموقة التي قدَّمت له يد العون ليكون فارس الذي انتصر على الغربة بمساعدتها و بين التقاليد المصرية و أيضًا الصراع بين شبابه و مطلبه لزوجة شابة تزيِّن حياته ، و يكوِّّنان أسرة سعيدة ، وهي تتمثَّل في نانسي زميلته التي تلاحقه بعينيها في الروحة و العودة، وبين حبه لإلين التي دائماً ما كان يشعر بالأمان عندها ، مما يفصح عن الصراع بين القلب ذي النظرة الروحانية و العقل ذي النظرة الجسدية فقال :
نظر إليها فوجد الفستان يفصح عن حقيقة شبابها ..... و قال : فرأى جمال الصبا و الشباب الذي يزيِّّن وجه و ملامح و تقاسيم نانسي أمام تجاعيد رقبة إلين التي نبَّهته لحقيقة عمرها .
لكن سرعان ما امتثل فارس لقلبه ، و أفاض بالحب على إلين و أصبح يمتلئ بالرغبة في مشاركتها الحب كما لو كانت فتاةً في العشرين ، و هذه نقلة معاكسة لما توقَّعه القارىء ، وظهرت واضحة في جلستهما الأوليى بعد المشادة التى حدثت بين فارس و عقله و التي دعمتها نانسي .
تقفز بنا الأحداث لزواج إلين و فارس ، و نجاح فارس في حياته العملية بمساعدة إلين حتى وصوله إلى حزب العمال البريطاني ، لكن لم يعطه القدر كل شيء فقد أثارت رواية «فارس برمنجهام» الكثير من الشجون، فقد عرج الكاتب على قتل السعادة بمقتل إلين ثم اغتصاب شقيقة البطل و هى هيدى ، وكان مرتكب الجريمتين شخصًا واحدًا هو طليق إلين .
و أورد الكاتب جهود الشرطة ومزجها بحب العرب و المصريين لفارس في إيجاد المجرم و محاكمته .
ننتقل إلى الرمزية في العمل فنجد اسم البطل أكبر دليل عليها ، فاسمه فارس الذي فتح أسوار بريطانيا بالعلم و المعرفة ، بل و الحب أيضاً .
كما استخدم الرمزية في مشهد اغتصاب هايدي شقيقة فارس، فكان المشهد أبعد بكثير من مجرد اغتصاب جسد بل ذهب إلى تصوير الأوروبي وهو يستبيح الجسد العربي .
و قد ظهر تأثر الكاتب بروايات أجاثا كرستي و الشياطين ١٣ و بعض الروايات البوليسية و هذا ظهر جليًّا في فريق البحث الجنائي و ربطه المواقف ببصمة إصبع القاتل على علبة العصير .
في النهاية نحن أمام قصة رومانسية تحمل نهايات غير متوقعة ذات حبكة صحيحة .أقرب إلى النوفيلا منها إلى الرواية ، وأرى أنَّ الكاتب يملك مهارات في السرد تفوق ما سرده في هذه الرواية ، و أطلب منه الاهتمام بالحوار كما اهتم بإدخال الشعر في الرواية بالرغم من أنَّه موظَّف بشكل جيد فكل بيت موضوع في مكانه الصحيح.
د. رانية أبو العينين
رئيس شعبة السرد باتحاد كتاب مصر
هذا النص يخاطب الإنسان فى وطنه أو خارجه ؛ فهو يخاطب الإنسان كفكرة بآماله و آلامه و واقعه الناتج عن كلِّ المواجهات و المصادفات في حياته، وهنا نجد الكاتب قد غزل هذه لفكرة بواقع بطل الرواية باحترافية شديدة فقد قدَّم فكرة شاردةً هائمة على وجهها بلا زمان و لا مكان في إطار زمان محدد و مكان محدد ، بل و نفس بشرية محددة الملامح ،
كما أنَّه تناول الصراع بطريقة رشيقة جدًا صراع بين ماخلفه اليتم عنده وحاجته إلى أم و هى إلين السيدة المرموقة التي قدَّمت له يد العون ليكون فارس الذي انتصر على الغربة بمساعدتها و بين التقاليد المصرية و أيضًا الصراع بين شبابه و مطلبه لزوجة شابة تزيِّن حياته ، و يكوِّّنان أسرة سعيدة ، وهي تتمثَّل في نانسي زميلته التي تلاحقه بعينيها في الروحة و العودة، وبين حبه لإلين التي دائماً ما كان يشعر بالأمان عندها ، مما يفصح عن الصراع بين القلب ذي النظرة الروحانية و العقل ذي النظرة الجسدية فقال :
نظر إليها فوجد الفستان يفصح عن حقيقة شبابها ..... و قال : فرأى جمال الصبا و الشباب الذي يزيِّّن وجه و ملامح و تقاسيم نانسي أمام تجاعيد رقبة إلين التي نبَّهته لحقيقة عمرها .
لكن سرعان ما امتثل فارس لقلبه ، و أفاض بالحب على إلين و أصبح يمتلئ بالرغبة في مشاركتها الحب كما لو كانت فتاةً في العشرين ، و هذه نقلة معاكسة لما توقَّعه القارىء ، وظهرت واضحة في جلستهما الأوليى بعد المشادة التى حدثت بين فارس و عقله و التي دعمتها نانسي .
تقفز بنا الأحداث لزواج إلين و فارس ، و نجاح فارس في حياته العملية بمساعدة إلين حتى وصوله إلى حزب العمال البريطاني ، لكن لم يعطه القدر كل شيء فقد أثارت رواية «فارس برمنجهام» الكثير من الشجون، فقد عرج الكاتب على قتل السعادة بمقتل إلين ثم اغتصاب شقيقة البطل و هى هيدى ، وكان مرتكب الجريمتين شخصًا واحدًا هو طليق إلين .
و أورد الكاتب جهود الشرطة ومزجها بحب العرب و المصريين لفارس في إيجاد المجرم و محاكمته .
ننتقل إلى الرمزية في العمل فنجد اسم البطل أكبر دليل عليها ، فاسمه فارس الذي فتح أسوار بريطانيا بالعلم و المعرفة ، بل و الحب أيضاً .
كما استخدم الرمزية في مشهد اغتصاب هايدي شقيقة فارس، فكان المشهد أبعد بكثير من مجرد اغتصاب جسد بل ذهب إلى تصوير الأوروبي وهو يستبيح الجسد العربي .
و قد ظهر تأثر الكاتب بروايات أجاثا كرستي و الشياطين ١٣ و بعض الروايات البوليسية و هذا ظهر جليًّا في فريق البحث الجنائي و ربطه المواقف ببصمة إصبع القاتل على علبة العصير .
في النهاية نحن أمام قصة رومانسية تحمل نهايات غير متوقعة ذات حبكة صحيحة .أقرب إلى النوفيلا منها إلى الرواية ، وأرى أنَّ الكاتب يملك مهارات في السرد تفوق ما سرده في هذه الرواية ، و أطلب منه الاهتمام بالحوار كما اهتم بإدخال الشعر في الرواية بالرغم من أنَّه موظَّف بشكل جيد فكل بيت موضوع في مكانه الصحيح.
د. رانية أبو العينين
رئيس شعبة السرد باتحاد كتاب مصر