معذرة أيها المثقفون والمثقفات إن تساءلت في حضرتكم عن أسباب حيرتكم المتعلقة بتدافع الشباب في المعرض الدولي المنظم في الجزائر من 6 إلى 16 نوفمبر 2024 لشراء روايات الكاتب السعودي أسامة مسلم.
بدءا أقول: لا تخافوا على مستقبل الأجيال من هذا النوع من الكتابة الروائية الخيالية، ففي «ألف ليلة وليلة» وسواها الكثير مما ورد في رواية «خوف» التي هي رواية خوف فعلا يدير أحداثها سارد مهمين يروي سيرة حياته من خلال شغفه باللغة الانجليزية التي تعلمها في أمريكا، وشعوره بالاغتراب في بلده، ولجوئه إلى مشاهدة التلفاز تعويضا عن علاقاته خارج البيت، وعثوره على كنز من المعرفة في مكتب والده، وشغفه بقراءة الكتب، ومعاناته مع المرض الذي أصابه في بطنه وهو صغير، ويأس أسرته من الطب الحديث، ولجوئها إلى الطب البديل لدى «الشيخ العماني» الذي قبضت عليه الشرطة لممارسته الشعوذة، ليجد السارد المهيمن في الرواية نفسه متورطا في عالم غريب، أفراده ليسوا بشرا بل مجموعه من الشياطين والقرائن، وتتوالى الأحداث العجائبية في هذه الرواية الخيالية..
رواية «خوف» وسواها من روايات الروائي أسامة مسلم متوفرة رقميا، لمن أراد قراءتها..
إنه بعد اطلاعي على معظم ما كتب النقاد والمهتمون بالشأن الثقافي حول الحشد والتدافع الذي عم الجناح الذي كان به الكاتب يوقع مبيعات أعماله، عنت لي جملة من الأسئلة وهي:
-كيف يخاف مثقف من رواية عمدتها لغة تخييلية، ترصد هواجس نفسية، واضطرابات تعبر عن حال إنسانية في أعمال روائية تكاد تكون سيرة ذاتية لكاتبها كما يروي السارد المهيمن في هذا الخطاب الروائي!؟
-كيف يخاف ناقد وأستاذ أكاديمي من رواية أو روايات تعبر عن أحوال النفس المضطربة في واقع مضطرب!؟
-كيف يخاف وينتفض لرؤيته حشدا من الشباب يتدافع لشراء رواية، للاطلاع عليها من باب الفضول، يدفعه هاجس المعرفة، وحب الاطلاع، ورغبة الاكتشاف، وكيف يلوم هؤلاء الشباب المتعطشين إلى القراءة، الراغبين في كشف أسرار عوالم مجهولة لديهم، كيف ينسى هؤلاء المثقفون أن واقعهم لايخلو من شعوذة وتخلف !؟
والغريب أنه متغافل، إذا لم نقل أنه لا يخاف على وضع أمة تواجه الإبادة بأساليب تفوق الخيال في وحشيتها وتدميرها، !!؟؟؟
يا سادة لو تأملتم عالمكم، وأمعنتم النظر في واقعه، لرأيتم ما يفوق الخيال عبثية وهمجية، شعوب تباد مشرقا ومغربا، وأوطان مهددة، ومعظم الناس، معذرة إذا قلت: في سبات، إلا بعض الشرفاء من الساسة والمثقفين في الوطن العربي وأحرار العالم لا يزالون يناهضون الظلم والشر والعدوان...
ياسادة إذا كان لمزيفي الوعي من الإمكانات ما يجعلهم يروجون له في السياسة والفن والأدب وفي المجالس والمنشورات ومواقع التواصل وسوى ذلك، فكونوا في هذه المجالات؛ دعاة وعي مستنير، يواجه الترويج لثقافة الزيف، وسياسة الانبطاح، وخطابات التبعية والخنوع...
وليكن ماتكتبون نصير القيم الإنسانية الخالدة، ونصير الحق والعدل في مواجهة الاحتلال والظلم والفساد والإبادة والاستبداد والطغيان...
ياسادة اعلموا أنه لا ضير من توافد الشباب على شراء وقراءة هذا النوع من الروايات وغيرها، لأن في مواقع التواصل ما هو أكثر غرابة وخرافة منها...
وإن كنت أومن بالحرية، وأعتقد أنه لا وصاية على الناس فيما يفكرون ويبدعون، فإنني أومن أنه لا حجر على الفكر عندما يكون في ترقية الحياة، وبناء الإنسان، ودون أن أناقض اعتقادي أقول: كم تمنيت لو أن هذه الحشود من القراء مثلما توجهت إلى شراء هذا النوع من التجربة في الكتابة الروائية لقراءتها ومعرفة عوالمها، لو أنها توجهت كذلك إلى شراء وقراءة ما يفيد في بناء الذات، وما ينمي الوعي، ويضيف الجديد إلى المدارك، ويثري التجارب، ويعزز مجال الخبرات، ويرقي القدرات العلمية والفكرية والعملية..
ولا أظن أن شبابنا فاقد الأهلية، ولا أظنه في غفلة عما تعيش الأمة من أوضاع، وأعتقد أنه يملك من الوعي، والثقة في النفس، والروح الوطنية والقومية، ما يجعله متطلعا لصياغة وثبة علمية وحضارية وثقافية بهمة عالية، وأنه مهما مورست عليه وسائل الدعاية والتضليل والتزييف، لن تنال من عزمه، ولن تثنه عن بناء المستقبل، وهو ملم بكل ما يعتمل به واقعه، فشبابنا يميز بجوهره الطيب، وذكائه الخارق، ووعيه المتبصر الحق من الباطل، ويعرف أن الزبد يذهب جفاء، وما ينفع الناس يمكث في الأرض...
ولن أقول شيئا في الأعمال الروائية للكتاب السعودي أسامة مسلم قبل قراءتها، قراءة نقدية شاملة، وقبل تحليل مكوناتها، وتفكيك علاماتها، وإظهار مرجعياتها، وكشف خلفياتها، وبناء معانيها، متحريا الموضوعية والتجرد الذي لا تمليه الدعاية، ولاتهيمن عليه مظاهر تدافع الحشود،
وإني فاعل ذلك بإذن الله قريبا...
نورالدين السد - الجزائر...
بدءا أقول: لا تخافوا على مستقبل الأجيال من هذا النوع من الكتابة الروائية الخيالية، ففي «ألف ليلة وليلة» وسواها الكثير مما ورد في رواية «خوف» التي هي رواية خوف فعلا يدير أحداثها سارد مهمين يروي سيرة حياته من خلال شغفه باللغة الانجليزية التي تعلمها في أمريكا، وشعوره بالاغتراب في بلده، ولجوئه إلى مشاهدة التلفاز تعويضا عن علاقاته خارج البيت، وعثوره على كنز من المعرفة في مكتب والده، وشغفه بقراءة الكتب، ومعاناته مع المرض الذي أصابه في بطنه وهو صغير، ويأس أسرته من الطب الحديث، ولجوئها إلى الطب البديل لدى «الشيخ العماني» الذي قبضت عليه الشرطة لممارسته الشعوذة، ليجد السارد المهيمن في الرواية نفسه متورطا في عالم غريب، أفراده ليسوا بشرا بل مجموعه من الشياطين والقرائن، وتتوالى الأحداث العجائبية في هذه الرواية الخيالية..
رواية «خوف» وسواها من روايات الروائي أسامة مسلم متوفرة رقميا، لمن أراد قراءتها..
إنه بعد اطلاعي على معظم ما كتب النقاد والمهتمون بالشأن الثقافي حول الحشد والتدافع الذي عم الجناح الذي كان به الكاتب يوقع مبيعات أعماله، عنت لي جملة من الأسئلة وهي:
-كيف يخاف مثقف من رواية عمدتها لغة تخييلية، ترصد هواجس نفسية، واضطرابات تعبر عن حال إنسانية في أعمال روائية تكاد تكون سيرة ذاتية لكاتبها كما يروي السارد المهيمن في هذا الخطاب الروائي!؟
-كيف يخاف ناقد وأستاذ أكاديمي من رواية أو روايات تعبر عن أحوال النفس المضطربة في واقع مضطرب!؟
-كيف يخاف وينتفض لرؤيته حشدا من الشباب يتدافع لشراء رواية، للاطلاع عليها من باب الفضول، يدفعه هاجس المعرفة، وحب الاطلاع، ورغبة الاكتشاف، وكيف يلوم هؤلاء الشباب المتعطشين إلى القراءة، الراغبين في كشف أسرار عوالم مجهولة لديهم، كيف ينسى هؤلاء المثقفون أن واقعهم لايخلو من شعوذة وتخلف !؟
والغريب أنه متغافل، إذا لم نقل أنه لا يخاف على وضع أمة تواجه الإبادة بأساليب تفوق الخيال في وحشيتها وتدميرها، !!؟؟؟
يا سادة لو تأملتم عالمكم، وأمعنتم النظر في واقعه، لرأيتم ما يفوق الخيال عبثية وهمجية، شعوب تباد مشرقا ومغربا، وأوطان مهددة، ومعظم الناس، معذرة إذا قلت: في سبات، إلا بعض الشرفاء من الساسة والمثقفين في الوطن العربي وأحرار العالم لا يزالون يناهضون الظلم والشر والعدوان...
ياسادة إذا كان لمزيفي الوعي من الإمكانات ما يجعلهم يروجون له في السياسة والفن والأدب وفي المجالس والمنشورات ومواقع التواصل وسوى ذلك، فكونوا في هذه المجالات؛ دعاة وعي مستنير، يواجه الترويج لثقافة الزيف، وسياسة الانبطاح، وخطابات التبعية والخنوع...
وليكن ماتكتبون نصير القيم الإنسانية الخالدة، ونصير الحق والعدل في مواجهة الاحتلال والظلم والفساد والإبادة والاستبداد والطغيان...
ياسادة اعلموا أنه لا ضير من توافد الشباب على شراء وقراءة هذا النوع من الروايات وغيرها، لأن في مواقع التواصل ما هو أكثر غرابة وخرافة منها...
وإن كنت أومن بالحرية، وأعتقد أنه لا وصاية على الناس فيما يفكرون ويبدعون، فإنني أومن أنه لا حجر على الفكر عندما يكون في ترقية الحياة، وبناء الإنسان، ودون أن أناقض اعتقادي أقول: كم تمنيت لو أن هذه الحشود من القراء مثلما توجهت إلى شراء هذا النوع من التجربة في الكتابة الروائية لقراءتها ومعرفة عوالمها، لو أنها توجهت كذلك إلى شراء وقراءة ما يفيد في بناء الذات، وما ينمي الوعي، ويضيف الجديد إلى المدارك، ويثري التجارب، ويعزز مجال الخبرات، ويرقي القدرات العلمية والفكرية والعملية..
ولا أظن أن شبابنا فاقد الأهلية، ولا أظنه في غفلة عما تعيش الأمة من أوضاع، وأعتقد أنه يملك من الوعي، والثقة في النفس، والروح الوطنية والقومية، ما يجعله متطلعا لصياغة وثبة علمية وحضارية وثقافية بهمة عالية، وأنه مهما مورست عليه وسائل الدعاية والتضليل والتزييف، لن تنال من عزمه، ولن تثنه عن بناء المستقبل، وهو ملم بكل ما يعتمل به واقعه، فشبابنا يميز بجوهره الطيب، وذكائه الخارق، ووعيه المتبصر الحق من الباطل، ويعرف أن الزبد يذهب جفاء، وما ينفع الناس يمكث في الأرض...
ولن أقول شيئا في الأعمال الروائية للكتاب السعودي أسامة مسلم قبل قراءتها، قراءة نقدية شاملة، وقبل تحليل مكوناتها، وتفكيك علاماتها، وإظهار مرجعياتها، وكشف خلفياتها، وبناء معانيها، متحريا الموضوعية والتجرد الذي لا تمليه الدعاية، ولاتهيمن عليه مظاهر تدافع الحشود،
وإني فاعل ذلك بإذن الله قريبا...
نورالدين السد - الجزائر...