مزاج جديد وأصيل فيه عودة الى حارات الرياض القديمة وفيه رحلات بريه وبحث وموسيقى شعبية وفيه حكايات كفاح، هذا ما نعيشه في أجواء أدب الكاتب أحمد السماري، في روايتين له صدرتا عن دار أثر في الدمام، رواية الصريم 2021 ورواية قنطرة 2023.
حين تدخل في أجواء رواية الصريم، سوف تشعر كأنك تمشي بمتعة في صحراء جزيرة العرب القديمة ليلا، يحيط بك التاريخ والحكايات والنجوم اللامعة والمشاعر العميقة، رحلة ممتعة ما بين الكويت والرياض قبل حوالي ستين عاما في رواية أدبية مشوقة مليئة بالحكايات داخل حكاية كبيرة واحدة هي الصريم، وكأنها تعيد سيرة رحلاتنا البرية في جزيرة العرب بضمير المتكلم المفتوح على عالم اجتماعي متغير ومتحول، تقوده اللغة الهادئة والحكايات الممتعة في براري. هذه الرواية كسرت توقعاتي الفنية بشخصيتها وهدوئها، وأقصد بشخصية الرواية، موضوعها ولغتها، لم تبحث الرواية بتكلف عن موضوع مثير، ولغتها كانت لغة الكاتب وليست لغة أحد سواه، لم تكن لغة تكلف البلاغة بمبالغة، كانت عفويتها وبساطتها من أسرار وصولها لي كقارئ، ربما لهذا قرأتها بمتعة، لغة لم تكن مباشرة جافة ولم تتكلف التفاصح لتضفي طابعا أدبيًا مصطنعا وشكليا للرواية، كتبها بلغته هو ببساطتها وجمالها مرتكزا على حكاياتها المنوعة والغنية، على الحكايات التاريخية داخل الحكاية الاجتماعية الكبيرة. هذه اللغة البسيطة والممتعة أعطت الرواية مساحة واسعة وحرة من البوح ومن الحكايات التي تلد حكايات بكل سهولة وبلا تعقيد يقلل من حرية الكاتب في الحركة الحرة داخل النص.
أحمد السماري كتب الصريم بهدوء وجمال كما لو أنه يحكي، يكتب عن رحلة تاريخية لزيد الذي عمل مرتين في الكويت بعد الحرب العالمية الثانية. رحلة في براري جزيرة العرب. فيها معلومات تاريخية رائعة، زمنها وقت حكم الملك سعود وتحرر الكويت من الاستعمار البريطاني في عام 1961 م. زيد الذي يزور الكويت للعمل للمرة الثانية. كانت الأولى حين كان في الثامنة عشر من العمر لمساعدة أهله في نجد على المعيشة ومتطلبات الحياة واشتغل عامل بناء ومقاول لمدة عامين، وهذه هي رحلة الغربة الثانية بعد انهيار بيتهم في الديرة ومغادرة الأسرة الى الرياض فذهب واغترب ثلاث سنوات عمل خلالها في شركة بالكويت ، تحكي لنا عن تفاصيل ممتعة في رحلة العودة لزيد من الكويت الى الرياض مع صديقه البريطاني وليم ، حكاية زيد مع وليم الذي يصيد اللحظات ويتقن تصويرها مثل جامع الفراشات ، رحلتهم من الكويت الى الرياض مرورا بحفر الباطن والإحساء والنعيرية كانت رواية في حد ذاتها ، ثم في الفصل الثاني وصوله للرياض وعودته لأجواء الأسرة وبناء بيت وزواجه ، ثم عاد للرحيل مرة أخرى ولكن الى الربع الخالي ، حكاية اقتربت من عصور الظلام والنور في العالم ، ومن عصور العرب في الاندلس وبغداد في عصر الأنوار، حكى لهم وليم عن الوقت الذي كان فيه العرب والمسلمون في بغداد والأندلس يعيشون في عصر التنوير وكانت أوروبا كلها في عصور الظلام وكيف انقلب الحال والأحوال ، وحدثهم عن الإنجليزي اديلارد في عهد الملك البريطاني هنري الأول ملك إنجلترا الذي سافر من بريطانيا الى الشرق في عام 1109 ميلادي ، وصل الى مدينة انطاكية التي كانت مركزا مزدهرا لترجمة علوم العصر من العربية الى اللاتينية ثم بيت الحكمة في بغداد وترجمته النظام الرياضي لهندسة إقليدس للحكيم اليوناني الذي أنشأ مكتبة الإسكندرية عندما ترجم العرب العباسيون إقليدس من اليونانية الى العربية من طريق الحجاج بن يوسف الكوفي بتكليف من الخليفة عبد الله المأمون، حكى لهم أيضا وليم حكاية طويلة عن الاميرة البريطانية الحسناء الثرية جين دغلي التي جاءت لسوريا وتزوجت من عربي، كانت قد تزوجت من امراء في بريطانيا واليونان ثم تركتهم وهاجرت الى الشرق المحبوب شرق ألف ليلة وليلة. وليم مكلف من الجمعية الجغرافية الملكية بلندن ليقوم بدراسة علمية عن منطقة نجد وتضاريسها ومناخها ونظام حكامها وطريقة عيش سكانها هو باحث يدور في القرى والصحاري ، ثم يأتي الدور على زيد الذي يحكي لهم حكاية وادي الذئاب التي حدثت له وهو في العاشرة من عمره حين نسيه والده وعمه وتركوه في الوادي بعد رحلة برية، في كل منطقة يدخلونها تجد وصف بديع للمكان وحوارات بين هؤلاء الضيوف وأهل الديرة ما منح فصول الرواية تنوعا وتشويقا سوف يكتشفه القارئ في مسار رحلة زيد من الكويت الى الرياض، هذه الرحلة كانت أشبه بالرحلات المعرفية التاريخية، لكنها في الصريم كانت أكثر جمالا وتشويقا بسبب أسلوبها الأدبي الممتع، وما تضمنته من قصائد شعر شعبي عامي رائعة تسحبك الى ذلك الزمان وتلك الأمكنة، وقد امتدت حكاية زيد مع صديقه وليم على طول الرواية التي تضمنت زيارة الربع الخالي أيضا.
وتبرز في رواية قنطرة، مشاهد الحياة الاجتماعية الشعبية لحارات الرياض في السبعينات الميلادية، في نص روائي اجتماعي ممتع، نتذكر حين كانت صالات السينما في الاندية الرياضية تعرض أفضل الأفلام العربية والامريكية والهندية. في ذلك الوقت الذي تأسست في الرياض القديمة حياة جديدة بعد طفرة اقتصادية في عهد الملك سعود ثم الملك فيصل رحمهما الله: (الفنانون أصحاب عقول مشتعلة في رحلة بحث دائمة، نحفر في الذاكرة، في الحب والصداقة والايمان وغور المشاعر. ويا لهذه الموسيقى كيف تغذي الأرواح ولهذه الكلمات كيف تعالج متعبي النفس مثلي كيف يمكن لأي شعب أن يستغني عنها). ولهذا كانت من أهم اللحظات الملفتة والجديدة التي تستوقفنا في الرواية، كيف يمكن تأليف اللحن للأغنية الشعبية، نحن نعرف كيف تكتب القصيدة العامية أو الشعبية لكننا لا نعرف كثيرا عن اللحن، كيف يمكن عمل لحن أغنية، كيف يمكن كتابة نوتة لحن اغنية: (ناولني عودا من الخزنة، عزفت لحن أغنية مشهورة عندنا في الحجاز اسمها ياريم وادي ثقيف).
تسير رواية قنطرة فنيا وموضوعيا على خطى الرواية السابقة للكاتب وهي الصريم، في أجواء الرحلات البرية والتنقل السياحي بين الحارات والمدن في جزيرة العرب في خمسينات وستينات القرن الماضي، ما أعطى النص في فصوله المتنوعة حيوية وقيمة موضوعية. كل هذا باللغة الأدبية الهادئة وقدرتها على التنقل بين المشاهد وبين المدن بهدوء ورشاقة ومتعة. هذا البطل الشعبي المكافح والفنان، تشعر أنه ابن جيرانكم الذي تعرفه وتعرف طموحاته وحيوته الاجتماعية وعلاقاته الواسعة وروحه العالية، وهو الشاب الذي اتخذ قرارا لمغادرة الحارة نحو عالم جديد يسحبه الى منطقته، يغادر ذكرياته الى عالم آخر ينتظره، عالم فيه الفن والشهرة والمال يدق طبولا مطربة فوق رأسه كل ليلة: (وكان ثمن ذلك أن أعيش حياة عادية بسيطة رتيبة ومملة توظفت وظيفة عادية أمين مكتبة في مدرسة ابتدائية وتزوجت من فتاة عادية سكنت في حي شعبي اسمه حلة الطرادية.. وكأنه قدر محتوم على وعلى أمثالي أن نولد ونعيش ونموت أفرادا عاديين وحين حاولت الخروج من هذه الشرنقة كان العقاب لي بالمرصاد ولكل من يتمرد على طبقته ومستواه الاجتماعي).
ومن هذه الانطلاقة سوف نتعرف على حارات الرياض الشعبية وعلى مدن سعودية وعربية مثل الكويت والدمام والاحساء، وعلى شخصيات جديدة عرفتنا على كيفية كتابتها لكلمات الأغاني الشعبية، وكيفية صياغة اللحن بطريقة تلقائية تعمق قيمة الفن السارح بعفوية في أذهان الناس وذاكرتها وعاطفتهم وأحلامهم، رصدت الرواية تحولات المكان على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، بعد طفرات تنموية اقتصادية مرت بها بلادنا تلك الفترة، كتبت الرواية بضمير المتكلم، الذي رصد حال المكان وذاكرته بمقدرة أدبية بديعة، قرأت رواية قنطرة بمتعة ، ليس فيها تكلف أو افتعال أو نبرة صراخ عالية ، كانت هادئة وممتعة وفيها أجواء فنية وسياحية ممتعة. وهناك بعض الملاحظات القليلة في العملين مثل بعض العبارات الانشائية التي يعوزها الحذف وهي التي تعيد وتكرر البديهي أو ما يعرفه القارئ، وهذا موجود في أغلب رواياتنا العربية.
الرياض / فهد العتيق
____
*نشر في مجلة اليمامة وموقع الرواية بنفس العنوان
حين تدخل في أجواء رواية الصريم، سوف تشعر كأنك تمشي بمتعة في صحراء جزيرة العرب القديمة ليلا، يحيط بك التاريخ والحكايات والنجوم اللامعة والمشاعر العميقة، رحلة ممتعة ما بين الكويت والرياض قبل حوالي ستين عاما في رواية أدبية مشوقة مليئة بالحكايات داخل حكاية كبيرة واحدة هي الصريم، وكأنها تعيد سيرة رحلاتنا البرية في جزيرة العرب بضمير المتكلم المفتوح على عالم اجتماعي متغير ومتحول، تقوده اللغة الهادئة والحكايات الممتعة في براري. هذه الرواية كسرت توقعاتي الفنية بشخصيتها وهدوئها، وأقصد بشخصية الرواية، موضوعها ولغتها، لم تبحث الرواية بتكلف عن موضوع مثير، ولغتها كانت لغة الكاتب وليست لغة أحد سواه، لم تكن لغة تكلف البلاغة بمبالغة، كانت عفويتها وبساطتها من أسرار وصولها لي كقارئ، ربما لهذا قرأتها بمتعة، لغة لم تكن مباشرة جافة ولم تتكلف التفاصح لتضفي طابعا أدبيًا مصطنعا وشكليا للرواية، كتبها بلغته هو ببساطتها وجمالها مرتكزا على حكاياتها المنوعة والغنية، على الحكايات التاريخية داخل الحكاية الاجتماعية الكبيرة. هذه اللغة البسيطة والممتعة أعطت الرواية مساحة واسعة وحرة من البوح ومن الحكايات التي تلد حكايات بكل سهولة وبلا تعقيد يقلل من حرية الكاتب في الحركة الحرة داخل النص.
أحمد السماري كتب الصريم بهدوء وجمال كما لو أنه يحكي، يكتب عن رحلة تاريخية لزيد الذي عمل مرتين في الكويت بعد الحرب العالمية الثانية. رحلة في براري جزيرة العرب. فيها معلومات تاريخية رائعة، زمنها وقت حكم الملك سعود وتحرر الكويت من الاستعمار البريطاني في عام 1961 م. زيد الذي يزور الكويت للعمل للمرة الثانية. كانت الأولى حين كان في الثامنة عشر من العمر لمساعدة أهله في نجد على المعيشة ومتطلبات الحياة واشتغل عامل بناء ومقاول لمدة عامين، وهذه هي رحلة الغربة الثانية بعد انهيار بيتهم في الديرة ومغادرة الأسرة الى الرياض فذهب واغترب ثلاث سنوات عمل خلالها في شركة بالكويت ، تحكي لنا عن تفاصيل ممتعة في رحلة العودة لزيد من الكويت الى الرياض مع صديقه البريطاني وليم ، حكاية زيد مع وليم الذي يصيد اللحظات ويتقن تصويرها مثل جامع الفراشات ، رحلتهم من الكويت الى الرياض مرورا بحفر الباطن والإحساء والنعيرية كانت رواية في حد ذاتها ، ثم في الفصل الثاني وصوله للرياض وعودته لأجواء الأسرة وبناء بيت وزواجه ، ثم عاد للرحيل مرة أخرى ولكن الى الربع الخالي ، حكاية اقتربت من عصور الظلام والنور في العالم ، ومن عصور العرب في الاندلس وبغداد في عصر الأنوار، حكى لهم وليم عن الوقت الذي كان فيه العرب والمسلمون في بغداد والأندلس يعيشون في عصر التنوير وكانت أوروبا كلها في عصور الظلام وكيف انقلب الحال والأحوال ، وحدثهم عن الإنجليزي اديلارد في عهد الملك البريطاني هنري الأول ملك إنجلترا الذي سافر من بريطانيا الى الشرق في عام 1109 ميلادي ، وصل الى مدينة انطاكية التي كانت مركزا مزدهرا لترجمة علوم العصر من العربية الى اللاتينية ثم بيت الحكمة في بغداد وترجمته النظام الرياضي لهندسة إقليدس للحكيم اليوناني الذي أنشأ مكتبة الإسكندرية عندما ترجم العرب العباسيون إقليدس من اليونانية الى العربية من طريق الحجاج بن يوسف الكوفي بتكليف من الخليفة عبد الله المأمون، حكى لهم أيضا وليم حكاية طويلة عن الاميرة البريطانية الحسناء الثرية جين دغلي التي جاءت لسوريا وتزوجت من عربي، كانت قد تزوجت من امراء في بريطانيا واليونان ثم تركتهم وهاجرت الى الشرق المحبوب شرق ألف ليلة وليلة. وليم مكلف من الجمعية الجغرافية الملكية بلندن ليقوم بدراسة علمية عن منطقة نجد وتضاريسها ومناخها ونظام حكامها وطريقة عيش سكانها هو باحث يدور في القرى والصحاري ، ثم يأتي الدور على زيد الذي يحكي لهم حكاية وادي الذئاب التي حدثت له وهو في العاشرة من عمره حين نسيه والده وعمه وتركوه في الوادي بعد رحلة برية، في كل منطقة يدخلونها تجد وصف بديع للمكان وحوارات بين هؤلاء الضيوف وأهل الديرة ما منح فصول الرواية تنوعا وتشويقا سوف يكتشفه القارئ في مسار رحلة زيد من الكويت الى الرياض، هذه الرحلة كانت أشبه بالرحلات المعرفية التاريخية، لكنها في الصريم كانت أكثر جمالا وتشويقا بسبب أسلوبها الأدبي الممتع، وما تضمنته من قصائد شعر شعبي عامي رائعة تسحبك الى ذلك الزمان وتلك الأمكنة، وقد امتدت حكاية زيد مع صديقه وليم على طول الرواية التي تضمنت زيارة الربع الخالي أيضا.
وتبرز في رواية قنطرة، مشاهد الحياة الاجتماعية الشعبية لحارات الرياض في السبعينات الميلادية، في نص روائي اجتماعي ممتع، نتذكر حين كانت صالات السينما في الاندية الرياضية تعرض أفضل الأفلام العربية والامريكية والهندية. في ذلك الوقت الذي تأسست في الرياض القديمة حياة جديدة بعد طفرة اقتصادية في عهد الملك سعود ثم الملك فيصل رحمهما الله: (الفنانون أصحاب عقول مشتعلة في رحلة بحث دائمة، نحفر في الذاكرة، في الحب والصداقة والايمان وغور المشاعر. ويا لهذه الموسيقى كيف تغذي الأرواح ولهذه الكلمات كيف تعالج متعبي النفس مثلي كيف يمكن لأي شعب أن يستغني عنها). ولهذا كانت من أهم اللحظات الملفتة والجديدة التي تستوقفنا في الرواية، كيف يمكن تأليف اللحن للأغنية الشعبية، نحن نعرف كيف تكتب القصيدة العامية أو الشعبية لكننا لا نعرف كثيرا عن اللحن، كيف يمكن عمل لحن أغنية، كيف يمكن كتابة نوتة لحن اغنية: (ناولني عودا من الخزنة، عزفت لحن أغنية مشهورة عندنا في الحجاز اسمها ياريم وادي ثقيف).
تسير رواية قنطرة فنيا وموضوعيا على خطى الرواية السابقة للكاتب وهي الصريم، في أجواء الرحلات البرية والتنقل السياحي بين الحارات والمدن في جزيرة العرب في خمسينات وستينات القرن الماضي، ما أعطى النص في فصوله المتنوعة حيوية وقيمة موضوعية. كل هذا باللغة الأدبية الهادئة وقدرتها على التنقل بين المشاهد وبين المدن بهدوء ورشاقة ومتعة. هذا البطل الشعبي المكافح والفنان، تشعر أنه ابن جيرانكم الذي تعرفه وتعرف طموحاته وحيوته الاجتماعية وعلاقاته الواسعة وروحه العالية، وهو الشاب الذي اتخذ قرارا لمغادرة الحارة نحو عالم جديد يسحبه الى منطقته، يغادر ذكرياته الى عالم آخر ينتظره، عالم فيه الفن والشهرة والمال يدق طبولا مطربة فوق رأسه كل ليلة: (وكان ثمن ذلك أن أعيش حياة عادية بسيطة رتيبة ومملة توظفت وظيفة عادية أمين مكتبة في مدرسة ابتدائية وتزوجت من فتاة عادية سكنت في حي شعبي اسمه حلة الطرادية.. وكأنه قدر محتوم على وعلى أمثالي أن نولد ونعيش ونموت أفرادا عاديين وحين حاولت الخروج من هذه الشرنقة كان العقاب لي بالمرصاد ولكل من يتمرد على طبقته ومستواه الاجتماعي).
ومن هذه الانطلاقة سوف نتعرف على حارات الرياض الشعبية وعلى مدن سعودية وعربية مثل الكويت والدمام والاحساء، وعلى شخصيات جديدة عرفتنا على كيفية كتابتها لكلمات الأغاني الشعبية، وكيفية صياغة اللحن بطريقة تلقائية تعمق قيمة الفن السارح بعفوية في أذهان الناس وذاكرتها وعاطفتهم وأحلامهم، رصدت الرواية تحولات المكان على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، بعد طفرات تنموية اقتصادية مرت بها بلادنا تلك الفترة، كتبت الرواية بضمير المتكلم، الذي رصد حال المكان وذاكرته بمقدرة أدبية بديعة، قرأت رواية قنطرة بمتعة ، ليس فيها تكلف أو افتعال أو نبرة صراخ عالية ، كانت هادئة وممتعة وفيها أجواء فنية وسياحية ممتعة. وهناك بعض الملاحظات القليلة في العملين مثل بعض العبارات الانشائية التي يعوزها الحذف وهي التي تعيد وتكرر البديهي أو ما يعرفه القارئ، وهذا موجود في أغلب رواياتنا العربية.
الرياض / فهد العتيق
____
*نشر في مجلة اليمامة وموقع الرواية بنفس العنوان