حسين عبروس - همس الثورة... "برد نوفمبر...54"

***
لنوفمبر ذكرى الثورة بكلّ جلالهاوجبروتها،وبكلّ عظمة نسائها ورجالها الذين منحوناسرّالحياة بفرح مضرّج بالّماء،ومعطّر بالطيوب،إنّني لم أعش الثورة وجهنميتـها الجامية التي عايشـــــها الأجدادالجدات ، والآباء والأمهات ومن يكبـرونني عمـروجـــهالوجه مع قوات المحتلّ الفرنسي الغاشم .إنّني لم أعش هــذه الثورة الكبـــــرى غير أنّني تلقفــت أخبارها من أوفـواه من صنعوا تفاصيــل أحداثـهالقد قال لي أحــدهم : في أوّل نوفمبـــــرمن تاريـــخ الثــورة التّحــريريّة كانت ماطـــــرة وكان بيـــاض الثلـــــج يغطــــي جــــــبال الأوراس والونشـريس،وكـلّ المـــرتفعات فـــــــي وطن اســـمه الجزائر،ولتعـــــرف الأجــيال التي عاشت فصول الحـــريّة المتعـــــاقبة في الجـزائر بأنّ أوّل نوفمبر هو من منحنا شرعية الإبتسامة الطـويلة الأبدية، بعد ثورة عارمة لم يســـــــلم من لهيب نارهاالكبيرولا الصغير،ثورة بمرارة الوجع،وبحنضل الموت هذه الثورة التي تجعل من يحكي تفاصيلها يضحك ويبكي في وقت واحد يضــحك لأنّه إذا جاع راح يبحث عن جذور " تالغودة" ليطبخها لصغاره،ويبكي لأنّ قوات العدو أبادت أفراد أسرته على مرأى ومسمع منه،وهذا الرّئيس الجزائري الراحل هـواري بومدين يتعمّد الضحك وهو ينّكت أحيانا ليقول: أن الإبتسامة ساعة التجلّد أمام العـدو أوّل خطوة إلى النصرفي أرضية المعركة،سأله أحد الصحفيين الأجانب ذات مرّة سيدي الرئيس أراك تلبس البرنوس في الأوقات ذات الجو المعتدل فما السرّ في ذلك؟
- أنا لم يزل يسكنني برد نوفمبر1954،ولم أزل أحلم أن تستمرّ شمس الحرّية على كلّ سكان القارة الإفريقة..رحمه الله ورحم كل شهداء الوطن وكلّ الخيّرين فيه..وسلام على أحبة الوطن الجميل.. في عيدالثورة السبعين..
Peut être une image de 1 personne

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى