خيرة جليل - ثمة في الكون ما لا تعرفه فالكائنات اللطيفة قد تكون قاتلة...

في محاولة لدراسة بسيطة للسكيزوفرينية عقل بعض المحسوبين على الثقافة، سأقف عند بعض المواقيف التي تعرضت لها مؤخرا كمثقفة متصالحة مع ذاتها إلى درجة لا توصف، ليس غرورا بقدر ما هو إيمان راسخ مني أن البقاء للأصلح وليس للأقوى والزمان كفيل باثبات ذلك. فكمبدعة لا أصرح بأنه ليست لي عيوبا ولم أرتكب أخطاء أبدا، فلي ما يغرق قامتي الطويلة من العيوب الكاملة و لكثرتها، إني لا أستطيع عدها الآن، ولكن تعلمت منها كيف أنتقي الأصلح لمجتمعي حتى لا يكررها غيري، كما أن هذا لا يعني أني فأر تجارب، لكن أنا ألتقط ما تجود به قريحة بعض الطفيليات حولي والتي لم تستطع أن ترق لمستوى العدو، لأن العدو الصادق يدفعك لتطوير نفسك ولتبحث عن الأجمل ما فيك لتمنحه لغيرك ، نعم هي فئة طفيليات فقط تلتصق بجلدك لتمتص دمك كالبراغيث والقمل ....ولا تحتاج انت الا التنظيف المستمر حتى لا تعتاد على العيش معها او تقتحم محرابك وتنشر العدوى . ....نعم هذه الطفيليات لا تبدع ولا تساهم في الابداع وليست لها الجرأة لتبدع ابداعا يحمل بصمتها وحتى إن تجرأت في إحدى محاولاتها البئيسة فهي لا تحاول إلا قرصنة جهود غيرها بالركوب على بعض الموجات لتجري وراء وهم وسراب والمجد المزعوم لتتبنى ثقافة «البوز»مستغلة أكتاف وسواعد البحارة الحقيقين لتحملها نحو ضفة المجد الحقيقي، لكن سرعان ما يسقط القناع وتنكشف الحقيقة ببشاعتها التي لا تغتفر لتجد نفسها معزولة لتعيش الاغتراب الحقيقي، لانها دخلت بيئة راقية غير بيئتها وأصبحت غير قادرة لا على العيش بهذا الوسط ولا على التأقلم معه، لتتحول لجرذ مسعور بنهش جانبيه بعنف ويصدر أصواتا مزعجة ومرعبة لا هي شبيهة بأصواب الحيوانات ولا بصراخ البشر. أصوات كائنات بأجسام هلامية ترهلت بكثرة التمدد والتقلص لتتكيف مع الأوساط التي اقتحمتها بدون استئذان .
اليوم صدفة وجدت نفسي أهاجم من طرف بعض هذه الكائنات المقنعة بقناع الوعظ وتلومني على جرأتي متسائلة:
-كيف لي أن ارتدي سروالا يحمل رسومات بألوان زاهية وأنا قد بلغت من العمر عتيا ؟
لم تخجل من نفسها وهي برجاحة عقلها وبسمو أخلاقها تجوب الشوارع رفقة أخواتها وصديقاتها وعشيقاتها بسراويل ممزقة يطل من تحتها جلد أبيض ناصع يسر الناظرين .
إن من شر البلية ما يضحك، كيف لرجل عاقل ومثقف أن تكون له زمرة عشيرة نساء بمختلف علاقاتها به تمشي مائلات متمايلات كاسيات عاريات بسراويل جنز ممزقة وأقمصة تبرز تضاريسها بتفاصلها المثيرة ؟
أما كان الأحرى به أن ينصحها بان تلبس نوعا من السراويل المزوقة عوض الممزقة بدل ان يجعل سروالي المزوق حديث مجالسه ومصدر أزماته ؟
نعم إن من شر البلية ما يضحك، اليوم يطل علي قرينه من تلك المجالس الراقية ليخبرني بطريقته الساذجة، أنه ما كان علي أن ارتدي تلك الجاكيت الخضراء اللون وذلك السروال المزوق بالاصباغ فقد بدوت كضفدع الغابات الخضراء ، فأنا كاديبة كان من المفترض أن أنتقي لباسا يليق بالمثقفين والادباء.
يا لسذاجته ! كيف ورط نفسه في مزحة لا تليق به ؟ أم أن مخيخه الصغير لم يستوعب بعد أن الأديب والفنان يجب أن يعيش الأفكار التي ينادي بها؟
ألا يعلم أن الفنان بأفعاله يجب أن يكون هو التغيير الذي ينشده لدى غيره؟
. فانت حين ترفع شعار: فضلا وليس أمرا ارتدي سروالا مزوقا عوض واحد ممزق يجب أن تكون أنت هو المبادر الأول لارتدائه .
فعلا إني افضل أن ارتدي سروالا مزوقا بألوان. زاهية وجاكيت أخضر حتى أظهر كضفدع. لكن ليس الضفدع الرجل الذي يعيش بمستنقعات البشر ويتغدى على فضلاتهم وبين ليلة وضحاها تجده قدتحول لحرباء تتلون حسب مجالس البشر ومحيطهم، وحين يهم بدخول بيته يجلجل كأفعى الجرس ويزبد ويرغد كابن عرس وينط كالقرد....يا لها من ملحمة حيوانية نسي بن المقفع ان يدونها تحت عنوان: إحذر هناك كائنات لطيفة لكنها قاتلة.
لنجزم قطعا أني أشبه بلباسي هذا ضفدعا أخضرا . ألا تعلم أن من الضفادع هناك ضفدع صغير لا يقبل العيش بالمستنقعات؟ بل إنه يفضل عنها الغابات المطيرة حيث يعانق النقاء والحياة على حقيقتها و يسمى هذا النوع بضفادع السهام السامة وتتمتع بألوان زاهية، ولذلك تعرف باسم "جواهر الغابة المطيرة" (غيتي) و هي كائنات برمائيا بالغابات المطيرة الاستوائية عبر أميركا الوسطى والجنوبية، وتنتمي لعائلة "دندروباتيديا" (Dendrobatidae)، حيث هناك أكثر من نوع معروف، وفقا لحديقة حيوان سان فرانسيسكو.
و قد سميت بهذا الاسم بسبب السموم التي تفرزها من جلدها، والتي كانت تُستخدم في الماضي على أطراف أسلحة الصيادين، فعلى سبيل المثال، استخدم السكان الأصليون -في "إمبيرا" (Emberá) و"نواناما" (Noanamá) في غرب كولومبيا- جلد ضفادع السهام السامة الذهبية "قيلوباتس تريبلس" (Phyllobates terribilis) على رؤوس السهام لمئات السنين، وفقا للمتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي. حيث تفرز هذه الضفادع سُمّا قويا يسمى "باتراكوتوكسين" (Batrachotoxin)، وفقا لـ"موسوعة علم السموم" (Encyclopedia of Toxicology)، تعتبر ضفادع السهام الذهبية واحدة من أكثر الحيوانات سمية على وجه الأرض، وفقا لـ"ناشيونال جيوغرافيك" (National Geographic).بحيث تقوم بتعطيل نظام الإشارات في الدماغ، مما يتسبب في العديد من الحالات المُنهكة والمُميتة، مثل الشلل والألم الشديد وحتى السكتة القلبية.
يا لك من مثقف غبي ويبدو أن سمها قد اصابك ....لو كنت تعلم أن الضفادع في نقيقها تسبح الله صبحا وعشية وتدخل في نظام سلسلة غذائية تضمن التوازن البيئي لخجلت من ان تشبهني بها لأني لا ارقى في افعالي لمستوى انجازاتها البيئية العظيمة، أرأيت أني إنسانة لست مغرورة لأقول لك : إني أنا لست قطب العالم ولم أستشيط غضبا لما وصفتني به؟
نعم أيها الساذج بنيت برجك على اقتناص المغرورين والمتسلقين سددت سلاحك واستهدفت بذخيرتك المحتالين والمنتحلين لصفة أديب اخر الزمان وشاعرة كل مكان مقابل دريهمات لا ترقى لمستوى تطلعات متسول على قارعة الطريق ، لكن هذه المرة خانك حدسك، سددت رصاصتك واصلت ضفدعا فخاب أملك واصبت بشلل وارتجاج في المخ وأصبحت مسعورا .
أرايت قد أكون كاتبة فاشلة بذخيرة ما يزيد عن عشرين كتاب، لأني لم أتملق أحدا ولم أدفع لمن يصحح أخطائي اللغوية وركاكة اسلوبي ولكني استطيع أن أكون كاتبة فاشلة عابثة تستطيع نشر غسيل من يتجرأ على مهاجمتها أمام الملأ و تضع رأس من يبتزازها بعقود باطلة بالطين لأنها لم تولد بملعقة من ذهب بفمها ولحمها مر كالحنظل ولم تبني إمبراطورية احلامها على وهم مدح المتملقين، لانهاتعرف من أين تؤكل الكتف و ليس لديها ما تخسره، وحين تضع يدها على الذخيرة الحية و الجيدة تستطيع أن تقدمك لغريمك في طبق من فضة فلن تتردد ولو لبرهة. فليس مهما أن تكون هذه الكاتبة الفاشلة حائطا قصيرا يستطيع أن يقفز من فوقه بعض الانتهازين والباحثين عن الشهرة ولكن المهم هو الحفرة التي حضرتها هي لهم وراء حائطها حتى يقفزوا وسطها وهم بكامل غرورهم الأنيق ، لأن السب والشتم والقذف والتشهير والطعن في السمعة وانتحال صفة غير الحقيقة والنصب والاحتيال والتدليس جرائم يعاقب عليها القانون بقوة والمكر لا يفتك إلا بصاحبه .....خيرة جليل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى