د. أحمد الحطاب - لماذا اللهُ، سبحانه وتعالى، لا يُحبُّ بعض التَّصرُّفات البشرية؟

فما هي هذه التَّصرُّفات التي لا يُحبُّها الله؟ التَّصرُّفات التي لا يحبُّها الله، سبحانه وتعالى، مذكورة في القرآن الكريم. ومن بين هذه التَّصرُّفات التي لا يحبها اللهُ، سبحانه وتعالى، أذكر على سبيل المثال الاعتداءَ على الغير والفسادَ والكُفرَ والظلمَ والجهرَ بالسوء والاستكبارَ والإسرافَ…

وقبل الجواب على السؤال الذي هو عنوان هذه المقالة، فيما يلي، إليكم البعضَ من الآيات التي أشار فيها الله، سبحانه تعالى، إلى هذه التَّصرُّفات التي لا يحِبُّها :

الآية الأولى : "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (البقرة، 190).

في هذه الآية الكريمة، يقول، سبحانه وتعالى : "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ…"، أي لإعلاء كلمته لِما أراد أن يعُمَّ بين الناس من حق وعدل وتعاضد وتآزر وتعاون وتعايش… وليس من أجل الحصول على الغنائم وسبيِ النساء وسجن الناس وبيعهم في أسواق النحاسة.

وحتى إن أُجبِرَ الناسُ على القتال، فللدفاع عن النفس وليس للاعتداء على الغير. والقتال خارج الدفاع عن النفس يُعدُّ، حسب هذه الآية، اعتداء، أي هو ممارسة الظلم والعنف بالسلاح على الغير. ولهذا، قال، سبحانه وتعالى : "...وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. "وَلَا تَعْتَدُوا" تعني لا تشنُّوا حروباً على الغير خارجَ نطاق الدفاع عن النفس.

وهنا، يُطرح سؤالٌ طويل وعريض : "هل الغزوات أو ما سُمِّيَ، في عهد الخلفاء الراشدين وفي عهدَي الأمويين والعباسيين، بالفتوحات والمعارك التي قام بها الخلفاء الراشدون، ومن بعدهم الأمويون والعباسيون، تدخل في نطاق الدفاع عن النفس، أي في نِطاق "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ…" أم تدخل في نطاق "وَلَا تَعْتَدُوا"؟

أو بعبارة أخرى : "هل الغزوات أو ما سُمِّيَ بالفتوحات والمعارك التي قام بها الخلفاءُ الراشدون، ومن بعدِهم الأمويون والعباسيون، هي فعلا جهادٌ في سبيل الله أم هي اعتداءٌ على الغير من أجل الحصول على الغنائم وسبي النساء وسَجن الناس وبيعِهم في أسواق النخاسة؟

والاعتداء على الغير لا يأتي دائما عن طريق الحروب. بل قد يكون سببُه استغلالَ النفوذ واستعمال السلطة في غير محلها واستغلال ضُعق الناس وسلب الحريات والحِرمان من الحقوق والسطو على المال العام أو على أموال الناس بالغشِّ والاحتيال والنَّصب والخداع…

الآية الثانية : "وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" (البقرة، 205).

في هذه الآية، الله، سبحانه وتعالى، لم يحدِّدْ أنواعَ الفساد. بل قال : "وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ"، أي الفساد بمدلوه العام. فما هو هذا المدلول العام؟

المدلول العام لكلمة "فساد" corruption أو perversion، هو الخروج أو الانحراف عن المعتاد العقلاني أو عن الصواب أو عن جادة الطريق أو الخوضُ فيما لا يقبله العقل. و "فساد" هو مصدر فعل فَسَدَ أو فَسُدَ، أي خرج أو انحرف عن ما يعتبره المجتمع صوابا. والفساد يمكن أن يكونَ معنويا، حينها، نتحدَّث عن فساد الأخلاق. وفساد الأخلاق يمكن أن يكونَ فسقاً أو انحِلالاً أو عدم احترام الغير وممارسة الظلم والاستبداد…

كما يمكن أن يكونَ الفسادُ ماديا، حينها، نتحدَّث عن فسادٍ يُسفِر عن خرابٍ ودمارٍ وتَلَفٍ واختلالاتٍ والتَّسبُّب في الكوارث… وحين قال، سبحانه وتعالى : "...سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ…"، فهذا فسادٌ مادي فيه خرابٌ ودمارٌ. والشيء الذي طالَه الفساد، في هذه الآية، هو "الْحَرْثَ"، أي كل ما زرعه الناسُ من نباتاتٍ غذائية cultures vivrières، كالقمح والشعير وكل أنواع الخُضَر. أما "النَّسلَ"، فهو كل ما ينبض بالحياة من حيوانٍ أو نباتٍ.

أما ما يمكن استنتاجُه، بصفة عامة، من هذه الآية، هو أن اللهَ، سبحانه وتعالى، لا يُحبُّ الفسادَ. والفساد يكون وراء وجودِه مُفسِدون. فمن الطبيعي أن اللهَ، عزَّ وجلَّ، لا يحب المفسِدين. وهو ما قاله، سبحانه وتعالى، من خلال الآية رقم 77 من سورة القصص التي نصُّها : "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ".

ولعل أمهرَ المفسِدين، في عصرنا الحاضر، هم السياسيون. كل صفات الفساد مجتمِعةٌ فيهم، حيث ينافقون، يكذبون، لهم وجوهٌ عديدة ومتناقضة وحِربائية، يقولون القولَ وعكسه وبدون حرج، يُجاملون، يخادِعون…

الآية الثالثة : "قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" (آل عمران، 32).

الكافر، كما أشار إليه اللهُ، سبحانه وتعالى، في كثيرٍ من آيات القرآن الكريم، هو الشخص الذي يكون على علمٍ بوجود الله وبوحدانيتِه، لكنه يجحدهما أو يُنكِرهما أو يتنكَّر لهما ليستمِرَّ في جحودِه أو في كُفره أو في عدم إيمانِه بهما. وبالطبع، الكافر لا يطيع اللهَ، فكيف يُطِيع الرَّسولَ الذي بعثه الله، سبحانه وتعالى، لجميع الناس لهدايتِهم إلى الصراط المستقيم؟ ولهذا، قال، عزَّ وجلَّ، "…فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" الذين هم على علمٍ بوجود الله وعلى علمٍ بوحدانيتِه، لكنهم يجحدون هذا الوجودَ وهذه الوحدانيةَ..

والكافرون موجودون في كل زمان ومكان. بل موجودون منذ أن خلق اللهُ، سبحانه وتعالى، آدمَ وذرِّيتَه. ولعل أشد الناس كُفراً وأكثرهم ذكراً في القرآن الكريم، هو فرعون وملأه.

الآية الرابعة : "وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" (آل عمران، 57).

في هذه الآية، "الظَّالِمِينَ" تعود على الذين كفروا، المُشار إليهم في الآية رقم 56 من نفس السورة والتي يقول فيها، سبحانه وتعالى : "فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ". والكُفار يظلمون أنفسَهم قبل أن يظلموا الآخرين. والله لا يحب الظلمَ وحرَّمه على نفسه. ولهذا، قال عزَّ وجلَّ : "...وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"، سواءً كانوا كافرين أو مؤمنين.

ولعل أهم مصدر للظلم، في عصرنا الحاضر، هي السياسة. والسياسة، كما هي مُمارسةٌ اليوم، تُفرز ظلماً كبيرا، سواءً على مستوى الأفراد أو على مستوى الدول حيث القوي يطغى على الضعيف ويستعبده اجتماعيا واقتصادياً.

الآية الخامسة : "لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (النساء، 148).

في هذه الآية، اللهُ، سبحانه وتعالى، يقول : "لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ…"، أي يوصي الناسَ بحُسن الخُلُق وعدم التَّلفُّظ بما يجرح عواطفَ الناس وما ينتقِص من كرامتهم. ويدخل في نِطاق "الْجَهْرَ بِالسُّوءِ" النميمة والشتم والكلام القبيح… لكنه، سبحانه وتعالى، يسمح للمظلوم أن يجهرَ بما ظُلِمَ به. وهذا دليلٌ قاطع على أنه، جلَّ جلالُه، يحب الناسَ من ذوي الأخلاق الطيبة، ولا يحب الناسَ الذين يجهرون بسوءَ أخلاقهم، أي الناس من ذوي الأخلاق الخبيثة والرَّديئة.

في عصرنا الحاضر، أصبح الجهرُ بالسوء ظاهِرةً من ظواهر الحياة اليومية، وخصوصا بعد ظهور شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أصبح التَّهديدُ بالانتقام وبالقتل والتَّكفيرُ والشتمُ والسَّبُّ والتشهيرُ… أمورا عاديةً معمولا بها بدون أدنى حرج.

الآية السادسة : "لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ" (النحل، 23).

المستكبرون les arrogants هم الناس الذين يستَعلَون على الآخرين أو يتعاظمون عليهم، أي يعتبرون أنفسَهم أعلى درجةً اجتماعية من الغير أو أغنى منهم مالاً وأحسن منهم جاهً أو أكثرَ منهم علما وثقافةً… وهذا النوع من البشر الغير متواضعين، لا يُحبُّهم اللهُ، سبحانه وتعالى. بل المستكبرون هم الناس المُفرِطون في إعطاء القيمة لأنفسهم والذين قال في حقِّهم، سبحانه وتعالى : "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (الإسراء، 37).

الآية السابعة : يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف، 31).

في هذه الآية، اللهُ، سبحانه وتعالى، يأمر الناس أن يتمتَّعوا بالأكل والشرب شريطةَ أن لا يُسرفوا لأن اللهَ، سبحانه وتعالى، لا يحب المُسرفين. فما هو الإسراف؟

الإسراف هو مصدر فعل "أسرف"، أي بالغ في التعامل مع الأشياء، أو تعامل مع هذه الأشياء بإفراط أو بتجاوز الحدودَ. وحينما يقول الله، جل جلالُه : "...وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا…"، فالأمرُ يتعلَّق، أثناءَ التَّعاملُ مع الخيرات التي سخَّرها اللهُ لعباده، بتجاوز الحدَّ المبتغى أو المطلوب أو الضروري. والإسراف يقود إلى الضياع déperdition أو إلى التَّبذير gaspillage. والتبذير عملٌ من أعمال الشيطان، أي نوعٌ من أنواع الفساد، مصداقا لقوله، سبحانه وتعالى : "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (الإسراء، 27).

وحين قال، سبحانه وتعالى : "وَلَا تُسْرِفُوا"، فكأنه قال ولا تسعوا إلى الضياع والتبذير. وهو ما أشار إليه سبحانه وتعالى، في الآية رقم 81 من سورة طه التي نصُّها : "كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ". والطُّغيان، في هذه الآية، هو نوعٌ من الإسراف، أي نوع من الضياع والتبذير.

بعد تحليل هذه الآيات السبعة السالفة الذكر، والتي تبيِّن، بكل وضوحٍ، أن اللهَ، سبحانه وتعالى، لا يحب الاعتداءُ على الغير والفسادُ والكُفرُ والظلمُ والجهر بالسوء والاستكبار والإسراف، آنَ الأوانُ للإجابة عن السؤال الذي هو عنوانُ هذه المقالة والذي نصُّه هو : "لماذا اللهُ، سبحانه وتعالى، لا يُحبُّ بعضَ التَّصرُّفات البشرية؟"

الجواب هو :

-إن لم يحب الله، سبحانه وتعالى، الاعتداءَ على الغير، فإنه يحب الهدوءَ والطمأنينة والتَّريث… وإذا تعلق الأمر بالقتال، فإنه يحب السِّلمَ والسلامَ والأمن…

-وإن لم يحب الله، سبحانه وتعالى، الفسادَ، أي سوءَ الأخلاق والخراب والدمار، فإنه يحب الصَّلاح والإصلاحَ والاستقامة والرَّشاد والطيبوبة…

-وإن لم يحب الله، سبحانه وتعالى، الكُفرَ، أي الجحود والنكران والإنكار…، فإنه يحب الإيمانَ والتَّصديق والاعتراف…

-وإن لم يحب الله، سبحانه وتعالى، الظلمَ، أي الإساءة للناس وممارسة الإجحاف والاضطهاد وإلحاق الضَّرر بالغير، فإنه يحب العدلَ والقِسطَ والإنصافَ والحقَّ والنَّفعَ والمنفعة…

-وإن لم يحب الله، سبحانه وتعالى، الجهرَ بالسوء، أي التَّلفُّظ بالكلام القبيح أو التَّصرف بعجرفة وتسلُّط وغطرسة، فإنه يحب الإحسانَ والفضيلة والمعروف ومكارم الأخلاق…

-وإن لم يحب الله، سبحانه وتعالى، الاستكبارَ، أي الاستعلاءَ على الناس، فإنه يحب التَّواضع والخضوع والخشوع والخشية والقنوت…

-وإن لم يجب الله، سبحانه وتعالى، الإسرافَ، أي الإفراط والمبالغة والتبديد والتَّبذير والبذخ والإتلاف…، فإنه يحب الاعتدالَ والتَّوسُّطَ والحِرصَ والاستقامةَ والاستواءَ والاقتصادَ…

وفي الختام، كل ما يحبُّه الله، سبحانه وتعالى، فهو في صالحِ البشر : الهدوءَ والطمأنينة والتَّريث والسِّلمَ والسلامَ والأمن والصَّلاح والإصلاحَ والاستقامة والرَّشاد والطيبوبة والإيمانَ والتَّصديق والاعتراف والعدلَ والقِسطَ والإنصافَ والحقَّ والنَّفعَ والمنفعة والإحسانَ والفضيلة والمعروف ومكارمَ الأخلاق والتَّواضع والخضوع والخشوع والخشية والقُنوت والاعتدال والتَّوسُّط والحِرص والاستواء والاقتصاد…

أليست كل هذه الصفات أو القِيمُ أو المبادئ، أو باختصارٍ، الأخلاق الرفيعة، الحميدة والشامية، في صالح البشر؟ نعم، إنها في صالح البشر!

إذن، الجواب على السؤال، الذي هو عنوان هذه المقالة، هو : إن اللهَ، سبحانه وتعالى، يريد الخيرَ لعباده، أو بعبارة أخرى، يريد، عزَّ وجلَّ، إسعادَ الناس في الدنيا قبل الآخرة، لكن أكثر الناس، قليلاً ما يؤمنون بهذا العطاء الإلهي، مصداقا لقولِه، سبحانه وتعالى : "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (الرعد، 1).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى