الاحتلال يسعى لنشر الفوضى بما يخدم أهداف الحرب

الاحتلال يسعى لنشر الفوضى بما يخدم أهداف الحرب

المحامي علي ابوحبله

ما يحدث في شمال قطاع غزه وتحديدا في مخيم جباليا ضمن مخطط إسرائيلي يستهدف كل محاوله لاستعادة الحياة الطبيعية أو الروتين للتكيف مع مستجدات الحرب وأن قوات الاحتلال تسعى لتدوير الفوضى وتدمير كل المرافق والخدمات المدنية كاداه استعماريه تخدم مخططات اليوم التالي للحرب وفي هذا المضمار تبرع إسرائيل وتبتكر في حربها على قطاع غزة أشكالًا متعددة ومتجددة من الفوضى بما يخدم أهداف وغايات الحرب وحتى لا يتاح للسكان الفلسطينيين في شمال قطاع غزه التكيف مع شكل محدد من نمط الحياة ضمن مسعى يهدف لعملية الترويض كأداة استعماريه هدفها تدمير الوعي والأرض والإنسان حتى يتاح لها استكشاف خياراتها واستكشاف الملائم منها كمدخل لليوم التالي بعد الحرب ، بما يؤدي إلى تحول المؤقت القائم إلى دائم دون عناء كبير .

الفوضى والفلتان أداه من أدوات الاحتلال والاستعمار ضمن مخطط التحكم والسيطرة وتمرير المخططات وفوضى حرب غزة الحالية ليست إلا تكرارًا لسيناريو الفوضى والفلتان الأمني في الضفة الغربية بدءًا من سنة 2005، الذي نشأ تحت توجيه الاحتلال وسيطرته، وبأشكال عشائرية واقتصادية وسياسية، إلى أن اكتمل مخطط الكونتونات وتقطيع أوصال الضفة الغربية ، بما يتوافق مع الرؤية الأمنية والإستراتيجية للاحتلال.

الفوضى بأوجهها المختلقة والمتنوعة تدل على أن الاحتلال لا ينفذ أجندات مسبقة بالضرورة، بل يتكيف مع التغييرات على الأرض ويعيد تدويرها بما يضمن استمرار الفوضى التي ترسخ هيمنته العسكرية والأمنية كمشروع استعماري رديف لقوى عظمى، وكبداية لليوم التالي بعد الحرب، وتؤسس في الوقت ذاته لانهيار أي بنية اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية قد تسعى إلى ترميم نفسها بما يخدم الفلسطيني وتموضعه. كل ذلك يحدث في ظل غطاء غربي يسهم في إدامة الفوضى وتدوير أوجهها عبر إطالة أمد الحرب أو جعل نهايتها مفتوحة

ان واقع ما يعيشه شمال قطاع غزه هو انعكاس لسياسة الفوضى حيث يعيش واقعا صحيا وإنسانيا كارثيا، مع توقف المؤسسات الطبية والإسعافية الطارئة عن تقديم خدماتها بعدما أخرجها جيش الاحتلال الإسرائيلي عن الخدمة تحت التهديد والاستهداف المتكرر وتشديد الحصار والإمعان بجريمة الإبادة الجماعية لليوم الـ23 تواليا.

توقف الخدمات الانسانيه والمعيشية يتزامن مع معاناة الفلسطينيين الذين رفضوا الاستجابة لأوامر “التهجير ألقسري” الإسرائيلية شمال غزة والنزوح جنوبا، جراء منع قوات الاحتلال وصول إمدادات المياه والغذاء والأدوية والمساعدات الإغاثية للمحافظة، في إطار حصار مطبق تفرضه منذ 3 أسابيع.

ولليوم الـ23 على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي القصف الجوي والمدفعي المكثف وإطلاق النار شمال قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا في مشاهد يقول مراقبون إنها “إبادة جماعية” يشاهدها العالم على الهواء مباشرة.

وضع كإرثي وحاله من الفوضى يعيشها شمال قطاع غزه ، منذ بدء الهجوم البري المتزامن مع آخر جوي عنيف، استهدف قوات الاحتلال بالقصف وإطلاق النيران والحصار للمستشفيات الثلاثة العاملة في محافظة الشمال، وهي “الإندونيسي وكمال عدوان (حكوميان) والعودة (أهلي)”، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدة أشخاص في أروقتها.

كما تعاني تلك المستشفيات نفاد “الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود ما تسبب في توقف مولداتها الرئيسية البديلة للتيار الكهربائي عن العمل منذ عدة أيام”.إلى جانب ذلك، فإن أفراد الطواقم الطبية يعيشون حالة من الخوف والرعب في ظل الاستهداف الإسرائيلي لأي حركة خارج مقرات ومباني المستشفيات.

وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في شمال القطاع، واجتاحها في اليوم التالي بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة” ويسعى لنشر الفوضى لتحقيق أهداف اليوم التالي للحرب

تواصل إسرائيل حرب الاباده وخلق الفوضى ، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

كما تتحدى قوات الاحتلال طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة .

وتصر على تنفيذ مخطط الجنرالات وسياسة الترحيل ألقسري ونشر الفوضى بعد أن حولت قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب “الإبادة الجماعية” نحو مليونين من مواطنيه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية ومأساويه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى