🔥المحامي علي ابوحبله - من أبو خضير إلى غزة وحوارة: إرهاب المستوطنين كأداة للتطهير العرقي

🔥 11 عامًا على إحراق محمد أبو خضير

المحامي علي ابوحبله


في 2 تموز/يوليو 2014، استيقظت القدس الشرقية على جريمة بشعة حين اختطف ثلاثة مستوطنين الفتى محمد أبو خضير (16 عامًا) من حي شعفاط، وقاموا بتعذيبه وحرقه حيًا انتقامًا لمقتل مستوطنين في الخليل. كانت الجريمة تجسيدًا لعقلية استعمارية تعتبر الفلسطينيين “أهدافًا مباحة”، وكشفت عن مدى تغلغل خطاب الكراهية والتحريض في المجتمع الإسرائيلي.

لكن الأشد خطورة هو أن هذه الجريمة لم تكن استثناءً، بل تدشينًا لمرحلة جديدة من إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين بغطاء من حكومة الاحتلال

دوابشة وحوارة: النار تنتقل من بيت إلى بلدة

بعد عام، كرر المستوطنون جريمتهم في دوما جنوب نابلس، بإحراق منزل عائلة دوابشة في 31 تموز/يوليو 2015، ما أدى إلى استشهاد الرضيع علي ووالديه، وإصابة الطفل أحمد بحروق مروعة. مرة أخرى، لم تكن الجريمة معزولة بل جزءًا من سياسة تخويف وترهيب لتهجير الفلسطينيين من قراهم.

وفي فبراير 2023، شهدت بلدة حوارة مذبحة مصغرة حين اقتحم مئات المستوطنين البلدة وأشعلوا النار في البيوت والمحلات والمركبات على مرأى وحماية الجيش الإسرائيلي، فيما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه “ليلة أفرغ فيها المستوطنون غضبهم”.

🟥 السياق الأوسع: من إرهاب المستوطنين إلى حرب إبادة

في الضفة الغربية:

منذ بداية 2023 تصاعدت هجمات المستوطنين، ووصلت ذروتها مع الحرب على غزة في أكتوبر 2023. تم توثيق أكثر من 2000 اعتداء للمستوطنين شملت حرق منازل، سرقة أراضٍ، وتدمير محاصيل زراعية، وسط مساعٍ إسرائيلية لتفريغ مناطق C من الفلسطينيين عبر القوة.

هذه الممارسات تمثل تطهيرًا عرقيًا زاحفًا، حيث يُستخدم عنف المستوطنين كأداة مركزية لتغيير الواقع الديمغرافي لصالح المشروع الاستيطاني.

في غزة:

الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة مثّلت الوجه الأكثر دموية للعقلية ذاتها التي حرقت أبو خضير والدوابشة. فالطائرات الإسرائيلية قصفت الأحياء المكتظة ودمرت المستشفيات والمدارس وأبادت عائلات كاملة كما حدث لعائلة الكولك والبطش والنجار، في محاولة لفرض استسلام كامل أو اقتلاع جماعي للفلسطينيين من القطاع.

🛑 جرائم ممنهجة لا أفراد منفلتين

تحاول إسرائيل تصوير جرائم المستوطنين كأعمال “فردية” لكنها في الواقع جزء من استراتيجية هدفها إقامة دولة يهودا والسامره وعليه فإن هذه الأعمال بازدياد للأسباب التالية:

1. الإفلات من العقاب: معظم منفذي الجرائم يُفرج عنهم أو يحصلون على أحكام مخففة، ما يشجع على تكرار الجرائم.

2. التحريض الرسمي: وزراء في حكومة نتنياهو مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش صرحوا علنًا بضرورة “محو بلدات فلسطينية” كما طالب سموتريتش بفعل ذلك مع حوارة.

3. التوازي بين الجبهات: نفس المنطق الذي يحرق البيوت في حوارة هو من يقصف غزة.

⚠️ ما الذي يعنيه ذلك للفلسطينيين اليوم؟

1. المشروع الاستيطاني بات أكثر عدوانية بعد 11 عامًا على إحراق أبو خضير، مستفيدًا من صمت المجتمع الدولي وانشغاله بالحرب على غزة.

2. معادلة “أرض بلا شعب” تتحقق بالنار: سواء عبر حرق المنازل في الضفة، أو تدمير البنية التحتية في غزة لدفع الناس للنزوح القسري.

3. هناك حاجة ماسة لتوحيد الصف الفلسطيني والعربي والعالمي ضد الاحتلال والمستوطنين، وفضح الترابط بين الإرهاب الرسمي الإسرائيلي وجرائم المستوطنين.

✍️ الذكرى الحادية عشرة لإحراق الفتى محمد أبو خضير لم تعد مجرد تاريخ يحييه الفلسطينيون، بل عنوانًا لصراع مستمر ضد مشروع استيطاني إحلالي يرى في كل فلسطيني هدفًا للحرق والاقتلاع. الجرائم التي بدأت بأبو خضير والدوابشة وحوارة تتكامل اليوم مع حرب إبادة في غزة، لتشكل معًا فصول مخطط واحد لا يمكن مواجهته إلا بإستراتيجية فلسطينيه شاملة على الأرض، وبمعركة قانونية وسياسية لعزل إسرائيل وفرض العقوبات عليها لإنهاء الاحتلال وحق تقرير المصير ومد الجسور مع محبي السلام من اليهود

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى