سعيد گنيش - تساؤلات حول مآل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة

هل يحق لنا التساؤل عن شفافية الانتخابات الرئاسية الجارية حاليا بالولايات المتحدة الامريكية. نعم فالذي يعرف الدور الحاسم "للدولة العميقة" في التحديد النهائي لمسار الاحداث الكبيرة الداخلية والخارجية للإمبراطورية؛ لا يمكنه إلا أن يعتبر هذا التساؤل مشروعا ويشكك في نزاهة هذه الانتخابات. العديد من المختصين الجادين في الشأن الامريكي يقولون أن محيط الاستخبارات يعرفون أن هناك حالات تزوير مكتفة وموثقة حصلت في الانتخابات الرئاسية الاخيرة. هذا السيناريو ممكن و يبدو مرعبا، ولكنه لن يؤدي إلى إعادة الانتخابات . لماذا؟؟
· لأن "الجمهوريون" في الحزب مع زعيمهم الجديد/ Mitch McConnell ، يبدون في حالة ارتياح بعد أن حافظوا على مقاعدهم في مجلس الشيوخ، ومن المتوقع أن يضيفوا 12 مقعدا لصالحهم في مجلس النواب. وقد تخلى معظمهم عن ترامب العنصري القبيح.
· كل مكونات الامبراطورية الاعلامية الامريكية تخلوا تماما عن الرئيس ترامب العنصري البغيض، بعد شيطنته . تم اعلنوا جميعا عن فوز جون بايدن الديمقراطي. كما أن الملياردير مردوخ صاحب محطات تلفزيون Post Fox News/NY لم يعد يحتاج إلى صداقة ترامب الذي تحول إلى منبوذ لأنه أصبح يقال عنه رسميا إنه يوسخ "نمودج الديمقراطية الامريكية".
· كما أن الاستجابة للدعاوى التي يمكن أن ترفع من طرف فريق دفاع ترامب، من أجل إعادة الاحتساب اليدوي للأصوات في الست ولايات المشكوك في نزاهة التصويت بها (، وسكنسون، ميشيغان، بنسلفانيا، جورجيا، نيفادا، أريزونا ) تبدو مستحيلة عمليا، ومكلفة ماليا وبشريا. أما الجانب القانوني في العملية برمتها؛ فإن قانون الانتخابات هو الحاسم في الاخير، حيث أن المشرع يؤكد حرفيا على أن كل ولاية أمريكية تعين من هم الناخبين الكبار الذين يتعين عليهم في المركب الانتخابي تسمية الرئيس الفائز قبل حلول شهر يناير 2021.
ماذا سيحصل خلال هذا الوقت المستقطع أي قبل حلول شهر يناير 2021؟ حسب "بيبي إسكوبار"، وهو من أهم الصحفيين التقدميين المختصين في شأن "الامبراطورية الامريكية"، يطرح:
1- انطلاق المفاوضات بين الديمقراطيين والجمهوريين داخل الكونغرس لاتخاذ القرار النهائي، وترتيب البيت الداخلي بعد كنس "مرحلة ترامب" القبيحة المليئة بالأحداث المزعجة، و تأهيل "أمريكا الجديدة" بعد إجراء عمليات التجميل المطلوبة.
2- مهما اختلفت التقييمات "للمرحلة الترامبية"، فقد خلفت حركة عنصرية شعبوية ذات امتداد جماهيري ( قرابة 71 مليون صوت في الانتخابات صوتوا لفائدة الرئيس ترامب) من الصعب على زعيم جديد في الحزب الجمهوري استيعابها والتعبير عنها. هذه الحركة العنصرية الشعبوية يمكن القول انها سترسخ وجودها داخل المجتمع الامريكي وستعرف حركتها هزات قوية.
أما لماذا حسم "المركب الصناعي العسكري المالي " أي الدولة العميقة، اختياره للرئيس المسمى "العجوز النائم" جون بايدن، وهي الصفة التي استحقها طيلة عمله كسيناتور، المثقل بالملفات المشبوهة حول أفراد عائلته، بعد هذا السيرك الانتخابي؛ وهو السؤال المهم الذي يمكن طرحه من موقع الشعوب المقهورة من سياسات الولايات المتحدة الامريكية العدوانية. فإن شخصية هذا الرئيس ونائبته تبدوان كرطونية وسهلة الترويض وبدون مفاجئات معرقلة، حتى يسهل على المركب المذكور تعبيد الطرق أمام مخططاته خدمة للرأسمال الامبريالي.

سعيد كنيش/تمارة في 09/11/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى