المحامي علي ابوحبله - خطة نتنياهو للحرب الطويلة تهدف لتحقيق حلم الشرق الأوسط الجديد

كتب المحامي علي ابوحبله


قال رئيس وزراء حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل عازمة على تحقيق النصر في نهاية المطاف على أعظم أعدائها، إيران، بل وتعزيز مكانتها في الشرق الأوسط من خلال إبرام اتفاقيات سلام مع الدول العربية عندما تنتهي الحرب في غزة ، وكشف عن هدف مستقبلي جديد لإسرائيل ، وذلك بالسعي إلى إبرام اتفاقيات سلام مع المزيد من الدول العربية.

ووفق رؤية نتني اهو فانه لا تلوح في الأفق المنظور نهاية للحرب على غزه ولبنان وهو يسعى لإطالة أمد الحرب على أمل تحقيق أهداف الحرب وهو يرمي الكرة في ملعب جيش الاحتلال لوضع الخطط وآليات تنفيذها على الأرض. أما التباينات حول كيفية التعامل مع الجبهة اللبنانية فليست من النوع الذي يقود إلى انفجار داخلي في إسرائيل.

وبعيدا عن حقيقة ومراوغة المفاوضات التي تراوح مكانها حول وقف إطلاق النار ، فإن ما تطلبه إسرائيل يسهّل على المتابعين والمحللين فهم حقيقة خطتها. ويُتوقّع أن يزيد جيش الاحتلال في الأيام والأسابيع المقبلة من وتيرة عدوانه ، عملاً بمبدأ نتنياهو بأن " ما لم تحقّقه بالقوة، يمكن أن تحقّقه بمزيد من القوة" . لذلك، هناك توقّع بمزيد من عمليات القتل والتدمير التي يعتقد جيش الاحتلال بأنها كفيلة بإحداث تبدّل جوهري في الموقف اللبناني، وتدفع العواصم الوسيطة إلى مشاركته الضغوط على القوى اللبنانية، وعلى مسارين:

الأول، يتولاه جيش وحكومة الاحتلال بنفسه، بتكثيف الغارات الوحشية على المدنيين في معظم المناطق، وارتكاب المجازر لتأليب بيئة المقاومة على قيادتها من جهة، أو تلك التي تستهدف خلق أزمة مع النازحين حيث يقيمون، مع ارتفاع مخاطر لجوء جيش الاحتلال إلى توجيه ضربات مؤذية إلى الدولة اللبنانية لدفع الحكومة إلى التدخل وإبداء الاستعداد للأخذ بمطالب إسرائيل .

الثاني، تتولاه الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، بمساعدة حلفاء أمريكا ، ويهدف إلى دفع قوى سياسية وكتل شعبية معارضة لحزب الله إلى القيام بتحرك سياسي وشعبي يهدف إلى جعل الاستسلام " خياراً وطنياً" ، وهو الاحتمال الذي يواجه صعوبة كبيرة رغم أن وسائل إعلام لبنانية تقوم بدور المنصة المفتوحة لهذه الأصوات. وفي هذا السياق، تبدي السفارة الأميركية خيبة من عدم قدرة «الموالاة » على الاستقطاب للسير في هذا المسار، كما في المحاولة الفاشلة لـ" القوات اللبنانية" في لقاء معراب الأخير.

وإذا كانت الاتصالات الدبلوماسية توقّفت مع لبنان، فإن ما وصل إلى بيروت عن مصادر أميركية، يشير إلى أن حكومة الحرب الإسرائيلية لا تزال تجد نفسها في موقع من يمكنه فرض الشروط. ويقرّ وسطاء أوروبيون وعرب بأن واشنطن لم تنتقل بعد إلى موقع من يريد الضغط على حكومة نتنياهو لوقف الحرب، لا في لبنان ولا في غزة. ويلفت هؤلاء إلى عدم تعليق الآمال على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، لأن إسرائيل ماضية في برنامج عملها، إذ إن ما يريده نتني اهو ، أبعد مما يُعرض من شروط رسمية وغير رسمية. وقد كان نتني اهو واضحاً حول أهداف الحرب. وبحسب مطّلعين، فإن برنامج عمل حكومة الحرب التي يرئسها نتني اهو الفعلي يتعلق بالآتي:_

أولاً، مواصلة الضغط العسكري والسعي إلى توفير ظروف ميدانية تسمح بتحقيق إنجازات على شكل احتلال دائم لمناطق لبنانية كثيرة، والتخطيط لعمليات عسكرية كبيرة في المناطق الشرقية من لبنان، وهو يجهّز قواته في سياق استطلاع إمكانية القيام بعملية كبيرة على الحدود اللبنانية - السورية من جهة البقاعين الأوسط والغربي، بالتزامن مع إعلان منطقة الحدود البرية للبنان - خصوصاً من جانب البقاع الشمالي وعكار - مناطق عسكرية، لا يُسمح للمدنيين بالاقتراب منها. ويهدف من خلال هذه العملية إلى فرض أمر واقع على الحدود البرية، بالتزامن مع تعزّز الوصاية الأميركية على مطار بيروت الدولي وعلى المرافئ أيضاً.

ثانياً، محاولة جيش الاحتلال العمل على تدمير القرى اللبنانية على الحدود مباشرة بصورة كاملة، وتحويلها إلى مناطق شبيهة بمنطقة القنيطرة السورية، ومنع أهلها من العودة إليها عبر تدمير كل المنشآت المدنية الخاصة أو العامة، علماً أنه يدرك أن أمراً كهذا سيسقط نهائياً هدفه المعلن بإعادة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية ، نشرت تقارير عن حديث دائم لنتنياهو عن "حاجة إسرائيل إلى إغلاق الحدود بين سوريا ولبنان لمنع وصول السلاح إلى حزب الله". وقال معلّقون في " إسرائيل " إنه يثير هذا الطرح، "من ضمن شروط تعجيزية أخرى مثل التحكم بأجواء وبحر لبنان" . ووفق المحللين والمتابعين فان نتني اهو " يفكر في جعل لبنان بأكمله، منطقة مثل الضفة الغربية المحتلة، بحيث ينتزع بالقوة الحق بالدخول البري في بعض المناطق، أو القيام بغارات وعمليات عسكرية وأمنية في أي منطقة يقرر أنها مصدر خطر عليه" وهو بهذا يسعى لحرب طويلة الأمد سعيا لتحقيق هدف نتنياهو الاستراتيجي نحو الشرق الأوسط الجديد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى