د. محمد عباس محمد عرابي - من ملامح الحكمة في شعر فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله علي العامري(4)

يمتاز شعر فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله علي العامري بالحكمة التي تتخلل ثنايا قصائده (حفظه الله)،وقد سبق الحديث في بعض المقالات السابقة عن مظاهر الحكمة في شعره وفقه، وتكملة لذلك كان هذا المقالالرابع :من ملامح الحكمة في شعر فضيلة الشيخ الشاعر عبد الله علي العامري فعلى سبيل المثال قصيدة "موطني "التي يتحدث فيها عن الوطن ومفاخره ،ومناقبه ،بين إنَّ السلامةَ خيرُ زادٍ حُزْتَه**لا خير في مالٍ أضرَّ و فرَّقا
فهي حكمة رصينة، تميزت بها القصيدة، حيث اشتملت القصيدة على العديد من الحكم الأخرى حيث يقول في قصيدة موطني :
لم نلتفت لسواكَ فامض موفقا
يا موطنا جمع الشموس وأشرقا

طابت بك الأيام منذ وجودها
مدت رواق الحق طابت منطقا

من قبلة التاريخِ أذَّنَ موطني
صفٌّ توحَّدَ ثم سار و حققا

آلُ السعود تتابعت أمجادُهم
الخيرُ أشرق في البلاد و أغدقا

الثابتون على الريادةِ بالهدى
دينٌ و دنيا و الوفاء توثقا

في كل عهدٍ جددوا ميلادنا
نبض الخلود أقامنا و تدفقا

في موطني شعب توحد حبه
صفٌّ سعوديٌ يزيدُ تألقا

أجيالنا أكبادنا سارت على
أنوار من نشر الحقيقة و التُقى

صقر الجزيرة حكمةُ و قيادةً
شد العزيمة للمعالي و ارتقى

ما كان بين زناده و جهاده
إلا ابتغاء السلمِ أن يتحققا

فاسلم لنا يا موطنًا عنوانُه
سيف برايته أبان وأشرقا

الرايةٍالخضراءُ نخلة جودنا
والصدق سيفٌ للحقيقة حققا

ويبين (حفظه الله) في قصيدة أخرى حكمة خالدة مدى الأزمان (السلامةَ خيرُ زادٍ-لا خير في مالٍ أضرَّ و فرَّقا):
إنَّ السلامةَ خيرُ زادٍ حُزْتَه
لا خير في مالٍ أضرَّوفرَّقا
حيث يقول:
كانت متاعًا زائفًا فتمزَّقا
لو كان حقًّا لاستدامَ وحقَّقا

إن العيون مليحةٌ نظراتُها
والسمُّ من سهمِ العيون تدفَّقا

يابنتَ ذي الدنيا شفاؤكِ قاتلٌ
والوصلُ من سكرٍ أزالَ المنطقا

لا تشتري يا قلبُ مذموم الهوى
واسلك سبيلَ الطيباتِ موفَّقا

في الدِّمنةِ الخضراءِ سؤ منابتٍ
و المنُّ و السلوى عن الأرضِ ارتقى

إنَّ السلامةَ خيرُ زادٍ حُزْتَه
لا خير في مالٍ أضرَّ و فرَّقا
ويقول في قصيدته الأخيرة التي يدعو فيها أن يعم الأمن والأمان لبنان وربوع الوطن العربي والتي من حكمها :
لا يسلم الوطن الطهورُ من الأذى
إلا بسيف الحزم من سلمان
حيث يقول :
لا يسلم الوطن الطهورُ من الأذى
إلا بسيف الحزم من سلمان

سيفٌ تمثل ماجداً في رايةٍ
في سطرها نورٌ من القرآنِ

الله وحدنا ونحنُ جنوده
سلمًا و حربًا في هدى الإنسان

نعطي الزمان مع المكان بحكمة
صدقًا و عدلًا شامخَ البنيانِ

لم ندَّعي شرفًا بدون سيادة
ثوب السيادة محكم الأردان

ثوب توارثه بنوه على العلا
الدينُ فيهم ثابتُ الأركان

آل السعود ملوكنا مذ وحدوا
أرضَ العروبة أطهرَ البلدان

قحطانونا يأوي إلى عدنانا
عدناننا يأوي إلى قحطانِ

وأمام فيض الحكمة التي تميز بها شعر شيخنا الجليل، بارك الله في شاعرنا القديرنا ونفعنا الله تعالى بشعره وحكمته.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى