استباحة متجدّدة للأقصى ؟؟؟؟ وخطر ما يتهدد الأمن والسلم العالمي

استباحة متجدّدة للأقصى ؟؟؟؟ وخطر ما يتهدد الأمن والسلم العالمي

المحامي علي ابوحبله

شارك مئات المستوطنين الأحد ، وهو الرابع في أيام عيد العرش اليهودي، في اقتحام المسجد الأقصى، وأدوا صلوات تلمودية ونفخوا في البوق بداخله ، وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية المسئولة عن المسجد الأقصى إن 1390مستوطنا موزعين على 22 مجموعة اقتحموا المسجد حتى الظهر

وتمت الاقتحامات على وقع انتشار مكثف لقوات الاحتلال في المسجد وعلى أبوابه في الطرق المؤدية إليه وأماكن متفرقة من القدس، وفق ما أكده مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي بالمدينة ، ووفق المركز فقد نفخ مستوطنون في البوق وأدوا صلوات تلمودية في المسجد، وحملوا قرابين نباتية منها سعف النخيل، وأدوا طقوسا على أبوابه وخاصة باب القطانين وساحة الغزالي بباب الأسباط.

وتشهد مدينة القدس منذ بدء عيد العرش الخميس الذي يمتد أسبوعا، إغلاقات مشددة للشوارع والطرقات والأحياء المقدسية، وانتشارا كثيفا لقوات الاحتلال، على وقع حملات إبعاد عن الأقصى واستدعاء ناشطين للتحقيق.

يأتي ذلك، في وقت اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، ايتمار بن غفير، ساحة حائط البراق، وهو ويؤدي الصلوات التل مودية، مع مئات المستوطنين والحاخامات ، هذه الاقتحامات الجماعية للمسجد الأقصى تأتي ، تلبية لدعوات أطلقتها "جماعات الهيكل" المزعوم لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى طيلة أيام "العرش"، والذي يستمر لمدة ثمانية أيام.

المنظمات اليهودية الدينية المتطرفة وتتقدمهم جماعات الهيكل واليمين المتطرف تستغل مناسبة " عيد العرش" للتحريض على تنظيم اقتحامات واسعة للأقصى، وتسعى "جماعات الهيكل" المزعوم لتنفيذ أوسع اقتحامات ممكنة للأقصى، طيلة "عيد العرش" الذي يستمر حتى الأربعاء المقبل، وهي فترة يتوقع أن تشهد توترات كبيرة.

وتحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي ترسيخ الوجود اليهودي الاستيطاني في مدينة القدس عامة والقدس القديمة خاصة، وفرض سيطرتها الكاملة عليها ، فيما تتواصل الدعوات الفلسطينية لشد الرحال إلى القدس والأقصى وتكثيف التواجد والرباط فيه، لمواجهة مخططات التقسيم والتهويد التي يحاول الاحتلال والمستوطنون فرضها.

وحذر نشطاء مقدسيون من خطر فعلي لم يشهده المسجد الأقصى منذ احتلاله، تمثل في الإغلاق التام والجزئي، وتكريس الصلوات والطقوس اليهودية داخله، في استغلال واضح للانشغال العالمي بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.

وتسعى جماعات الهيكل، عاماً بعد عام، إلى استغلال ما يُعرف بموسم الأعياد اليهودية، للمضي قدماً في تكريس " تغييرات جوهرية" في المسجد الأقصى، عبر فرض مجموعة من الطقوس، أبرزها النفخ في البوق، والاقتحام بملابس " التوبة" الدينية الخاصة، وتقديم القرابين النباتية، في وقت باتت فيه سياسة السلطات الإسرائيلية في ما يتعلق بالمسجد واضحة وعلنية، وتجاوزت فكرة التقسيم الزماني والمكاني، وهو ما يبرز في إعلان بن غفير، قبل أسابيع، نيته إقامة " كنيس يهودي في جبل الهيكل" . وبذريعة التقسيم ""ألزماني والمكاني" نفسها، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي "الحرم الإبراهيمي" في البلدة القديمة من مدينة الخليل، لمدة يومين، بـ"مناسبة" الأعياد اليهودية، علماً أنّ التقسيم المشار إليه كرّس سرقة حوالي 36% من أروقة الحرم بشكل دائم، وفرض واقعاً جديداً يتيح لليهود التواجد فيه في أوقات عدة، فيما يحرم الفلسطينيين، في المقابل، حرية الوصول إلى دور العبادة.

وحقيقة القول لا يمكن الفصل بين الخطر الذي يحاصر المسجد الأقصى اليوم وبين الخطر الذي يحاصر القدس، حيث أن هذا الخطر واحد ومصدره واحد وهو الاحتلال الإسرائيلي، والهدف الأخير في حسابات هذا الاحتلال لا يكتمل إلا إذا قام بتهويد القدس وبناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى.

لذلك يقول دافيد بن غوريون أحد قادة المشروع الصهيوني التاريخيين الذي ساهم بوضع استراتيجيات الاحتلال الإسرائيلي يقول: ((لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل)). وإن تهويد القدس يعني في حسابات الاحتلال الإسرائيلي الاستفراد بالمسجد الأقصى، وان الاستفراد بالمسجد الأقصى هو مقدمة ضرورية في حسابات الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة المطلقة عليه، وإلغاء أية سيادة إسلامية عليه، ثم بناء هيكل أسطوري على حسابه.

وحتى لا نـُخدع علينا أن نعلم أن بناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى هو محل إجماع عند المحافظين الجدد في أمريكا أو من يُعرفون باسم \"البروتستانت الصهيونيين\" فهم يؤمنون أن هدم المسجد الأقصى ثم بناء هيكل أسطوري يعني التعجيل بوقوع معركة \"هار مجدون\" وعلى العالم أن يدرك خطر حكومة اليمين المتطرف التي يرئسها نتنياهو على الأمن والسلم العالمي وخطر تفجر الحرب الدينية باستهداف المسجد الأقصى، وهي التي باتت تخطط لفتح أبواب خارجية مغلقة اليوم توصل إلى المصلى المر واني والمسجد الأقصى القديم ثم تحويل هذه المصليات التي هي جزء من المسجد الأقصى إلى كنس يهودية.

حيث لا تزال تواصل حفر شبكة أنفاق تحت القدس القديمة وشبكة أنفاق تحت حارة سلوان كلها تتجه تحت الأرض إلى المسجد الأقصى ، و تسعى بكل طاقاتها ومصادرها لإقامة سلسلة كنس يهودية تطوق المسجد الأقصى .

وهي توفر الحماية حتى الآن للجمعيات اليهودية المتطرفة التي باتت تضم جهودها المدمرة إلى جهود المؤسسة الإسرائيلية المحتلة المدمرة بهدف تهويد القدس وبناء هيكل أسطوري على حساب المسجد الأقصى، وعدد هذه الجمعيات كبير ومن أشهرها ((إلعاد، عطرات كوهنيم، أمناء الهيكل )) وهنا لا بد من درء المخاطر التي تتهدد المنطقة برمتها نتيجة تداعيات استمرار استباحة المسجد الأقصى وإقامة الكنس بداخله

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى