حسب ما أعرفه واطلاعي على ما يروج من أخبار في العالم بانتظامٍ، لا توجد دولةٌ مثل الجارة الشرقية يقودها حكَّامٌ عسكريون، على الخصوص، ومدَنيون تافهون médiocres، صبيانيون enfantins، خسِّيسون ignobles، مُنحطُّون dépravés، سخيفون stupides… أشبه ما يكونون بالعرابِدة voyous.
هناك دولٌ كثيرة تحكمها طغمة عسكرية junte militaire لكن حكَّامَها، رغم استبدادِهم وطُغيانهم، لهم رجولة ونخوة وأنَفَة وعزَّة نفس وكرامة… وفي هذا الصدد، أذكر، على سبيل المثال، كوريا الشمالية وفينيزويلا اللتان لهما حُكَّام مستبدُّون، لكن لهم كبرياء تجعلهم قادرين على مواجهة أقوى الدول. كبرياء تجلب لهم الاحترامَ والهيبة.
أما حكَّام الجارة الشرقية، فسِيمتّهم الأساسية هي الجُبن la lâcheté، أي أن تصرُّفاتِهم كلَّها مبنيةٌ على الجبن، بمعنى أنه ينطبق عليهم المثل المغربي المُتداول في الأوساط الشعبية : "يخافو ما يحشمو"، أي أن عدمَ احتشامِهم يطغى على خوفهم، فيُصبحون من ذوي "السَّنطيحة" des personnes effrontées التي تجعل تصرُّفاتِهم، قولا وفعلا، من التَّصرُّفات النابية والقدحية.
إلى درجة أن حكَّام الجارة الشرقية ينسون، أو بالأحرى، يتناسون بأنهم يمثِّلون دولةً (بالمعنى السياسي). وهذه الدولة لها شعبٌ ولها إلتزاماتٌ على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وأهم التزامٍ يتمثَّل، أولا، في احترم شعبِها ثم، ثانيا، احترام القانون الدولي الذي يفرض على هذه الطُّغمة احترامَ الدول المُجاورة لها. وهذا شيء ليس، على الإطلاق، من شِيَمِ الطُّغمة الحاكمة بالجارة الشرقية.
وقد أبانت الطُّغمةُ الحاكِمة بالجارة الشرقية عن خساستها وعن دناءَتها وعن عدائها للمغرب، بكل وقاحة، غير ما مرة، مستعملِةً الأكاذيب والبُهتان والنفاقَ والتحايلَ والتَّزويرَ والخوض فيما لا يعنيها والتَّدخُّل، بكل سفاهة، في شؤون البلدان الأخرى، مجاوِرة وغير مُجاوِرة.
وفي هذا الصدد، لا تزال قضيةُ "قُمصان" فريق كرة القدم، نهضة بركان، عالِقةً بالأذهان. حيث أُجبِرَ هذا الفريقَ على البقاء في المطار لساعاتٍ طويلة بسبب حَملِ قمصان فريق نهضة بركان خريطةَ المغرب كاملةً، أي المغرب بصراحه المغربية. لكن أعضاءَ الفريق ومُسيِّريه كانوا يعرفون، حقَّ المعرفة، أنهم على حق. فلم يستسلموا لرغبة حُكَّام الجارة الشرقية، أي كانوا رجالاً حيث ألحُّوا على خوض المباراة بقُمصانهم الحاملة لخريطة المغرب كاملةً، علما أن الطُّغمة الحاكمة أحضرت لهم قمصاناً جديدةً. لكنهم استمروا في الرفض.
ومن مناورات الطُّغمة الحاكمة بالجارة الشرقية، عَدَاءً للمغرب، لجأوا مِؤخراً للتَّلاعُب بالخطاب المُصوَّر الذي ألقاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم 29 أكتوبر 2024 أمام البرلمان المغربي. وتأكيداً لعدائهم للمغرب، تمَّ نقل الصورة التي ظهر فيها البرلماتيون المغاربة وهم واقفون ويصفقون لما تحدَّث الرئيس الفرنسي عن اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه، و وضعوا هذه الصورة مباشرةً بعد حديث نفس الرئيس عن الهجوم الذي شنته حماس على أسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، والذي وصفه بالهجوم الوحشي. حتى يظهر المغرب وكأنه يقف ضد القضية الفلسطينية.
وآخِر ما قامت به الطُّغمة الحاكمة بالجارة الشرقية هو محاولة التَّشويش على التقرير الذي يُصدرُه مجلسُ الأمن في نهاية كل شهر أكتوبر حول الصحراء المغربية. حاولت الجارةُ الشرقيةُ أن تُضيفَ للتقرير تعديلين لمراقبة وضع حقوق الإنسان في الأقاليم الصحراوية التي هي، حاليا تحت سيادة المغرب. لكن هذين التَّعديلين قابلتهما فرنسا بالرَّفض، مستعملةً حقَّ الفيتو.
لكن هيهات ثم هيهات، كلُّ مناوراتِهم باءت بالفشل، والفشل الذريع. ومع ذلك، لم يكن هذا الفشلُ بمثابة دروس تستفيد منها الطُّغمة الحاكمة بالجارة الشرقية. بل بالعكس، هذه الطُّغمة الحاكِمة مستمرَّةٌ في عدائها للمغرب. وهذا دليلٌ قاطعٌ على أن أعضاءَ هذه الطُّغمة، وأغلبيتُهم عسكريون، أغبياء. وغبائهم هو الذي يدفعهم للاستمرار في كَنِّ العداوة للمغرب. وغبائهم هو الذي جعلهم يتجاهلون التَّقدُّم الكاسح والمتزايد الذي أحرزته قضيتُنا الوطنية على الصعيد العالمي. وهذا التَّقدُّم واضحٌ للعيان ولا يحتاج إلى مجهرٍ ولا إلى مكبِّرٍ للصوت لتُدركَه الطُّغمة الحاكمة في الجارة الشرقية.
أكثر من مائة دولة تعتبر بأن الحكمَ الذاتي بالصحراء المغربية تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد لهذا النِّزاع المفتعل. من بين هذه الدول، دولتان، الولايات المتَّحدة وفرنسا، عضوان في مجلس الأمن ولهما حق الفيتو. على الصعيد الأوروبي، ألمانيا أقوى اقتصاد في أوروبا، تليها إسبانيا الشريك المُميَّز للمغرب. ودول أخرى أوروبية كهولندا وبلجيكا… على الصعيد الإفريقي والأمريكي اللاتيني، عددُ الدول التي سحبت اعترافَها بما يُسمَّى الجمهورية الصحراوية في تزايدٍ مستمرٍّ. وما يُضاف لهذا النجاح الذي تعرفه قضيتُنا الوطنية، أن التقاريرَ السنوية الصادرة عن مجلس الأمن لم تعد تذكر الاستفتاء le référendum. كما تشير هذه التَّقارير إلى ضرورة مشاركة الجارة الشرقية في مفاوضات الموائد المستديرة. وهذه الإشارة، هي في حدِّ ذاتها اعترافٌ من طَرَف مجلس الأمن، أي من المنتظم الدولي، بأن الجارة الشرقية طَرَفٌ في هذا النِّزاع، خلافا لِما تدَّعيه الطُّغمة الحاكمة بأنها غير معنية بهذه القضية. والآتي سوف يكون وبالاً على الطُّغمة الحاكمة بالجارة الشرقية. اللهمَّ إذا رجعت إلى الصواب!
ما أختم به هذه المقالة، الآية الكريمة رقم 46 من سورة الطور التي نصُّها : "يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ". والكيد، لُغةً واصطلاحاً، هو إلحاق الضرر بالغير في الخفاء. ويدخل في نطاق الكيد الحيلةُ والدسائس والكذب والإساءة والتَّآمر والخِداع والغيظ والمكر والتَّضليل والتَّمويه والخُبث والشعوذة والغُبن والغِلُّ والمُراوغة والنَّصب والنفاق… وباختصار، كل الرذائل المشهورون بها العرابدة والفُسَّاق voyous.
هناك دولٌ كثيرة تحكمها طغمة عسكرية junte militaire لكن حكَّامَها، رغم استبدادِهم وطُغيانهم، لهم رجولة ونخوة وأنَفَة وعزَّة نفس وكرامة… وفي هذا الصدد، أذكر، على سبيل المثال، كوريا الشمالية وفينيزويلا اللتان لهما حُكَّام مستبدُّون، لكن لهم كبرياء تجعلهم قادرين على مواجهة أقوى الدول. كبرياء تجلب لهم الاحترامَ والهيبة.
أما حكَّام الجارة الشرقية، فسِيمتّهم الأساسية هي الجُبن la lâcheté، أي أن تصرُّفاتِهم كلَّها مبنيةٌ على الجبن، بمعنى أنه ينطبق عليهم المثل المغربي المُتداول في الأوساط الشعبية : "يخافو ما يحشمو"، أي أن عدمَ احتشامِهم يطغى على خوفهم، فيُصبحون من ذوي "السَّنطيحة" des personnes effrontées التي تجعل تصرُّفاتِهم، قولا وفعلا، من التَّصرُّفات النابية والقدحية.
إلى درجة أن حكَّام الجارة الشرقية ينسون، أو بالأحرى، يتناسون بأنهم يمثِّلون دولةً (بالمعنى السياسي). وهذه الدولة لها شعبٌ ولها إلتزاماتٌ على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وأهم التزامٍ يتمثَّل، أولا، في احترم شعبِها ثم، ثانيا، احترام القانون الدولي الذي يفرض على هذه الطُّغمة احترامَ الدول المُجاورة لها. وهذا شيء ليس، على الإطلاق، من شِيَمِ الطُّغمة الحاكمة بالجارة الشرقية.
وقد أبانت الطُّغمةُ الحاكِمة بالجارة الشرقية عن خساستها وعن دناءَتها وعن عدائها للمغرب، بكل وقاحة، غير ما مرة، مستعملِةً الأكاذيب والبُهتان والنفاقَ والتحايلَ والتَّزويرَ والخوض فيما لا يعنيها والتَّدخُّل، بكل سفاهة، في شؤون البلدان الأخرى، مجاوِرة وغير مُجاوِرة.
وفي هذا الصدد، لا تزال قضيةُ "قُمصان" فريق كرة القدم، نهضة بركان، عالِقةً بالأذهان. حيث أُجبِرَ هذا الفريقَ على البقاء في المطار لساعاتٍ طويلة بسبب حَملِ قمصان فريق نهضة بركان خريطةَ المغرب كاملةً، أي المغرب بصراحه المغربية. لكن أعضاءَ الفريق ومُسيِّريه كانوا يعرفون، حقَّ المعرفة، أنهم على حق. فلم يستسلموا لرغبة حُكَّام الجارة الشرقية، أي كانوا رجالاً حيث ألحُّوا على خوض المباراة بقُمصانهم الحاملة لخريطة المغرب كاملةً، علما أن الطُّغمة الحاكمة أحضرت لهم قمصاناً جديدةً. لكنهم استمروا في الرفض.
ومن مناورات الطُّغمة الحاكمة بالجارة الشرقية، عَدَاءً للمغرب، لجأوا مِؤخراً للتَّلاعُب بالخطاب المُصوَّر الذي ألقاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم 29 أكتوبر 2024 أمام البرلمان المغربي. وتأكيداً لعدائهم للمغرب، تمَّ نقل الصورة التي ظهر فيها البرلماتيون المغاربة وهم واقفون ويصفقون لما تحدَّث الرئيس الفرنسي عن اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه، و وضعوا هذه الصورة مباشرةً بعد حديث نفس الرئيس عن الهجوم الذي شنته حماس على أسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، والذي وصفه بالهجوم الوحشي. حتى يظهر المغرب وكأنه يقف ضد القضية الفلسطينية.
وآخِر ما قامت به الطُّغمة الحاكمة بالجارة الشرقية هو محاولة التَّشويش على التقرير الذي يُصدرُه مجلسُ الأمن في نهاية كل شهر أكتوبر حول الصحراء المغربية. حاولت الجارةُ الشرقيةُ أن تُضيفَ للتقرير تعديلين لمراقبة وضع حقوق الإنسان في الأقاليم الصحراوية التي هي، حاليا تحت سيادة المغرب. لكن هذين التَّعديلين قابلتهما فرنسا بالرَّفض، مستعملةً حقَّ الفيتو.
لكن هيهات ثم هيهات، كلُّ مناوراتِهم باءت بالفشل، والفشل الذريع. ومع ذلك، لم يكن هذا الفشلُ بمثابة دروس تستفيد منها الطُّغمة الحاكمة بالجارة الشرقية. بل بالعكس، هذه الطُّغمة الحاكِمة مستمرَّةٌ في عدائها للمغرب. وهذا دليلٌ قاطعٌ على أن أعضاءَ هذه الطُّغمة، وأغلبيتُهم عسكريون، أغبياء. وغبائهم هو الذي يدفعهم للاستمرار في كَنِّ العداوة للمغرب. وغبائهم هو الذي جعلهم يتجاهلون التَّقدُّم الكاسح والمتزايد الذي أحرزته قضيتُنا الوطنية على الصعيد العالمي. وهذا التَّقدُّم واضحٌ للعيان ولا يحتاج إلى مجهرٍ ولا إلى مكبِّرٍ للصوت لتُدركَه الطُّغمة الحاكمة في الجارة الشرقية.
أكثر من مائة دولة تعتبر بأن الحكمَ الذاتي بالصحراء المغربية تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد لهذا النِّزاع المفتعل. من بين هذه الدول، دولتان، الولايات المتَّحدة وفرنسا، عضوان في مجلس الأمن ولهما حق الفيتو. على الصعيد الأوروبي، ألمانيا أقوى اقتصاد في أوروبا، تليها إسبانيا الشريك المُميَّز للمغرب. ودول أخرى أوروبية كهولندا وبلجيكا… على الصعيد الإفريقي والأمريكي اللاتيني، عددُ الدول التي سحبت اعترافَها بما يُسمَّى الجمهورية الصحراوية في تزايدٍ مستمرٍّ. وما يُضاف لهذا النجاح الذي تعرفه قضيتُنا الوطنية، أن التقاريرَ السنوية الصادرة عن مجلس الأمن لم تعد تذكر الاستفتاء le référendum. كما تشير هذه التَّقارير إلى ضرورة مشاركة الجارة الشرقية في مفاوضات الموائد المستديرة. وهذه الإشارة، هي في حدِّ ذاتها اعترافٌ من طَرَف مجلس الأمن، أي من المنتظم الدولي، بأن الجارة الشرقية طَرَفٌ في هذا النِّزاع، خلافا لِما تدَّعيه الطُّغمة الحاكمة بأنها غير معنية بهذه القضية. والآتي سوف يكون وبالاً على الطُّغمة الحاكمة بالجارة الشرقية. اللهمَّ إذا رجعت إلى الصواب!
ما أختم به هذه المقالة، الآية الكريمة رقم 46 من سورة الطور التي نصُّها : "يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ". والكيد، لُغةً واصطلاحاً، هو إلحاق الضرر بالغير في الخفاء. ويدخل في نطاق الكيد الحيلةُ والدسائس والكذب والإساءة والتَّآمر والخِداع والغيظ والمكر والتَّضليل والتَّمويه والخُبث والشعوذة والغُبن والغِلُّ والمُراوغة والنَّصب والنفاق… وباختصار، كل الرذائل المشهورون بها العرابدة والفُسَّاق voyous.