في ليالي القمر، وفيما بين الخريف والشتاء، ليس أجمل ولا أروع من مشية طويلة في صحراء (ألماظة) أو ما يليها من الطرق المعبدة بين الحدائق والرمال
هاتيك ليالٍ تسبح في بحار من سحر النور وسحر الصحارى وسحر التاريخ، بل النبوة إن صح ما قيل معززاً بالأسانيد أن موسى عليه السلام تلقى العلم هو وبنتاءور ونخبة من الحكماء والعظماء بجامعة (أون) في هذا الجوار، على أزمنة مختلفات
وما أذكر أنني مشيت في هذه الطرقات مع أحد إلا سألني: على اسم مَن من العظيمات أو الجميلات سميت هذه الصحراء بالماظة؟ وما معنى كلمة الكربة أو القربة أو القربى التي يطلقها الناس على الطريق المؤدي إليها من غير طريق قصر البارون؟
ومجال التخيل أو مجال العبث هنا فسيح
أما مجال الصدق والتحقيق فهو لا يتسع لأكثر من سطور: ألماظة هي (المجزا) أو الـ بالإيطالية ترجمة للمخزن بالعربية، والكربة أو القربى كما يكتبها بعضهم هي الـ بالإيطالية ومعناها (المتحني) أو المتعرج كما يترجمها زميلنا (المرصفي) رحمه الله لو سئل فيها
وقد نعلم أن بعض المهندسين والمفتشين في ترام مصر الجديدة كانوا عند نشأتها من الطليان، وكانوا يتحدثون عن المخزن فيقولون (المجزا) وينطقها العمال بعدهم (المازا) أو ألماظة على سبيل التصحيح، وخير من ذلك أن يقال على سبيل التغليط!
وكانوا إذا ذكروا المحطة الأخيرة قبل مدخل ألماظة ذكروا (الكرفا) أو موضع الانحناء فينطقها العمال بعدهم (الكربة) ويعربها بعضهم (بالقربى) على سبيل الحذلقة أو التحريف
فهذا هو الجد في أصل (ألماظة) و (الكربة) في غير تخيل ولا عبث ولا اختراع
أما مجال التخيل والعبث فكما قلنا فسيح، وكما يستطيع كل مخترع أن يخترع باب على صحراء!
ونحن نعرف الذين يسألون فيجيبون ولا يسكتون، ونعرف الذين يخلقون الأسماء أو يخلقون القصص والتواريخ حول الأسماء، فلو سئل واحد من هؤلاء: ما ألماظة؟ ومن هي رح الله؟ أو سئل: ما القربى؟ ومن أي شيء تقترب بإذن الله؟ فماذا تراه يقول؟ وأي قصة لا يجوز أن تتألف وتتضخم في جواب هذا السؤال، وتفسير معنى الاسمين العجيبين وما فيهما من الشعر ما يغري بالاختراع؟
لقد رأينا كيف اخترعت قصة (أنس الوجود والورد في الأكمام) حول قصر مهجور بجزيرة (فيلة) عند الشلال؟ ورأينا أن القصر أصبح معقلاً مبنياً لفتاة يعشقها فتى مفتون بها يتعقبها من وراء البحار والأنهار والجبال والرمال؟ ولمن يبنى مثل هذا القصر إن لم يبن لبنت وزير؟ ولماذا يبنى إلا للحيلولة بين عاشقين؟ ذلك أمر معقول أدنى إلى العقل من التاريخ، ولهذا غلب اسم أنس الوجود على القصر حتى عرف به في الكتب وضاع بين الألسنة والأسماع ذلك الاسم الذي يسميه به المؤرخون
قال الراوي: أما ألماظة والقربى وقصر البارون فلها حديث عجاب، ونبأ مستطاب، يدهش الألباب، وتتحلى به الصحيفة والكتاب.
فالأصل في ألماظة (ألماسة) على التحقيق، لأنها كانت جوهرة مكنونة تحاط بالظلمات والسدود، ويقام من حولها الحراس والأجناد
وكانت (ألماسة) هذه جوهرة موموقة على سبيل المجاز، وفتاة معشوقة على سبيل الحقيقة التي يعلمها الراسخون. حجبوها لأنهم عشقوها فتعقبوها، وحاروا كيف يخفونها ويكتمون سرها لأن الذين تعقبوها كانوا ينفذون إلى كل سر ويحيطون بكل مكان. . . بنت وزير ولابد أن تكون حتى يستطاع نقلها من سهل إلى جبل ومن بحر إلى بر ومن بستان إلى صحراء، وابن أمير لابد أن يكون ذلك الذي هام بها وتعقبها حتى يستطيع أن يخيف الوزير على فتاته ويستطيع فوق هذا أن يهتدي إليها حيثما ضلله المضللون، وأن يطمع في اغتصابها ولو حماها منه الكماة المستبسلون
عرفنا السر إذن ووضعنا أيدينا على مفتاحه المكنون، ولم يبق إلا أن نتعقب المتعقبين إلى حيث يفلحون أو يخفقون
قال الراوي: وخرج الأمير الصغير يتنسم الأخبار، ويجوب الأقطار، ويتقلب بين الجزر والبحار، فوقف على كل جزيرة، ومخر في كل بحر، وسأل كل راكب، وتحير عند كل طريق؛ إلى أن أراد الله اللقاء، وأذن بانقضاء الفرقة والجفاء. فوقع المحب الوامق على المسئول الذي يجيب عن كل سؤال، لأنه ساحر يضرب الرمل ويعرف طريق الرمال
قال له يا بني، إن نجم صاحبتك في الرمل وليس في الماء، فاخرج إلى صحراء مصر بعيداً من بحر القلزم وبعيداً من بحر الروم، وعلى ملتقى الخطين من هذين البحرين، وامش كذا مئات من الخطوات، واتل كذا صفحات من الرقى والتعاويذ، وأدن إلى قصر شامخ وصرح باذخ، فاحمد الله على بلوغ المراد، وانحر هناك الجزور للقصاد والوراد، ولكن حذار أن يخدعوك، وإياك إياك أن يسترجعوك، فإنك إن دخلت القصر الشامخ وجدته خواء لا أنيس فيه، فزعمت أنهم كانوا فيه ثم تركوه ينعي من بناه، ونكصت على أعقابك وأنت على مدى لحظات من ديار الحبيب الموعود
حذار يا بني أن يخدعوك، وإياك إياك أن يسترجعوك
فإذا بلغت تلك القصور، فلا تقف عندها إلا ريثما تنحر الجزور، وتنصب القدور، وتطلق البخور، وتشكر ربك الشكور، ثم دع القصر المعمور، واضرب في الخلاء المهجور، فهنالك تنحني وتدور، وعند المنحنى تستقبل مطالع النور، ومنازل البدور، وتنادي يا ألماسة يا ألماسة فينكشف المستور، وينفتح ما وراء السور، ولي منك البشارة يوم تقام الأعراس ويشدو في الحي قمري السرور، وبشير الحبور
قال الراوي، فلما جاوز القصر، وانحنى إلى القفر، صاح وا فرحاه! وا طرباه. . . دنت القربى والحمد لله!
وكان وراءه مسجل الأسماء الذي حضر كل تسمية في الأرض والسماء، فقال: هذا هو حي (القربى). . . فسمع الناس الدعاء، وكانت (الكربة) على منعرج الصحراء!
قصة أين منها قصة أنس الوجود والورد في الأكمام؟ وأين التوفيق بين ألماظة والقصر الهندي بصحراء مصر الجديدة، من التوفيق بين أنس الوجود ومعابد البطالة بجزيرة الشلال؟
في ليلة من ليالي القمر الماضي كنت أتمشى مع صاحب يُستحب الحديث معه على مقربة من تلك الصحراء، فبدر السؤال الذي بدر قبل الآن عشرات المرات، وكنت أستطيع الإيجاز فأروي لصاحبي قصة (المجزا) و (الكرفا) في كلمتين معجلتين، وأستطيع الإطالة فأنسج له رواية مسهبة تطول وتطول، ثم تعاد فتجر من ورائها الذيول. فآثرت الإطالة على الإيجاز، وأفضت في الاختراع والتلفيق على نحو يجمع بين التاريخ والرواية، وذكرت السنوات وسميت الأسماء وأصحبت الحديث بالتعليق، الذي ينوب عن (التأثر) والتصفيق، وانتهيت من القصة كأنني أشكك فيها، وألقي التبعة على ناقلها وحاكيها، فكان شكي مدعاة لقبولها، والجنوح إلى تصديقها، والنفرة من مكذبيها، ثم انتهت الإطالة إلى مداها، فأردت أن أصلها بإيجاز من غير لحمتها وسداها، فلا يسألني القارئ عن الخيبة التي قوبلت بها الحقيقة الواقعة، فلعلها كانت ابلغ من الحماسة التي قوبل بها التلفيق والاختراع، ولا يعجبني كراهة المخزن والكرفا فإنها لن تروق القلوب الفتية كما تروقها ألماسة والقربى، وهكذا معظم الحقائق ومعظم الأوهام ومعظم الأسماع ومعظم العقول
وكم للحق من وحشة! وكم للوهم من حظوة! وكم من الناس يأبون أن يصدقوا ما يرون ويسمعون لأن صدق الحياة أليم، فإذا هم يصدقون من يحجبون الصدق عنهم لأنه حجاب مزخرف وثير
وعدنا في الطريق فإذا نحن على مقربة من مسجد يتوسط بين القصر والمنحنى، فعاد صاحبي يقول وكأنه ينتقم مني بما يقول: وأظن هاهنا كان موضع الجذور والقدور، ومقام الصلاة من ذلك المحب الشكور!
قلت: مرحى! مرحى! فهكذا قال الراوي ونسيت، وهكذا يفيد التعليم في السامع النجيب!
يقول شكسبير: وماذا في اسم؟
كثير يا شكسبير!
عباس محمود العقاد
مجلة الرسالة - العدد 491
بتاريخ: 30 - 11 - 1942
هاتيك ليالٍ تسبح في بحار من سحر النور وسحر الصحارى وسحر التاريخ، بل النبوة إن صح ما قيل معززاً بالأسانيد أن موسى عليه السلام تلقى العلم هو وبنتاءور ونخبة من الحكماء والعظماء بجامعة (أون) في هذا الجوار، على أزمنة مختلفات
وما أذكر أنني مشيت في هذه الطرقات مع أحد إلا سألني: على اسم مَن من العظيمات أو الجميلات سميت هذه الصحراء بالماظة؟ وما معنى كلمة الكربة أو القربة أو القربى التي يطلقها الناس على الطريق المؤدي إليها من غير طريق قصر البارون؟
ومجال التخيل أو مجال العبث هنا فسيح
أما مجال الصدق والتحقيق فهو لا يتسع لأكثر من سطور: ألماظة هي (المجزا) أو الـ بالإيطالية ترجمة للمخزن بالعربية، والكربة أو القربى كما يكتبها بعضهم هي الـ بالإيطالية ومعناها (المتحني) أو المتعرج كما يترجمها زميلنا (المرصفي) رحمه الله لو سئل فيها
وقد نعلم أن بعض المهندسين والمفتشين في ترام مصر الجديدة كانوا عند نشأتها من الطليان، وكانوا يتحدثون عن المخزن فيقولون (المجزا) وينطقها العمال بعدهم (المازا) أو ألماظة على سبيل التصحيح، وخير من ذلك أن يقال على سبيل التغليط!
وكانوا إذا ذكروا المحطة الأخيرة قبل مدخل ألماظة ذكروا (الكرفا) أو موضع الانحناء فينطقها العمال بعدهم (الكربة) ويعربها بعضهم (بالقربى) على سبيل الحذلقة أو التحريف
فهذا هو الجد في أصل (ألماظة) و (الكربة) في غير تخيل ولا عبث ولا اختراع
أما مجال التخيل والعبث فكما قلنا فسيح، وكما يستطيع كل مخترع أن يخترع باب على صحراء!
ونحن نعرف الذين يسألون فيجيبون ولا يسكتون، ونعرف الذين يخلقون الأسماء أو يخلقون القصص والتواريخ حول الأسماء، فلو سئل واحد من هؤلاء: ما ألماظة؟ ومن هي رح الله؟ أو سئل: ما القربى؟ ومن أي شيء تقترب بإذن الله؟ فماذا تراه يقول؟ وأي قصة لا يجوز أن تتألف وتتضخم في جواب هذا السؤال، وتفسير معنى الاسمين العجيبين وما فيهما من الشعر ما يغري بالاختراع؟
لقد رأينا كيف اخترعت قصة (أنس الوجود والورد في الأكمام) حول قصر مهجور بجزيرة (فيلة) عند الشلال؟ ورأينا أن القصر أصبح معقلاً مبنياً لفتاة يعشقها فتى مفتون بها يتعقبها من وراء البحار والأنهار والجبال والرمال؟ ولمن يبنى مثل هذا القصر إن لم يبن لبنت وزير؟ ولماذا يبنى إلا للحيلولة بين عاشقين؟ ذلك أمر معقول أدنى إلى العقل من التاريخ، ولهذا غلب اسم أنس الوجود على القصر حتى عرف به في الكتب وضاع بين الألسنة والأسماع ذلك الاسم الذي يسميه به المؤرخون
قال الراوي: أما ألماظة والقربى وقصر البارون فلها حديث عجاب، ونبأ مستطاب، يدهش الألباب، وتتحلى به الصحيفة والكتاب.
فالأصل في ألماظة (ألماسة) على التحقيق، لأنها كانت جوهرة مكنونة تحاط بالظلمات والسدود، ويقام من حولها الحراس والأجناد
وكانت (ألماسة) هذه جوهرة موموقة على سبيل المجاز، وفتاة معشوقة على سبيل الحقيقة التي يعلمها الراسخون. حجبوها لأنهم عشقوها فتعقبوها، وحاروا كيف يخفونها ويكتمون سرها لأن الذين تعقبوها كانوا ينفذون إلى كل سر ويحيطون بكل مكان. . . بنت وزير ولابد أن تكون حتى يستطاع نقلها من سهل إلى جبل ومن بحر إلى بر ومن بستان إلى صحراء، وابن أمير لابد أن يكون ذلك الذي هام بها وتعقبها حتى يستطيع أن يخيف الوزير على فتاته ويستطيع فوق هذا أن يهتدي إليها حيثما ضلله المضللون، وأن يطمع في اغتصابها ولو حماها منه الكماة المستبسلون
عرفنا السر إذن ووضعنا أيدينا على مفتاحه المكنون، ولم يبق إلا أن نتعقب المتعقبين إلى حيث يفلحون أو يخفقون
قال الراوي: وخرج الأمير الصغير يتنسم الأخبار، ويجوب الأقطار، ويتقلب بين الجزر والبحار، فوقف على كل جزيرة، ومخر في كل بحر، وسأل كل راكب، وتحير عند كل طريق؛ إلى أن أراد الله اللقاء، وأذن بانقضاء الفرقة والجفاء. فوقع المحب الوامق على المسئول الذي يجيب عن كل سؤال، لأنه ساحر يضرب الرمل ويعرف طريق الرمال
قال له يا بني، إن نجم صاحبتك في الرمل وليس في الماء، فاخرج إلى صحراء مصر بعيداً من بحر القلزم وبعيداً من بحر الروم، وعلى ملتقى الخطين من هذين البحرين، وامش كذا مئات من الخطوات، واتل كذا صفحات من الرقى والتعاويذ، وأدن إلى قصر شامخ وصرح باذخ، فاحمد الله على بلوغ المراد، وانحر هناك الجزور للقصاد والوراد، ولكن حذار أن يخدعوك، وإياك إياك أن يسترجعوك، فإنك إن دخلت القصر الشامخ وجدته خواء لا أنيس فيه، فزعمت أنهم كانوا فيه ثم تركوه ينعي من بناه، ونكصت على أعقابك وأنت على مدى لحظات من ديار الحبيب الموعود
حذار يا بني أن يخدعوك، وإياك إياك أن يسترجعوك
فإذا بلغت تلك القصور، فلا تقف عندها إلا ريثما تنحر الجزور، وتنصب القدور، وتطلق البخور، وتشكر ربك الشكور، ثم دع القصر المعمور، واضرب في الخلاء المهجور، فهنالك تنحني وتدور، وعند المنحنى تستقبل مطالع النور، ومنازل البدور، وتنادي يا ألماسة يا ألماسة فينكشف المستور، وينفتح ما وراء السور، ولي منك البشارة يوم تقام الأعراس ويشدو في الحي قمري السرور، وبشير الحبور
قال الراوي، فلما جاوز القصر، وانحنى إلى القفر، صاح وا فرحاه! وا طرباه. . . دنت القربى والحمد لله!
وكان وراءه مسجل الأسماء الذي حضر كل تسمية في الأرض والسماء، فقال: هذا هو حي (القربى). . . فسمع الناس الدعاء، وكانت (الكربة) على منعرج الصحراء!
قصة أين منها قصة أنس الوجود والورد في الأكمام؟ وأين التوفيق بين ألماظة والقصر الهندي بصحراء مصر الجديدة، من التوفيق بين أنس الوجود ومعابد البطالة بجزيرة الشلال؟
في ليلة من ليالي القمر الماضي كنت أتمشى مع صاحب يُستحب الحديث معه على مقربة من تلك الصحراء، فبدر السؤال الذي بدر قبل الآن عشرات المرات، وكنت أستطيع الإيجاز فأروي لصاحبي قصة (المجزا) و (الكرفا) في كلمتين معجلتين، وأستطيع الإطالة فأنسج له رواية مسهبة تطول وتطول، ثم تعاد فتجر من ورائها الذيول. فآثرت الإطالة على الإيجاز، وأفضت في الاختراع والتلفيق على نحو يجمع بين التاريخ والرواية، وذكرت السنوات وسميت الأسماء وأصحبت الحديث بالتعليق، الذي ينوب عن (التأثر) والتصفيق، وانتهيت من القصة كأنني أشكك فيها، وألقي التبعة على ناقلها وحاكيها، فكان شكي مدعاة لقبولها، والجنوح إلى تصديقها، والنفرة من مكذبيها، ثم انتهت الإطالة إلى مداها، فأردت أن أصلها بإيجاز من غير لحمتها وسداها، فلا يسألني القارئ عن الخيبة التي قوبلت بها الحقيقة الواقعة، فلعلها كانت ابلغ من الحماسة التي قوبل بها التلفيق والاختراع، ولا يعجبني كراهة المخزن والكرفا فإنها لن تروق القلوب الفتية كما تروقها ألماسة والقربى، وهكذا معظم الحقائق ومعظم الأوهام ومعظم الأسماع ومعظم العقول
وكم للحق من وحشة! وكم للوهم من حظوة! وكم من الناس يأبون أن يصدقوا ما يرون ويسمعون لأن صدق الحياة أليم، فإذا هم يصدقون من يحجبون الصدق عنهم لأنه حجاب مزخرف وثير
وعدنا في الطريق فإذا نحن على مقربة من مسجد يتوسط بين القصر والمنحنى، فعاد صاحبي يقول وكأنه ينتقم مني بما يقول: وأظن هاهنا كان موضع الجذور والقدور، ومقام الصلاة من ذلك المحب الشكور!
قلت: مرحى! مرحى! فهكذا قال الراوي ونسيت، وهكذا يفيد التعليم في السامع النجيب!
يقول شكسبير: وماذا في اسم؟
كثير يا شكسبير!
عباس محمود العقاد
مجلة الرسالة - العدد 491
بتاريخ: 30 - 11 - 1942