أولت الإدارة الأمريكية الأزمة السودانية إهتماماً منقطع النظير، و ما زال المسؤولون الأمريكيون الكبار يبزلون جهوداً جبارة و مضنية مع شركائهم الدوليين من أجل إيجاد سبل كفيلة لوقف شامل لإطلاق النار و الأعمال العدائية و فتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية عاجلة للمواطنين في مناطق العمليات القتالية... تصريحات المبعوث الامريكي للسودان توم بيريللو في نيروبي الأربعاء الماضية بشأن فتح قنوات إتصال مع الإتحاد الإفريقي من أجل إعداد و تجهيز قوات للتدخل لحماية المدنيين في السودان و هذه واحدة من الخيارات العملية التى تصب في مصلحة الشعب السوداني الذي وحده يدفع فاتورة الحرب العبثية الباهظة التكاليف .ما لبثت أن إنبرت الحكومة المصرية و أعلنت رفضها أي إتجاه لإرسال قوات أفريقية لحماية المدنيين في السودان عقب تصريح بيريللو هذا ما يؤكد بكل جلاء وضوح تدخل مصر السافر في الشأن السوداني و بذلك تكون الحكومة المصرية قد سبقت أي تصريح لأي مسؤول في طرفي القتال بما يخص تصريحات بيريللو و هي بالتأكيد لعرقلة مساعيه الحميدة ... مصر يراودها الحكم القديم "الثنائي الانجليزي المصري ١٨٩٨-١٩٥٦". و إلا و كيف تستبق كل خطوة تمدت نحو وقف إطلاق النار كبادرة أولية لإنهاء الحرب التي تجنب البلاد خطر التمزيق بتصريحات تعوق الجهود الدولية و الإقليمية التى تسعى من أجل اسكات صوت الرصاص لإستعادة الأمن و الاستقرار . كما كانت لها تصريحات استباقية لوزير خارجيها بدر عبد العاطي" لا يوضع الجيش السوداني في ذات الكفة مع بقية الأطراف" و معلوم بالضرورة أن المتخاصمان أمام الجودية سوا ... كلما لاحت في الأفق بارقة أمل لوقف الحرب تبرز مصر نواياها الخبيثة و القذرة تجاه السودان و أهله، سبق و أن استضافت عدداً من المنابر موازية لتلك التى تسعى لوقف الحرب في ظاهرها السلام و لكن في باطنها يكمن الخبث و المكر تخرج في نهايتها ببيانات تعارض المساعي و تجهضها في مهدها ... موقف الحكومة المصرية متناقضاً تماماً مع كونها وسيط تعمل مع الشركاء الآخرين على معالجة الأزمة في الأطر الدبلوماسية الهادئة ... لقد وضح وضوحاً جلياً و لا ريب فيه أن مصر تريد أن ترى السودان وطناً ممزق الأشلاء مقطع الأوصال و حكومة ضعيفة واهنة تتوسل الإعانات و المؤن و شعباً مشرداً يأكل الإغاثات و الفتات و جيشاً ضعيفاً مهزوزاً غير قادر على حماية الحدود...هكذا هو شكل الدولة السودانية الذي تريده مصر حتى يتسنى لها سرقة كنوز الأرض و دغمسة حصص مياه النيل و الاحتفاظ بحلايب و شلاتين ضمن محافظاتها ... مصر ستعمل بكل ما أوتيت من قوة لعرقلة أي جهود دولية أو إقليمية أو محلية داخلية تقود في نهاية المطاف إلى حكم مدني إنتقالي على الأقل في الوقت الراهن... و لكن هيهات... هيهات.
كذب من قال يا مصر أخت بلادي... مصر يا شقيقة
فتكم بخير..!!
كذب من قال يا مصر أخت بلادي... مصر يا شقيقة
فتكم بخير..!!