لماذا يمتلك كثير من الآباء ذاكرة قصيرة، كذاكرة الذبابة؟ ينسون أخطاءهم وزلاتهم أيام الطفولة، وينتظرون من هذا الابن المسكين الكمال!. عليه نقول: رفقًا معاشر الآباء، فأبناؤكم عجائن ينتظرون منكم التشكيل، ومن البديهي أن يقع الطفل في الخطأ.
أتذكر أننا طلبنا من ابننا غسل الفاكهة، فغسلها جيدًا، لدرجة أنه استخدم معها الصابون، وَفقًا لإرشادات مربية رياض الأطفال، التي تؤكد على النصح: يلزم غسل اليدين بالماء والصابون!. بعض الآباء يقيم الدنيا ولا يقعدها؛ بسبب خلل يسير، بينما كان موقفنا هو الضحك، واعتبرناها طرفة ونادرة من النوادر، تستحق التقييد.. أقترح تخصيص دفتر لطرائف العائلة، لتتم قراءتها في المستقبل، لتظل ذكرى سعيدة تجلب البِشر والسرور.
نعود إلى صلب الحديث، فالأبناء من طبعهم الخطأ والزلل.. أتذكر أني في أول يوم في الجامعة كنت كالتائه الضرير الذي لا يعرف الكوع من البوع، لدرجة أني كنت أفتش عن العمادة فدخلت مطبخ الجامعة، ضحكت كثيرًا من نفسي، حيث أسلمتُ قيادي لبطني بدلًا من العقل، وقلت مداريًا: من الجيد أن أعرف موقع المطعم حتى لا أموت جوعًا، هذا بالنسبة لشاب كبير، فكيف بطفل صغير؟!
واثق أن كل أب يحمل في ذاكرته المعطوبة زلة وقع بها، فلماذا نهوّل من زلل الأطفال، والبديهي أن يرتكب الطفل بعض الأخطاء؟ ولكن السؤال الأهم: كيف ندير المواقف؟ هل تعلم أنّ الطفل لا ينسى؟ وكلنا يكرر: "الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر"، فبماذا تريد أن يذكرك ابنك؟
يروي أحدهم أنه كان يتشوق لأيام العيد، لأنّ أبويه كانا يأخذانه إلى السوق ليشتري الملابس الجديدة وبعض الألعاب. يقول الراوي: حين كبرت علمت أن أبي كان يمر بظروف صعبة، ومع ذلك لم يحرمنا فرحة العيد، لهذا أقسمتُ ألا أحرم أطفالي هذه الفرحة مهما كانت الظروف!
لكل طفل خصائص، فمن خصائص الأطفال عدم إدراك العواقب بالشكل الصحيح، كما أنّ لهم ضعفًا في جهازهم الإدراكي، ويحتاجون إلى وقت طويل للتكيف ومجانبة الخطأ، فالتبول على الملابس قد يتكرر في بعض المرات رغم كبره النسبي. فمن يحتاج إلى النصح حقيقة، الأبناء أم الآباء؟
تقديرنا أن كلا الطرفين يحتاج لمد يد العون، فلنبدأ بالآباء:
-لا تتعجل إصدار الأحكام، واحسب حسابًا للخسائر النفسية قبل إحلال العقاب.
-اسأل الطفل عن الدافع، وافسح له المجال ليوضح الدواعي التي أوقعته في الخطأ.
-لا تصدر أي حكم قبل أن تسمع من الطفل وجهة نظره.
-إذا كان الخطأ يستحق العقاب، فاختر العقاب المناسب، وقد يكفي إشعاره بالحزن والغضب منه.
-احكم بالعدل، فالعقاب على قدر الخطأ دون تجاوز.
-تجنب تدليل الطفل، وأعطِ الخطأ حقه من العقاب دون تفريط أو إفراط.
أبرز الأخطاء التي يقع بها الأطفال:
-لبس الحذاء بطريقة خاطئة.
-عدم إنجاز المهام بسرعة كافية.
-عدم دخول الحمام في الوقت المناسب.
-تلويث ملابسه النظيفة أثناء اللعب، أو تناول وجبة الطعام.
-عدم إتقان المهارات المعقدة، كإغلاق أزرار القميص وربط قفطان الأحذية.
-العبث بالأدوات الخطرة، كاستخدام الأدوات الحادة، والعبث بالكهرباء.
-اللعب الخطر، كصعود الأماكن الخطرة، وكالتزلج على السلم.
-تخريب المقتنيات وإلحاق الضرر بالمنزل بسبب العبث واللعب غير السليم، كإتلاف الأجهزة، وطلاء الأثاث والجدران.
الطفل له عالمه الخاص، عالم مغمور باللهو واللعب الجميل، نحتاج أن نتذكر أيام طفولتنا البريئة لنعرف ما يشعر به الأولاد، بعض الأحيان لا يُحسن الطفل اختيار الموقف الصحيح.. أيستمر في لعبه الممتع، أم يذهب إلى الحمام ليفرغ مثانته؟ تسحره الألعاب فيختار الموقف الأول، وتقع الكارثة بتلويث ملابسه.. أنفهم موقفه ونساعده في محنته، أم نكتفي بالغضب والإحباط؟
إليك هذه الحكاية: يُنقل أن رجلًا يسمى ديك هيوت رُزق بابن معاق أسماه ريك هيوت، كان هذا الابن لا يستطيع الحركة، وعرف الأب أنّ ابنه يتمنى المشاركة في سباق الـ 8 كيلو مترات، وافق الأب وتكفل بدفع كرسيه المتحرك كل تلك المسافات.. لم تكن هذه إلا البداية لرحلة رياضية امتدت 25 سنة، حتى إن هذا الطفل قال: "لا أشعر أبدًا أني معاق"!
بعد 7 سنوات رغب الابن المعاق بالمشاركة في سباق الرجل الحديدي، فتوقف الأب لحظة حين علم أنه سباق ثلاثي يضم ثلاث رياضات هي: السباحة والجري وركوب الدراجة، ولم يكن هذا الأب يجيد السباحة، ولم يمارس ركوب الدراجة منذ فترة طويلة. مع ذلك وافق على خوض السباق من أجل تحقيق أحلام ابنه، لذا أخذ يتدرب خمس ساعات في خمسة أيام أسبوعيًّا، حتى بلغ الاحتراف وتخطى كل العقبات إكرامًا لابنه واحترامًا لرغبته!. في ختام المطاف أصبح هذا الابن أحد أعضاء فريق تطوير الكراسي المتحركة للمعاقين.
فهل نمتلك نحن الآباء تضحية هذا الأب المكافح؟ فلنحمد الله على سلامة أبنائنا، ولنعلم أنّ خلف كل تربية ناجحة جيلًا ناجحًا يرفع الرأس ويبشر بالخير.
أتذكر أننا طلبنا من ابننا غسل الفاكهة، فغسلها جيدًا، لدرجة أنه استخدم معها الصابون، وَفقًا لإرشادات مربية رياض الأطفال، التي تؤكد على النصح: يلزم غسل اليدين بالماء والصابون!. بعض الآباء يقيم الدنيا ولا يقعدها؛ بسبب خلل يسير، بينما كان موقفنا هو الضحك، واعتبرناها طرفة ونادرة من النوادر، تستحق التقييد.. أقترح تخصيص دفتر لطرائف العائلة، لتتم قراءتها في المستقبل، لتظل ذكرى سعيدة تجلب البِشر والسرور.
نعود إلى صلب الحديث، فالأبناء من طبعهم الخطأ والزلل.. أتذكر أني في أول يوم في الجامعة كنت كالتائه الضرير الذي لا يعرف الكوع من البوع، لدرجة أني كنت أفتش عن العمادة فدخلت مطبخ الجامعة، ضحكت كثيرًا من نفسي، حيث أسلمتُ قيادي لبطني بدلًا من العقل، وقلت مداريًا: من الجيد أن أعرف موقع المطعم حتى لا أموت جوعًا، هذا بالنسبة لشاب كبير، فكيف بطفل صغير؟!
واثق أن كل أب يحمل في ذاكرته المعطوبة زلة وقع بها، فلماذا نهوّل من زلل الأطفال، والبديهي أن يرتكب الطفل بعض الأخطاء؟ ولكن السؤال الأهم: كيف ندير المواقف؟ هل تعلم أنّ الطفل لا ينسى؟ وكلنا يكرر: "الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر"، فبماذا تريد أن يذكرك ابنك؟
يروي أحدهم أنه كان يتشوق لأيام العيد، لأنّ أبويه كانا يأخذانه إلى السوق ليشتري الملابس الجديدة وبعض الألعاب. يقول الراوي: حين كبرت علمت أن أبي كان يمر بظروف صعبة، ومع ذلك لم يحرمنا فرحة العيد، لهذا أقسمتُ ألا أحرم أطفالي هذه الفرحة مهما كانت الظروف!
لكل طفل خصائص، فمن خصائص الأطفال عدم إدراك العواقب بالشكل الصحيح، كما أنّ لهم ضعفًا في جهازهم الإدراكي، ويحتاجون إلى وقت طويل للتكيف ومجانبة الخطأ، فالتبول على الملابس قد يتكرر في بعض المرات رغم كبره النسبي. فمن يحتاج إلى النصح حقيقة، الأبناء أم الآباء؟
تقديرنا أن كلا الطرفين يحتاج لمد يد العون، فلنبدأ بالآباء:
-لا تتعجل إصدار الأحكام، واحسب حسابًا للخسائر النفسية قبل إحلال العقاب.
-اسأل الطفل عن الدافع، وافسح له المجال ليوضح الدواعي التي أوقعته في الخطأ.
-لا تصدر أي حكم قبل أن تسمع من الطفل وجهة نظره.
-إذا كان الخطأ يستحق العقاب، فاختر العقاب المناسب، وقد يكفي إشعاره بالحزن والغضب منه.
-احكم بالعدل، فالعقاب على قدر الخطأ دون تجاوز.
-تجنب تدليل الطفل، وأعطِ الخطأ حقه من العقاب دون تفريط أو إفراط.
أبرز الأخطاء التي يقع بها الأطفال:
-لبس الحذاء بطريقة خاطئة.
-عدم إنجاز المهام بسرعة كافية.
-عدم دخول الحمام في الوقت المناسب.
-تلويث ملابسه النظيفة أثناء اللعب، أو تناول وجبة الطعام.
-عدم إتقان المهارات المعقدة، كإغلاق أزرار القميص وربط قفطان الأحذية.
-العبث بالأدوات الخطرة، كاستخدام الأدوات الحادة، والعبث بالكهرباء.
-اللعب الخطر، كصعود الأماكن الخطرة، وكالتزلج على السلم.
-تخريب المقتنيات وإلحاق الضرر بالمنزل بسبب العبث واللعب غير السليم، كإتلاف الأجهزة، وطلاء الأثاث والجدران.
الطفل له عالمه الخاص، عالم مغمور باللهو واللعب الجميل، نحتاج أن نتذكر أيام طفولتنا البريئة لنعرف ما يشعر به الأولاد، بعض الأحيان لا يُحسن الطفل اختيار الموقف الصحيح.. أيستمر في لعبه الممتع، أم يذهب إلى الحمام ليفرغ مثانته؟ تسحره الألعاب فيختار الموقف الأول، وتقع الكارثة بتلويث ملابسه.. أنفهم موقفه ونساعده في محنته، أم نكتفي بالغضب والإحباط؟
إليك هذه الحكاية: يُنقل أن رجلًا يسمى ديك هيوت رُزق بابن معاق أسماه ريك هيوت، كان هذا الابن لا يستطيع الحركة، وعرف الأب أنّ ابنه يتمنى المشاركة في سباق الـ 8 كيلو مترات، وافق الأب وتكفل بدفع كرسيه المتحرك كل تلك المسافات.. لم تكن هذه إلا البداية لرحلة رياضية امتدت 25 سنة، حتى إن هذا الطفل قال: "لا أشعر أبدًا أني معاق"!
بعد 7 سنوات رغب الابن المعاق بالمشاركة في سباق الرجل الحديدي، فتوقف الأب لحظة حين علم أنه سباق ثلاثي يضم ثلاث رياضات هي: السباحة والجري وركوب الدراجة، ولم يكن هذا الأب يجيد السباحة، ولم يمارس ركوب الدراجة منذ فترة طويلة. مع ذلك وافق على خوض السباق من أجل تحقيق أحلام ابنه، لذا أخذ يتدرب خمس ساعات في خمسة أيام أسبوعيًّا، حتى بلغ الاحتراف وتخطى كل العقبات إكرامًا لابنه واحترامًا لرغبته!. في ختام المطاف أصبح هذا الابن أحد أعضاء فريق تطوير الكراسي المتحركة للمعاقين.
فهل نمتلك نحن الآباء تضحية هذا الأب المكافح؟ فلنحمد الله على سلامة أبنائنا، ولنعلم أنّ خلف كل تربية ناجحة جيلًا ناجحًا يرفع الرأس ويبشر بالخير.